حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نور ..«تامر» و«منة».. فيلم هندى قصير

كتب طارق مرسى

اختيار هذا الفيلم لافتتاح الموسم الصيفى مبررات وحسابات أبرزها أنه يدخل فى التصنيف الأول لنجوم الإيرادات ولجس نبض عشاق السينما بضمان شعبية بطله وكلها دوافع تمنح المنتجين بارقة أمل وترفع درجة التفاؤل فى موسم سينمائى «مخنوق» و«محفوف» بمخاطر أزمة اقتصادية وزحمة امتحانات وفقدان ذاكرة مؤقت لدخول مونديال كأس العالم الذى يخطف انتباه الجميع.

تامر حسنى فى فيلم «نور عينى» بمعايير «السوق» لم يكذب خبراً ولن يخيب آمال خبراء التوزيع الذين اختاروه فى أول طلعة سينمائية أو ترقب جمهوره من المراهقين لكنه فنياً لن يضيف له رغم تخلصه من بعض الثغرات التى عانى منها فى أفلامه السابقة مثل الاستظراف لحد الابتذال وأيضاً المبالغة وكل هذا يحسب أيضاً لمخرجه وائل إحسان صاحب الرصيد السينمائى الواعد الذى كان تأثيره واضحا فى المشاهد الأولى لدرجة تحول تامر إلى كائن «لمباوى» ينافس فيه محمد سعد نفسه.

فى «نور عينى» اختار «تامر» حدوتة سينمائية من «بنات أفكاره» أو «بنات جمهوره» وصاغها له السيناريست أحمد عبدالفتاح.. الموضوع فى باطنه قضية فى منتهى الخطورة تخص شباب هذا الجيل المحبط والمحتقن من واقع اجتماعى ضاغط و محاصر بالبطالة شرقاً والفساد غرباً والمحسوبية شمالاً واليأس جنوباً كشفها ضياع حق صديق البطل «عمرو يوسف» بتعينه فى الجامعة رغم تفوقه على مذبحة «الوسطة» لحساب ابن عميد الكلية المدلل فيضطر للهروب من مصر لتحقيق ذاته.. وأيضا شقيق البطل المستسلم للإدمان حتى الموت.. هذه القضايا نفسها اختفت فى ظروف غامضة فتاهت قضية الفيلم الأساسية لتوسيع الطريق والسيناريو لحساب بطل الفيلم لدرجة التضحية بباقى العناصر، فخرجت عبير صبرى ومنة فضالى بخسائر واضحة وضاعت ملامحهما تماماً وأغلب الظن أن ضياع الملامح لحذف الكثير من مشاهدهما وخصوصاً «عبير» التى بدت ككومبارس فى «نور عينى» بينما هى فى نفس التوقيت بطلة فيلم «عصافير النيل» فى مفارقة غريبة.

أحداث الفيلم تقول إن تامر أو أحمد أو«نور» هو الأخ الأكبر المسئول عن أسرة صغيرة تضم شقيقه إسلام الغارق فى الإدمان هروباً من البطالة وفتاة شابة (مروة عبدالمنعم) تعيش لخدمتهما بناء على وصية الأم والأب وبينهم صديق حميم هو طارق (عمرو يوسف) الذى يقرر السفر هروباً من مجتمع تحكمة الوسطة .. وفى رحلة بحث أحمد عن ذاته يلجأ إلى أحد الأندية المسرحية لتحقيق أحلامه بدلاً من الغناء فى الأفراح والمناسبات وهناك يصادف سارة (منة شلبى) الفتاة التى فقدت بصرها فى حادث وتعمل مؤلفة فى الفرقة وتنشأ بينهما قصة حب على الطريقة الهندية ورغم حذر سارة وشقيقتها عبير صبرى من هذه العلاقة وأنها مجرد تعاطف نحوها «ثم تلتقط سارة» في حوار عابر هذا المعنى فى نهاية الحوار بينه وأصدقائه فتقرر الهروب منه وفى نفس اللحظة التى يتلقى فيها أحمد مكالمة مأساوية يتعرض شقيقه للموت فيترك «أحمد» سارة ويذهب إلى شقيقه بعد فوات الأوان بينما تقرر «سارة» للعلاج.. وهناك تلتقى بصديقه «طارق» وتقرر الارتباط به بعد عودة بصرها وعند عودتهما يكتشف أحمد أن «حبيبته» أصبحت ملكاً لصديقه فى صدمة قاسية ولكن عندما يكتشف طارق العلاقة القديمة يقرر السفر ولكنه يتنازل عن حبه والسفر بعد أن أنقذه صديقه أحمد من الموت على الطريقة الهندية لكن «نور عينى» روائى هندى قصير.

يحسب لمؤلف الفيلم ومخرجه عدم اللجوء إلى الحلول التقليدية فى بعض المشاهد خصوصاً جلسات الإدمان فى منزل تامر.. حيث اختارا موت شقيق تامر بجرعة زائدة عن ارتكابه جريمة اغتصاب «مروة» رغم أن كل الشواهد كانت تؤكد ذلك كما ينسب للمخرج الأداء الاستثنائي «لتامر حسنى» فى مشهد هو الأفضل له عبر مشواره السينمائى لحظة اكتشافه موت شقيقة.. أما «منة» رغم نعومة وشاعرية أدائها فإنها لم تستوعب «جيداً دور الفتاة فاقدة البصر فكانت تتحرك وكأنها ترى رغم أن الدور يتطلب أداء خاصا.. أما «مروة عبدالمنعم» فسجلت بصمة واضحة ستكون دافعا كبيراً فى مشوارها المقبل.. بينما «عمرو يوسف» ينبئ بمولد نجم قادم يذكرنا بنفس بدايات أحمد السقا وأخيراً تامر حسنى الذى أراد هذه المرة أن يقدم نفسه فناناً شاملاً وكوميديانا ومطربا وممثلا تراجيدى، ولكنه تاه فى النهاية وفى غمرة كل هذا لم ينس معاركه مع «عمرو دياب» فأراد أن يبرئ ساحته باختياره أغنية «تملى معاك» لحبيبته باعتبارها أغنيته المفضلة فى لقطة مفتعلة «لأزمة مفتعلة».

روز اليوسف اليومية في

29/05/2010

 

مخرجه كمال جعفري أراده فيلماً عن سنوات سجنه فتحول الى فيلم عن سجن فلسطينيي الـ 48

فيلم 'السطح': كلمات قليلة ... معان كثيرة عن تحديات العيش في اسرائيل بالنسبة للفلسطينيين

لندن ـ 'القدس العربي' من هيام حسان:  

يغلب الصمت على الجزء الأعظم من فيلم 'السطح' لمخرجه الفلسطيني كمال جعفري، الى الحد الذي يعتقد معه المشاهد أن الكاميرا باتت لسان الفيلم الذي ينطق بحال مجموعة من الفلسطينيين المقيمين في 'اسرائيل' وتحديداً مدينتي حيفا والرملة منها.

وقد يفسر البعض هذه الحالة بأن الصور وما تلتقطه عدسة الكاميرا من اشارات ووقائع يغني عن الكثير من الكلام أو يؤدي غرضه على نحو أبلغ. وعلى كلٍ لا يعدم الفيلم (الذي وصفته شروحات مهرجان أفلام فلسطين على أنه فيلم 'خيال' أي ليس بالوثائقي ولا السردي الصرف) بعضاً من الكلام الذي يعين على فهم رسالته ومغزاه.

موضوع الفيلم الذي جرى انتاجه في العام 2006 باختصار يدور حول الظروف المعيشية القاسية التي ترغم اسرائيل السكان العرب على الاذعان لها والتكيف معها رغم وحشيتها وتعارضها مع الحقوق الانسانية المنصوص عليها في القوانين والاعراف الدولية. ويختار الفيلم أن يسلط الضوء على موضوع 'السكن' تحديداً حيث يضطر أبناء الأقلية الفلسطينية في اسرائيل الى العيش والتعايش في مساكن متداعية آيلة للسقوط وغير قابلة للترميم والاصلاح بسبب تعنت السلطات الاسرائيلية في هذا الخصوص لأسبابٍ سياسية ترمي الى التخلص منهم ودفعهم للرحيل عنها بعد أن باتوا يشكلون غصة في حلقها.

يعرض الجعفري خلال الفيلم لنماذج وأمثلة عدة على محاولات التضييق التي تمارسها اسرائيل بحق الاقلية الفلسطينية فيما يخص السكن والبناء مثل جدار بيت احدى العائلات في يافا الذي ينهار بسهولة وعلى نحوٍ مشبوه بضربة بلدوزر لبناء في بيت مجاور، وطلب ترميمات ترفض السلطات الاسرائيلية قبوله بلا أسباب مقنعة وتناقض صارخ في مشهد مساكن الفلسطينيين الأشبه بالعشوائيات تجاورها الفلل الفخمة الجاهزة للبيع لأصحاب الملايين المرجح أن لا يكونوا من أفراد الأقلية الذين يعانون البطالة وضنك العيش بل السكان اليهود الاثرياء الذين من شأنهم تغيير المعالم الديموغرافية للمدن العربية في اسرائيل ان قبلوا عروض السكن في هذه المناطق بكل مزاياها.

يقول الجعفري في لقاءٍ له عقب عرض الفيلم في جامعة سواس في لندن مؤخراً ان فكرة الفيلم راودته أثناء تنفيذه لمشروع بحثي خلال دراسته في ألمانيا حيث كان محور المشروع حول مكتب مهجور في أحد أحياء مدينة جنيف، ويضيف: تبينت أن حماسي لموضوع البحث كان منبعه علاقتي بالمكان الذي تركته فيما يسمى اسرائيل الآن حيث تربيت وتعلمت وقضيت سنوات شبابي، ويتابع: عندما عدت الى الرملة بعد أن أتممت دراستي شعرت بأنني أرى المكان للمرة الأولى، وأنني في حاجة ربما لاعادة اكتشافه.

ويعتبر الجعفري أن فيلمه ليس كما يراه الكثيرون فهو لا يقتصر على تناول موضوع السكن والبناء بالنسبة للفلسطينيين في اسرائيل فقط بل يحاول سبر أغوار حياتهم فيها بالاجمال حيث الحياة حافلة بالمحبطات التي يتسبب بها عموماً غياب الأشياء وتغير الأحوال بالنسبة للشخوص هناك، فحيفا التي كانت عروس البحر وقلب الشام الثقافي والحضاري لم تعد كذلك وسكانها لم يعد ينعمون بظلال تميزها وباتوا غرباء في بلادهم وأقلية على أرضهم وأراضي أجدادهم.

ويشرح متابعاً: لقد حصلت على تمويل لفيلم عن تجربتي في السجن عندما كنت في سن السابعة عشرة ولكن وجدتني شيئاً فشيئاً أتجه لاخراج فيلم 'السطح'. دفعني الى ذلك التغير الكبير الحاصل في حياة الفلسطينيين هناك وشعوري بالحاجة لتسليط الضوء على ذلك.

ويبدو أن الجعفري لم يدخر جهداً في سبيل اتمام فيلمه وتوصيل رسالته الى الحد الذي كان معه حاضراً بكاميراته في أوقات أحداث حقيقية كواقعة انهيار جدار أحد منازل الفلسطينيين في مدينة حيفا الذي تبين لاحقاً أن ملكيته تعود لعائلة أنسبائه، كما أنه لم يتوان عن اشراك عائلته نفسها في الفيلم لتكون جزءاً لا يتجزأ منه.

وعن هذا يقول الجعفري أنه كان سعيداً بأن يقف على حقيقة الحس السينمائي والرغبة في المشاركة الايجابية في منتج فني لدى عائلته، الامر الذي شجعه على اضمار نية تكرار ذلك في أعمال أخرى، خاصةً وأن التجربة كانت ناجحة سيما من خلال مشاركة أفراد أسرته الكبار الذين عايشوا بأنفسهم التغير المذهل في حياة الفلسطينيين قبل وبعد النكبة كالشهادة التي أدلت بها جدته مثلاً في لحظة الهجرة ورحيل معظم الفلسطينيين عن أراضيهم.

ويشدد الجعفري على أن التغير الحادث خلال اثنين وستين عاماً على انشاء اسرائيل هو تغير كبير ومذهل بالنسبة للفلسطينيين في الداخل الا أنه نأى في فيلمه عن استعراض كل محطات هذا التغير خشية أن يتحول الفيلم الى نمط صحافي بعيد عن الحس الروائي الذي أراد أن يحافظ عليه في فيلمه، ولكنه مع ذلك لم يبخل على جمهور الحاضرين بتقديم اجابات وافية عن الممارسات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين وتضييقها الخناق عليهم في عقر دارهم بطرق خبيثة لا تترك أثراً لها في القوانين والتشريعات ولكنها تعرف كيف تصل الى أهدافها القمعية.

القدس العربي في

29/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)