حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«مذبحة» صيف الأفلام المصرية خمس سنوات سينمائية عجاف

القاهرة ـ حمدي رزق

قرر المنتجون والمخرجون الذين سبق لهم ترشيح لاعب فريق الاتحاد السكندري لكرة القدم والمنتخب القومي المصري محمد ناجي الشهير بـ»جدو»، في أشرطتهم الجديدة لصيف 2010 بعد تألقه مع المنتخب القومي ببطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بأنغولا وحصوله على لقب هداف البطولة، قرروا التراجع عن ترشيحاتهم هذه، بعد تراجع مستواه في مباريات الدوري الأخيرة التي لعبها مع فريقه «الاتحاد السكندري»، وأيضا بعد تصاعد حدة المشاكل حوله بتأكيد أكثر من ناد مثل الزمالك وغيره أحقيته فيه ابتداء من الموسم المقبل وتقديم شكاوى لاتحاد الكرة وجهات اخرى بهذا، وهو ما اثر على مستواه الفني في المباريات الاخيرة.

جاء في مقدمة المنتجين الذين قرروا التراجع عن التعاقد مع «جدو« الشقيقين محمد السبكي واحمد السبكي حيث كان الأول يسعى لإشراكه ببعض مشاهد شريط محمد سعد الجديد «8 جيغا» المقرر عرضه في شهر أيار - مايو ليكون جدو مفاجأة الشريط. وقيل، ضمن ما قيل ان قرار التراجع جاء بناء على طلب محمد سعد نفسه بينما كان يستعد لإشراكه في شريط «ولاد البلد» بترشيح من بطل الشريط سعد الصغير، وتقرر أيضاً التراجع وبالأسلوب نفسه، ولكن هذه المرة من قبل المنتج.

ولكن ما الذي دفع هؤلاء المنتجين والموزعين أصلا الى جدو ولاعبي الكرة؟

انها صعوبات جمة تحيق بموسم الصيف السينمائي هذا العام، وهو الموسم الذي كان ولايزال الموسم الرئيسي للسينما المصرية منذ نحو 15 عاما وإلى اليوم. حسبنا من هذه الصعوبات ان يحل شهر رمضان في النصف الأول من شهر آب أغسطس، فضلاً عن ضياع جزء مقدر من شهري حزيران - يونيو، وتموز - يوليو لصالح العروض الكروية التي تستحوذ على الجمهور المصري في مونديال جنوب أفريقيا المنتظر.

من هنا يتوقع المنتجون والموزعون وقوع خسائر كبيرة في أشرطة الصيف الذي بدأت لفحاته في الظهور على موجات هواء القاهرة.

لهذه الأسباب سيتم تأجيل عرض بعض الأشرطة الضخمة، والخبراء يقولون ان حجم الانتاج السينمائي هذا العام تخطى الـ180 مليون جنيه (أكثر من 30 مليون دولار أميركي) أي أقل من العام الماضي لأن شركات الإنتاج الكبرى من الصعب أن تتوقف عن الإنتاج، وهذا ما دفع عددا من شركات الانتاج الى التفكير في تأجيل عرض أشرطة الصيف 2010 الى مواسم أخرى.

ومن أشرطة الصيف التي تم تأجيلها «ابن القنصل« لأحمد السقا وعدد من أشرطة الصيف الأخرى من انتاج الشركة العربية، لأن هذا الموسم سيكون مذبحة.. كما ان ظروف السينما المصرية والخسائر المتوقعة دفع جهاز السينما (التابع للدولة) الى تأجيل تصوير أشرطته والتي كان مقررا بدء تصويرها ومنها «المسطول والقنبلة« و«نوم للستات« بطولة إلهام شاهين وليلى علوي.

المتخصصون يقدرون أن تمتد أزمة موسم الصيف الى خمس سنوات عجاف مقبلة على صناعة السينما، رغم انه كان خلال الأعوام الماضية الموسم الأهم والذي يراهن عليه المنتجون والموزعون ويدفعون فيه بكبار نجوم السينما.

في هذا السياق فان التبكير بموسم الصيف اثبت نجاحه من قبل مثلما حدث مع شريط «عمر وسلمى« وحقق إيرادت ضخمة، واستمر عرضه على مدار عام كامل، كما أن وجود النجوم في أشرطة الصيف 2010 قد يحقق إيرادات، ما قد يدفع دور العرض لعدم رفعها لتستمر على مدار المواسم السينمائية، كما ان هذا العام ستطرح عشرة أفلام فقط، ما يعني غياب التنافس على دور العرض. كما أن الأشرطة الجيدة لا تتأثر كثيرا بأي ظروف تمر بالموسم.

إن تفكير شركات الانتاج والتوزيع في تأجيل عدد من أشرطة الصيف هذا الموسم سيفتح الباب أمام الفيلم الاجنبي على الرغم من الشروط الحمائية التي تمنع تزايد نسخ أفلام الصيف الاجنبية في السوق المصري، خصوصاً وان ثمة طفرة في دور العرض، ومن الممكن ألا يستطيع منتجو الأشرطة العربية طباعة نسخ من أشرطتهم تغطي كل دور العرض. وفي هذا السياق لا يمكن أن نتجاهل الظروف الاقتصادية التي تمر بها صناعة السينما المصرية، والخسائر التي منيت بها خلال الأعوام الماضية، ما دفع عدداً من نجوم السينما في الاتجاه الى التليفزيون، فعادل إمام يفكر في تحويل شريطه فرقة عطالله الى مسلسل تليفزيوني، وكذلك النجم محمد هنيدي يجهز حاليا لمسلسل من تأليف يوسف معاطي.

صناع السينما تحدثوا عن أن هذا الموسم يحيط به الحظ السيء، وأن «عين الحسود» أصابت عددا من نجوم الصف الأول والثاني، الذين تعرضوا مؤخرا لإصابات أثناء تصوير مشاهدهم، في أعمال سينمائية يشاركون بها في «ماراثون« أشرطة صيف 2010، ولم يعد استقبال مثل هذه الأخبار، التي تتناولها الصحف والمواقع الإلكترونية بصفة مستمرة، طوال فترة تصوير هذه الأعمال في مختلف المواقع والاستوديوهات، جديداً على الوسط الفني.

أحدث هذه الإصابات كانت من نصيب الفنانة ياسمين عبد العزيز التي كاد أن يصدمها أحد سائقي السيارات، الذي استعان به المخرج علي إدريس، لتصوير بعض مشاهد شريط «الثلاثة يشتغلونها» أمام جامعة القاهرة، حيث كان من المفترض أن يتوقف السائق قبل الوصول إليها حسب تعليمات المخرج، لكن سائق السيارة لم يستطع التوقف، وكاد أن يقتلها، لولا المخرج علي إدريس الذي جذبها بسرعة، فصدمته السيارة وأصيب بكدمات، وتم نقله إلى المستشفى.

ولم يكد يهدأ قلب فريق العمل من حادث ياسمين عبد العزيز، حتى فاجأتهم الفنانة هالة فاخر هي الأخرى بسقوطها مغشيا عليها، عندما سقطت على وجهها، بسبب اصطدام قدمها بإحدى قطع الديكور في أحد مواقع التصوير في الشريط، وأصيبت بحالة إغماء، ونقلت إلى المستشفى، وأصرّ الأطباء على توقفها عن العمل لأيام، حتى لا تحدث مضاعفات.

ولم يسلم أبطال شريط «ابن القنصل« من هذه الحوادث التي تصدرها كعادته الفنان أحمد السقا، الذي أرتبط اسمه على مدار السنوات الماضية بحوادث الإصابة، بداية من إصابة عينه أثناء تصوير «الجزيرة« ومرورا بحادثة أصابت ساقه، وإجرائه عملية جراحية فيها أثناء تصويره لشريط «الديلر«، وأخيرا في ركبته، عندما تدافع الجمهور في شوارع الإسكندرية لمصافحته وتهنئته على الشريط، ما أدى إلى اصطدامه بعمود حديد، وكشفت الإصابة عن تكون مياه على الركبة، اضطر على إثرها لإجراء عملية إزالة للماء بالليزر.

أما الإصابة الثانية، فكانت من نصيب خالد صالح في ساقه أيضا، عندما فوجئ بورم مفاجئ فيها، اكتشف بعده أنه مصاب بمرض النقرس، وتسببت له في توقف تصوير مشاهده لفترة حتى أستطاع الوقوف عليها مجددا.

هناء عبد الفتاح ضيف شرف «ابن القنصل« كان صاحب الإصابة الثالثة في هذا الشريط الذي لن يلحق بالصيف، والذي أصيب في قدمه في حادث سيارة وتعرض لكسر في قدمه وضعت على إثرها في الجبس.

هذه الظروف العصيبة للموسم الصيفي جعلت هناك منافسة قوية بين عدد من النجوم أبرزهم أحمد حلمي الذي يخوض السباق بـ»عسل أسود»، ومحمد سعد الذي يعود بعد غياب بـ»8 جيغا».

ومن المتوقع أن يشهد شهر حزيران - يونيو المقبل عرض خمسة أشرطة منها «أفاطار» لأحمد حلمي الذي تم تغييره من «مصر هي أوضتي» بعد أعتراض الرقابة، بالإضافة إلى « جيغا» لمحمد سعد.

ويبدأ موسم الصيف مع الأسبوع الأول من شهرحزيران - مايو بعرض «الديلر» لأحمد السقا، وإخراج أحمد صالح، و»الرجل الغامض بسلامته» لهاني رمزي، وإخراج محسن أحمد.

ويعرض خلال النصف الآخر من الشهر نفسه شريطا «نور عيني» لتامر حسني، وإخراج وائل إحسان، و»بنتين من مصر» إخراج محمد أمين.

ومن المقرر أن يعرض في بداية الشهر نفسه شريط «المسافر» لعمر الشريف، وخالد النبوي، وإخراج أحمد ماهر، وهو العرض الجماهيري الأول له بعد أن عرض في العديد من المهرجانات الدولية.

كما يُعرض شريط «تلك الأيام» لمحمود حميدة، وصفية العمري، وأحمد الفيشاوي، والذي تأجل عرضه أكثر من مرة بسبب رغبة منتجه في عرضه في أحد المواسم الكبرى، كما يعرض خلال هذا الشهر شريط «الثلاثة يشتغلونها» لياسمين عبد العزيز، وإخراج علي إدريس.

أما شهر تموز - يوليو فسيعرض خلاله شريط «لا تراجع ولا استسلام» لأحمد مكي، وإخراج أحمد الجندي في ثاني تجربة لهما بعد نجاح شريط «طير انت»، وشريط «عذرا للكبار فقط» بطولة عمرو سعد، وخالد الصاوي، وزينة، وإخراج محمد جمال العدل.

كما تقرر أيضا عرض شريط «عصافير النيل» بطولة عبير صبري، وفتحي عبد الوهاب، وإخراج مجدي أحمد علي.

في المقابل، يشهد الموسم الحالي غياب بعض النجوم على رأسهم عادل إمام، الذي يغيب لأول مرة عن الموسم منذ سنوات حيث يستعد لبداية تصوير شريطه الجديد «فرقة ناجي عطا الله».

كما يغيب أحمد عز الذي لم يبدأ تصويرشريط «الظواهري» حتى الآن، وكذلك منى زكي بسبب عدم انتهاء تصوير شريط «أسوار القمر».

المستقبل اللبنانية في

30/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)