حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بلال فضل: أنحاز إلى قضايا الفقراء لأنني منهم

القاهرة ـ دار الإعلام العربية

كاتب صحافي.. سيناريست شاب.. ساخر إلى حد البكاء المضحك.. قفز في فترة وجيزة إلى الصفوف الأولى لكُتَّاب السينما والدراما، فهو من الكُتَّاب الذين تدخل الجماهير أفلامهم لأن اسمه موجود على الأفيش.

ورغم أنه لا يزال في منتصف الثلاثينات من العمر، أقدم بشهرته أو دُفع دفعًا إلى عالم تقديم البرامج، فقد أصبح الرجل ذا وجه مألوف لدى الجماهير، وكان همه في البرنامج أن يقدم «عصير الكتب»، لكن مع هذه الشهرة ظل بلال فضل الصحافي البسيط والمواطن الذي يحمل هموم هذا الوطن بشكل حقيقي وغير مفتعل.. فضل في حوار لـ «الحواس الخمس» يتحدث عن قضايا عديدة تفاصيلها عبر السطور التالية، فإلى التفاصيل.

·         من خلال متابعة كتاباتك الصحافية نراك تركز كثيرًا على الكتابة باللغة الدارجة للمصريين؟

 ـ هناك كثير من الأفلام أُخذت من قصص لكبار كتَّابنا وحوّلها السيناريست إلى حوار بسيط ومفيد، ولكن أعتقد أن اللهجة العامية هي الأكثر قدرة على توصيل الفكرة أو المعلومة خاصة للشعب المصري، كما أنها تستطيع تحقيق الواقعية بحكم أنها محببة للناس ومن خلالها يمكن الوصول إلى أي فئة من فئات المجتمع، فقد كنت مهتمًا في الصحافة بالكتابة باللغة العامية، وبمصطلحات يتناولها العامة في الشارع، ورغم اختلاف البعض معي في ذلك، إلا أنني استطعت أن أصل إلى قطاع عريض من القرّاء، لكني حديثًا توقفت عن إدخال العامية في الكتابة الصحافية، ورغم ذلك أُضيف بعض الكلمات العامية لكتاباتي بالفصحى عندما أرى أن هناك جملة أو فكرة أريد توصيلها كما هي وبشكل أسهل.

نقد للعامية

·         هل الانتقادات التي وُجهت لك بسبب كتابتك بالعامية كانت سببًا مباشرًا في تراجعك عنها؟

 ـ ليس ذلك بسبب الانتقادات؛ لأنه لم يكن هناك نقد لطريقتي، ولكن ربما يكون البعض قد اختلف معي، كما أختلف معهم حول أساليبهم، لكنني رأيت أن السينما والدراما وسيلة جيدة للتوصيل باللهجة العامية، وليس هذا يعني أنني أخاطب شريحة بعينها، بل أخاطب كل شرائح المجتمع، أو يفترض أن يكون الأمر كذلك، كما رأيت من خلال الصحافة أن أستفيد من إمكاناتي بشكل عام، فعدت لأكتب بلغة الصحافيين، ولكن إذا رأيت أن هناك ما يستدعي أن أستعين بعبارات أو مفردات دارجة ما فلن أتردد.

·         تقول إنك تخاطب شرائح عريضة في المجتمع.. لكن ما رأيك فيمن يقول إنك تخاطب الشرائح الفقيرة فقط؟

عندما تطرح موضوعًا يتعلق بشريحة محددة، فليس بالضرورة أنك تخاطب شريحة المطحونين فقط، بل تحاول أن تفتل الحبل الذي يوصل بين المجتمعات أو الطبقات المختلفة، وتركيزي على الطبقات المطحونة ربما لأنني أحس بأنني من هؤلاء الناس، وأعرف مشاكلهم التي لا تنتهي، ومن هنا أكمل الصورة بطرح قضايا المهمشين.

·         تميل إلى السخرية والكوميديا ، هل هما جزء من تركيبتك في الكتابة؟

لا أفضل تصنيف كتاباتي على أنها ساخرة، لكنه طرح مؤلم لقضايانا، وكما يقولون «شر البليّة ما يضحك»، فالسخرية والكوميديا تفرضهما مواقف درامية تفيد الفكرة المطروحة للمناقشة، علاوة على أن الإنسان بإمكانه أن يسخر مما يحدث، وليس الصحافي أو السيناريست فقط.

كما أن كبار الكُتَّاب الجادين كتبوا أعمالاً كوميدية ، المهم هنا أن يكون الكاتب متمكنًا من أدواته ولديه الموهبة والقدرة على الكتابة، وأن يختار الوسيلة المناسبة للقضية التي يناقشها، ولكني لا أنكر ميلي للكوميديا باعتبارها الوسيلة الأسرع للوصول إلى الجمهور، خاصة الجمهور العربي.

وعاء عريض

·         لماذا زاد اهتمامك بالسينما على حساب الكتابة الصحافية التي بدأت بها وحققت لك نجومية؟

لم تكن تجربتي مع السينما مجرد محاولة، بل كنت متأكدًا طوال الوقت من أن السينما وعاء عريض ومؤثر في طرح قضايا وهموم الناس، وكنت حريصًا على تحقيق رؤية محددة، وأن أستفيد من كل الفرص التي تتاح لي بإنتاج أفلام لكتاباتي من خلال أفكار وقضايا منطقية تخدم المجتمع بكل شرائحه؛ ولذلك اخترت السينما كوسيلة ناجحة لذلك..

·         هل تستطيع في هذا العصر أن تفعل كل ما تريد وتؤمن به في ظل تحكم رأس المال؟

أعترف أنني أعاني كثيرًا رغم ثقة كثير من المنتجين في طرح كتاباتي، إلا أنهم أيضًا ينظرون إلى المسألة بمنظار مختلف.

حيث يريدون مواقف ومشاهد حتى ولو كانت مقحمة إقحامًا داخل سياق العمل؛ المهم ما يجذب شرائح المراهقين أو السطحيين وغيرهم بجانب الجمهور المعتاد، وأحيانًا أرى المنتج مؤلفًا عندما يتلقى قصة أو سيناريو ويتدخل لتعديله؛ بحيث يكون العمل الفني في النهاية من تأليفه وحسب هواه، فلا شك أن المال يمثل سلطة فوق رقبة العمل ككل.

·         وهل هذا سبب هبوط مستوى الأفلام السينمائية في المواسم الأخيرة؟

نعم، هناك رأي عام يؤكد تدني مستوى الأفلام في الأعوام الأخيرة مقارنة بفترات الستينات والسبعينات، وهذا يرجع إلى سعي المنتجين للمكسب السريع من خلال عرض أعمال ضعيفة وغير ذات موضوع؛ المهم فيها الجنس أو الرقص أو الغناء دون موضوع يُذكر.

والأغرب من ذلك أن مثل هذه الأفلام التي لا تخدم الجمهور تحقق في أغلب الأحيان أرقامًا خيالية تصل إلى عشرات الملايين بفضل الدعاية الذكية التي تبرز خلالها مشاهد تشد المراهقين وتخاطب شرائح معينة، وبعدها أتعجب من افتخار صُنَّاع السينما بنجاحات لا معنى لها.

مشروع زويل

·         ما دام مشروع بلال فضل يركز على القيم ، إلى أين وصل مشروعك بشأن فيلم «أحمد زويل»؟

أولاً د.أحمد زويل شخصية عامة ومشرفة وله تجربة كبيرة بلغ بها العالمية، بل حصل على أعظم جائزة في العالم وهي «نوبل»، وفكرت في طرح تجربته من خلال عمل كبير، لكن هذا أمر صعب ويحتاج إلى جهود كبيرة لإبراز مواهبه ودوره وتطلعاته وطموحاته التي وصلت به إلى هذه المرتبة العالية، وقد توصلنا إلى اتفاق مع د. زويل بهذا الشأن، وقد تم ترشيح المخرج حاتم علي لإخراج الفيلم، وسيقوم رجل الأعمال د. أحمد بهجت بإنتاجه.

دعوة إصلاح

·         سبق أن أطلقت دعوة للجمهور بالإحجام عن مشاهدة الأفلام الهابطة ، هل هذا يكفي لإصلاح حال السينما؟

بالطبع لا، ولكن من الممكن أن تحقق هذه الدعوة الحل والهدف، ولكن لا بد من تضافر جهود النقاد والكتَّاب وأصحاب الرأي والدولة لتحجيم التجار والمنتجين الذين دخلوا الوسط بلا استئذان، ولكن إذا تمت توعية الجمهور بشكل جيد وبفكر موحد فمن الممكن أن يستوعب الجمهور الأمر، ويدرك مكامن الشراك المنصوبة أمامه ويتفاداها، بشرط وجود أعمال فنية راقية تشبع رغبة المشاهدين، وتغنيهم عن الأعمال الهابطة.

·         كمثقف ولك رسالة مهمة ، هل تعتقد أن المثقف المصري استطاع أن يقوم بدوره كاملاً تجاه مجتمعه؟

للأسف لا يقوم المثقف المصري بدوره، فمنهم من ينحاز إلى السلطة من أجل منصب أو مقاييس معروفة؛ ولذلك أرى بالضرورة مشاركة كل مثقفيها في دعم حركات التغيير.

خاصة أن الشعب المصري شعب واعٍ ومدرك لدوره، ويمكن أن يحدث التغيير بقيادة واعية من فئة المثقفين، وأعتقد أن كل الفئات لا بد أن تشارك في التغيير ، وليس المثقفين فقط فمواليد العام 1995 والذين بلغوا العشرين من العمر، لا بد من مشاركتهم في الانتخابات المقبلة.

·         اتجهت لتقديم البرامج بتقديم «عصير الكتب» ، فهل تعتقد أنه ما زال يحتل مساحة عريضة بين المشاهدين؟

بالتأكيد لأنني لا أقدمه بطريقه تقليدية.. فقد قصدت من خلال هذا البرنامج تحريض الذين لا يهتمون بالقراءة على المعرفة وتصدير متعتها لهم باعتبارها وسيلة عملية لتغيير الإنسان إلى الأفضل.

ومثال ذلك فقرة «أعلى الرصيف»، التي أرى أنها تشجع الناس على الحصول على الكتاب بأقل سعر، وأقصد هنا أولئك الذين يفرشون كتبهم على الرصيف، ولا يدرك الناس أهمية هذه النوعية من الكتب الرخيصة السعر والعالية القيمة، كذلك فقرة «المظاليم» التي تتناول شخصيات مهمة لم تأخذ حقها إعلاميًا.

لذلك أعتقد أن المشاهد يرغب في الموضوعات الجريئة والشخصيات التي يتعاطف معها، بالإضافة إلى اكتشاف مواقع وأماكن مهمة يراها المشاهد كل يوم، ولكنه لم يتوقف أمامها لحظة واحدة؛ ليعرف قيمة المكان وما به من كنز.

بلطية العايمة

من أفلامه: «حرامية في كي جي 2، الباشا تلميذ، واحد من الناس، خارج على القانون، بطلية العايمة»، ومن مؤلفاته: «بني بجم - مجموعة قصصية، ضحك مجروح».

البيان الإماراتية في

11/06/2010

 

«فتنة» الدراما المصرية معالجات سطحية بلا رؤية فنية

القاهرة ـ دار الإعلام العربية 

حفرة نار يحوم الجميع حولها، لكنهم يتجنبون الوقوع فيها؛ ويكرسون كل جهودهم المجتمعية والفنية لمحاربة هذه القضية الشائكة الفتنة الطائفية.

وهي بلا شك قضية أمن قومي من الفئة الأولى لا يصلح معها فقط توجه الدراما لمعالجتها بالنصح والإرشاد، ورصد مظاهر المحبة التاريخية بين أتباع الأديان المختلفة، فهل تفلت الدراما من حصارها وتتجرأ في مناقشة أبعاد الفتن الطائفية التي يفتعلها البعض من آن إلى آخر بصورة مباشرة؛ ولعل هذا ما شهدناه أخيرا من أعمال فنية وأدبية اخترقت العلاقة الحساسة بين المسيحيين والمسلمين في مصر؛ حيث أثيرت قضية الفتنة الطائفية عبر أعمال درامية عدة كان أشهرها مسلسل «أوان الورد»، «عمرو بن العاص»، و«بنت من شبرا» في محاولة لطرح المسكوت عنه بأوامر عُليا.

لكن الواضح أن الأعمال الدرامية لا تزال تفتقد جرأة مناقشة هذه الأزمة، نظرا إلى وجود خطوط حمر تمنع الأجهزة الرقابية الاقتراب منها؛ لذلك لم تصل أي من هذه الأعمال إلى حد الإبداع؛ لكن المؤسسات الدينية، إسلامية ومسيحية تمنع التمادي في وصف العلاقات الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين في الأعمال الدرامية، مكتفية بهوامش مكررة في الأعمال كافة، ما يجعل الدراما وعظية في كل أحوالها، ويفقد معها الجمهور التحمس للمناقشة، فيصاب بالملل من الطرح الموجه للقضية في طريق واحد.

الناقدة ماجدة موريس تؤكد أن الأعمال الدرامية التي تتطرق إلى قضايا الفتنة الطائفية في مصر لاتزال تخضع لمقص الرقيب الذي يحرم المبدع من ممارسة إبداعه، وتكتفي بوضع نمط للشخصية المسيحية في قوالب غير سوية مثل الطيّب لدرجة السذاجة، أو المتزمت لدرجة التخلّف، أو المنحرف وشارب الخمر ومدمن لعب القمار، أو البنت المنحرفة، أو الرجل الضعيف، واعتبرت موريس أن الدراما التي تتحدث عن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر لا تعطي الأقباط حقهم، ما يظهر العمل مبتورا، كما أن هذه الأعمال لم تستطع تصوير العلاقة في شكلها الحقيقي، وقدمت معالجة ساذجة لقضايا متشعبة بين هذين العنصرين، خصوصا في صعيد مصر، ما جعل المشاهد وكأنه يتابع فيلم كرتون، مؤكدة أن الدراما التلفزيونية في هذه القضية سكتت دهرا، ثم نطقت كفراً.

ولم تُنكر موريس أن قضية الفتنة الطائفية من أكثر القضايا الشائكة التي يجب التعامل معها بحذر، لكن أنكرت الحذر إلى هذه الدرجة من رعب المناقشة، وطالبت بالإسراع في تقديم الأعمال التي تناقش القضية بصورة مباشرة..

لافتة النظر إلى مسلسل «أوان الورد» الذي عدَّته من أكثر المسلسلات صدقا في طرح القضية خلال الفترة الأخيرة التي ظهرت فيها عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية التي تصف العلاقة وتستعرضها من القشور فقط، فقد استطاع المسلسل - حسب قولها - التصدي لأصحاب النظريات المتطرفة فكريا.

معالجات بحساب

بينما ترى الناقدة رانيا يوسف أن القضايا الخاصة بالعلاقة بين المسيحيين والمسلمين غاية في الخصوصية، ولا يمكن على الإطلاق الجزم بأن حل هذه القضايا سيأتي من خلال عرضها على شاشات التلفزيون أو السينما.

نظراً إلى حساسيتها بشكل زائد عن أي قضية أخرى؛ ما يجعل الكثير من صُنَّاع الدراما أو السينما يخشون أن يثيروا فتنة تضاف إلى الفتنة الموجودة، فهم لا يريدون أن تكون أعمالهم محل خلاف بين المسلمين والأقباط.. مؤكدا أن المعالجات الدرامية بلا حساب قد تؤدي إلى تأجج الفتنة بشكل أخطر.

اعتراف ضمني

ويتفق في الرأي الناقد سمير فريد، مؤكدا أن مناقشة قضية الفتنة الطائفية بفرد مساحات واسعة لها عبر القنوات الأرضية والفضائيات من خلال أعمال درامية يعني الاعتراف بوجودها، وهو ما يعكس أمورا غير حقيقية؛ لأن النسيج المصري متناغم إلى أبعد الحدود، على الرغم من الاعتراف بوجود أحداث طائفية فردية من وقت إلى آخر.

سواء قضية نجع حمادي أم سوهاج، لكن ما يتم عرضه في الأعمال الفنية يجعل من الضروري الاعتراف بوجود خلافات شديدة كالعنصرية في أميركا، وهذا ما يُكرس الطائفية في مصر، والتي من الممكن أن تؤدي إلى تمزيق الوطن إلى أحزاب وشِيَع.

سيناريوهات فقيرة

لكن المخرج عادل الأعصر يعود ليؤكد أن السيناريوهات التي تم تجسيدها في مسلسلات أو أفلام مصرية بعيدة تماما عن الواقع، وتفتقر إلى المصداقية لوجود أخطاء متعددة سواء تاريخيا أو في الطقوس التي لا يُكلّف الكاتب خاطره في البحث عنها في أمهات الكتب أو بسؤال أصحابها.

ففي مسلسل «خالتي صفية والدير» تعرض للعلاقة بين أحد رهبان الأديرة وجيرانه المسلمين وعمله على نصرة المظلوم؛ حيث بدت العلاقة مثالية للغاية بعيدا بعض الشيء عن أرض الواقع.

 

وتعجب الأعصر من قيام السيناريست القبطي عاطف بشاي مؤلف مسلسل «يا رجال العالم اتحدوا» بإظهار النساء المسيحيات في دور المتمسكات بدينهن، وعلى الرغم من ذلك ظالمات لأزواجهن، في حين أن هؤلاء الأزواج يخشون زوجاتهن إلى أقصى درجة.

وهذا ما أفقد المسلسل مصداقيته، كذلك المخرج القبطي سمير سيف في مسلسله «أوان الورد» الذي قامت ببطولته الفنانة يسرا؛ حيث أظهر سيدة كانت تتزوج مسلماً وتخالف عقيدتها، وهذا يثير حفيظة المسيحيين ضد الأعمال الدرامية، ما يساند فكرة أنهم أقلية مضطهدة في مصر..

أضاف الأعصر أن الراحل أسامة أنور عكاشة هو الوحيد الذي أبدع في كتابة أعماله الخاصة بالمسلمين والأقباط وأفكار الطائفية التي تظهر من وقت إلى آخر، وكان الأقرب للواقع على مدار أعماله كافة.

قضايا أهم

في حين أكد السيناريست محسن الجلاد أن تناول الدراما لمسألة الفتنة الطائفية في مصر قليل للغاية لعدم وجود السيناريوهات المكتوبة بشكل دقيق، والتي تمكن الدراما من نشر السلام الاجتماعي، وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض النماذج الجيدة التي أثبتت أن السيناريو هو الأساس في نجاح الأعمال الدرامية وقدرتها على اختراق القضايا الشائكة.

أضاف أن إيجاد دور للأقباط في الحياة العامة وتناول ذلك في الأعمال الدرامية بصورة واضحة يعطي أفضل النتائج للقضاء على الأعمال الفردية الطائفية، مشيرا إلى وجود عدد هائل من القضايا التي لا تقل قدرا عن العلاقة المتشعبة بين المسلمين والأقباط في مصر، وتكفي قضية البطالة وارتفاع الأسعار والتي تمس المسلمين والأقباط معا دون تصارع فارغ لا طائل من ورائه، وأوضح أن الدراما من واجبها التعامل مع القضايا التي تمس الحياة حسب الأولويات.

بحر ألغام

أما الفنان ماجد الكدواني؛ فيقول: «رغم أنني قبطي إلا أن تجسيد الدراما المصرية للأقباط جاء في حدود الممكن والمتاح؛ لأن تقديم هذه الأعمال صعب للغاية في ظل حالة الاحتقان التي يعيشها الشعب كل فترة بسبب تداخل عناصر خارجية أطلقوا على أنفسهم أقباط المهجر؛ لذلك يعمل صُنَّاع الدراما في بحر من الألغام، كما أن هناك مشاكل إنتاجية متعددة تهدد صناعة الدراما التي تتحدث عن العلاقة بين المسلمين والأقباط تنتهي بموت الإبداع، وجعل الأعمال الدرامية مستهلكة».

الخوف من الوقيعة

وأخيرا تعترف الفنانة إلهام شاهين بوجود عوائق أمام تقديم الفتنة الطائفية في عمل درامي، وهذا أمر رقابي لا علاقة للفنانين أو الكتَّاب أو المخرجين به، فإذا أُتيحت أمامهم الفرصة فلن يتأخروا عنها، لكننا لن نرضى أن تكون الأعمال الدرامية سببا في نزع فتيل قنبلة الطائفية في مصر.

وقد يكون ذلك، ما جعل معظم الكتَّاب يمتنعون عن كتابة هذا النوع من الأعمال الفنية خوفا من التورط في وقيعة بين عنصري الأمة المصرية؛ لذلك تحتاج هذه القضية إلى كاتب واعٍ ومخرج متمكن ولديه رؤية مميزة، إضافة إلى منتج يقتنع بمناقشة القضية بشكل فعَّال بعيدا عن مقتضيات السوق.

البيان الإماراتية في

11/06/2010

 

إنتاج هندسي ضخم مملوء بالجلال والجمال والسحر

بيوت دمشق القديمة استوديوهات حية للدراما

دمشق - ماهر منصور 

حاز البيت العربي الدمشقي القيمة الأسمى، إذ اجتمع فيه التصميم الممتاز، والتعبير الرائع فكان إنتاجاً هندسياً ضخماً مملوءا بالجلال والجمال والسحر يختفي خلف جدران صماء تتشابه بمنظرها الخارجي، ومن أبوابها المطلّة على شوارع المدينة الضيقة وغير المنتظمة، يدلف الإنسان إلى ممر طويل ملتو أو منكسر يشكل منطقة انتقال وسطى بين حيزين مختلفين من الفراغ من حيث درجة الحرارة والخصوصية والثراء المعماري، وينتهي بباب ثان في أحد جانبيه يؤدي إلى فناء البيت الداخلي.

في الفناء الداخلي يذوب المرء في فضاء مفتوح على السماء مباشرة حيث المدى الطبيعي الذي لا تشوبه قسوة بعيداً عن كل عوامل الطبيعية الخارجية، فبين جدرانه تجري كافة نشاطات العائلة وتمتد على مساحاته كل ما يبهج النفس ويوفر شروط الراحة من مزروعات ومسطحات مائية، ووسط هذه العناصر كلها يتسرب عنصر جمالي آخر ربما لا يكون ملموساً ولكنه حاضر بالقوة ذاتها التي نتحسسها في عناصر البيت المادية، والكلام هنا عن الإحساس الفعلي بالأمن والسكينة والسلام والحميمية الذي يشعر به زائر البيت الدمشقي وهو يتنسم عبق الماضي وصيغ الجمال الدافئة في فناء البيت وقاعاته.

في عام 1900 سجل في دمشق القديمة من تلك البيوت 16832 منزلاً، لاتزال تحتفظ منها المدينة القديمة حتى الآن بنحو نصف هذا العدد، وقد ساهمت مواصفات تلك البيوت الجمالية، بلفت أنظار أعين المستثمرين إليها، فتوجهوا إلى داخل أسوار المدينة القديمة باستثمارات اقتصادية وثقافية، وجدت من يشجعها مع حقيقة أن نسبة البيوت المهجورة من عدد البيوت السابقة كانت بحدود 15 بالمئة، بينها ما كان آيلا للسقوط، ومنها ما تحول إلى مستودعات تجارية.

وهكذا شهدنا عمليات ترميم لعدد كبير من البيوت، لتستثمر بموجبها بمشاريع سياحية وثقافية وأخرى اقتصادية كمطاعم ومقاه وفنادق وصل عدده اليوم بحدود 100 مطعم و20 فندقاً تراثياً و6 صالات فنية و20 خانا من أصل 137 كانت موجودة في الماضي. وذلك بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، إضافة إلى قيام 36 من الفنانين التشكيليين بشراء بيوت كانت آيلة إلى السقوط في حي الأمين وتحويلها إلى مراسم وأماكن عرض وجلسات فنية، بحسب (سانا) أيضاً.

ولعل أبرز ما في هذه المشاريع الاستثمارية كانت في إعادة توظيف البيوت القديمة كمطاعم وقد بدا بارزاً أن تسمى كثير من هذه البيوت بأسماء أغان للسيدة فيروز، منها مطاعم «عالبال»، و«سيلينا»، و«دروب الهوا»، و«صباح ومسا».

وعلى خط الاستثمار قامت الحكومة السورية باستملاك وترميم عدد من بيوت دمشق القديمة لتكون بمثابة متاحف حية عن بيوتات الشام وسحرها، و إضافة إلى وظيفتها الأساسية كمتاحف، راحت تشغل هذه البيوت بفعاليات ثقافية واجتماعية مثل قصر العظم الذي صار واحدا من أماكن العروض الفنية ولاسيما الموسيقية منها، أو مكتب عنبر الذي تلقى فيه محاضرات ثقافية.

إلا أن الاستثمار الأمثل لتلك البيوت كان في تحولها إلى استوديوهات قدمت فيها أشهر الأعمال الدرامية السورية، على نحو باتت تعرف بيوت الشام من مسلسلاتها ومن أشهر هذه البيوت:

قصر العظم

شيد قصر العظم والي دمشق أسعد باشا العظم، وقد أعادت المديرية العامة للآثار في سوريا ترميم القصر وبنائه، وحولته إلى متحف للتقاليد الشعبية عام 1954، ويعد قصر العظم واحدا من أكثر الأماكن التي تم تصوير مسلسلات درامية سورية، لعل أشهرها اللوحات الدرامية المتعلقة بالفترة العثمانية التي قدمها الفنان ياسر العظمة في سلسلة مرايا.

بيت نظام

هو واحد من بيوت دمشق الجميلة، ولا يعرف بالضبط تاريخ لبناء البيت أو اسم صاحبه الأصلي ويعود اسمه إلى آخر عائلة سكنت هذا البيت في النصف الأول من القرن العشرين، قبل أن تستملكه محافظة دمشق عام 1974م وتحوله إلى بناء أثري مفتوح أمام الزوار.

ومن أشهر المسلسلات التي تم تصويرها في بيت نظام مسلسل «باب الحارة» وفيه تم تصوير مشاهد منزل عائلة أبو عصام، والبيت ذاته كان بيت الزعيم سلطان أبو الحسن في مسلسل «أهل الراية» إضافة إلى عدد كبير من المسلسلات.

مكتب عنبر

يقع مكتب عنبر شرقي الجامع الأموي في دمشق، وهو منزل بناه على الطراز الدمشقي أحد أثرياء المدينة يوسف عنبر وتم تحويله إلى مدرسة ليكون واحداً من أقدم المدراس في سوريا.

وأحد البيوت الدمشقية القديمة التي لم يتم عليها أي تعديل كثيراً وهو مقر لجنة حماية مدينة دمشق القديمة، وفي بيت عنبر صورت العديد من لوحات مسلسل «مرايا»، إضافة إلى تصوير مشاهد عائلة أبو حاتم في المسلسل الشهير «باب الحارة».

بيت السباعي

يعود بناء بيت السباعي لأواخر القرن الثامن عشر، و هو واحد من بيوت دمشق الجميلة، يقع على مقربة من بيت نظام..والبيت هو الآخر تم اختياره كمكان تصوير لعدد من المسلسلات كان آخرها مسلسل «الدوامة» للمخرج المثنى صبح، وفيه تم تصوير معظم مشاهد بطلة العمل الرئيسية ناديا حمزة.

البيان الإماراتية في

11/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)