حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عندما يصرخ الريحاني بعد موتة لم انجب بعد

بقلم . د: احمد سخسوخ

فجأة، وبعد ثمانية وخمسين عاما من رحيل نجيب الريحاني تثار ضجة حول سيدة ألمانية فرنسية تدعي بنوتها للريحاني، وقد كرمها مهرجان القاهرة السينمائي عام ٧٠٠٢، وقد نشر المهرجان مذكراتها مع مذكرات الريحاني التي كتبها بقلمه ونشرتها دار الهلال في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، كما كتب وأخرج عنها د. محمد القليوبي فيلما تروي فيه ما تشاء عن  حكاياتها مع »أبوها«، وقد بدأ ظهورها يتزايد في المهرجانات والاحتفالات العربية والدولية التي تكرم الريحاني، وتكرمها باعتبارها »ابنته« ووريثته، وآخر هذه التكريمات في مصر، الاحتفالية التي أقامتها مكتبة الأسكندرية للريحاني في الفترة من ٢ - ٥ يونيو في ذاكره الحادية والستين بعنوان (ذكريات وتراث نجيب الريحاني)..

وقد أدلي د. خالد عزب مدير ادارة الاعلام في مكتبة الاسكندرية بأن: (الاحتفالية تتضمن اقامة معرض عن ذكريات الريحاني وتراثه تشارك فيه ابنته چينا التي أنجبها من زوجته الالمانية لوس دي فرناني).

وهو تصريح يثير كثير من علامات الاستفهام ، خاصة وأن الريحاني كان متزوجا زواجا كاثوليكيا من السيدة بديعة مصابني، وهذا ما سوف نرد عليه في حينه، وعلي مذكراتها التي نشرها مهرجان القاهرة السينمائي.

ومنذ تكريم السيدة چينا لأول مرة في المهرجان باعتبارها لابنة الريحاني، والتي ظهرت بعد موته بثماني و خمسين عاما، وهي تظهر في القنوات الفضائية تطالب بحق رعاية ميراث أبيها واسترداد قصره في حدائق القبة لتقيم متحفا عليه كما تدعي، وقد وصل الامر بهذه السيدة أن تعلن من يجرؤ عن الحديث عن »السيد والدها« نجيب الريحاني »تصريح بجريدة الوفد).. بقولها (اللي هيجيب سيرة أبويا هامسح به البلاط).

ولأن القضية تمس بالدرجة الاولي تراث أمة وشعب عريق وتاريخه، لذا لابد من طرح القضية بطريقة اخري يلعب التوثيق فيها دورا اساسيا وبطريقة علمية، حتي لا تنزلق الي اسلوب »الشتائم«.. و»المهاترات«.. التي توصلت إليه هذه السيدة التي طلت علينا فجأة متأثرة برحيل »والدها« تبكيه بحرقة مثيرة لعلامات الاستفهام، وبدموع سائلة في فيلم »نجيب الريحاني.. في ستين الف سلامة« بعد موته بما يقرب من ستين عاما.

دعاوي النسب

إن دعاوي النسب من هذا النوع - في التاريخ - دعاوي كثيرة ومتعددة يستند بعضها علي حقائق قد تكون وهمية، ولا يستند بعضها الاخر، الا علي ضغائن ومكاسب شخصية مادية او معنوية، وتصفية حسابات ذاتية او سياسية ، أو رغبة في الابتزاز أو الضغط او غير ذلك. والواقع والتاريخ يروريان لنا حكايات كثيرة ومتعددة.

فأحيانا ما توجه ضده الدعاوي ضد شخص فرد لمكانته، وأحيانا ما تمس شعب بكامله، وحضارته وثقافته، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه القضية، التي تمس تاريخ شعب وحضارته هو: هل يمكن ان يتنازل شعب عريق بدأ حياته مستقرا حول نهر النيل - وقد بني حضارته علي ضفتيه في الوقت الذي كان فيه العالم ما يزال يجري تجاربه علي الطبيعة القاسية ويروضها بحثا عن الاستقرار. ان يتنازل بحضارته عن حضارته وتاريخه وثقافته بهذه السهولة!

دعاوي امتلاك الأهرام

هل يمكن ان يتنازل هذا الشعب بتاريخه وحضارته لمجرد ظهور مدعي مخبول او أدعياء مجانين يزعمون امتلاكهم اهراماته وآثاره الفرعونية، وكل ما حواه ويحويه باطن أرضه وتربته من تراث يسجل تاريخه!

بالطبع لا محل للاجابة هنا ب لا أو نعم. لان الأفكار العبثية سرعان ماتتطاير مع رياح الخماسين او غيرها لتحرق العقول المخرفة التي ابتدعتها لحظة جنون حقيقية، فما خطه التاريخ لا يمكن ازالته ببضعة اصوات تتطاير هنا وهناك في الهواء، او بضعة كلمات تخرج من فم مخبول يريد ان يمتلك حقيقة العالم التي بها تتأكد الحقيقة.

شكسبير مقابل الامبراطورية البريطانية

في عام ٨٤٨١ أصدر جوزيف هارت دراسة بعنوان »اليخوت« يزعم فيها أن شكسبير ليس هو مؤلف أعماله الدرامية، فكيف لهذا الفلاح الامي أن يبدع ٧٣ عملا دراميا، وقد طرح المؤلف أسماء اخري قد تكون هي مؤلفة هذه الاعمال مثل فرانسيس بيكون اوكريستوفر مارلو او أدموند سبنسر او ايرل أوف أكسفورد، وقد ثارت الاقلام الأنجليزية مؤكده علي انها يمكن أن تتنازل عن الامبراطورية البريطانية ، ولا يمكن لها ان تتنازل عن شكسبير الذي أضاء مسارح العالم.

الشيخ زبير

ومنذ صرخة هارت وقد أصبح شكسبير مثار تشكك وتشكيك.. وفي ثلاثينيات القرن الماضي يطلق أحمد زكي باشا في أحد مجالسه نادرة تقول بأن اسم شكسبير عربي الاصل وأنه محرف عن كلمتين عربيتين هما (الشيخ زبير) ، وكانت مجرد دعابة، ولكن تم تأصيلها من العراق صفاء خلوصي، ويعلق د. إبراهيم حماده علي هذه النادرة التي تحولت الي نظرية أكاديمية بقوله (بهذه الفتنة قد تتحول (النكتة الأكاديمية) إلي قضية تطرح علي مجلس الامن ومنظمة اليونسكو، مما يمكن أن يشعل الحرب والعياذ بالله بين العرب والانجليز (وما صدقنا) أن انتزعنا حقوقنا السياسية منهم، بعد الاعيب المفاوضات وأضاليل المعاهدات، فما بالك والامر يتعلق بانتزاع حق ضخم (يخصهم وحدهم).

ابن عمر الشريف الايطالي

أثير في ايطاليا منذ عدة سنوات قضية نسب إلي الفنان العالمي عمر الشريف، اذ زعم شاب إيطالي أنه ابن النجم المصري، وقد جاء الي العالم بعد ليلة قضتها أمه الصحفية في احد فنادق ايطاليا مع عمر الشريف، وببساطة شديدة قال عمر ما قاله الكابتن المسرحي الشهير بريشت في مسرحيته (دائرة الطباشير القوفازية) اذ قال: (ابني هو الذي انجبته وربيته).. وهو المعني الذي طرحه بريشت في مسرحيته السابقة بعد ان حكم القاضي أزدك بالطفل الي الخادمة التي ربته ورعته دون الأم التي تخلت عنه في الحرب الدائرة لا تفكر إلا في نفسها.

وللحديث بقية ..

أخبار النجوم المصرية في

10/06/2010

 

مصايف الفنانيين .. عمل وكسل

بقلم : موفق بيومي 

مع انتهاء موسم المدارس وهجوم الصيف الملتهب وارتفاع درجات الحرارة تزداد الحاجة الي الاجازات والراحة مع دعم منتظر ومن غير حدود من الهواء المنعش ولابأس من الخضرة والماء والوجه الحسن.. مثل نجوم اليوم كان نجوم زمان في اشد الاشتياق الي أيام- أو حتي ساعات- استجمام يقضونها في الاسترخاء والكسل- وهذه هي الفلسفة الحقيقية للاجازات- فهل تحقق لهم ما ارادوا واين؟.. الاجابة نعرفها معا بعد ان قلبت أخبار النجوم في دفاتر وذكريات نجومنا القدامي وحددت مواقعهم علي شاطيء البحر!

المصيف الاجباري!

ازدحمت فرقة الريحاني بكوكبة من ألمع وأشهر نجوم الزمن الجميل حيث تطالعنا أسماء من عينة زوزو وميمي شكيب وسراج منير وشرفنطح وماري منيب وغيرهم وكانت طبيعة انتقال الفرق المسرحية من القاهرة الي الاسكندرية عاصمة الصيف تحتم علي الجميع الاستمتاع بمصيف اسكندراني اجباري ولكن البعض كان يعشق التمرد علي المتاح والسعي نحو الاستمتاع بالاجازات بطريقة مختلفة، وفي مصيف اخر ومن هؤلاء كان شرفنطح الذي كان يجد متعته في قضاء النهار بطوله علي شاطيء نيل روض الفرج توفيرا للنفقات من ناحية- وهو المشهور رحمة الله بالحرص الشديد- ولانه كان يذكره بايام الشباب في مطالع القرن الماضي وقت ان كان يحيي الفني للقاهرة ومضيفها الشهير.

سراج منير وزوجته كانا من هواة المصايف غير التقليدية وكانا يختاران مصيف اليوم الواحد بلطيم الذي كانوا يحرصون كلما سمحت لهم الظروف ان يخصصوا له يوما يبدأ بالسفر اليه من القاهرة فجرا في سياراتهم مع شلة أصدقاء من خارج الوسط الفني ليصلوه قبل العاشرة صباحا حيث يقضوا اليوم في اللهو والمرح وصيد السمك ومشيه والاستحمام في البحر وأخيرا يعودون الي القاهرة في آخر النهار كما كانا- سراج وشكيب- يتوجهان احيانا الي السويس بنفس الطريقة أو المبيت ليلة واحدة ثم العودة الي عملهما سواء في القاهرة أو في الاسكندرية.

الطبيعة الساحرة

من أعضاء فرقة الريحاني المتمردين علي الاسكندرية الاجبارية كان الفنان العملاق عبدالفتاح القصري الذي لم يكن يجد متعة في الاستمتاع بالاسكندرية سوي في حالة تواجده بها بدون عمل أما اثناء عمله مع الفرقة هناك فكان يستغل ايام الراحات أو بعد انتهاء الموسم للذهاب الي رأس البر التي كانت نموذجا مثاليا للطبيعة الخلابة والحياة علي الفطرة بدون قيود فقد كانت رأس البر وقتها وثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي- مجموعة من العشش شديدة البساطة ورائعة الجمال في ذات اللوقت وكانت مقصدا لرجال الأعمال والسياسيين الباحثين عن الهدوء وراحة الأعصاب ومعهم عدد غير قليل من الكبار الفنانين وعلي رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم التي كانت »زبونة« دائمة علي المكان وكان يلتف حولها الوزراء وكبار رجال المجتمع والطبقة الراقية وقريناتهم حيث يقضون النهار في الجلوس امام الشاطيء السحري اما الليل فكان موعدهم مع السمر والاستماع الي الراديو والجرامافون واحيانا عندما تكون الست في مزاج رائق فانها كانت تغني لهم علي سجيتها ما يحلو لها من اغانيها او اغاني غيرها من المطربين بدون فرقة ولا عازفين.

الفنان نجيب الريحاني نفسه كان نادرا ما يستمتع بالاسكندرية كمصيف اثناء تواجده بها للعمل فقد كان النهار مخصصا للمسائل الادارية والبروفات أو النوم استعدادا للسهر الطويل في المسرح الذي كان كثيرا ما يمتد العم فيه الي ساعات متأخرة من الليل لذلك كان يفضل الحصول علي اجازات والسفر الي »بر الشام« سواء وهو عازب ادبم زواجه من الفنانة اللبنانية الأصل بديعة مصابني.

من هواة مصايف الخارج لدينا قائمة طويلة من الأسماء مثل محمد عبدالوهاب الذي كان يستجم احيانا في مصايف لبنان وسوريا- وبخاصة اثناء شبابه- او في اوروبا وكان من المعروف عنه خوفه من ركوب الطائرات وتفضيله للسفر بالسفن التي يعد السفر بها. وخاصة في الصيف- متعة تفوق متعة الاجازة والصيف انفسها، ومن هواة لبنان واوروبا ايضا المطرب الكبير فريد الاطرش الذي كان يقضي جانبا كبيرا من الصيف في سوريا ولبنان وكثيرا ما كان يتعاقد علي حفلات هناك مقسما وقته ما بين العمل والراحة التي كان يقطعها في ممارسة عادته وهوايته الشهيرة- والسيئة ايضا!- وهي لعب الورق.

شاطيء الغرام، ومرسي مطروح كان في أيام الزمن الجميل لايزيد عن قرية صغيرة هادئة ولكنها كانت قطعة من الجنة بشاطئها اللازوردي قد المياه الصافية وسماته الزرقاء الأسطورية وهدوئه المبالغ فيه وكان من اشهر رواده- في الحقيقة وليس في الأفلام فقط- الراحلين حسين صدقي وليلي مراد اما شواطيء سيناء والبحر الأحمر المتعددة فلم يكن يعرفها حينذاك احد الا حفنة قليلة من المغامرين!

أخبار النجوم المصرية في

10/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)