حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينمائي سيرغي بارادجانوف في ذكرى وفاته العشرين

الجمال والتفرد والحرية التي لا تحتملها الإيديولوجيات

ريما المسمار

"فنياً، هناك عدد قليل من الأشخاص في العالم القادرين على استبدال بارادجانوف. إنه مذنب، مذنب لفرديته. ونحن مذنبون لعدم تفكيرنا فيه يومياً ولفشلنا في اكتشاف أهمية هذا المعلّم." (أندريه تاركوفسكي عن سيرغي بارادجانوف)

 

سيرغي بارادجانوف (1924-1990) سينمائي وفنان سوفياتي أرمني، ابتدع أسلوباً سينمائياً خاصاً به. ولكن بسبب من خروجه على قوانين الواقعية الإشتراكية- كشكل من اشكال الفن الواقعي الذي ساد الاتحاد السوفياتي ودول شيوعية أخرى لأكثر من نصف قرن- ومغامراته الابداعية ومواقفه الجدلية، مُنع بشكل شبه مستمر من قبل السلطات السينمائية السوفياتية من صنع الأفلام. وعلى الرغم من انه بدأ مسيرته السينمائية في العام 1954، إلا انه تبرأ لاحقاً من كل أفلامه التي أنجزها قبل العام 1964 واصفاً إياها بـ "القمامة"، إذ شهد ذلك العام ولادة تحفته السينمائية "ظلال اسلافنا المنسيين" Shadows of Our Forgotten Ancestors (المعروف ايضاً بعنوان Wild Horses of Fire في البلدان الأجنبية). بعده، حاز بارادجانوف شهرة عالمية وتحوّل في الوقت عينه عدواً للنظام ما أدى إلى منع معظم أفلامه ومشاريعه بين 1965 و1973 العام الذي شهد اعتقاله بتهم ملفقة كالإغتصاب والرشوة والمثلية الجنسية. بعد أربع سنوات من الإعتقال، خرج من دون ان يتمكن من إنجاز فيلم حتى منتصف الثمانينات ـ بعد اعتقاله الثاني في العام 1982 ومن ثم إطلاق سراحه بعد أقل من سنة ـ حيث أنجز فيلمه الاشهر "اسطورة قلعة سورام" The Legend of Suram Fortress (1984) ومن ثم Ashik Kerib قبل وفاته بعامين بسرطان الرئة. فمن هو هذا المنسي الأكبر في تاريخ السينما؟

قليلون هم "شهداء" السينما، ربما لحسن الحظ. اليوم، وباستثناء بلدان قليلة مازالت تمارس القمع على سينمائييها، معظم الرقابة على السينما مصدرها إقتصاديات السينما. ولكن في زمن روسيا السوفياتية، كان الإخراج السينمائي مهنة قد تهدد حيوات أربابها، على ما يؤكّده لنا مثال سيرغي بارادجانوف ومسيرته التي انتهت قبل عشرين عاماً فقط، ومع ذلك تبدو تجربته الحياتية سحيقة والسينمائية خارج المألوف والمتناول في آن معاً. في أواخر الثمانينات، مع ظهور اولى بوادر تطبيق سياسة غورباتشيف الداعية الى الانفتاح والشفافية والعلنية (سياسة glasnost) في مؤسسات الدولة، تحوّل بعض السينمائيين من "المغضوب عليهم" في الفترة السابقة حاملي ملامح الإصلاحات الجديدة. مخرجون مثل إيليم كليموف وألكسندر أسكولدوف استعادوا مكانتهم وتم إحياء أفلامهم الممنوعة. وفي العام 1988، استطاع بارادجانوف ان يسافر خارج بلاده للمرة الاولى حيث احتفى به مهرجان روتردام السينمائي. ولكن بخلاف زملائه الذين اكتشفوا أو أعيد اكتشافهم في تلك المرحلة، لم يكن بارادجانوف مجهولاً. بل إن إدراك مكانته وإن على نطاق ضيق يعود الى العام 1964 عندما اعتُبر فيلمه Shadows of our Forgotten Ancestors أحد عوامل انطلاق فكرة "موجة سوفياتية جديدة" في السينما، مع باكورة اندريه تاركوفسكي Ivans Childhood. والواقع انه كان للأخير تأثير بالغ على إعادة اكتشاف بارادجانوف لنفسه كسينمائي. وهو تأثير اصبح لاحقاً متبادلاً وأرضية لصداقة متينة بين الرجلين. عن تأثير تاركوفسكي وفيلمه الأول فيه، يقول بارادجانوف: "تاركوفسكي الذي يصغرني بعشرة أعوام كان معلّمي ومخلّصي. كان أول من استخدم صور الأحلام والذكريات ليقدم المجاز والرمز في "طفولة إيفان". تاركوفسكي ساعد الناس على فك مغاليق المجاز الشعري. من خلال دراسة تاركوفسكي والتنويع على اسلوبه، أصبحت اقوى. لم أعرف قبلها القيام بأي شيء وما كنت لأنجز شيئاً لولا "طفولة إيفان".

عملياً، أدى ذلك التأثير ببارادجانوف الى تغيير مساره السينمائي بشكل جذري، نابذاً ما كان قد أنجزه بين 1951 و1962 من أفلام قصيرة وروائية ووثائقية يصل عددها الى سبعة أعمال. ولكن تحوّله ذاك كان في نظر "النظام السينمائي" القائم أخطر من باكورة تاركوفسكي. ففي حين اشتغل الأخير على صنف سينمائي قائم اي افلام الحرب العالمية الثانية، مستبدلاً البطولية التي سادت تلك الافلام بصوغ الايام الأخيرة لبطله من خلال أحلام الأخير وهواجسه، ذهب بارادجانوف الى قرية أوكرانية في جبال الكربات ليقدم قصة حب قروية على غرار "روميو وجولييت"، مصحوبة بموسيقى فولكلورية ورقص وأزياء إثنية فضلاً عن الانتقام الوحشي. كيف يمكن لحكاية من هذا النوع ان تُعتبر تهديداً للنظام؟ هنا لا بد من العودة الى فكرة "الواقعية الاشتراكية" (Social Realism وليس Socialist Realism) التي أرساها النظام الاشتراكي جزءاً من سياسة الحكم كشكل فني رسمي أوحد (ودعائي)، مهمته تعزيز أهداف الاشتراكية والشيوعية. وكان من مغبات ذلك رفض كل الأشكال الفنية والتعبيرية السابقة للثورة البولشيفية (1917) كالتعبيرية والتكعيبية وسواهما في وصفها "فناً بورجوازياً منحطاً". في السينما، طُبق النموذج ايضاً فكانت النتيجة أعمالاً تتمحور حول السياسيين السوفياتيين والثورة والانسان الجديد في ظل الاشتراكية وغيرها. بارادجانوف لم يضرب عرض الحائط بتلك القوانين الفنية وحسب، بل انه قارب "محرمات" السينما السوفياتية من خلال موضوع بقاء التقاليد القديمة واستمرار تأثير السحر في حياة الفلاحين، فضلاً عن إحيائه شبح القومية الراقد داخل الامبراطورية السوفياتية الذي كان ستالين (المولود، كما بارادجانوف، في جيورجيا) يكتمه بيد من حديد. ومهما كانت الاختلافات بين تاركوفسكي وبارادجانوف، فإن كليهما كان المؤشر على ولادة تعبير بصري جديد في السينما السوفياتية. وتضافر ذلك، لدى الجمهور الأجنبي، مع الاكتشاف المتأخر لفيلم أيزنستاين الأول "إضراب" Strike المنجز عام 1925 من دون ان يكون متاحاً حتى أواخر الخمسينات، والخروج المؤجل لفيلمه الأخير "إيفان الرهيب الجزء الثاني" Ivan the Terrible Part II في الوقت نفسه تقريباً.

وفي حين بدت حقبة تولي نيكيتا خروتشيف رئاسة مجلس الوزراء ومنصب السكرتير الاول للحزب الشيوعي بين منتصف الخمسينات ومنتصف الستينات "واعدة" لجهة توسيع هامش الحريات، دحض خلفاؤه الآمال بسلسلة من المحاكمات والمنع، ذهب ضحيتها الأولى فيلم تاركوفسكي الثاني "أندريه روبليف" Andrei Rublev الذي انتهى العمل عليه عام 1966 ولكنه لم يعرض حتى العام 1971. على خطاه، سار بارادجانوف في فيلمه التالي "سايات نوفا" Sayat Nova (أطلق عليه لاحقاً اسم "لون الرمان" The Color of Pomegranates) باعثاً شخصية مثقف آخر من الماضي البعيد هو الشاعر الغنائي الأرمني "سايات نوفا" (وتعني "ملك الغناء")، مقدماً حياته من خلال الصور والألوان والشعر من خلال لوحات حية متتالية ومع ممثلة واحدة (الجيورجية سوفيكو شيوريلي) لعبت ستة أدوار. ولكن الفيلم وبعيد اكتماله في العام 1969 مُنع من العرض داخل الاتحاد السوفياتي وخارجه لعقد كامل. وبين 1969 و1970 رفضت خمسة من مشاريعه ظلّت حبراً على ورقق. بعد عامين، ظهرت نسخة معدلة من "سايات نوفا" بعنوان "لون الرمان"، أقصر بعشرين دقيقة وعرضت في صالات موسكو لأسبوعين فقط.

خلال هذه الفترة، تجاورت أسطورة بارادجانوف المتنامية مع الفضائح. أدى اعتقاله في العام 1973 خلال انتقاله بالقطار من موسكو الى كييف، ومن ثم محاكمته في 25 نيسان 1974 بالسجن خمس سنوات في مخيم عمل في أوكرانيا، على خلفية مجموعة من التهم الملفقة (من بينها المثلية الجنسية والإباحية والإتجار بالفن والمضاربة بالعملات والتحريض على الإنتحار)، الى احتجاج عدد كبير من السينمائيين والكتاب والشعراء الأوروبيين الكبار، لم يخلُ من الحيرة. هل كان اوكرانياً او جيورجياً او ارمنياً؟ هل كان مثلي الجنس بالفعل ما سبب اضطهاده؟ أو ضحية تشهير النظام السوفياتي؟ مسألة جنسية بارادجانوف، او عرقه، كانت محيرة بالنسبة الى العالم ذلك انه ولد في "تيبليسي" (الاتحاد السوفياتي)، بدأ مسيرته المهنية في أوكرانيا، أنجز فيلمه Shadows of our Forgotten Ancestors بلكنة اوكرانية غامضة، بينما قدم Pomegranates باللغة الأرمنية. وكأن بارادجانوف كان على علم بذلك الإرتباك فصرح مرة قائلاً: "أنا أرمني، وُلدت في تيبليسي، سُجنت في سجن روسي بسبب وطنيتي الأوكرانية."

بعد خروجه من المعتقل، لم يسمح له بصنع الأفلام، فالتجأ الى النحت والكولاج والرسم التي كان قد مارسها خلال فترة السجن. وبعد فترة سجن ثانية في العام 1982 لستة أشهر، خرج بارادجانوف وفي نيته هذه المرة العودة الى السينما. حينها، كانت القيود قد خفت، فأنجز عام 1984 في جيورجيا "اسطورة قلعة سورام" The Legend of Suram Fortress الذي جاء بعد 15 عاماً من الإنقطاع عن السينما متزامناً مع وهن بارادجانوف الصحي بسبب من السنوات التي أمضاها في المعتقل في ظروف غير صحية. وكما أهدى السينمائي فيلمه السابق Pomegranates للشعب الأرمني، جاء Suram هدية لبلده الام جيورجيا. حكايته الشعبية دارت حول البحث عن بطل للذود عن الوطن الأم، ووصلت ذروتها في مشهد البرج المشيد من اللحم البشري والدم، كوسيلة وحيدة لحماية الأرض من الهجوم.

فيلمه الأخير في العام 1988 لم يرقَ الى مستوى سابقيه. عن قصيدة للشاعر ميكايل ليرمونتوف، كان Ashik Kerib حكاية مغني أعراس فقير، يتوجب عليه إثبات نفسه ليتزوج من ابنة رجل ثري. أهدى بارادجانوف هذا الفيلم الى تاركوفسكي والى "كل الأطفال في العالم". ورأى فيه كثيرون مجازاً لمسيرته السينمائية التي همّشها النظام السوفياتي.

لم يمهل الموت بارادجانوف لإنهاء مشروعه الطموح "الإعتراف" The Confession اذ توفي يوم 20 تموز عام 1990 في يريفان عن 66 عاماً. في العام التالي، أقيم في يريفان متحف دائم باسم السينمائي والفنان، يتضمن أكثر من مئتي عمل له فضلاً عن بعض اثاث منزله في تيبليسي وأصبحت أفلامه متاحة للعرض في المهرجانات الدولية والبرامج الاستعادية. كذلك أصدرت "كينو آي" في العام 2008 مجموعة "دي.في.دي" تضم أفلامه الأربعة الاساسية بين 1964 و1988 فضلاً عن بعض الافلام القصير له او عنه.

اليوم وبعد عشرين عاماً على وفاته، ثمة من يعتقد ان بارادجانوف هو ضحية إما تقليل الشأن وإما تعظيمه. ذلك ان اهتمامه بالكيتش والثقافة الشعبية وفرا له الأرضية لابتكار صور وألوان تناقض أسس الواقعية الاشتراكية المسطحة والبسيطة. وهناك من يعتبر ان شخصيته الابداعية منبعه ذلك الالتصاق والععجاب بكل ما هو فطري وبدائي ومن ذلك فيلمه القصير عن الرسام الجيورجي البدائي نيكو بيروزماني (نظير هنري روسو الجيورجي) عام 1985. ولعل التشابه حاضر هنا في صنع الفن بتواضع وسحر وبساطة.

المستقبل اللبنانية في

11/06/2010

  

"ثلاثية الألفية" لستيغ لارسن في عهدة دايفيد فينشر

مع صدور الجزء الثالث، "الفتاة التي ركلت عش الدبّور" The Girl Who Kicked the Hornets Nest، من "ثلاثية الألفية" للكاتب السويدي ستيغ لارسن، انتبهت هوليوود الى المقوّمات السينمائية التشويقية التي تنطوي عليها كتابات لارسن مما حدا بالمخرج دايفيد فينشر الى الإعلان عن اقتباسه الروايات الثلاث في ثلاثة أفلام، سيخرج أولها في العام 2012. على الرغم من المكانة التي احتلتها الثلاثية في السويد والعالم، إلا أن حكاية الكاتب الشخصية تبقى الأقوى وربما تكون عنصراً أساسياً في رفد أعماله بالشهرة. ذلك ان ستيغ، الصحافي في الاساس والناشط السياسي، بدأ العمل فعلياً على ثلاثيته منتصف التسعينات وقام بوضع ما يشبه الملخص او البذرة لعشر روايات تحرية تشويقية قبل ان ينطلق في كتابة الجزء الاول: "الفتاة ذات وشم التنين" The Girl with the Dragon Tattoo . ولكنه لم يقم اية صلة مع دور النشر قبل العام 2003، مع انتهائه من الجزء الثاني "الفتاة التي لعبت بالنار" The Girl who Played with Fire. هكذا وقع عقداً مع دار نشر محلية (Nordstedts) على ثلاث روايات كما اشترت حقوق الثلاثية دارا نشر المانية وسويدية. ولكن لارسن أصيب في تشرين الثاني 2004 بذبحة قلبية، غادر على أثرها الحياة قبل أن يرى رواياته منشورة. تدور الثلاثية حول شخصيتين ثابتتين هما الصخافي "ميكايل بلومكفيست" ومقرصنة الانترنت ذات وشم التنين "ليزبيث سالاندر". يتعاون الاثنان في كل مغامرة - رواية لفك لغز جريمة قتل. ويتردد ان الكاتب أُجبر من قبل دور النشر على رفع جرعة الجنس في الثلاثية لتسهيل ترويجها لاسيما ان لارسن كان يقدم من خلالها اول عمل للنشر. الجدير بالذكر ان الثلاثية حازت اقتباساً سينمائياً في السويد. اما في هوليوود، فسيتولى ملك العنف الاجتماعي دايفيد فينشر، صاحب Seven وFight Club، اخراج الاقتباسات الثلاثة مع الممثل دانييل كرايغ في شخصية الصحافي قاطعاً الطريق على براد بيت الذي ارتبط اسمه بالمشروع لبعض الوقت. على صعيد آخر، انتشر قبل يومين خبر العثور على قصتين قصيرتين (The Crystal Balls وThe Flies) من نوع الخيالي العلمي الذي عشقه لارسن، كتبهما الاخير عندما كان في السابعة عشرة من عمره وأرسلهما الى مجلة متخصصة لنشرهما مع رسالة ذكر فيها انه يطمح الى أن يصبح كاتباً او صحافياً. ولكن المجلة رفضت محاولات لارسن الأولى التي كان مصيرها مع مواد أخرى "غير صالحة للنشر" التخزين في مكتبة السويد الوطنية. وفي ظل النزاع القانوني بين والد لارسن وشقيقه من جهة وشريكته لاكثر من ثلاثين عاماً إيفا غابرييلسن من جهة ثانية على التصرف بحقوق أعماله، يبقى مصير مسودة الجزء الرابع غير المنتهية في الثلاثية المحفوظة على كومبيوتر لارسن المحمول (الذي هو بحوزة صديقته الآن) مجهولاً.

المستقبل اللبنانية في

11/06/2010

 

"ميرال" يجمع جوليان شنابل وفريدة بينتو وهيام عباس

رواية الفلسطينية رولا جبريل في اقتباس أميركي

حتى فترة وجيزة كانت شهرة رولا جبريل تقتصر على كونها مذيعة جريئة ومحاورة شرسة في التلفزيون الإيطالي. ثم جاء برنامج "باب الشمس" الذي عرضته قناة "القاهرة والناس" في رمضان 2009 ليقدم المذيعة الفلسطينية للجمهور العربي من خلال برنامج حواري أعده الصحافي وائل عبد الفتاح. وها هي الآن ترتقي درجات في سلم الشهرة مع اختيار المخرج والفنان الأميركي جوليان شنابل روايتها "ميرال" اساساً لفيلمه المقبل الذي يحمل العنوان نفسه. وكان عنوان الفيلم قد تردد مع اقتراب موعد مهرجان كان السينمائي الفائت، كمرشّح محتمل للإنضمام الى برنامجه الذي كان شنابل قبل أعوام قليلة أحد نجومه بفيلمه البارز The Diving Bell and the Butterfly الذي حاز عنه جائزة افضل مخرج في دورة العام 2007. ولكن لأسباب لم تُذكر، لم يؤخذ الفيلم في "كان" وبات اليوم شبه مؤكد ذهابه الى البندقية للمشاركة في مهرجانها السينمائي بين آب وايلول المقبلين، حيث عرض شنابل فيلمه الثاني Before Night Falls عام 2000. أما الواجهة الاستعراضية/التجارية للفيلم فتحتلها الممثلة الهندية فريدا بينتو نجمة The Slumdog Millionaire في دور "ميرال". والأخيرة شخصية متخيلة في رواية جبريل كما في فيلم شنابل، تعترض القصة الواقعية لهند الحسيني، المرأة الفلسطينية التي أسست مدرسة "دار الطفل للأيتام" عام 1948 في القدس على أثر النكبة. جبريل التي درست في مدرسة الحسيني، تتخيل في روايتها شخصية "ميرال" التي تلتحق بالمدرسة على اثر وفاة والدتها وتبقى فيها الى حين بلوغها السابعة عشرة، عام تعيينها معلمة في أحد المخيمات الفلسطينية. هناك تعي للمرة الأولى حقيقة الصراع الذي يعيشه الفلسطينيون لاسيما بعد وقوعها في حب الناشط السياسي "هاني". تؤدي دور هند الحسيني الممثلة الفلسطينية المعروفة هيام عباس ويشارك في البطولة ويليم دافو وفانيسا ريدغرايف وعمر متولي وياسمين المصري (التي عرفها الجمهور المحلي إحدى بطلات "سكر بنات" لندين لبكي). شركة وينستاين التي نالت حقوق توزيع الفيلم في شمال أميركا قبل ايام، صرحت بلسان أحد مالكيها هارفي وينستاين بأن "ميرال" هو "الفيلم الأول الذي أتورط فيه والذي يقدم الوجه الآخر للصراع الفلسطيني الاسرائيلي." واضاف هارفي قائلاً انه "كمؤيد مخلص لإسرائيل، اعتقدت ان هذا سيكون فيلماً من الصعب علي التعاطي معه. ولكن لقائي برولا (جبريل) دفعني الى فتح قلبي وعقلي وأتمنى ان يحذو المشاهدون حول العالم حذوي".

المستقبل اللبنانية في

11/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)