حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

امرأة هزت عرش الرجال

بقلم: امال عثمان

منحني عشقي لتراث الأجداد جواز مرور ملكي للتحليق مع الفراعنة فوق أجنحة السفر.. والتنقل بصحبتهم عبر الأزمنة والمسافات.. وقادني ولعي بالحضارة الفرعونية لنيل شرف التواجد في بلاط أصحاب الجلالة ملوك مصر العظام.. ومرافقتهم خلال أسفارهم إلي بلدان وعواصم العالم المتيمة بآثار الأجداد، والمشاركة في المواكب الاحتفالية البديعة التي تستقبلهم بها شعوب الأرض من مشارقها إلي مغاربها.. لكن رحلتي الأخيرة اختلفت عن كل سابقتها التي كانت في حضرة ملوك الفراعنة.. فقد ساقني الحظ لتكون سفرتي هذه المرة بصحبة إمبراطورة عظيمة شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء بالذكاء والقوة والبراعة.. ملكة عاشت حياة تراجيدية مليئة بالصراعات والمكائد والمؤامرات وحققت شهرة لم تحظي بها غيرها من الملكات من قبل.. امرأة استحوذت علي قلب اثنين من أقوي رجال عصرها وتحولت إلي أسطورة للجمال والحب والموت.. رحلتي كانت في ضيافة الملكة كليوباترا فاتنة القلوب.. وملهمة هوليوود التي كتبت برحيلها شهادة وفاة لآخر ملكات وملوك مصر.. وتركت وراءها عالم مليء بالغموض والسحر والأسرار.. ذلك العالم الذي ظل مفقوداً أكثر من ٠٠٠٢ عام في أعماق البحر وفي قلب الصحراء!

> > >

ها أنا ذا أعود بعد ثلاث سنوات إلي أقدم عاصمة أمريكية، إلي مدينة فيلادلفيا التي يطلقون عليها »قلعة الحب ومهد الثوار«، تلك المدينة التاريخية الجميلة التي انطلقت منها صيحات الحرية، وسطرت علي أرضها وثيقة الاستقلال، لتعلن عن مولد الإمبراطورية الأمريكية العظمي، بعد أن تحررت من سطوة التاج البريطاني.. ذكرياتي عن رحلتي السابقة في مطار»فيلادلفيا« حملت الكثير من المتاعب.. والاستفزاز والخضوع لإجراءات تفتيش طويلة ومملة، لكن هذه المرة تركنا ضباط الأمن في الجوازات نعبر في سلام أنا وبصحبتي الزميلين الصحفيين علاء عبدالهادي وعصام عمران، وألسنه ضباط الأمن تتمتم بكلمات ترحيب رصينة تحمل- لأول مرة- ملامح الود وليس العداء! لذلك أنهينا الإجراءات الأمنية الروتينية سريعاً دون أدني استفزاز أو مشقة!

مدينة فيلادلفيا التي كانت قبل ثلاث سنوات المحطة الأخيرة في جولة الفرعون الذهبي الصغير »توت عنخ أمون« في أرض الأحلام، وقع عليها الاختيار لتكون المحطة الأولي في جولة الملكة الجميلة »كليوباترا« داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك جاء حفل افتتاح المعرض الذي أقيم في معهد فرانلكين باهتاً، وكان الحضور الإعلامي خافتاً، بخلاف ما كان- دائماً- يصاحب مثل تلك المعارض، وذلك بسبب غياب عالم المصريات الشهير الدكتور زاهي حواس، فقد انعكس عدم حضوره حفل الافتتاح بصورة سلبية علي هذا الحدث الثقافي والسياحي الكبير، والذي كان من الممكن أن يحقق ضجة إعلامية ودعاية سياحية أكبر لمصر، خاصة أننا نعلم جميعا أن اسم »كليوباترا« الملكة الأعظم في التاريخ، له جاذبية وسحراً لدي الغرب بسبب الغموض الذي أحاط  بكثير من تفاصيل حياتها الشخصية، والأساطير التي نسجت حول جمالها وأنوثتها وذكائها، والحكايات التي رويت عن علاقاتها الغرامية، وكذلك مأساة موتها التراجيدية التي جعلت الفنانين والمصورين والشعراء والكتّاب يتسابقون علي استلهام قصة حياتها في رسومات وإبداعات وأعمال درامية علي الشاشة.

قد لا يعرف الكثيرون أن عدد الأفلام التي أنتجت عن الملكة المصرية وصلت إلي ٩١ فيلماً،
 
كلها من إنتاج أمريكا وأوروبا باستثناء فيلم واحد من البرازيل، وعلي حد معرفتي أنه لم يحدث أن خرج للنور مثل هذا العدد من الأفلام عن شخصية تاريخية واحدة، ويعتبر فيلم »ليالي كليوباترا.. قصة حب ملكة وامرأة« والذي أنتج عام ٢١٩١ في عصر السينما الصامتة وقامت ببطولته هيلين جاردنر، لكن للأسف لا يوجد أي نسخة سليمة من هذا الفيلم، وأنتجت إيطاليا بعدها بعام واحد فيلم صامت آخر يحمل اسم »مارك أنطونيو وكليوباترا« ويركز فقط علي قصة الحب التي جمعت بين العاشقين الأشهر علي مر العصور، وهو مأخوذ عن مسرحية الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، والتي طبعت عام ٣٢٦١وجسد فيها تلك التراجيديا التاريخية،  ولا توجد من هذا الفيلم  أيضاً أي نسخ سليمة، ويعد فيلم »كليوباترا« الذي أنتج عام ٧١٩١ هو الفيلم الأكثر ثراء حيث تكلفت الديكورات والملابس والإكسسوارات  ما يقرب من النصف مليون دولار، وبلغ طوله الساعة والربع وقامت ببطولته ثيديا بارا، وفي عام ٠٢٩١ قدم المخرج بيد فيشر فيلم رسوم متحركة قصير كوميدي صامت عن كليوباترا، أما أول فيلم ناطق في السينما العالمية فقدمه المخرج الشهير سيسيل دي ميل عام ٤٣٩١ وقامت بدور الملكة النجمة »كلوديت كولبرت« وقام بدور مارك انطونيو الممثل هنري ويلكسون ودور يوليوس قيصر قام به ووارن ويليامز، ولهذا الفيلم قصة غريبة حيث حاول مخرجه أن يتحدي قانون الرقابة الذي صدر في ذلك الوقت، فقام بافتتاح الفيلم بمشهد لفتاة عارية! وقد رشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار وحصل بالفعل علي جائزة التصوير، ويعتبر الفيلم الأفضل والأشهر علي الإطلاق هو الفيلم الذي قامت ببطولته النجمة الشهيرة إليزابيث تايلور والنجم ريتشارد بيرتون الذي جسد شخصية مارك أنطونيو  والنجم ريكس هاريسون الذي جسد شخصية يوليوس قيصر، وقد تكلف الفيلم  مليوني دولار وحقق إيرادات حوالي ٦٢ مليون دولار، ورشح الفيلم لثمانية جوائز أوسكار وحصد منها أربعة، وقد منع الفيلم من العرض في مصر آنذاك بسبب قيام بطلته النجمة الشهيرة إليزابيث تايلور بجمع تبرعات لدولة إسرائيل.

كما تعود كليوباترا مرة أخري للشاشة الفضية قريباً من خلال فيلم جديد بعنوان »كليوباترا ملكة النيل« يجري الآن الإعداد لتصويره  للمخرج ستيفن سودربرج وبطولة الممثلة الأمريكية أنجيلينا جولي ويشاركها البطولة زوجها النجم براد بيت، والذي يجسد دور مارك أنطونيو في الفيلم.

> > >

وعودة للمعرض الذي يقام في متحف فرانكلين بمدينة فلادلفيا، ذلك المعرض الذي نجح في أن يخطف قلب ومشاعر الزائر منذ اللحظة الأولي، حيث أعد المنظمون قاعة صغيرة يجلس فيها الزوار قبل الجولة داخل أجنحة المعرض، يستمعون لصوت الملكة القادم عبر أرجاء المكان وهي تتحدث عن نفسها! وتروي ملامح من حياتها وأمجادها وصراعاتها، ومع انتهاء آخر كلماتها يرتفع الستار عن عالم كليوباترا الساحر الذي مازال جانب كبير منه مفقوداً في أعماق البحر، وبين حبات رمال الصحراء، حيث يستقبل الزوار تمثال رائع من الجرانيت للإمبراطورة المصرية كليوباترا عثر عليه في أعماق مياه الإسكندرية عاصمة الثقافة والحضارة في العالم القديم، عن طريق غواصين من الأثريين المصريين والفرنسيين في البعثة التي يرأسها »فرانك جوديو« مدير المعهد الأوروبي للآثار الغارقة، ويبدو للوهلة الأولي وكأن التمثال مازال يطل علينا من قاع البحر! ويستكمل الزائر جولته فوق أرضيات مصنوعة من الزجاج الشفاف وأسفلها تظهر بعض القطع الأثرية عل الجانبين وسط رمال وصخور صناعية، حيث صممت الديكورات والخلفيات والإضاءة  بشكل يعطي للزائر إحساساً أنه يشاهد تلك الكنوز الأثرية داخل القصر الملكي الغارق في أعماق البحر، والذي كان مسرحاً للأحداث الدرامية التي عاشتها الملكة في العصر البطلمي! أما الجزء الآخر من المعرض فيعرض الآثار التي عثرت عليها بعثة الآثار التي يرأسها الدكتور زاهي حواس داخل معبد »تابوزيرس الماجنا« الذي يعتقد علماء الآثار أن كليوباترا شيدته  لها ولأنطونيو، وقد جاء سيناريو العرض  المتحفي شديد الجمال والجاذبية، ويعكس قصة الحياة الدرامية والسياسية والعاطفية التي عاشتها آخر ملكات مصر من خلال أحدث وسائل التكنولوجية العصرية.

> > >

افتتح المعرض عمدة المدينة بحضور عدد من الشخصيات الأمريكية والدكتورة »وفاء الصديق« مديرة المتحف المصري ورئيسة الوفد المصري، و»دنيس ونت« رئيس مؤسسة فرانكلين، و»فرانك جوديو« رئيس المعهد الأوروبي للآثار الغارقة، و»كاري جارسيا« مدير الناشيونال جيوجرافيك و»جون نورمان« رئيس مؤسسة الفنون والمعارض الدولية.

يضم المعرض ٢٤١ قطعة مختلفة الأشكال والأحجام منها تماثيل جرانيت عملاقة يصل ارتفاعها ٦١ قدماً، ويفوق وزنها الثلاثين طناً ولوحات ومجوهرات وعملات إلي جانب بردية نادرة مستعارة من متحف برلين وهي عبارة عن اتفاقية للتبادل التجاري بين مصر وروما مزيلة بتوقيع الملكة، وهي بمثابة مرسوم ملكي واجب النفاذ يسمح بتصدير الحبوب من مصر إلي روما مقابل الحصول منها علي النبيذ بدون ضرائب، وقد روت لي الدكتورة وفاء الصديق كيف استطاعت بعلاقاتها الودية أن تحصل علي موافقة من مديرة متحف برلين لاستعارة هذه البردية دون أي مقابل مادي أو تأمين طوال فترة المعرض الذي يستمر حتي مايو ٣١٠٢ يطوف خلالها خمس مدن أمريكية مقابل ٢.٥ مليون دولار بواقع نصف مليون دولار عن كل مدينة، إلي جانب عائد بيع المستنسخات والهدايا التي تباع علي هامش المعرض، ويبلغ قيمة التأمين علي القطع الأثرية ٦٥ مليون دولار .

> > >

ورغم أن هناك الكثير من الحقائق العلمية الثابتة في التاريخ عن كليوباترا، إلا أنه مازالت هناك أيضا جوانب عديدة خفية ويكتنفها الغموض، ومازالت الكثير من علامات الاستفهام تبحث عن إجابات، ومازال العلماء يحاولون فك طلاسم عالم أسطورة الجمال والحب والموت، من هي كليوباترا؟! هل استطاعت أن تعيد المجد لأسرتها وتجذب أقوي رجال عصرها بذكائها الحاد المتقد، وشخصيتها القوية، أم أنها كانت امرأة انتهازية تمارس ألاعيبها لتحقيق أغراضها كما صورها أعداءها في روما الذين حاولوا طمس تاريخها وتشويه صورتها والإطاحة بمكانتها وهيبتها لدي الشعب المصري؟! هل كانت تمتلك أنوثة وفتنة وجمال أسطوري، أم كانت قبيحة وممتلئة وقصيرة كما وصفها أحد العلماء البريطانيين؟!

 حاولت أن أجد خلال رحلتي بعض الإجابات حول الملكة كليوباترا التي  ولدت عام ٩٦ قبل الميلاد واعتلت العرش وعمرها ٧١ عاماً عقب وفاة والدها بطليموس الثاني عشرفي وقت سادت فيه الاضطرابات والصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية والديون، لكنها استطاعت بقوة شخصيتها أن تصبح إحدي أقوي الشخصيات التي حكمت مصر طوال تاريخها، واسمها يوناني يعني الإلهة المحبة لأبيها، وقد حملت أسمها من قبل ٦ أميرات من البطالمة في مصر،  ألا أن أياً منهن لم يكن لها من الشهرة والمجد الذي حققته كليوباترا السابعة التي  كانت أول ملكة مصرية من أسرتها تتعلم اللغة المصرية بعد ٠٠٣ سنة من التعامل باللغة واللهجة والحضارة اليونانية.

وقد عمل والد كليوباترا علي إنعاش الحياة الفكرية في الإسكندرية التي تضم كبار المفكرين والمبدعين، مما جعل ابنته تتمتع بثقافة رفيعة وتعليم متميز وكان لها العديد من المدرسين في العلوم والرياضيات والفلسفة وفنون الكتابة واللغات، هؤلاء الذين تفرغوا للعناية الفكرية بها وتأهيلها لقيادة البلاد والحكم، وهذا ما جعل الكثير من العلماء يؤكدون أن كليوباترا حققت إنجازات عظيمة لكونها موهوبة ودبلوماسية وتتحدث عدة لغات بطلاقة وقائدة بحرية، وليست امرأة تجري في عروقها دماء ملكية تخطط لمطامعها وتجري وراء أهوائها!

وعلي الرغم من أصول كليوباترا المقدونية الضاربة بجذورها في الطابع والثقافة الأوروبية كأجدادها السابقين بدءا من الاسكندر الأكبر ومن تلاه من حكام البطالمة الذين ورثوا مصر، إلا أن كليوباترا اختارت أن تنتمي لمصر قلباً وقالباً، حيث تعمدت تمصير شخصيتها وهويتها، وارتدت الأزياء الفرعونية وأحاطت نفسها بحالة توحي بأنها علي اتصال روحي بالإلهة إيزيس، وسعت لخلق علاقة ولاء كامل مع المصريين، وفي الوقت نفسه حرصت علي توطيد العلاقة مع روما.

وقد بدأت الأحداث التي شكلت أسطورتها المعروفة منذ من مقتل القائد العسكري بومباي علي يد أخيها بطليموس الثالث عشر الذي انقلب عليها وتآمر ضدها ليحصل علي الحكم  من شقيقته، ولأنها علمت بالمؤامرة قبل وقوعها، هربت إلي فلسطين كما فعل والدها من قبل، وحاول شقيقها وقتها الاتصال بروما ليطلب منهم الموافقة علي توليه السلطة والحكم، وفي الوقت نفسه سعت كليوباترا للقاء يوليوس قيصر لإعجابها بشجاعته وفروسيته، فعادت للإسكندرية ملفوفة داخل سجادة فارسية قدمها أحد الجنود إلي يوليوس قيصر في قصره، بعدها أرسل رسالة إلي شقيقها بطليموس يدعوه فيها للحضور ليحدد من الأحق بحكم مصر الأخ أم الأخت؟! وعندما دخل بطليموس القصر،وجد شقيقته تجلس بجوار يوليوس قيصر ففزع وألقي بتاجه فوق السجادة الممتدة أمامهما، وهرع مسرعا إلي الخارج صائحا بان شقيقته خائنة ومتآمرة عليه، وبعد صراع دام شهرين بين بطليموس وشقيقة كليوباترا الصغري " أريزونا " من جانب وكليوباترا ويوليوس قيصر من جانب آخر انهزم بطليموس، وتم أسر أريزونا وترحيلها إلي روما وعادت  كليوباترا إمبراطورة علي مصر وأعلن قيصر زواجها من شقيقها الأصغر الذي لم يكن وقتها تجاوز الثانية عشر من عمره وأعلنها وصية علي عرشه، وبعيدا عن علاقة الزواج الشكلية التي كانت تفرضها التقاليد، كانت كليوباترا ويوليوس قيصر في عداد المتزوجين وأنجبت منه »قيصرون« وعاشت هي وابنها وشقيقها مع قيصر في روما عاماً كاملاً إلي أن قتله منافسوه في الحكم  فعادت سراً إلي مصر.

وبعد اغتيال قيصر انقسمت المملكة الرومانية بين أوكتافيوس ومارك أنطونيو الذي حصل علي القسم الشرقي بما فيه مصر، وعندما جاء إلي مصر وقع في غرام كليوباترا، ولكنه تزوج من شقيقة أوكتافيوس من أجل تدعيم كرسيه وتوطيد سلطته بشريكه في حكم روما!

وسرعان ما نشبت خلافات بينهما بسبب ما أسماه أوكتافيوس عطاء القوي والأموال والسلطة الرومانية لامرأة غريبة عن الإمبراطورية الرومانية، ويقصد كليوباترا التي كان يعتبرها عدوه الأول والمباشر وليس أنطونيو الذي كان الشعب المصري مهووساً به ويشجعه للقضاء علي غريمه أوكتافيوس الذي حرض الرومان ضده بحجة أنه رفع راية العصيان ضد وطنه من أجل امرأة وأعلن الحرب عليه، وهزمه في موقعة اكتيوم البحرية الشهيرة هزيمة منكرة، وعندما علمت كليوباترا عادت إلي الإسكندرية حتي لا تقع في الآسر مثلما حدث لأختها التي سارت من قبل في شوارع روما منكسة الرأس، وأعدت لنفسها مقبرة ضخمة وأرسلت لأنطونيو رسالة بأنها انتحرت، فحاول علي أثرها قتل نفسه، لكنه فشل ثم عاد وعلم أنها مازالت حية فقرر أن يذهب ليموت بين يديها، أما هي فقررت أن تنهي مصيرها بنفسها وتموت ميتة ملكية، وجربت العديد من السموم علي بعض المساجين ولكنها فضلت في النهاية أن تموت بلدغة ثعبان الكوبرا في ٢١ أغسطس عام ٠٣ قبل الميلاد، وقبل أن ترحل  طلبت أن تدفن مع حبيبها مارك انطونيو!

> > >

منذ عدة أعوام قام أحد العلماء في المتحف البريطاني بدراسة توصل فيها إلي أن الملكة كليوباترا التي يتغني الكتاب والشعراء والرسامين بجمالها، لم تكن بالفعل جميلة علي الأقل بمقاييس الجمال الحالية، حيث جاء في الدراسة أنها كانت ممتلئة القوام ورثة الثياب وغير مهتمة بمظهرها، وأن لها أنف خطافية ضخمة وأسنان غير مرتبة وقبيحة، وعينين حادتين وعنق مكتظة بالشحوم، وجاءت الدراسة الانجليزية من خلال بعض العملات المصكوكة التي كانت تستخدم في التداول التجاري والمالي التي يظهر فيها وجه وجسد كليوباترا، ورغم أن صور الملكة وتماثيلها التي صنعت  في فترة حكمها لم تكن تكفي لدحض نتائج الدراسة، حيث أن الملوك والحكام الذين تلو فترة حكمها في مصر قاموا بتحطيم كل صورها وتماثيلها انتقاما منها إرضاء لأوكتافيوس، بل حرصوا علي تحطيم سمعتها وهيبتها ومكانتها لدي المصريين، ولكن تلك الدراسة لم تنجح علي الإطلاق في تغيير الصورة الأسطورية الجميلة للإمبراطورة المصرية في أذهان العالم، وهو ما جعل الفليسوف الفرنسي الشهير بلايز باسكال يعلق علي الدراسة قائلا :إذا كانت أنف كليوباترا خطافية وقامتها ممتلئة وقصيرة فإن وجه الكرة الأرضية بأكملها سيكون مختلفاً.

وسواء كانت هذه الملكة العظيمة قبيحة أو جميلة بمقاييس أي عصر فإننا لا يمكن أن ننفي أنها استحوذت علي قلوب وعقول كل من عرفها!

أخبار النجوم المصرية في

17/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)