حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مدير التصوير أحمد مرسي:

لا أعمل إلا في أفلام تجذبني

القاهرة - فايزة هنداوي

بعد تجارب سينمائية عدة ناجحة، اختار المخرج الكبير داود عبد السيد مدير التصوير أحمد مرسي لتصوير فيلمه الأخير «رسايل البحر»، ما يؤكّد تميّزه وموهبته العالية في هذا المجال.

حول تجربته في «رسايل البحر»، ورأيه بحال التصوير السينمائي، كان الحوار التالي مع مرسي.

·         جاء فيلم «رسايل البحر» بعد توقّف خمس سنوات عن العمل السينمائي، فلماذا هذا الابتعاد؟

لا أقبل العمل إلا في أفلام تجذبني مواضيعها، فأنا لم أحبّذ الموجة الكوميدية التي كانت سائدة، لأنني أحب العمل في أفلام اجتماعية، كذلك ثمة مشكلة تقابل التصوير السينمائي وهي أن ميزانية التصوير ضعيفة جداً لأن النسبة الأكبر من ميزانية الفيلم تعود الى أجر البطل والتي تكون أحياناً أكبر من ميزانية العمل كله، ما يؤثر على جميع عناصره الفنية، كذلك الخامات في مصر رديئة وجودة المعامل ضعيفة.

·         صف شعورك عندما علمت باختيارك لتصوير «رسايل البحر».

كانت مفاجأة سارة لي، فالعمل مع مخرج كبير بحجم داود عبد السيد شرف كبير خصوصاً أن موضوع الفيلم والحالة التي يناقشها أعجباني بشدة وحمّساني الى قبول تصويره.

·         كيف كان العمل مع عبد السيد، هل كان ديكتاتوراً؟

على العكس تماماً. عبد السيد أحد أكثر المخرجين ديمقراطيةً، فقد كان يعطيني دائماً فرصة للاقتراح والنقاش معه في التفاصيل كافة، وهو يعي تماماً الفارق بين الأجيال المختلفة، كذلك لم تكن لديه أي حساسية من الاستفادة من الأجيال الجديدة.

·         هل كنت تشاركه في اختيار أماكن التصوير الخارجية؟

كان لدى عبد السيد تصوّر لمعظم أماكن التصوير باستثناء أماكن قليلة اخترناها سوياً.

·         كيف كان اختيارك للألوان والإضاءة وزوايا التصوير في الفيلم؟

عند تصوير أي عمل، لا بد من أن تأتي الألوان والإضاءة معبّرة عن حالة الشخصيات الدرامية فيه، وقد كنت حريصاً على أن تكون الإضاءة في «رسايل البحر» دافئة ومعبّرة عن الحالة الحميمية فيه، والتي تختلف بين مشهد وآخر.

·         كان مشهد «النوة» أحد أجمل مشاهد الفيلم وأصعبها، حدّثنا عنه.

عندما قرأت الفيلم، أدركت أن تصوير هذا المشهد لن يكون سهلاً، ذلك أن الأجهزة الكهربائية في مصر ليست مجهزة للتصوير في الأجواء الممطرة، فكان القلق من المياه التي ستعلق بالكاميرا وتظهر على الشاشة. فكّرنا في أكثر من طريقة لتنفيذه، منها استخدام الحيل السينمائية والغرافيك وتصوير الممثلين في أجواء طبيعية ثم تركيبها على أخرى ممطرة، لكننا تراجعنا عن هذه الفكرة وفضّلنا أن تكون المشاهد طبيعية، فصوّرنا المشهد باختيار الزوايا مع اتجاه الهواء كي لا تعلق المياه بعدسة الكاميرا، مع إضافة مطر صناعي. استغرق تصويره المشهد يوماً على رغم أنه كان متوقّعا له ثلاثة أيام.

·         استخدمت كاميرا ديجيتال حديثة للمرة الأولى في مصر لتصوير فيلم «أسوار القمر»، ماذا عن هذه التجربة؟

عندما قرّرنا تصوير الفيلم كان كلّ من طارق العريان ووليد صبري متحمّسين الى التكنولوجيا الحديثة وكانا يريدان التصوير بكاميرا تسمى «رات»، أما أنا فكانت لدي تجربة سابقة مع هذا النوع من الكاميرات ولم أكن متحمّسا إليها، لذا طلبت منهما عدم التصوير بها، واقترحت التصوير بإحدى طريقتين إما الكاميرا التقليدية أو الكاميرا الديجيتال، لكن في النهاية صوّرنا جزءً ا كبيراً من الفيلم بهذه الكاميرا.

·         وما الفرق بينها وبين الكاميرا السينمائية التقليدية؟

لهذه الكاميرا ميزة عظيمة وهي أنها لا تحتاج الى خامات أو معامل، وهي أحدث الكاميرات في العالم وأكثرها تقنية، إذ استخدمناها للمرة الأولى في مصر بعدما استُخدمت في فيلمَين فقط في العالم.

·         هل كان التصوير بها أفضل بالنسبة إليك؟

الميزة الوحيدة بالنسبة إلي كانت التعرّف إلى وسيط جديد في التصوير، خصوصاً أن المرحلة المقبلة ستعتمد على هذه الكاميرا بشرط أن تكون دور العرض مجهّزة لعرض الأفلام الديجيتال.

·         ماذا عن انتشار سينما «البعد الثالث» التي تعتمد على الغرافيك، هل ترى فيها خطورة على مستقبل مهنة التصوير وأهميّتها؟

لا يعتمد البعد الثالث على الغرافيك بشكل كامل، ولن يقلل من أهمية التصوير بل على العكس، إذ سيتم التصوير بكاميراتين يتم تركيبهما بشكل دقيق لتسجيل مستويين بينهما فارق معين ومحسوب يجعل المشاهد يشعر بأنه موجود داخل الفيلم.

·         لم تصوّر عدداً كبيراً من الكليبات على رغم نجاح تلك التي صوّرتها؟

المشكلة في تصوير الكليبات تكمن في الميزانية، فالإنتاج لا يهتم بالتصوير، ونوعية الكليبات المنتشرة لا تناسبني، إذ لدي قيود أدبية حول العري والإثارة في تصوير الأغنيات.

·         صورت عدداً كبيراً من الإعلانات، فماذا أضافت إليك؟

الإعلانات فرصة للتجريب، إذ لا قيود إنتاجية فيها، وميزانيتها كبيرة وتصوَّر في يوم واحد وهذا ممتع بالنسبة إلي، كذلك يعطيني عائد الإعلانات فرصة لرفض الأفلام التي لا تعجبني، لأن السينما لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر وحيد للرزق.

·         اتجه عدد كبير من مديري التصوير إلى الإخراج، ألا تفكر في القيام بهذه الخطوة؟

بالطبع أفكّر في الإخراج السينمائي، على أن يكون الفيلم متميزاً، بدءاً من السيناريو مروراً بعناصره كافة.

الجريدة الكويتية في

24/05/2010

 

 

النجمات في مواجهة نجوم الشبّاك...

من ينتصر في معركة الإيرادات؟

سمر عيسى 

هل تنجح الفنانات، اللواتي تشارك أفلامهن في موسم الصيف السينمائي الذي انطلق أخيراً، في منافسة نجوم شباك التذاكر على الجمهور والإيرادات؟ وهل يمكن لإحداهن أن تحقق جماهيرية نادية الجندي أو شعبية نبيلة عبيد في عصرهما الذهبي؟

في مقدمة الفنانات: ياسمين عبد العزيز في ثاني بطولاتها المطلقة عبر «الثلاثة يشتغولنها»، غادة عادل التي تدخل السباق بفيلم «الوتر»، نيللي كريم تراهن بـ «الرجل الغامض بسلامته» وربما بـ «وقوف متكرر».

يؤكد الناقد محمود قاسم أن الجمهور يتجه دوماً نحو الفنانين ولم تحقق أي فنانة نجاحاً جماهيرياً حقيقياً، فالنساء في السينما هنّ عوامل مساعدة مهما كانت نسبة نجاحهن.

يضيف قاسم: «أعتقد أن التنبؤات في هذا الموسم لن تصحّ. من الصعب مثلاً الحكم على ياسمين عبد العزيز بالفشل أمام حلمي وسعد إلا بعد عرض الأفلام الثلاثة، لأن كلاً منهم يراهن على نفسه، وإن كانت ياسمين، برأيي، مؤهلة لتحقيق إيرادات معقولة، خصوصاً إذا لم يقدم سعد فيلماً على المستوى المطلوب هذا العام».

غياب الكاريزما

يعتبر الناقد مجدي الطيب أن الأسماء المطروحة هذا العام غير مؤهلة وغير قادرة على جذب الإيرادات، بالتالي لا يمكن المراهنة عليها لاحتلال شباك التذاكر، لا سيما أنها تواجه نجوماً لهم جمهورهم.

يضيف الطيب: «للأسف لا تتوافر نجمة قادرة على المنافسة، وهو عيب كبير في النجمات، مثلاً نجحت عبلة كامل في رسم شخصية مختلفة لنفسها، أما الفنانات الباقيات فاعتدن أن يشكلن عوامل مساعدة للنجوم، لأنهن غير مؤهلات نفسياً لتحمل مسؤولية فيلم بأكمله. صحيح أن ثمة نماذج نجحت، لكن ما زال التوجس قائماً في عجزهن عن منافسة نجوم الشباك».

يوضح الطيّب أن ياسمين عبد العزيز، التي سبق أن خاضت تجربة البطولة المطلقة، قادرة على منافسة «الرجل الغامض بسلامته» لهاني رمزي، إنما تعجز عن منافسة محمد سعد «مهما كانت لنا تحفظات على أفلامه الأخيرة»، ذلك أنه يدخل السباق السينمائي هذا العام تحت شعار «أكون أو لا أكون».

في الإطار نفسه يرى الطيب أن موقف غادة عادل ونيللي كريم صعب في ما يتعلق بالمنافسة، لأنهما تفتقران إلى الكاريزما اللازمة لجذب الجمهور وبالتالي جذب الإيرادات.

الجمهور الحكَم

يؤكد الناقد طارق الشناوي أن الفنانة لا تقدم عملاً بمفردها، فلا بد من توافر نص سينمائي جيد ومخرج جيد ومونتير متميز... أي عناصر الجودة كافة لينجح العمل، يقول: «قدمت ياسمين عبد العزيز العام الماضي «الدادة دودي»، صحيح أنه مقتبس عن فيلم أجنبي، إنما تناولته في معالجة طريفة ملائمة للذوق المصري والعربي. كذلك نجحت في إبراز قدرات تمثيلية لم تظهرها سابقاً».

أما المنتج محمد العدل فيشير إلى صعوبة التنبؤ بنتيجة أي عمل سواء كان بطله فناناً أو فنانة، يوضح في هذا المجال: «لا يوجد مقياس للنجاح ولا يشترط أن يكون بطل الفيلم رجلاً لينجح، من هنا ليس معنى أن يكون البطل امرأة عدم تحقيق إيرادات، فالجمهور هو الذي يحكم على الجيد والرديء سواء كان البطل رجلاً أو امرأة، وفي النهاية الفيلم الجيد يكون لصالح الجمهور ولصالح الصناعة في آن».

أخيراً، يلاحظ المنتج كامل أبو علي «أننا اعتدنا للأسف أن تكون السينما ذكورية أي أن الرجل هو بطلها الأول والأخير ومحورالأحداث فيها، حتى بات من المستغرب وجود فيلم تكون البطولة فيه لفنانة، لذلك نجد محاولات على فترات متباعدة لإثبات أن المرأة تستطيع تحمل مسؤولية فيلم بأكمله من دون الاعتماد على بطل رجل، وأعتقد أن الموضوع هنا يعتمد على الموهبة والكاريزما وليس على النوع ذكراً أم أنثى».

يضيف أبو علي: «المشكلة أننا كجمهور عربي لا نثق بقدرة المرأة على تحمل مسؤولية فيلم كامل، بالتالي لا نغفر لها إخفاقاتها ونعمم التجربة في أوقات كثيرة».

الجريدة الكويتية في

24/05/2010

 

القطبان

محمد بدر الدين 

في ذكرى ميلاد المخرج الكبير صلاح أبو سيف نتوقف أمام زاوية قد تلفت النظر وتدعو إلى التأمل. في كل بلد وفي كل فن، يتميّز مبدعون كبار، فيتصدرون عصراً وربما تاريخ الفن بأجمعه.

ففي التأليف المسرحي في الوطن العربي، مثلاً، يتصدّر توفيق الحكيم وفي الرواية العربية نجيب محفوظ وفي القصة القصيرة يوسف إدريس، وكثيراً ما يذكر أكثر من إسم في آن في صيغة «ثنائيات»، كأن نقول في تاريخ الشعر العربي الحديث أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وفي فن الغناء العربي في القرن العشرين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب...

على النحو ذاته، إذا التفتنا إلى فن السينما المصرية - العربية في القرن العشرين (قرابة المائة سنة الأولى في تاريخ السينما في العالم)، نقول «ثنائية» صلاح أبو سيف ويوسف شاهين.

بالطبع ثمة أسماء أخرى رائدة ومؤسسة أو راسخة ومؤثرة في هذه السينما، سواء في الإخراج الذي يقود العملية السينمائية أو في العناصر الفنية التي تقوم عليها العملية السينمائية، لكن تظل، في تقديرنا، لصلاح أبو سيف ويوسف شاهين مكانة خاصة لا يسبقهما إليها أحد ويكاد لا يجاورهما فيها أحد.

بدأ عطاء كل منهما السينمائي في مرحلة واحدة تقريباً، أبو سيف مع نهاية الأربعينات من القرن العشرين وشاهين مع بدايات الخمسينات، واستمر عطاء أبو سيف إلى قرب نهاية القرن العشرين، بينما استمر شاهين في الإخراج إلى نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

القواسم المشتركة بين أبو سيف وشاهين إنجاز كمّ وفير من الأفلام «تتلألأ» وسطها روائع أو علامات في خضم إنتاج كل منهما، كثرة الأفلام الفنية مع وجود أفلام جماهيرية لا تخلو من عناصر تجارية في مراحل أو لحظات معينة، لكن تبقى بصمات سينما المخرجين الكبيرين لا تخطئها عين حتى في تلك الأفلام الجماهيرية.

في الفترات الأولى من سينما شاهين قدم المخرج مختلف الأنواع وفي أكثر من مستوى فني، لكنه ركّز بعد عام 1970 على نوعية من السينما تقدم رؤية ذاتية وتأملاً خاصاً سواء انطلق الفيلم من سيرة ذاتية أو من قضية سياسية أو مجتمعية تفرض نفسها وتثير أفكاراً أو انطباعات، فبعد «الأرض» (1970)، الذي يعتبر أحد أكثر أفلامه الواقعية إتقاناً وتماسكاً ومقدرة على البقاء، انطلق شاهين باحثاً عن أشكال جديدة داخل الواقعية، أو عن «واقعية بلا ضفاف»، أو متجاوزاً الواقعية كلياً.

أما أبو سيف، فعرف باستمرار بأنه مخرج الواقعية الأول في السينما المصرية والعربية وإن كان أخرج أفلاماً رومنسية غنائية أيضاً على غرار «الوسادة الخالية» لعبد الحليم حافظ، «رسالة من امرأة مجهولة» مع فريد الأطرش (أخرج له شاهين في المرحلة ذاتها أيضاً)، كذلك قدم أبو سيف فيلم «لك يوم يا ظالم» (عن رواية «تريز راكان» لاميل زولا)، الذي يدخل في «الطبيعة» أكثر من الواقعية، وعاود التطرق إليها في مرحلة متأخرة بصورة باهتة وضعيفة في «المجرم»، ثم قدم «الزوجة الثانية» وهو أقرب إلى صيغ وحكايات الموروث الشعبي، بل إن أبو سيف تجاوز الواقعية في «البداية»، أحد أفلامه الأخيرة المميزة، وتناول بخيال جامح وطابع فانتازي قضايا فكرية وسياسية - اجتماعية في منتهى الدقة والخطورة.

لكن يظلّ المنحى الواقعي غالباً على نتاج أبو سيف، فهو أبو الواقعية في السينما المصرية والعربية بلا منازع، وتظل الأعمال الواقعية تتوج عطاءه السينمائي الحافل، إنها «درر» أو علامات ذلك العطاء، خصوصاً «بداية ونهاية»، «الفتوة»، «شباب امرأة»، «القاهرة 30»، «بين السماء والأرض»، «السقا مات»، و{البداية»، مثلما تتوج أعمال كبيرة سينما شاهين، لا سيما «باب الحديد»، «الناصر صلاح الدين»، «الأرض»، «الاختيار»، «عودة الابن الضال»، «إسكندرية ليه»، و{المهاجر».

أحد أبرز القواسم المشتركة بين أبو سيف وشاهين أيضاً اهتمامهما الدائم بالمجتمع والعمل على تطويره والتقدم به وبالإنسان إلى غد أفضل وأفق أرحب أكثر عدلاً وحرية، ذلك من خلال السينما، إلا أن شاهين اكتسب وعياً لهذه القضايا في إحدى مراحله وخلال إخراج الأفلام وليس منذ بداية عمله.

أخيراً وليس آخراً نذكر الفيلم الرائع «السقا مات» (1977) الذي جمع بين أبو سيف مخرجاً وشاهين منتجاً.

فأي تعاون، وأي عملاقين أو عمادين أو قطبين للسينما المصرية!

الجريدة الكويتية في

24/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)