حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سوريا بين الحصار السياسي والانفتاح الإعلامي

كتب مها متبولى

المخطط السوري لضرب السينما المصرية واختراق مجال البث الفضائي يفتح الملف الشائك للدور الذي تطمح سوريا في لعبه علي مستوي الشرق الأوسط لأنها تريد أن تعيد جسور التواصل بينها وبين الشعوب العربية بعد أن رفعت حول نفسها أسوار العزلة فما حقيقة المد الثقافي السوري لسحب البساط من تحت أقدام الريادة الإعلامية والسينمائية المصرية؟

إنطلاق حصان سوريا السينمائي بدء مع تراجع الدور الحضاري المصري

ومع رفع سقف محاولات المد الإعلامي السوري في المنطقة تنادي بعض الأوساط السورية بضرورة تدخل الجهات الرسمية السورية لدعم الإنتاج السينمائي علي اعتبار أن الأفلام السينمائية أصبحت هي الحصان الأسود في نشر النفوذ الحضاري لسوريا في المنطقة.. علي أن يسير المخطط الإعلامي موازياً للخطة السورية في اقتحام مجال الفن السابع وانتهاز فرصة التراجع الذي تشهده حاليا السينما المصرية وانحسار دورها الحضاري مما ترك نوعاً من الفراغ يجب أن تستغله الكوادر السورية.

مخطط سوري خليجي لإنتاج 20 فيلمًا في السنة

ويشير النقاد السوريون إلي أن الدراما المصرية عندما تعرضت لكبوة في تسعينيات القرن الماضي كان ذلك فرصة طيبة لانطلاق الدراما السورية وهو الأمر الذي يدعو المنتجين السوريين إلي التعلم من الدرس والقفز علي أكتاف السينما المصرية خاصة أن سوريا بإمكانها إنتاج أكثر من 20 فيلماً سينمائياً في العام الواحد لتحجز مكانها في دور العرض الخليجية كما حجزت المسلسلات السورية مساحتها علي خارطة البث التليفزيوني وأشاروا إلي أن تنفيذ هذا المخطط ليس بالأمر الصعب لتوافر الشراكة الخليجية والدليل علي ذلك نجاح أول فيلم كوميدي سعودي وهو «مناحي» الذي كتبه مؤلف سوري وتم تنفيذه بالاستعانة بالكوادر السورية ويرصد القائمون علي صناعة السينما السورية عوامل النجاح والفشل لهذه التجربة ويراهنون علي أن السنوات العشر المقبلة هي التي ستثبت صعود نجم السينما السورية خاصة بعد أن انعكس التحالف السياسي مع إيران وتركيا علي الناحية الفنية حيث يتم الاعتماد علي التجربة الإيرانية بشكل كامل في تطوير السينما السورية بالإضافة إلي الاستفادة من السينما التركية ومنحها إطاراً أكبر واختيار فيلم «عسل الكرز» التركي الحائز علي جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين ليكون فيلم الافتتاح في مهرجان دمشق السينمائي الدولي بينما يتم استبعاد الأفلام المصرية سواء من صدارة المشاركة في الافتتاح والختام أو من قائمة الجوائز.

الهجوم علي نجمات السينما المصرية

والغريب أن يقود بعض النقاد السوريين حملة هجوم شرسة ضد نجمات السينما المصرية اللاتي صنعن تاريخ الذاكرة السينمائية العربية ووصل رصيد الواحدة منهن من الأفلام إلي أكثر من 80 فيلماً وهذا الهجوم يتم علي مستويات عديدة ولكن أبرز الأصوات التي تسيء للنجمات المصريات هو الكاتب «علي جمالو» والذي يطالب علي صفحات «شام برس» الالكترونية رئيس مهرجان دمشق محمد الأحمدي بالعدول عن فكرة: استضافة عوانس السينما المصرية وأراملها وهذه العبارة بما تتضمنه من تطاول تحمل في جوهرها دعوة لمقاطعة الفنانات المصريات حيث يضيف الكاتب أنه قد آن الأوان للتخلص من عقدة الدونية أمام السينما المصرية وتجاه هؤلاء النجمات اللاتي يعدن الأسطوانة المشروخة عن كرم الضيافة السورية وعندما يعدن إلي القاهرة يتكتلن في نقابتهن لطرد الفنانين السوريين وتضييق الخناق عليهم إذا شاركوا في أعمال مصرية.

ويبدو أن الكاتب لديه نقص حاد في المعلومات لأن النجمات اللاتي يطلق عليهن «عوانس السينما وأراملها» لا يفرضن أنفسهن علي المهرجانات السورية بل تتم دعوتهن لتعويض الإخفاق السوري في هذا المجال فعلي الرغم أن سوريا تنتج 30 مسلسلاً درامياً كل عام فإنها فشلت حتي الآن في تقديم نجمة سينمائية واحدة واكتفت بصناعة أفلام أكاديمية لا تتفاعل مع الواقع الحي ولا تقدم تجاربه الفعلية كما أنه لا توجد فنانة واحدة في مصر اعترضت علي وجود الفنانين السوريين أو عملت علي تضييق الخناق عليهم ومصر لم تطرد فناناً أو فنانة سورية بل ترحب بكل موهبة صادقة وبكل القادمين إليها حتي عباس النوري الذي هاجم الدراما المصرية وقال إن «أصغر مخرج دبكة في التليفزيون السوري أعظم من أي مخرج مصري» لم نرد له الإساءة بل تم استقباله ليكون آخر المشاركين في الدراما المصرية.

متي يتخلص صحفيو سوريا من «الششوفنية» وعقدة النقص تجاه مصر؟

وإذا كلف الكاتب خاطره قليلاً سيجد أن كل نجوم الفن السوري بلا استثناء يشاركون في المسلسلات المصرية ولم نطرد أحداً أو نتكتل ضده وليس لنا دخل بما يسميه بالعقدة المصرية إلا أننا لن نؤكد علي نجماتنا بأن يقاطعن مهرجان دمشق السينمائي الدولي حتي يتم رد الاعتبار لهن فأدبهن الجم وذوقهن الرفيع ليس أسطوانة مشروخة وإنما رسالة حضارية تحملها مصر وفنانوها إلي كل الشعوب العربية وعلي الكتاب السوريين أن يكفوا عن العزف علي وتر «الشوفينية السورية» فلم تعد تليق بالفن السوري.

إن المخططات الإعلامية السورية باتت تبحث لها عن مكان تحت الشمس وتعيد غزل الخيوط الفنية والإعلامية والسينمائية بما يخدم توجهاتها السياسية وإعادة مشروع «السينما البديلة» للسينما المصرية إلي الحياة مرة أخري منذ طرح فكرته في السبعينيات ليعوض مقاطعة الفن المصري بعد معاهدة كامب ديفيد إلا أن «السينما السورية» حالياً لها مفهوم آخر وهو زعزعة الدور المصري في المنطقة، فمصر اكتسبت نفوذها الحضاري في المنطقة من خلال أدوارها الثقافية وهناك ما ينبغي التأكيد عليه هو أن السينما السورية في عصرها الذهبي خلال فترة الستينيات والسبعينيات والتي تم خلالها إنتاج أكثر من 300 فيلم لم تنجح في كسر الهيمنة السينمائية المصرية فكيف سينجح المخطط السوري لضرب السينما المصرية وهي تواجه مشاكل عديدة.

1- بدءاً من هروب المنتجين السوريين إلي إنتاج المسلسلات وعدم وجود سوق داخلية للعرض السينمائي.

2- بالإضافة إلي احتكار المؤسسات الرسمية السورية للتجارب الإبداعية واختيار الأفلام التي تدعمها مؤسسة السينما بعقلية طائفية تميز بين المخرجين وبعضهم البعض علي أساس طائفي واضح واستبعاد التجارب الأخري .

3-والأهم من ذلك كله هو أن الحيز الضيق الذي يتحرك فيه الفن السوري لا يتيح له القيام بهذه التوسعات الفنية الذي بات أسيراً للنظام السياسي وقيوده الرسمية.

مشكلة الأنظمة السياسية في المنطقة العربية أنها تريد أن تلعب دوراً أكبر من إمكاناتها الحضارية فلا قطر تستطيع أن تزرع الفن السينمائي علي أرضها ولا يمكن أن ترفع أسهمها السياسية عن طريق اللعب بالجزيرة الفضائية ونفس الأمر ينطبق علي سوريا فلا الفضائية السياسية ستحل مشكلة «الجولان» وتجعلها تضرب بسيف السياسة في المنطقة ولا التلويح بالمخططات السينمائية والدرامية والهجوم علي الفنانين المصريين يمكن أن يقلل من دور مصر الثقافي وكل ما يمكن أن يؤدي إليه هذا التناطح السوري هو إثبات صوته في المعزوفة النشاز للخلافات العربية.

وفي ظل البرامج الإعلامية والمخططات الثقافية علي أرض الواقع العربي وفي سماواته الفضائية نطرح تساؤلاً مهماً عن خطة وزارة الإعلام المصرية وتصورات وزارة الثقافة حول مستقبل السينما المصرية: إلي متي سنظل -لا نتصدي لهذه المؤامرات الفنية- لا نريد أن ندخل في سجال إعلامي مع أحد بل يجب أن نرتفع فوق كل ذلك بخطواتنا السباقة وضرباتنا الإبداعية.

روز اليوسف اليومية في

27/05/2010

 

200 مليون جنيه من وزارة الاستثمار تضيع في وزارة الثقافة

كتب مها متبولى 

لابد من إعادة النظر في المنحة التي حصلت عليها وزارة الثقافة من وزارة الاستثمار لأن مبلغ 200 مليون جنيه تحتاج إلي فكر خاص من أجل توجيهها نحو مسارها الطبيعي وقد علمتنا التجربة أن الناقدين علي أبوشادي وسمير فريد ليس لديهما القدرة علي توظيف هذه المنحة بالصورة التي تتوافق مع الخطة الطموحة للسينما المصرية.

فقد كانا معا وراء فيلم «المسافر» الذي أنفقت عليه وزارة الثقافة ثلاثة ملايين دولار دون أن يكون له أي مردود حتي يناسب هذه المنحة.

ومن خلال علاقة المخرج مجدي أحمد علي بعلي أبوشادي استطاع أن يحصل علي دعم إنتاج لفيلم «عصافير النيل» ولم يأت بأي مردود فني هو الآخر.

والآن يتم تشكيل لجنة لاختيار الأعمال الذي ستتلقي الدعم ولا أعتقد أن علي أبوشادي ولا سمير فريد يصلحان لإدارة هذه اللجنة ولا حتي خالد عبدالجليل أستاذ السيناريو في معهد السينما مما يؤكد أهمية وجود كوادر جديدة قادرة علي خلق نوع من الحراك الثقافي والسينمائي وإطلاق مشروع إنتاجي يواكب مكانة مصر بعيدا عن المجاملات والمحسوبيات.

نحتاج إلي وجوه جديدة قادرة علي فهم هذا المجال وأعتقد أن الحل يأتي في أمرين. الأول: هو استثمار مبلغ الـ200 مليون جنيه في إنشاء مركز للاحتفاظ بنجاتيف الأفلام المصرية التي سيتم إنتاجها والاحتفاظ بنسخة من كل فيلم جديد مع إطلاق حرية الإنتاج للجميع وبذلك يتم حل مشكلة التراث السينمائي حلا جذريا.

ثانيا: هو أن تقدم وزارة الثقافة خدمات إنتاج عينية بدعم السينما وليس مبالغ نقدية فنحن لسنا في حاجة للتشكيك بأحد وإنما يعمل الجميع من أجل الصالح العام عن طريق منح التسهيلات مثل تقليل قيمة الرسوم الباهظة الثمن والمفروضة علي المنتجين بسبب التصوير في أماكن سياحية أو رفع الضرائب عن قيمة التذاكر السينمائية بدلاً من أن تذهب منحة وزارة الاستثمار في الهواء وتتبدد في أعمال رديئة.

روز اليوسف اليومية في

27/05/2010

 

النجاة من سيطرة المنتج المصري

كتب مها متبولى

عوض ظهور خالد النبوي علي السجادة الحمراء في مهرجان «كان» عدم اشتراك السينما المصرية بأي أفلام في المسابقة الرسمية، لأن النبوي علي الرغم من كونه الممثل العربي الوحيد في الاحتفال كان يشارك من خلال فيلم «اللعبة العادلة» وهو الفيلم الذي يشارك في بطولته مع ناعومي وايتس ويجسد خلاله دور عالم نووي عراقي اسمه «حميد» وقد لاقي الفيلم ردود أفعال إيجابية لجرأة موضوعه.

الحقيقة أن خالد النبوي لم يصل إلي هذه المكانة من فراغ لأنه بذل جهوداً كبيرة ليثبت نفسه علي المستوي العالمي، ويكفي أنه حاول مراراً وتكراراً البحث عن شركات إنتاج عالمية تتبني موهبته.. ولم يجلس بجوار شباك التذاكر في القاهرة يمني نفسه بالنجاح الجماهيري في العيدين الصغير والكبير، بل صنع لنفسه مكاناً علي السجادة الحمراء في «كان» وأمامه بعد ذلك مشوار كبير، وليس خالد النبوي هو الممثل المصري الوحيد الذي يتبني وجهة النظر هذه، فهناك أيضاً عمرو واكد وخالد أبوالنجا ومنة شلبي، الذين سافروا إلي المهرجان، ومع كل واحد منهم سيناريو مترجم إلي الفرنسية، وهو مشروع لعمل فني يمكن أن يكون نواة لإنتاج مصري - فرنسي مشترك، وقد لجأ النجوم الثلاثة إلي هذه الطريقة كوسيلة للتخلص من القيود التي تفرضها عليهم الشركة الثلاثية واسعاد يونس وليفتحوا لأنفسهم سوقاً إنتاجية جديدة بعيداً عن تلاعب شركات الإنتاج المصرية بهم، وفي الحقيقة أن جهود هؤلاء النجوم تنم عن «شطارة» ووعي بضرورة التفاعل مع المهرجانات العالمية والنزول إلي سوق الإنتاج السينمائي العالمي في «كان» وليس «الغرق» في دوامة السينما المحلية والجري فقط وراء سباق الإيرادات.

روز اليوسف اليومية في

27/05/2010

 

«حين ميسرة».. السينما المصرية عندما تبصق إلي أعلي!

كتب مها متبولى 

لا يوجد فيلم أساء للسينما المصرية في الخارج أكثر من «حين ميسرة» فهو لم يشوه صورة مصر الحضارية في عيون الشعوب العربية والعالم، وإنما بات نموذجاً يضرب به المثل في التعبير عن الآفات والسقطات الأخلاقية لأنه علي حد تعبير الكثيرين يضم أكبر مجموعة من النقائض والسلبيات يمكن أن يحتويها فيلم عربي في العصر الحالي، وقد تسبب «حين ميسرة» في كارثة إنسانية عندما كتب ناقد سينمائي يمني يقيم في باريس مقالاً عنه في جريدة يمنية يدعو خلاله إلي ضرورة فهم ظاهرة المثليين والتعامل معهم بدون أدني تمييز عنصري، مما أثار غضب الشعب اليمني الذي شن حملة هجوم واسعة ضد فيلم خالد يوسف واعتبر أن المشهد المثلي الذي ظهرت فيه غادة عبد الرازق وسمية الخشاب هو الفتيل الذي زرعه المخرج ليثير به القلق الاجتماعي داخل فئات الشعوب العربية، خاصة أن الكاتب والناقد اليمني الذي حلل الفيلم في مقاله كشف عن اتجاهه للاخراج السينمائي وأن لديه فكرة فيلم جديد قد كتب السيناريو الخاص به، وهو علي غرار «حين ميسرة» لأنه يتعرض لأكثر من شخصية مثلية محاولاً رصد القلق الإنساني لديهم إلا أن الأكثر دهشة من ذلك أن المخرج السينمائي اليمني حميد عقبي يقدم فيلمه بطريقة الفانتازيا حيث يتعرض للمعتقدات الدينية الراسخة المتعلقة بالجنة والنار.

وقد نجح مؤخرا في الاتفاق مع منتج فرنسي لبدء تصوير الفيلم في فرنسا والجزائر والمغرب، وهو ما أثار ضده موجات، من الغضب العارم داخل الأوساط اليمنية، وداخل البرلمان اليمني نفسه لأنه يقوم بتشويه صورة الشعب اليمني أمام العالم.

وتساءلوا عن الهدف من وراء هذه اللعبة القذرة التي لا ترقي بذوق المشاهد ولا بحسه الفني، وإنما تروج للرذائل .

الضجة التي اثيرت حول حين ميسرة علي الرغم من انقضاء سنوات عدة علي عرضه بدور السينما تدل علي أن الفيلم تحول إلي سقطة فنية وأخلاقية في نظر الشعوب العربية، ولم يعد عملاً فنياً، وهذا يحتاج إلي دراسة اجتماعية وميدانية عن الآثار السلبية التي نجمت عن الفيلم داخل المحيط العربي والمصري، وذلك لاكتشاف حجم الخسائر الحضارية التي تكبدتها مصر عندما سمحت الرقابة في عهد علي أبو شادي بعرض هذه النوعية من الأفلام العبثية.

ويتحمل خالد يوسف وحده مسئولية إهانة السينما المصرية والقول بأنها النافذة الخبيثة التي صدرت للعالم العربي مشاهد المثليين، بعد أن ظلت طوال فترة الستينيات والسبعينيات هي «الجوكر» في نشر المد القومي وروح التحرر العربية.

وأنا اركز علي ضرورة الانتباه للدور الذي تلعبه السينما في رسم ملامح المجتمعات علي المدي الطويل، وهو أمر معروف من الناحية النفسية والاجتماعية، وهو أيضاً ما يلزم المنتجين والمخرجين والمؤلفين بل والنجوم أيضاً في مصر أن يعوا جيداً أهمية الموضوعات التي تطرحها أفلامهم، فمصر لن تتحمل المزيد من الاضرار بمصالحها الحضارية في المنطقة ، لأن مخرجيها يميلون إلي الشطحات والنزوات الفنية.

روز اليوسف اليومية في

27/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)