حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الحرب على «الإرهاب» والأصابع الخفية

«الكاتب الشبح».. بــولانسكي يستدعي طيـف تونـــي بلير

زياد عبدالله – دبي

إنها دراما محكمة، وهناك وفاء كامل لمنجز سيــنمائي نعاوده دائماً بوصفه حاملاً لأسلوب خاص، ومع بداية كهذه نريد بها أن تكون اقتحامية، يجــــدر بنا الاستدراك مباشرة والقول إننــــا ننوي الحديث عن جديد المخرج البولوني رومان بولانسكي The Ghost Writer «الكاتب الشبح» المعروض حالياً في دور العرض المحلية، الذي يدعونا دون مجال للشك إلى مقاربة جديد هذا المخرج الذي تلاحقه دعوى قضائية منذ عام 1977 وهو قيد الإقامة الجبرية في سويسرا، الأمر الذي يدعونا ربما إلى مقاربة الفيلم الذي نال جائزة الإخراج في الدورة 60 مـــن مهرجان برلين السينمائي، بعيداً عن ظروف بولانسكي، التي تـــضعه من دون مجال للشك بين آراء كثيرة ووجهات نظر متباينة، لكنها لن تطال السيــنمائي في هذا الرجل الذي تناوبت على حياته موجات متوالية ومتـــلاطمة من المــــآسي، فعندما نقترب من مساحته السيـــنمائية فإننا سنضع الشخصي خارجاً.

خصوصية سينمائية

طبعاً بولانسكي لم يتسلم جائزته مباشرة من مهرجان برلين، تسلمها عوضاً عنه آلان ساردر المنتج المساعد في الفيلم، الذي قال حينها «عندما عبرت عن أسفي لبولانسكي من أنه لن يكون معنا»، قال لي «حتى لو استطعت، لما حضرت.. لأنني في آخر مرة ذهبت فيها إلى مهرجان للحصول على جائزة انتهى بي الأمر إلى السجن»، كون اعتقال بولانسكي تم في سويسرا عند وصوله إليها لتسلم جائزة من «مهرجان زوريخ السينمائي».

كل ما تقدم لن يمنعنا من القول أولاً وأخيراً إنه، أي بولانسكي، مازال رغم كل شيء قادراً على تقديم فيلم لا يقل أهمية عن «شينا تاون» 1974 لنا أن نجده في «الكاتب الشبح»، وعلى اتساق مع مسيرة طويلة لهذا المخرج الذي قدم فيلما مثل «سكين تحت الماء» 1962 مروراً بـ «طفلة روز ماري» 1968 وصولا إلى «عازف البيانو» 2002 وغيرها من أفلام كثيرة شكلت خصوصية سينمائية لها أن تأسرنا ولها أن تحوله أيضا تحت أثر قضيته إلى مخرج شبح أيضاً.

دراما سياسية

الدراما هنا سياسية بامتياز، مشوقة، يمكن لطيف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أن يبدو حاضراً بقوة في الفيلم، إذ إن الكاتب الشبح «ايوان ماكرغر» يكون مرشحاً لكتابة السيرة الذاتية لآدام لانغ (بيرس بروسنان) رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ما يجعله على اتصال مباشر بحياته، ومقيماً في بيته الذي يكون للمفارقة في الولايات المتحدة الأميركية، ولتبدأ أثناء ذلك فصول اتهام آدام لانغ بأنه مجرم حرب وقد صار ملاحقاً بتهمة تورطه في عمليات تعذيب طالت «إرهابيين»، وثمة موجات عارمة من الغضب في بريطانيا والعالم تطالب بمحاكمته.

لن أدخل في سيناريو الفيلم تفصيلاً، نترك الأمر للمشاهدين لمتابعة دراما محكمة ومحبوكة بحرفية عالية ليست بغريبة على صاحب «عازف البيانو».

وفي الفيلم مقولة خطيرة، ولها أن تكون في الوقت نفسه معروفة تماماً بالنسبة إلينا، ألا وهي أن رئيس الوزراء البريطاني ليس إلا دميــــة بيد الولايات المتحدة، والاكتشافات التي سنـــقع عليها في الفيلم ستقول لنا ذلك.

ولعــــل تحول الكاتب إلى محقق بشكــل أو آخر هو ما سيمنح للفيلم اتصالاً بـ«شينا تاون»، ولعل الاكتشاف الأخير في الفيلم المتعلق بزوجة رئيس الوزراء التي يقيم معها الكاتب علاقة عابرة، ستكون المفاجأة الكبرى، حيث سيكون وصولنا إليها بعد سلسلة متوالية من الانعطافات والانزياحات وغيرها من ألعاب الفيلم التي تقول كل شيء وفق الحبكة والبنية المشوقة.

حيوات شخصيات

فيلم «الكاتب الشبح» مأخوذ عن كتاب لروبرت هاريس، يقول بولانسكي إنه عالجه كمــا هو، وحوله إلى فيلم، كما لو أنه كان المخـــرج الشبح لذلك الكتاب، كما هو الكاتب الشـــبح المهنة التي يمتهنها عدد من الكتاب الذين يقومون بصياغة وتأليف حيوات شخصيات مهمة، والخروج بها إلى عالم النشر مصـــوغة وممتعة وتستحق القراءة.

وليكون هـــذا الكاتب في فيلمنا محققا أيضاً، يقتله الفضول وهو يقرأ حياة رئيس الوزراء وتؤرقه أسئــــلة كثـــيرة تتحــول حين يجد إجابات آدام لانــــغ عنــــها غير مقنعة أو وافيـــة إلى دافع له ليبحـــث عن ما يحيط بها، والتأكــد من صحتها وصــــدقها، لكن وفي انعطـــافة الفيلم الكبرى ستـــكون الحقيقة في مكان آخر، وهنـــاك من رسم حياة آدام لانغ السياسية منذ بدايتها بما يخدم جهاز استخبارات عالمياً.

الإمارات اليوم في

08/06/2010

 

يقدم صورة عن طبقة تعرضت إلى صدمات نفسية

«برَّة الدنيا» دراما البطل الهامشي

القاهرة - دار الإعلام العربية 

هناك مَن يعيش في داخل الأحداث، لكنه بطل هامشي خارج إطار الحياة، ونادرًا ما يتورَّط في تفاصيلها، فهو دائمًا يفرُّ من الدنيا، ويعيش بعيدًا عن وطأتها، هذا ما ينطبق على مجاذيب الشارع.

أو من تعرَّض لصدمة نفسية، لكن هذا المصدوم نفسيًا ليس مجنونًا، فهو شخص عاش في عزلة محتضنًا عالمه الخاص وتأملاته في نفسه ، فكيف يتم التعامل مع هذا الشخص ، وما الدور الذي يلعبه في الحياة، وكيف يكون سلوكه إذا اضطر للتورط في حياة الآخرين؟..هذا ما تعرضه أحداث مسلسل «برَّة الدنيا» من تأليف أحمد عبدالفتاح، وبطولة شريف منير، أميرة العايدي، نسرين إمام، محمد الشقنقيري، أحمد زاهر، رشوان توفيق، سميرة عبدالعزيز، زيزي البدراوي، وإخراج مجدي أبوعميرة.

اضطرابات عصبية

المخرج مجدي أبو عميرة يتحدث عن المسلسل ، مشيرا الى أنه يُعدُّ ثاني تجربة له مع الفنان شريف منير بعد مسلسل (قلب ميّت)، الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وحصل على جوائز عديدة، لافتا الى أن مسلسله الجديد يتطرق إلى فئة مُهمَّشة في مجتمعنا، فئة المضطربين عقليًا، الذين يعانون أمراضًا نفسية، أو يتعرَّضون خلال حياتهم لبعض التوترات العصبية، وللأسف يتم التعامل معهم بطريقة خاطئة من قِبل المحيطين بهم، فالمجتمع يفتقد ثقافة التعامل مع الأمراض النفسية، ويُدرجها دائمًا تحت بند الجنون.

وتدور أحداث المسلسل حول «بركات» وهو شاب يُعاني من اضطراب عصبي، ويتم إيداعه مستشفى الأمراض العقلية لأعوام، ثم يطلق المستشفى سراحه مع بعض المختلِّين عقليًا، حين يتأكد أنه لا يُمثِّل أذى لأحد، وأثناء تجوّله في الشوارع يُقابل طفلة صغيرة تُدعى «ندى» تبحث عن أمها «سلمى».

ويتم القبض على بركات بتهمة خطف ندى، ولكن الأم تجد أن هناك علاقة قوية توطَّدت بين بركات وابنتها، فتستمر العلاقة بين بركات وسلمى، ويساعدها في استرداد حقها من ميراث زوجها، بعد أن يستولي عليه ابن زوجها «حازم»؛ لأنه يتشكك في نسب ابنتها من والده، ثم يتعرض بركات إلى صدمة أخرى تعود به إلى حالته الأولى.

وأوضح أبوعميرة أن شركة سينرجي المنتجة للمسلسل استعانت بإحدى الشركات المتخصصة في عمل الأمطار الصناعية؛ حيث قامت بعمل أمطار صناعية ورعد وبرق أثناء تصوير بعض مشاهد المسلسل، التي تمت في الحي الريفي في مدينة الإنتاج الإعلامي، الأمر الذي أصاب بعض أبطال المسلسل بنزلات برد شديدة، كما استعانت الشركة بفريق عمل من جنوب أفريقيا لتنفيذ مشاهد الأكشن بالمسلسل، وهو الذي سبق أن نفَّذ مشاهد أكشن لبعض أفلام الفنان أحمد السقا.

بره الدراما

ويؤكد الفنان شريف منير أنه منذ أن قرأ سيناريو العمل منذ عامين يقوم بالتحضير للمسلسل، الذي يتناول شخصية شاب فلاح يحمل بداخله أخلاق ومبادئ الريف، لكن أخلاقه تتعارض مع أطماع المحيطين به، كما تُثير هذه المبادئ أحقاد كثيرين، فيقررون الانتقام منه حتى يتخلَّى عن مبادئه، فيحرقون أرضه.

فلا يتحمَّل الصدمة، وينغمس في عالم خاص، محاولاً الهروب من الواقع المرير الذي يعيشه، ما يصيبه بحالة من الاضطراب النفسي، ويدخل مستشفى المجانين، ولكن بعد أعوام من وجوده في المستشفى يتأكد الأطباء أنه لا ضرر من خروجه، فيطلقون سراحه..

ويضيف إن المسلسل يُقدّم صورة عن طبقة تعرَّضت لصدمات نفسية، ولم تتناولها الدراما بشكل كافٍ، فعاشوا «برَّة الدنيا». وأعرب شريف عن حزنه لإصابة بعض العاملين في المسلسل أثناء تصوير أحد المشاهد في منطقة المقطم؛ حيث أصابت سيارة مسرعة بعض العاملين، وحين حاول البعض إيقاف السيارة، استمر السائق في سيره بسرعة شديدة، ما أدى إلى نقل المصابين إلى المستشفى، وتعطل تصوير المسلسل.

وكبطلة للعمل تشير نسرين إمام إلى أن من أهم المشاكل التي يتعرَّض لها المسلسل مشكلة التعامل مع طفل اليوم الذي عاصر التكنولوجيا التي لم يشهدها جيل قبله؛ لذا وجب أن ننتبه إلى هذه المشكلة حتى يمكننا السيطرة على تعاملاتنا وسلوكنا مع الصغار.. مشيرة إلى سعادتها بتجسيدها دور الأم للمرة الأولى في حياتها.

أما الفنان محمد الشقنقيري فقد أشار الى أن المسلسل يُلقي الضوء على واقع مجتمعنا الذي سيطرت عليه خلال الفترة الأخيرة بعض مظاهر الغش والخداع، مما أثَّر على سلوكيات الكثيرين، مثل محاولة الاستحواذ على ممتلكات الغير..

مشيرًا إلى تجسيده شخصية «منسي»، الذي يفقد ابنه، فيُصاب بحالة من الخلل العقلي، ويعتقد كل من حوله أنه أصابه الجنون، فيطارده أطفال القرية أينما ذهب، ويتم اتهامه في محاولته حرق أرض «بركات»، ولكن مع استمرار أحداث المسلسل يتم التعرف إلى الجاني الحقيقي، فتتوطد علاقة منسي ببركات.

ويضيف الشقنقيري أنه أُصيب بحروق بسيطة أثناء تصويره أحد مشاهده في المسلسل؛ حيث تطلَّب منه المشهد أن يتم إلقاؤه وسط حريق، ورفض الاستعانة ب«دوبلير»، ما أدى إلى إصابته ببعض الحروق.

كما يعود الفنان أحمد زاهر إلى الدراما بعد غياب؛ حيث يجسد شخصية رجل الأعمال حسام المهدي، الذي يفعل أي شيء في مقابل تحقيق مطامعه وأهدافه، وقد أعرب زاهر عن سعادته بالمشاركة ضمن فريق عمل مسلسل «برَّة الدنيا».

عالية

تنضم الفنانة أميرة العايدي إلى أسرة العمل؛ حيث تجسد شخصية «عالية» التي تكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى دخول بركات مستشفى الأمراض العقلية.

فمن خلال أحداث المسلسل يقع بركات في قصة حب مع عالية، وتنتهي بزواجه منها، ولكنها تتسبب في تفاقم أزمته النفسية ، مشيرة إلى أن المسلسل أعطاها مساحة كبيرة لإخراج إبداعاتها الفنية، في محاولة لإسعاد جمهورها.

جدير بالذكر مشاركة الفنان خالد محمود، والفنان الشاب كريم محمود عبدالعزيز، وكذلك الطفلتان فريدة شريف منير، وليلى أحمد زاهر في المسلسل.

البيان الإماراتية في

08/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)