حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عبد الرحمن سيساكو رئيسا للفيلم الوثائقي بمرسيليا

أحمد بوغابة – مرسيليا (جنوب فرنسا)

أعلنت إدارة مهرجان الفيلم الوثائقي في مقرها بمدينة مرسيليا، في جنوب فرنسا، والمعروف اختصارا بـ"الفيد" عن برنامجها العام الذي يتضمن فقرات متعددة وكذا لجن التحكيم وذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدتها في الأسبوع الماضي لشهر يونيو الجاري بحضور وسائل الإعلام الفرنسية. وكان "الموقع الإلكتروني للجزيرة الوثائقية" المنبر الإعلامي العربي الوحيد في الندوة.

تتميز الدورة 21 لهذا المهرجان الدولي، الذي يحظى بمصداقية عالمية، برئاسة لجنة تحكيمها الدولية من طرف المخرج الموريطاني عبد الرحمن سيساكو ومشاركة عربية في المسابقة الرسمية وببعض فقراته الموازية. ستنعقد هذه الدورة من 7 إلى 12 يوليوز القادم.

قبل أن يعرض المندوب العام للمهرجان، السيد جان بيير ريم (Jean-Pierre Rehm)، ملامح البرنامج وتفاصيله عبرت جل المؤسسات الحكومية والمدنية الحاضرة في الندوة الصحفية دعمها المادي والمعنوي للمهرجان وإدارته. كما حمل أيضا الملف الصحفي 38 كلمة مطبوعة لأغلب الجهات المُدعمة والمُتبنية للتظاهرة والتي تعبر فيها بصريح العبارة إلتزامها الكلي لاحتضان المهرجان والعمل على إنجاحه. وعليه، فإن مهرجان الفيلم الوثائقي بمرسيليا يجد عمقا استراتيجيا في حظيرة المدينة ونواحيها بمعنى تبنيه من جميع الحساسيات الثقافية والفنية والسياسية وهو ما كنا قد شرحناه في تغطية صحفية في السنة الماضية إبان انعقاد دورته العشرين التي عرفت حينها نقلة نوعية.

المهرجان هو... مختبر للفيلم الوثائقي

سيعرض المهرجان، خلال ستة أيام، أكثر من 130 فيلما موزعا على مختلف فقراته، منها المشاركة في المسابقتين الرسميتين: الأولى دولية تشارك فيها فرنسا بفيلم واحد من بين 20 فيلما، والثانية خاصة بالسينما الفرنسية فقط التي تتضمن 13 فيلما، لكل منهما لجنة تحكيم خاصة بها، فبينما يترأس الأولى (الدولية) المخرج الموريطاني عبد الرحمن سيساكو صحبة أربعة أعضاء آخرين من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، تشرف هذه اللجنة على تسليم جائزتين وهما الجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة ثانية تحمل إسم جورج بوروغارد، فيما تترأس اللجنة الثانية (الخاصة بالأفلام الفرنسية) الممثلة الفرنسية "ميريل بيريي" صحبة أربعة أعضاء من فرنسا وعضوة واحدة من إيطاليا، تسلم هذه اللجنة ثلاث جوائز وهي الجائزة الكبرى للفيلم الفرنسي وجائزة تحمل بدورها إسم جورج بوروغارد الوطنية وجائزة أول عمل لمخرجه. وذكرت إدارة المهرجان - بلسان مندوبها العام - بأنها لا تسعى لفصل الأفلام الأولى لمخرجيها من المسابقتين في فقرة مستقلة خاصة بها التي قد يُنظر إليها باستصغار بينما قد تكون ذات قيمة فنية عالية لذلك فهي حاضرة في الفقرتين معا.

إلى جانب اللجنتين الرئيسيتين للتحكيم، نجد كذلك لجن أخرى موازية لكنها ذات أهمية في الحقل السينمائي نظرا للخدمات التي تؤديها للفائزين وهي أولا: لجنة المكتبات الوطنية المشتغلة على الصورة حيث تتكون هذه اللجنة من خمسة أعضاء يمثلون المكتبات الوطنية في فرنسا. وثانيا: جائزة مرسيليا للأمل والتي يتكون أعضاؤها من سبعة أشخاص يمثلون الحساسيات الدينية بالمدينة. وثالثا جائزة تسلمها لجنة مكونة من ثلاث أشخاص عن المجموعة الوطنية للقاعات السينمائية يمثلون الموزعين وتتجسد جائزتها في توزيع الفيلم بالقاعات المنتمية إلى المجموعة.

ذكر المندوب العام للمهرجان السيد "جان بيير ريم" - إبان الندوة الصحفية - بأن الإدارة توصلت ب 2100 فيلم، الطويلة والقصيرة، من ضمنها 595 فيلما تُعد أول إنتاج لأصحابها جاءت من 94 بلدا تنتمي للقارات الخمس. تم اختيار منها 20 فيلما للمسابقة الدولية الرسمية تنتمي لـ 17 بلدا منها 19 ستُعرض لأول مرة في العالم وفيلم واحد يُعرض لأول مرة في أوروبا. كما تم اختيار 13 فيلما فرنسيا للمشاركة في المسابقة الخاصة بها كلها تُعرض لأول مرة في العالم فضلا عن المشاركة الأولى لأفلام التي تم اختيار 11 فيلما ستُعرض لأول مرة تمثل 6 قطرا مُبرمجة في المسابقتين الرئيسيتين اللتين أشرنا إليهما أقبل قليل.

وأكد المندوب العام في الندوة الصحفية المُشار إليها أعلاه على الصرامة التي سادت لجنة الاختيار في بحثها عن الأفلام المتميزة بحيث تعتمد اللجنة على الأفلام التي تتوصل بها مباشرة من أصحابها وأخرى تكتشفها بالبحث عنها في بقاع العالم عبر المهرجانات أو السفر إليها لمعاينتها لدى أصحابها.

سوريا ولبنان... في المسابقة الرسمية

تشارك سوريا ولبنان في المسابقة الرسمية الكبرى بفيلمين هما "يوميات مادونا" للمخرج نديم أصفر من لبنان (مدته 39 دقيقة) وهو فيلم يتحدث عن الحرب الأهلية داخل غرفة بإبداع خارق حسب ما جاء على لسان المندوب العام. والفيلم "في انتظار أبو زيد" للمخرج محمد علي الأتاسي وهو إنتاج مشترك بين سوريا ولبنان (مدته 82 دقيقة) هو عبارة عن السيرة الشخصية للمفكر المصري حامد أبو زيد.

لا يقتصر المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي في مرسيليا على عرض الأفلام في المسابقة الرسمية فقط وإنما يُبرمج أفلاما عديدة ضمن فقرات موازية نذكر من ضمنها فقرة تحمل عنوان "الشاشات الموازية" والتي تحتوي على التكريمات لعدد من الأسماء التي طبعت السينما في أقطارها المحلية مثل المخرج الهندي الفذ "ريتويك غاطاك" الذي برمجت له إدارة المهرجان 6 من أفضل أفلامه، تتراوح مدة إنتاجها من سنة 1952 إلى 1973 جلها ذات بُعد روائي. وكذا عن الباحث والمفكر الأنتروبولوجي ليفي ستراوس والسينمائي جان روش وآخر أحياء المؤسسين للموجة الجديدة بفرنسا المخرج جان لوك غودار، أو فقرة "من الرواق إلى الشاشة" حيث سيتم الاهتمام بعلاقة المسرح بالسينما قديما وحديثا. ويحتوي البرنامج كذلك على فقرة سينمائية بعنوان "كلام وموسيقى" التي ستثير من خلالها علاقة السينما بالموسيقى بحيث سيتم عرض فيلم يرجع تاريخه إلى بدايات الفن السابع (سنة 1894) الذي جمع ويليام ديكسون وطوماس ألفا إديسون وهو من الأفلام الأولى التي زوجت الصورة بالموسيقى.

مهرجان الفيلم الوثائقي بمرسيليا معروف لدى متتبعيه بكونه تظاهرة تعتمد كثيرا على الدور الثقافي، ليس فقط بتنظيمها لقاءات مع المخرجين لمناقشة أفلامهم بعد عرضها بل أيضا موائد مستديرة وندوات حول المواضيع والعناوين التي ذكرنا بعضها في سياق هذه التغطية إلى جانب فقرات جديدة لهذه السنة في دورتها 21 التي ستجمع المتخصصين والمهتمين بالشأن السينمائي في حوض بحر الأبيض المتوسط بغرض خلق أرضية مشتركة للعمل بين مختلف الفعاليات المنتشرة في الأقطار المتوسطية وذلك في أفق احتضان مدينة مرسيليا لأكبر تظاهرة ثقافية في أوروبا سنة 2013 كعاصمة ثقافية لأوروبا والتي ترغب أن يمتد إشعاعها إلى جميع الأقطار المُطلة على حوض المتوسط نظرا لخصوصية هذه المدينة في علاقتها مع بلدان جنوب المتوسط.

فلسطين وتونس ولبنان... في ورشة الدعم

فبالإضافة لهذه اللقاءات الأساسية، شرع المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمرسيليا "الفيد" منذ السنة الماضية (في الدورة العشرين والتي عرفنا بها في السنة الماضية) تنظيم ورشة احترافية لدراسة مشاريع أفلام وثائقية التي يتقدم بها أصحابها للحصول على الدعم الكلي أو الجزئي سواء قبل الإنتاج أو بعده. ويقول السيد جان بيير ريم، المندوب العام للمهرجان، بأنه لم يعد يكتفي المهرجان بعرض الأفلام فحسب بل شرع أيضا في دعمها قبل إنتاجها ومرافقتها لترى النور وبذلك تجاوز مرحلة التي كان فيها مجرد وسيط ومرآة لعبور الأفلام وتلقيها لعرضها إلى مرحلة جديدة في تاريخه يكون فيها جزء من تأسيس السينما الوثائقية الحديثة.

وقد خص المهرجان لجنة لدارسة المشاريع المنتقاة والتي تتكون من السيدة "دانييلا إلستنير" المتخصصة في ترويج الفيلم الوثائقي والسادة "جان دي فوري" منتج سينمائي و"برونو بيطاتي" رئيس الجمعية الوطنية للمنتجين في الشيلي.

توصلت إدارة المهرجان ب 352 مشروعا من 50 بلدا تنتمي إلى 4 قارات، 31 في المائة منها في طور الكتابة و51 في المائة في طور التهييء و18 في المائة في نهاية مرحلة الإنتاج. تم انتقاء منها 11 مشروعا تمثل 11 جنسية منها ثلاث مشاريع عربية مقترحة لكل من تونس "شالة تونس" لمخرجته كوثر بن هنية، وفلسطين "خارج الإطار" للمخرج يعقوبي مهند، ولبنان "يامو" من إخراج رامي نيهاوي .

ستحظى بعض المشاريع بالدعم بعد مناقشتها بحيث يتقدم أصحابها للدفاع عنها والرد على استفسارات اللجنة أمام المهتمين بكل شفافية. كما ستكون هذه الدورة استثنائية لأن الجهة التي تنتمي إليها مدينة مرسيليا ستخصص بدورها دعما للأفلام التي ستتخذ المنطقة فضاء لتصويرها. سيجد أصحاب مشاريع أفلام من ينصت إليهم من المحترفين في الإنتاج والإخراج والتوزيع والكتابة لكي يوجهونهم حتى وإن لم يحصلوا على الدعم ما دام المهرجان يريد أن يكون ملتقى لتبادل الخبرات والاستفادة المتبادلة.

المهرجان أهم حدث... في المدينة والجهة

ستتوزع أمكنة المهرجان على جميع المؤسسات الثقافية والفنية بمدينة مرسيليا إضافة إلى القاعات السينمائية والساحات العمومية، سيتم في هذه الساحات عرض أفلام في الهواء الطلق في ساعة متأخرة من الليل.

ستحتضن بعض القاعات السينمائية المسابقات الرسمية وأخرى الفقرات الموازية مع تخصيص بعض الفضاءات للقاءات المهنية أو الندوات والمناقشات المُؤطرة أو المفتوحة بما فيها التي سيُنظم بها معارض فوتوغرافية وللكتب، وقد تجاوزت 12 موقعا منتشرة في المدينة دون أن تكون بعيدة عن بعضها كثيرا بحيث تتيح للمتتبع وصولها بسهولة والانتقال بينها بدون صعوبة تُذكر، دون إغفال طبعا القاعة المركزية التي تكون نقطة التمركز الأساسية.

لا يكتفي مهرجان الفيلم الوثائقي في مرسيليا بفتح أبواب مواقعه للجمهور الذي يحج بكثرة بل يعمل هو أيضا – أي المهرجان - على اختراق بعض المواقع الأخرى بالذهاب إليها وحمله لأفلام مهمة جدا لعرضها هناك من بين هذه المواقع مستشفيات المدينة العمومية.

وفي نفس السياق سيطرق المهرجان أبواب الجمعيات والهيئات الخاصة وكذا المدارس والمعاهد. وهذا ما يؤكد ما قلناه في بداية النص بكون المهرجان يتبناه الجميع في مدينة مرسيليا ونواحيها

الجزيرة الوثائقية في

17/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)