حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هند صبري «عايزة تتجوّز» على الشاشة الصغيرة

محمد عبد الرحمن

في أول بطولة مطلقة لها على شاشة التلفزيون، تطلّ الممثلة التونسية لتلعب دور شابة بلغت الثلاثين ولم تجد العريس بعد. دراما اجتماعية كوميدية تطرح قضية تشغل بال قسم كبير من المجتمعات العربية

في رمضان المقبل، ستقدّم هند صبري أول مسلسل يحمل اسمها. صحيح أنّه سبق أن شاركت خالد صالح في بطولة مسلسل «بعد الفراق» في رمضان الماضي، لكن الصحافة المصرية تعتبر أنّ لكل عمل درامي بطلاً أساسياً، يحمل العمل اسمه. هكذا، يصبح «هايزة أتجوّز» أول مسلسل يحمل اسم الممثلة التونسية التي حقّقت شعبية كبيرة في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة. وقد اكتسبت صبري شهرتها بعد سلسلة أفلام مهمة عرضتها الشاشة الكبيرة المصرية. لكن الممثلة الشابة تطمح إلى كسب ود جمهور التلفزيون العريض مصرياً وعربياً.

كذلك يعتبر «عايزة أتجوّز» أول عمل للمؤلفة غادة عبد العال وللمخرج رامي عادل إمام. وكان هذا الأخير قد شارك العام الماضي في إخراج بعض حلقات سيتكوم «العيادة». لكن يبدو أنّ ذلك كان تمهيداً لتقديم دراما اجتماعية كوميدية في رمضان المقبل بالتعاون مع هند صبري. وتظهر صبري في المسلسل بشخصية فتاة بلغت الثلاثين وتعمل صيدلانية لكنها لم تجد بعد العريس المناسب. وهذه القضية تشغل بال قسم كبير من العائلات العربية والمصرية كما يقول منتج العمل طارق الجنايني لـ«الأخبار».

ويشترك الجنايني من خلال شركته «تي فيجين» مع «دار الشروق» في إنتاج المسلسل. وكانت الدار قد تحمست للمشروع منذ البداية. والقصة مقتبسة من كتاب «عايزة أتجوز» المقتبس بدوره عن مدوّنة غادة عبد العال. هكذا، يصبح هذا العمل هو الأوّل الذي يصل إلى الجمهور انطلاقاً من مدوّنة إلكترونية. وأطلقت عبد العال المدوّنة قبل سنوات عدة وسردت من خلالها حكاياتها وحكايات رفيقاتها مع «العرسان». في أول شهادة إلكترونية لفتاة عربية تأخر زواجها وأطلق المجتمع عليها لقب «عانس».

وهذه الشهادة شجّعت «دار الشروق» على تحويل محتوى المدوّنة إلى كتاب، لتتكرّر هذه التجربة مع مدوّنات أخرى. لكن اهتمام الفتيات بتجربة غادة عبد العال ساعد على انتشار الكتاب وصدور طبعات متتالية منه. ثمّ أتت بعد ذلك فكرة تحويل الكتاب إلى مسلسل تحمست له هند صبري.

القصة مقتبسة عن المدوّنة الإلكترونية التي أنشأتها المصرية غادة عبد العال

وبالعودة إلى طارق الجنايني، فإن ستين في المئة من مشاهد العمل صُوّرت، بين «استديو مصر» حيث شقة البطلة علا والصيدلية التي تعمل فيها، إضافة إلى بعض مواقع التصوير الخارجي. ويتوقّع الجنايني أن يكون المسلسل جاهزاً للعرض قبل رمضان بفترة كافية. وعن القنوات التي اشترت حقوق البث، امتنع الجنايني عن ذكر أسمائها حالياً، لكنه أشار إلى استبعاده فكرة العرض الحصري على قناة مصرية وأخرى عربية كما يحدث مع معظم المسلسلات. وعبّر المنتج عن تمنيه أن يرى الجمهور المسلسل من خلال قنوات عدة دفعة واحدة، «لكن تبقى أمور التسويق مرتبطة بظروف القنوات وتعاقداتها». ولا يخفي الجنايني شعوره بثقة من قدرة العمل على الانتشار مدعوماً بجماهيرية هند صبري مصرياً وعربياً، ومضمون المسلسل المميّز. كذلك، فإنّ المخرج رامي إمام يتمتع بحس كوميدي وأسلوب احترافي في إدارة العمل سيفاجئ الجمهور على الشاشة الصغيرة خلال شهر الصوم.

وإلى جانب كل ما سبق، يتمتع المسلسل بدعم من نجوم يظهرون كضيوف شرف أو بمعنى أدق كعرسان يطلبون يد البطلة التي تعاني كثيراً كي تختار الزوج المناسب. وفي مقدمة هؤلاء أحمد السقا الذي شاركته هند بطولة فيلمَي «الجزيرة»، و«إبراهيم الأبيض»، والممثل الكوميدي أحمد رزق ومعه إدوارد، ويوسف الشريف، وتامر هجرس، ومحمود الجندي، ومي كساب. بمعنى آخر، فإن الجمهور لن يعيش فقط مع عائلة علا (هند صبري) بل سيفاجأ بضيوف مهمين كل يوم على الشاشة. فيما تجسد سوسن بدر شخصية الأم التي تأمل زواج ابنتها تحت أي ظرف. والأب هو أحمد فؤاد سليم، والجدة رجاء حسين والأخ الأصغر طارق الإبياري بالإضافة إلى صديقة البطلة وتلعب دورها كارولين خليل.

وتنتظر هند صبري انتهاء تصوير المسلسل من أجل استئناف نشاطها السينمائي الذي انحسر من ناحية الكم في العامين الأخيرين تزامناً مع زواجها، واتخاذها قراراً باختيار فيلم أو فيلمين فقط لتقديمهما طيلة السنة. والممثلة الشابة مرشحة لبطولة فيلم «أسماء» لعمرو سلامة الذي تأجّل تصويره منذ أشهر عدة. كذلك، فإنّ صبري تستكمل نشاطها كسفيرة لبرنامج الغذاء العالمي التابع لـ«الأمم المتحدة». إذ قامت الأسبوع الماضي بزيارة لمدرستين في محافظة الفيوم في إطار جهود تشجيع الآباء على توفير حق التعليم لبناتهم وتوفير الغذاء لتلاميذ المدارس بالتوازي مع إعطاء الأهل كميات من الأرز والقمح شهرياً مقابل عدم إجبار الفتيات على العمل وترك مقاعد الدراسة.

رأي صريح

كادت صراحة هند صبري تسبب لها الكثير من المتاعب. إذ ظهرت أخيراً في برنامج تلفزيوني وأعطت رأيها في عدد من الأسماء المشهورة في السينما المصرية. لكنّ نقيب الممثلين أشرف زكي نفى وجود أي نية لإحالتها على التحقيق بتهمة إهانة هؤلاء النجوم، لسبب بسيط هو أنّ ما قالته عن رأيها في أفلام محمد هنيدي ومحمد سعد وغيرهما من نجوم الكوميديا يعتبر وجهة نظر كرّرها الكثير من النقاد. وتتلخّص هذه الوجهة في أن هذه الأفلام لم تهتم بتقديم مضمون عميق. فيما كانت بطلة «عمارة يعقوبيان» أكثر صراحة مع المخرج خالد يوسف (الصورة). إذ أكدت أنها لن تكرر التعاون معه لأنه يبالغ في تقديم مشاهد الجنس من دون مبرر درامي.

الأخبار اللبنانية في

02/06/2010

 

«عسل إسود».. تفصيل السيناريو لإرضاء المعلنين والرعاة

كتب   نجلاء أبوالنجا 

فتح فيلم «عسل إسود» الباب على مصراعيه أمام ظاهرة قديمة فى وجودها، حديثة فى حدتها هى ظاهرة الرعاة الرسميين للأفلام أو«سبونسرز»، فرغم أن حلمى من أذكى أبناء جيله وأكثرهم دقة وعناية بالسيناريو والحوار وموضوع الفيلم الذى يقدمه، فإن الجمهور العادى فوجئ بوجود إعلانات مباشرة فى فيلم «عسل إسود» للدرجة التى أثارت تساؤلات عن سبب «حشرها» فى السيناريو والحوار، فقد وصلت إلى إفساح جمل حوارية وتفصيل مشاهد فى السيناريو للشركات المعلنة، وبغض النظر عن هل نفذ حلمى ذلك بإرادته الكاملة، خاصة أنه وجه اعلانى لشركة سيارات هى أحد الرعاة الرسميين فى الفيلم، أو أجبرته جهة الإنتاج على ذلك، فالنتيجة فى النهاية : «مشاهد إعلانية واضحة داخل سيناريو فيلم تقطع الدراما وتفسد متعة المشاهدة».

يبدأ الفيلم بعودة «مصرى السيد العربى» من أمريكا على متن إحدى الطائرات، وقد استعرضت الكاميرا اسم شركة الطيران، لكنها مرت دون أى إزعاج لعين المشاهد، وبدأت الإعلانات صريحة للرعاة الأربعة الرسميين للفيلم، وهم: «شركة مياه» و«شركة سيارات» و«شركة محمول» و«إحدى الجرائد اليومية الخاصة» والتى وصل الإعلان عنها إلى درجة وضعها على «أفيش» الفيلم فى الشوارع.

فى أحد المشاهد، قال حلمى للسائق الذى أقله من المطار، إنه عطشان، فأعطاه السائق زجاجة يتضح عليها اسم الشركة، وفى مشهد آخر، أراد حلمى أن يشرب وذهب ليشترى زجاجة مياه من أحد الأكشاك، كان واضحا عليها اسم الشركة، لكنه لم يشرب بسبب أذان الفجر، وفى مشهد ثالث، مرض حلمى وطلب من طفل أن يشترى له مياهاً معدنية لنفس الشركة.

فى أحد المشاهد، طلب حلمى من الفندق الذى نزل فيه سيارة بمواصفات خاصة، فقال له المسؤول عن الفندق اسم شركة السيارات التى ترعى الفيلم، وقال له « معندناش غير دى»، فرضى حلمى، واستقل السيارة التى استعرضتها الكاميرا عدة مرات فى أكثر من مشهد يصف رحلة حلمى فى السيارة وسط الزحام.

فى مشهد عودته من أمريكا فى الطائرة، غطى حلمى وجهه بالكامل بظهر الجريدة حتى يظهر اسمها واللوجو بوضوح شديد، وبشكل يعكس أنه إعلان وفى مشهد آخر، يظهر يوسف داوود وهو يقرأ الجريدة التى يظهر اسمها بوضوح، بل قال أحد الأشخاص فى المشهد: «الراجل ده بقاله عشرين سنة قاعد على نفس القهوة وما بيقراش غير نفس الجورنال ده»، رغم أن الجريدة عمرها عام ونصف العام فقط.

كان أكثر المشاهد استفزازا، فى السيناريو مشهد شركة المحمول التى ردد حلمى فى الحوار أكثر من مرة أنه يريد الاتصال بسائقه الذى يبدأ رقمه بالمفتاح المميز للشركة، وفى مشهد آخر، طلب حلمى من دينا أن توصله لمكتب أو مركز ليتصل بالسائق، فتوصله للمقر الرسمى لشركة المحمول، ومع دخوله الشركة، تستعرض الكاميرا كل اللوحات الإعلانية المميزة للشركة، ويطلب حلمى من الموظف أن يتصل له بالسائق، فيرد الموظف «لا يا فندم احنا شركة....»، ويذكر اسم الشركة صراحة، ويوضح الموظف أنه فى شركة المحمول وليس فى مركز اتصالات، فيخرج حلمى لأحد الأكشاك، وقال لصاحبه: «رقم السائق راضى يبدأ ب«زيرو كذا كذا» لكن أنا مش عارف آخر رقم.. فيه رقم ضايع منى فى الآخر»، فيضحك صاحب الكشك ويقول له: «خلاص جرب من واحد لتسعة لحد ما تجيب الرقم اللى ضاع»، وبالفعل يذكر حلمى الرقم المميز تسع مرات حتى يصل للرقم الأخير.

هذه ليست المرة الأولى التى تذكر فيها أسماء منتجات على شاشة السينما، لكنها المرة الأولى التى تدخل فى السيناريو والحوار، وتفصل لها مشاهد وجملا حوارية، كما تطرح تساؤلا مهما: ماذا يحدث لو فعل كل نجوم السينما مثل حلمى، وهل ستتأثر السينما إذا تدخل الرعاة فى الإنتاج وفرضوا شروطهم على الفيلم ووضعت لهم مشاهد وجمل حوارية خصيصا؟

الظهور الإعلانى لبعض المنتجات وأسماء الشركات فى كثير من الأفلام المصرية والعالمية ليس مشكلة، لكن أهم شروط هذا الظهور عدم شعور المتلقى بالضغط الإعلانى، أو أنه إعلان حتى لو رأى المنتج بعينيه، فكان يمر البطل أمام مطعم شهير، أو يركب سيارة من ماركة معينة، أو يرتدى ملابس من إحدى الماركات الشهيرة، أو يدخن نوعاً معيناً من السجائر، أو حتى يرتدى نظارات تنتمى لماركة الشركة الراعية، فى حين ما حدث فى «عسل إسود» ينقل الإعلان من الخلفية إلى «عضم» السيناريو والحوار.

كان أول ظهور للمنتجات أو الإعلانات فى الأفلام عام ١٩٦٢ فى سلسلة أفلام «جيمس بوند»، حيث ذكر اسم منتج لمشروبات روحية، وظهر الإعلان فى السينما المصرية فى فيلم «لعبة الست» عندما قالت مارى منيب: «لا أنا ما بشربش غير سجاير لاكى سترايك» .

كان المخرج طارق العريان من أبرز المخرجين الذين وضعوا الإعلان فى أفلامهم، وعلى رأسهم فيلم «السلم والثعبان» الذى أعلن فيه عن أماكن ومطاعم أمريكية ومصرية وأسماء شركات مياه غازية، وفيلم «تيتو» بطولة أحمد السقا، الذى قاد فيه سيارة معينة ظهر اسمها طوال المطاردات، كما ظهرت شركة محمول بشكل غير مباشر عن طريق مكالمات الأبطال وظهور اسم الشركة على المحمول، لكن كل ذلك ظهر بشكل غير مباشر، ولم يتوقف المشاهد عنده.

حاولنا الاتصال بصناع فيلم «عسل إسود» بداية من أحمد حلمى المنعزل عن الصحافة والإعلام منذ بداية شهرته، ومنتج الفيلم كامل أبوعلى الذى أكدت المسؤولة بشركة الباتروس سفره خارج مصر، ومخرج الفيلم خالد مرعى الذى لم يجب على تليفونه المحمول، فسألنا المسؤول عن سيناريو وحوار الفيلم وهو السيناريست خالد دياب، الذى رفض فى البداية التعليق، وقال إنه لا يحب الحديث فى هذه الأشياء، وبسؤاله: هل تم تغيير السيناريو من أجل وضع مشاهد للرعاة، فقال: «لم يتم تغيير شىء، وأنا المسؤول عن السيناريو بالكامل، وكان هناك مشهد لابد أن يستخدم فيه البطل سيارة معينة، فما المانع من استخدام سيارة من الشركة الراعية للفيلم، هذا شىء عادى ولا ينقص من قيمة العمل».

تناقض رهيب بين آراء المنتجين ونقاد السينما حول استخدام الإعلانات بهذا الشكل، فقد رفض النقاد ظاهرة الرعاة ووصفوها بأنها كارثة ستقضى على مستوى السينما، لأنها ستحاول إرضاء المعلنين على حساب الفيلم، فى حين أكد المنتجون أنهم يبحثون عن حلول للخروج من أزمة الإنتاج فى مصر، بعد جفاف مصادر التمويل، ويحاولون إنعاش الحركة السينمائية بأى طريقة.

الناقدة ماجدة موريس قالت: «دخول الرعاة الرسميين للحم الفيلم والصناعة والإبداع معناه أننا نفتح باب جهنم على أنفسنا وعلى الإبداع السينمائى، لأن الفيلم سيصبح قطعة إعلانية، وإذا كنا مفزوعين من الإعلانات وسيطرتها على المسلسلات المصرية، فالرعاة سيتحكمون فيما بعد فى السينما، وقد يفرضون أبطالا وموضوعات، ويطلبون من المؤلف أن يضع لهم مشاهد فى السيناريو تخدم منتجاتهم، وستتحول السينما إلى فن موجه لخدمة المصالح الإعلانية، والخطر الأكبر أن المنتجين لن يهتموا إلا بالاتجاه نحو الرعاة الذين يساعدونهم فى الإنتاج وحل أزماتهم المادية».

الناقد طارق الشناوى قال: «الدعاية الصريحة فى الأفلام وتدليل الرعاة كارثة، فظهورهم فى الأفلام له شروط أهمها ألا يشعر المشاهد بالإعلان حتى لا يقطع تركيزه فى الدراما، فلو توقف ليرى السلعة ضاعت متعته، وهذا ما وقع فيه فيلم (عسل إسود)، وإذا كان صناع السينما المصرية سيلجأون للرعاة بحكم أنهم ظاهرة عالمية، فعليهم أولاً معرفة أصول اللعبة وقواعدها كما تنفذ فى الأفلام العالمية».

الناقد نادر عدلى قال: «توظيف الإعلانات فى فيلم (عسل إسود) كان شديد السوء بدليل أننا توقفنا عند مشهد شركة المحمول، وأدرك المشاهد العادى أن هناك إعلاناً للسيارة والمياه والمحمول بشكل فج ومبالغ فيه، وكان يمكن التعامل بشكل أكثر بساطة وذكاء، والدليل على سوء توظيف الإعلانات وحشر وتفصيل مشاهد مقحمة لإظهار السلع هو أننا لو حذفنا كل المشاهد التى جاء فيها أسماء السلع لن يتغير المحتوى الدرامى، ولن يكون هناك أى تأثير سلبى على الفيلم، والتمادى فى ظاهرة الرعاة من قبل الفنانين الذين أصبحوا واجهات إعلانية لبعض الشركات مثل السقا وحلمى ومنى زكى وكريم عبد العزيز سيفسد السينما ويضاعف من خطورة الأزمة الإنتاجية التى يعانى منها المنتجون، وبالتالى سيضطر الجميع من أجل المصلحة للرضوخ لأوامر الرعاة، وسيصنع الفيلم بداية من السيناريو والحوار والتمثيل والإخراج طبقا لشروط الشركات الإعلانية ومصالحها».

فى المقابل، جاءت آراء المنتجين وصناع السينما مشجعة ومرحبة بدخول الرعاة فى الإنتاج، وقال منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما: «لا يجب أن نأخذ موضوع الرعاة بحساسية شديدة، فهو ظاهرة عالمية ومعترف بها وتطبق بنجاح شديد فى الخارج، لكن لابد أن يتم «تضفير» الإعلانات داخل السياق دون فجاجة، وعكس ذلك طبعا سيضعف الفيلم وبناءه، لكن يجب أن نشجع أى مساعدة تنعش عملية الإنتاج السينمائى، لأننا نحتاج الدعم المادى لتعود حركة الإنتاج».

أما ممدوح الليثى فقال: «بصراحة شديدة نحن فى أزمة، فالأفلام تحتاج تكلفة، والإنتاج ضعيف ولا توجد ميزانيات، ومن حقنا أن نبحث عن مصادر «بتجيب فلوس» لتستمر عملية الإنتاج، بشرط ألا يخل تواجد الإعلان فى الفيلم بالأحداث الدرامية والقيمة الفنية للعمل، وكل شىء يمكن عمله بالاتفاق والتفاهم دون وجود آثار سلبية لا على الإنتاج أو الرعاة أو الفيلم.

المصري اليوم في

02/06/2010

 

محمد جمال العدل:

«للكبار» فيلم سياسى.. وأخذت فرصتى لأنى ابن جمال العدل

حوار   محسن حسنى 

«لو لم يكن أبى جمال العدل لما أخذت تلك الفرصة مبكراً لكن البقاء هو المعيار».. بهذه الكلمات بدأ المخرج الشاب محمد جمال العدل حواره مع «المصرى اليوم» بخصوص أول تجربة سينمائية طويلة له «للكبار» الجارى تصويره حالياً.

«للكبار» واجهته مشكلة رقابية بسبب تشابه اسمه مع اسم فيلم آخر فى أدراج الرقابة هو «للكبار فقط» للمخرج على بدرخان، كما تعرض لهجوم من بعض الأقلام لاعتقادهم بأن محتواه جرىء أكثر من اللازم.

يتحدث محمد جمال العدل عن مشكلته مع الرقابة ومفاوضاته مع بدرخان بخصوص الاسم، وإدارته- كمخرج شاب- لبلاتوه يضم نجوماً لهم تاريخ كبير.

البعض يقول إن انتماءك لعائلة فنية هو سبب منحك فرصة إخراج فيلم لنجوم كبار وأنت فى سن صغيرة فما ردك؟

- هذه حقيقة ولولا أننى ابن المنتج جمال العدل لما أخذت هذه الفرصة بهذه السرعة فأنا خريج معهد السينما قسم إخراج دفعة ٢٠٠٨، وساعدت فى إخراج ٥ أفلام و٦ مسلسلات، لكن العبرة بالبقاء والاستمرارية، وهذه ليست بها «واسطة»، ويكفينى أننى حصلت على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى عن فيلم كان مشروع تخرجى هو «دستور يا سيدة».

كيف تغلبت على صعوبات التجربة الأولى؟

- الصعوبات كلها كانت نفسية، وتلاشت تلقائياً، بعد أن بدأنا التصوير، وأكبر صعوبة كنت أخشاها هى توضيح رؤيتى فى هذا الفيلم الاجتماعى السياسى الصعب.

كيف تعاملت مع مشكلة اسم الفيلم فى الرقابة؟

- رغم تحفظاتى على أداء الرقابة فإننى تعاملت معهم وحاولت حل المشكلة، من الخطأ أن الرقابة اعترضت على اسم الفيلم الأول «عفواً للكبار فقط» لتشابهه مع فيلم للمخرج على بدرخان هو «للكبار فقط» وهذا غير قانونى، لأن اعتراض الرقيب يجب أن يكون على التطابق وليس التشابه.

هذا يعنى أن الرقابة لن تصرح بعرض فيلمك باسمه الحالى؟

- طبعاً لن يسمحوا بعرضه بهذا الاسم إلا إذا تنازل المخرج على بدرخان عن الاسم، وقد قابلته وشرحت له أبعاد الموضوع ووعدنى بالتنازل عن الاسم لى، لكننى غيرت اسمه إلى «للكبار» تجنباً لهذه المشكلة.

هل هناك اعتراضات رقابية أخرى؟

- لا توجد أى اعتراضات رقابية سوى على الاسم فقط.

هناك مخاوف لدى البعض من جرأة فيلمك؟

- المشكلة أننا فى بلد يحكم على الأشياء فى وقت مبكر، هؤلاء يتسرعون فى الحكم على فيلمى، ويظنون أنه إباحى بسبب اسمه، لكن الحقيقة أن فيلمى يطرح وجهة نظر سياسية هى أن هذا البلد أصبح للكبار فقط بينما الصغار والمهمشون يعانون كثيراً من أجل العيش.

إدارتك لبلاتوه يضم نجوما لهم تاريخ كبير هل كانت صعبة؟

- قبل التصوير كنت أتصور أن المسؤولية ستكون كبيرة والمهمة ستكون صعبة، لكن بعد أن بدأنا التصوير وجدت كل النجوم متعاونين، حتى زينة التى قالوا عنها إنها تثير مشكلات كثيرة فى البلاتوه، فوجئت بطاعتها واحترامها للمواعيد، وكذلك عمرو سعد وخالد الصاوى وكل أبطال الفيلم.

المصري اليوم في

02/06/2010

 

«دينيس هوبر».. ابن هوليوود الذى لفظته من رحمها

كتب   ريهام جودة 

قبل أسابيع قليلة من وفاته اعترفت هوليوود أخيرا بقيمة «دينيس هوبر»، ومنحته «نجمة» فى ممر المشاهير بمدينة «لوس أنجلوس» وهو تكريم رفيع اعتادته مدينة السينما العالمية مع رموزها وفنانيها، إلا أن تكريم «هوبر» الذى توفى السبت الماضى -فى شهر مايو نفسه الذى شهد مولده- عن ٧٤ عاما بعد صراع مع مرض السرطان، تأخر كثيرا لفنان أثر فى السينما الأمريكية بل وفى الثقافة الأمريكية أيضا، وربما كان سلوك «هوبر» الشخصى وكراهية كثيرين فى الوسط الهوليوودى له واتسامه بالعنف وراء تأخر تكريمه ومنحه ما يستحق.

كانت بداية ظهور «دينيس لى هوبر» –اسمه قبل شهرته- فى فيلمين لـ«جيمس دين»، ثم فى أفلام شهيرة مثل «العملاق» و«طرزان»، إلى أن قدم فى فيلمه «Easy Rider» عام ١٩٦٩ مع زميله «بيتر فوندا» نموذجاً عصرياً سلبياً ومضاداً لما اعتادت الثقافة الأمريكية ترويجه للبطل وسلوكه المحبوب وقيمه الجيدة، حيث شابان يتناولان السجائر والمخدرات ويجوبان أنحاء الولايات المتحدة فى رحلة مثيرة عبر الدراجات البخارية، حقق الفيلم نجاحاً كبيراً ولفت الأنظار عند عرضه فى مهرجان «كان»، خاصة مع تدنى تكلفته الإنتاجية وقتها «٣٨٠ ألف دولار»،

بينما تجاوزت إيراداته ٤٠ مليون دولار فى جميع أنحاء العالم، كما رشح «هوبر» عنه لأوسكار أحسن سيناريو إلى جانب «بيتر فوندا» و«تيرى ساوثيرن» اللذين شاركاه كتابته. وفى عام ١٩٩٨، أضفت مؤسسة الفيلم القومى فى الولايات المتحدة مزيدا من التكريم على الفيلم، فوصفته بأنه «علامة ثقافية وتاريخية وحضارية فى السينما الأمريكية»، نظرا لما أحدثه من طفرة فى صناعة الأفلام وقتها بتكلفة قليلة وبتناول مختلف عن الأجيال الجديدة المضربة وفسادها وعبر تصوير عصرى.

عن الفيلم الذى أخرجه أيضا قال «هوبر» فى حوار له العام الماضى: «لم يكن الفيلم عن الدراجات البخارية بالنسبة لى، بل كان عن السياسة التى كانت منتشرة وقتها فى جميع أنحاء البلد».

حفز هذا النجاح شركات الإنتاج للتعاون مع «هوبر»، ووفرت له شركة «يونيفرسال بيكتشرز» ميزانية أكبر (٨٥٠ ألف دولار) لتقديم فيلمه التالى «The Last Movie»، واصطحب «هوبر» طاقماً كبير العدد من فنانين وفنيين لتصوير الفيلم فى قرية فى «بيرو»، وشهدت أجواء التصوير مشاكل كبيرة مع السلطات هناك نظرا لأجواء العربدة والسكر التى انتابت «هوبر» وفريقه،

وفشل الفيلم فشلا ذريعا، لدرجة إجبار «هوبر» على العمل فى أوروبا، بعد رفض شركات الإنتاج العمل معه مجددا، وظل الفيلم طوال عقد كامل مرفوضا فى هوليوود لما حفل به من مشاهد المخدرات والسجائر، واعتبر محرضا على الفساد، ولم يستطع «هوبر» العودة للعمل فى هوليوود إلا عام ١٩٧٩ حين شارك فى بطولة فيلم «Apocalypse Now» للمخرج «فرانسيس فورد كوبولا» فى دور صحفى.

واصل «هوبر» عمله فى الثمانينيات، إلا أنه تخبط فى مشواره كثيرا بسبب إدمانه للمخدرات والكحوليات ودخوله للعلاج فى جناح الطب النفسى بالمصحات أكثر من مرة، وهو ما انعكس عليه فى اختياراته لأدواره، فقد كان يقدم أدوار المدمنين، وكان يتناول الخمر والكحوليات أمام الكاميرا وخارجها، وعاد للعمل عام ١٩٨٦ فى دور مماثل لطبيعته فى فيلم «Hoosiers» حيث رشح لأوسكار أحسن ممثل مساعد عن دوره فيه، وأيضا فى فيلم «Blue Velvet»، حيث قدم شخصية غارق فى الإدمان، واختيرت الشخصية لتكون فى المرتبة الـ٣٦ لأنجح الشخصيات السينمائية الشريرة.

عاد «هوبر» أيضا للإخراج فى أفلام «The Hot Spot»، و«Colors»، و«Chasers»، وبقدر شهرته الفنية وموهبته كان لسلوكه السيئ بين زملائه وخاصة أثناء تصوير الأفلام قدرا آخر من الشهرة، فقد عرف بعصبيته ونوبات الغضب التى كانت تنتابه، فلا يفرق بين شخص مقرب أو غريب، وتباهيه بإدمان المخدرات، ففى أحد أيام تصوير فيلم «True Grit» غضب من زميله «جون واين» لدرجة مطاردته بمسدس حقيقى.

المصري اليوم في

02/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)