حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الديلر .. اعاد اكتشاف النبوي.. ويحسب للسقا انة اعطاة الفرصة

بقلم : ايريس نظمي

أي فيلم يعرض لأحمد السقا نعرف مسبقا أنه فيلم من أفلام »الأكشن«.. فقد وضع السقا نفسه في قالب معين رغم اختلاف الموضوعات.. وأعتقد أن هذا في صالح النجم الذي يتمتع باللياقة البدنية.. ولا أحد من النجوم يجاريه في ذلك.

وعموما  يطلب النجم من كاتب السيناريو ما يريده من أحداث ليسلط علي نفسه الأضواء. لكن يحسب لأحمد السقا أنه منح فرصة كبيرة لخالد النبوي لينافسه في فيلم »الديلر«.

كنت حريصة أن أشاهد الفيلم في أول يوم عرضه.. وقبل أن يكتب النقاد لكي لا أتأثر برأي أحد.

وما حدث شيء غريب حقا.. ربما يكون الأول من نوعه.. فحينما أعلن عن الفيلم في الصحف ونزلت اعلاناته في دور العرض.. ذهبت لكي أشاهده لكني لم أجده وقيل لي أنه تأجل عرضه قد تكون هناك أسباب فنية.. أو خلافات بين الموزعين علي دور العرض. لكن مهما كانت الأسباب فهي  ليست مشكلة المشاهد ولكنها مشكلة صناع الفيلم.

> > >

و»الديلر« هو الشاب الذي يعمل في صالات القمار ويتولي توزيع الورق علي مائدة القمار ويراقب العملية.. ويضطر أحمد السقا في هذا الفيلم أن يقوم بدور »الديلر« لما يعانيه من الفقر هو وعائلته. هذا ما يحدث في صالات القمار الفخمة والفنادق الكبري.. أما في هذا الحي الشعبي الفقير في قلعة الكبش بالقلعة فهو يدار في المقاهي الشعبية.

> > >

وفيلم الديلر فيلم اجتماعي من نوعية أفلام الأكشن تدور أحداثه في أفقر مكان في القلعة في حي الحطابة.. وفي هذا الحي يكون هناك تنافس بين ولدين منذ طفولتهما. هما يوسف »أحمد السقا« وعلي »خالد النبوي«.. يكونان كل منهما فريق للعب الكرة في هذه الحارة.. فريق يضم يوسف والاخر يضم علي. هذا المشهد في البداية يبين لنا شخصية كل من »يوسف« و»علي«. وفيه تظهر قدرة علي في التحكم في الكرة والمراوغة واحراز الأهداف أما يوسف فهو بطيء بعض الشيء.. ينتظر الكرة ولا يجري خلفها.

وفي نفس الوقت فإن الاثنان يتنافسا علي الفوز ببنت الحي سماح »الأردنية مي سليم« منذ صغرها.. لكن يوسف يحبها وهي تحبه.. لكن علي يفوز بها وينتصر علي يوسف ويستولي عليها ويتزوجا زواجا عرفيا ويسافر بها الي الخارج الي مدينة كييف في كرواتيا للاتجار في المخدرات والسلاح.. فطموحه وأطماعه لا حدود لها.. وهو يؤمن تماما أن الفلوس تصنع كل شيء..

أما يوسف الذي يعاني من الفقر هو وأبيه وأخته ويعيشون في شقة متواضعة للغاية هو ما يدفعه للهجرة غير الشرعية الي تركيا بعد أ ن أوصدت كل الأبواب في وطنه.. حتي حبيبته راقصة الفنون الشعبية »سماح« يخطفها الصديق اللدود »علي«. وفي تركيا ينضم لعصابة مافيا المخدرات وينجح في ذلك. وهناك نري عوالم غريبة.. عالم مافيا الهيرويين.. وهؤلاء الكبار الذين يديرون أعمالهم دون أن يظهروا.. يساعدهم بعض رجال الشرطة المتواطئين معهم.

> > >

نعود الي كرواتيا لنري »علي« يعامل »سماح« بقسوة.. ويضربها أحيانا.. ويضطرها للعمل كراقصة في كباريه.. وتحمل وتطلب منه أن يتزوجها زواجا شرعيا لكنه يسخر منها ويخونها مع امرأة شقراء أجنبية فتضع همها في شم الهيرويين وتصبح مدمنة.. وتهرب منه و تنجب له طفلا.

ومن المصادفات الغريبة التي نراها هو لقاء يوسف الذي دعاه صديق للسهر في أحد الكباريهات وهناك يري »سماح« ترقص شبه عارية.. وطبعا مثل هذه المصادفات تعتبر عيبا في الدراما - يخلص كاتب السيناريو نفسه. ويصعق يوسف من هول المفاجأة.. وتهزه المشاعر بين ما تقدمه في الكباريه للمخمورين وطالبي المتعة.. وبين حبه لها.. وينتصر الحب ويتزوجها وتحمل منه. وفي وقت الوضع يتركها يوسف في المستشفي تعاني من الولادة ويذهب الي صديقه اللدود الذي أصبح من أهم الشخصيات في كرواتيا.. ليخطف ابن سماح وتدور مواجهة بين الصديقين اللدودين في معركة ينتصر فيها يوسف الذي يعود وقد فاز بإبن سماح لكنه يجدها قد ماتت أثناء الوضع وأنقذ الجنين.. وهو ما كان يتوقعه المشاهد. ويعود الي  وطنه كما ذهب لا يملك شيئا بل أصبح مسئولا عن طفلين.

> > >

الفيلم تأليف مدحت العدل واخراج المخرج أحمد صالح.. وهو ثاني عمل روائي له.. أما فيلمه الروائي الأول فهو »حرب اطاليا« لأحمد السقا أيضا.

وأهم ما شدني للفيلم وتعجبت له هو اختيار خالد النبوي في دور يعتبر مناصفة مع أحمد السقا.. فهو يقوم بدور الشرير.. أما أحمد السقا فيقوم بدور الطيب الذي تدفعه الظروف الصعبة الي العمل »كديلر« ثم في مافيا المخدرات. وهذا يحسب للنجم أحمد السقا الذي أعطاه الفرصة.

ولن أكون مبالغة لو قلت أن هذا الدور الذي قام به خالد النبوي هو بدايته الحقيقية.. رغم أنه عمل مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين.. لكن المخرج أحمد صالح أعاد اكتشافه. منذ استطاع أن يؤدي الشر بشكل غير تقليدي.. وذلك بالنسبة لأدائه وتحديه للظروف التي عاشها.. وملامحه المتغيرة حين أصبح من أهم الشخصيات في كرواتيا بعد أن تعلم لغتهم وألقي عليهم خطبه لترشيحه في أهم المناصب واعجاب المواطنين الكرواتيين به. كما أن المخرج أحمد صالح أعطاه الفرصة لاظهار مواهبه.

وقدم السقا دورا جسد فيه مشاعره  بضعفه أحيانا وبانتصاره أحيانا أخري.. وكما قلت فهو النجم الذي لا يجاريه أحد من النجوم في أدوار الأكشن التي تتسم بالتشويق والاثارة.

أما الممثلة الأردنية »مي سليم« فهي تتمتع بقوام جميل ولم تظهر قدراتها إلا في مشاهد الرقص القليلة.. وبالرغم من احباطاتها فلم نتعاطف معها لأنها لم توصل لنا الحالة النفسية التي تعيشها.. حتي حين أدمنت الهيرويين.. فهذ تذكرني ب»رغدة« في فيلم الامبراطور مع أحمد زكي وشتان الفارق بينهما.

> > >

استطاع أحمد صالح أن ينتقل بسهولة بين تركيا وكرواتيا ليلقي الضوء علي كل ما يفعله منهما.. ساعده المونتاج وكاميرا صالح سليم التي جسدت لنا هذه الأماكن.. ولعبت الاضاءة دورا هاما.. فالكلام يجسد الفقر في  »قلعة الكبش« والبيوت الفقيرة يقابلها المناظر الجميلة في تركيا.

ولم ينس المخرج الحمام التركي الذي تشتهر به تركيا.

واستغل المخرج الكوفيه الفلسطينية التي تلفح بها السقا لجمع الفلوس من علي ترابيزة القمار.. وهذا يرمز الي شيء ما في بطن الشاعر.

الجزء الأول من الفيلم يتمتع بإيقاع سريع وبالتشويق.. لكن الجزء الثاني جاء أبطأ مليئا بالحوار.

كنت أتوقع فيلما مثل فيلم »الجزيرة« المأخوذ عن قصة حقيقية.. فيلم تضافرت فيه كل العناصر الفنية.. لكن »الديلر« لم يصل لهذا المستوي.

أخبار النجوم المصرية في

10/06/2010

 

هل تعبر الدراما عن الشخصية المصرية ام تؤثر فيها وتغيرها

بقلم . د : حسن عطية 

عندما شرعت في كتابة مقال العدد الماضي عن الكاتب الكبير »أسامة أنور عكاشة«، قبيل رحيله عن دنيانا بأيام قليلة، كنت أتمني أن تصله كلماتي وهو سابح في لاوعيه بغرفة العناية المركزة، علها تشارك مع دعائنا وجهود الأطباء في منحه القوة لاسترداد وعيه والعودة لنا، كي يمنحنا القوة علي مواجهة الشدائد والمصاعب والفساد الذي ساد مجتمعنا، وصرنا نتحدث عنه كأمر عادي مثل حديثنا عن قمامة الشوارع، وارتباك المرور، والبطالة، والغربة وعدم الانتماء، وكل الآفات التي واجه »عكاشة« الكثير منها في أعماله المتدفقة بالوعي، والمثيرة لمتلقيها كي لا نتعامل معها باعتبارها أمرا واقعا.

ولم يتوقف أمر كتابة مقالي عن »عكاشة« قبيل رحيله الذي زلزلنا جميعا عند حد التمني في أن تصله كلماتي ليعرف أننا جميعا حوله وحول إبداعه المتميز، بل أيضاً كان لدي الأمل في أن تمنحني هذه الكلمات القدرة علي ألا أري وطني غارقا في السواد، ومجتمعي ساقطا في الوهن، وعقل أهلي تقوده الغيبيات، ومصريتي ضعفت حتي أهينت في كل قطر عربي، وسحلت وعلقت علي أبواب المدن والقري. خاصة وأنا أشارك في نفس الأسبوع الماضي في واحدة من حلقات النقاش الفكرية، ضمن مؤتمر (الشخصية المصرية في عالم متغير) الذي نظمه المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فيما بين ٣٢ و٥٢ الماضيين، وأدارت حلقة النقاش بجدارة علمية راقية د. نسرين البغدادي أستاذ علم الاجتماع بالمركز، وشرفت خلالها بالجلوس إلي جوار الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، والكاتب المتألق بلال فضل، ود. أحمد مجدي حجازي نائب رئيس جامعة ٦ أكتوبر، ود. سهير لطفي أستاذ علم الاجتماع أيضا بالمركز، ود. سمير مرقص مدير مؤسسة المصري للحوار والمواطنة، وانطلق النقاش ارتكازاً علي شهادات المتكلمين علي ما حدث للشخصية المصرية من تغيرات أبرزت جوانبها السلبية بصورة أضعفت من دورها القيادي داخل وخارج الوطن.

نمط السلوك

حرصت علي أن أنطلق في شهادتي المتواضعة علي تتبعي النقدي الممتد من أواخر ستينيات القرن الماضي للحركة الثقافية في حقل الدراما المرئية من مسرح وسينما وتليفزيون، منطلقا من نقطة وعي تري أن هذه الفنون المرئية، ككل الفنون الأخري، لا تقف عند حد التعبير عما يحدث للواقع، فترصد ما هو سلبي وما هو إيجابي، وإنما هي مؤثرة في هذا الواقع، وتكاد أن تكون مشاركة فيما آل إليه، فالمبدع كمثقف، واع أو غير واع، لا ينقل ما يعيشه ويراه أو يقرأه في صفحات الحوادث، بل هو يختار ويعيد إنتاج ما أختاره في عمل فني يتأثر به جمهوره، إلي درجة تغيير سلوكه اليومي، ومن ثم شخصيته وعقله.

والصورة المرئية ذات خطورة كبيرة في دعم أفكار التغيير في لا وعي المشاهد، فالأزياء التي تظهر بها البطلات علي شاشتي السينما والتليفزيون، تصبح موضة لدي فتياتنا، بغض النظر عن أجسامهن وواقع حياتهن، وعندما نقلت السينما المصرية في الأربعينيات والخمسينيات نمط البيت الأميركي من الأفلام الغربية، بما فيها وجود بار بكل شقة، تحولت كل بيوتنا زمنذاك إلي بيوت أمريكية وأوروبية، بركن ما منها بار صغير، نضع فيه الكؤوس فارغة دونما استخدام، لكنها صارت جزءا من نمط سلوكنا، وعندما ركزت الدراما التليفزيونية سابقا علي ضرورة وجود مكتبة بديكورات شقة الشخصيات، حرص الجمهور العادي علي تخصيص مكان بشقته لمكتبة، حتي ولو وضع فيها كتب أولاده المدرسية.. غير أن الحالتين دفعتا المواطن لسلك سلوك ما، كان من الممكن تنمية الثاني منه، وربطه بمشروع مكتبة الأسرة، لتصبح للثقافة وجود فاعل في الشقة المصرية، لكن مصممي ديكورات شقتنا التليفزيونية اليوم أهملوا هذا التوجه، فغابت المكتبة عن بيوتنا.

التعلم والمعرفة

في المقابل عندما كتب د. »طه حسين« في سيرته الذاتية (الأيام) عن نشأته صبياً فقيراً، وصعوده من القرية إلي المدينة فأوروبا، حتي صار واحدا من أهم مفكرينا وعميدا للأدب العربي، عرفنا منه أن التعليم والمعرفة والثقافة هم سر تفوقه وصعوده الاجتماعي، وأكدت السينما والتليفزيون علي هذا الجانب في الفيلم والمسلسل اللذين أعدا عن هذه الرواية السيرية، كما صارت علي نهجه في فيلم (بداية ونهاية) أوائل ستينيات القرن الماضي، والمعد عن رواية »نجيب محفوظ« الأربعينية، والتي صعد فيها من قاع المجتمع وبدرومه الأخ الثاني »حسين« بالتعليم المتوسط ليستقر به الحال في أسرة ميسورة الحال، وصعد الأخ الثالث »حسنين« بالتحاقه بالكلية الحربية ليصبح ضابطا مرموقا، بينما يسقط الأخ الأكبر »حسن« في البلطجة وبيع المخدرات بسبب عدم التعلم في بيئة فقيرة، كما تسقط أختهم »نفيسة« في الرذيلة بذات السبب المزدوج: الفقر وعدم التعلم مع غياب الجمال عنها، واستمرت السينما المصرية في تأكيد دور المهندس والطبيب علي الشاشة، ومجدت التعلم والكفاح في فيلم (النمر الأسود) للمخرج »عاطف سالم«، والذي قدم قصة كفاح الخراط المصري الأمي »محمد المصري« في ألمانيا في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، اعتمادا علي مهارته وتفوقه العلمي في مجال العمل والملاكمة، ثم انقلبت عليه في أواخر التسعينيات في فيلم (همام في امستردام) للمخرج »سعيد حامد«، والذي يقدم فيه شخصية الفتي الفقير »همام«، الباحث عن العيش الأفضل في أوروبا، فيسافر إلي هولندا بشهادته المتوسطة التي تساوي العدم، فينسف به الفيلم سمات العلم والتعلم والمعرفة التي لابد أن يغرسها الفن في وعي مشاهديه، ليؤكد علي سمات الفهلوة وشجاعة الشوارع والحانات لدرجة البلطجة.

المواجهة

وعندما قدم لنا »محفوظ عبد الرحمن« مسلسله المتميز في ثلاثة أجزاء (بوابة الحلواني) لم يكن يستدعي زمن الخديو »إسماعيل« في نهايات القرن التاسع عشر،  بل كان يقرأ هذا التاريخ بعيون معاصرة، ويدفعنا دفعا لإعادة قراءة تاريخنا بصورة موضوعية واعية، تتفق مع توجه جيل من المؤرخين الشبان حمل اسم (المؤرخين الجدد)، كما أن صياغة »يسري الجندي« الحالية لمسلسله الجديد (سقوط الخلافة) لا تقف عند حد إعادة إنتاج وقائع سقوط الخلافة العثمانية، وإعلان تركيا الحديثة أوائل القرن العشرين، بل هو يقرأ الواقع الراهن علي خلفية أحداث الأمس، فينبه وعينا بضرورة فهم التفتت العربي الحالي في سياق الصراع مع الغرب، ويربط بذكاء بين عملية إسقاط السلطان »عبدالحميد«، نظرا لرفضه المحاولات الصهيونية التي قام بها »هيرتزل« والمدعومة بقوة إنجليزية للضغط عليه للاعتراف باحتلال اليهود لأراض فلسطينية، وبذات محاولات الكيان الصهيوني اليوم المدعومة بدورها بقوة أمريكية للضغط علي العرب لعدم قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة .

إنها الدراما الواعية عندما تتعامل مع التاريخ، والكاتب المنتبه لواقعه والمتصدي لمثالبه، والساعي لتوعية عقل مجتمعه، كي يعيد للشخصية المصرية سماتها الإيجابية وأوجهها المضيئة وقدرتها الفذة علي المواجهة والتصدي لكل صور الفساد والهزيمة، معيدا لها ما طرحه »فتحي دياب« في مسلسله الجاري تنفيذه حاليا بتوقيع المخرج »إسماعيل عبد الحافظ« من ضرورة استعادة (روح أكتوبر) التي صنعت نصر ٣٧٩١، ثم خمدت بفعل ضربات التغييب والفكر الفاسد .

أخبار النجوم المصرية في

10/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)