حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بحب السينما

هذا الزمن الذي نعيشه هو امتداد ل » تلك الأيام «

بقلم : ايريس نظمى

رغم بطء الإيقاع الذي يحسسك بالملل في البداية.. الا أن فيلم »تلك الايام« بدأ يشدنا بعد حوالي ٠١ دقائق تقريبا..

 والفيلم من الافلام الي دعمتها وزارة الثقافة في خطتها الجديدة وهي قليلة التكلفة باختيارها السيناريو الجيد.. وهي أفلام مميزة مثل »عصافير النيل« الذي حصل بطله علي جائزة أحسن ممثل.. كما حصل المخرج علي  العديد من الجوائز.. أيضا فيلم »رسائل البحر« وهذا مايؤكد أن النجوم »السوبر ستار« الذين بحصدون أجورهم بالملايين. علي حساب تكلفة الفيلم وقد لايحققون النجاح المنشود وهو ماحدق بالنسبة »للمسافر« بطولة السوبر سوبر ستار النجم العالمي عمرالشريف.. والذي لم يعرض في أي مهرجان عالمي أوقومي. اذن اهم شيء في العوامل الأساسية لبناء الفيلم هوالسيناريو الجيد.. ثم يجيء بعده كل العوامل الفنية الاخري.

>>>

وفيلم »تلك الايام« مأخوذ عن قصة الكاتب الراحل الكبير فتحي غانم.. وقد قام بكتابة السيناريو والحوار كل من علاعزالدين وأحمد غانم ابن الكاتب الكبير الذي يقدم نفسه للسينما كمخرج لأول مرة.

تدور أحداث الفيلم في بداية التسعينات من القرن الماضي.. علي ثلاث شخصيات محورية لثلاثة من الفنانين هم النجم الكبير محمود حميدة والفنان أحمد الفيشاوي والوجه الجديد ليلي سامي.

 ويتناول الفيلم تحليلا نفسيا لابطاله التي تكون تصرفاتهم ومصائرهم.

 يقوم محمود حميدة »د. سالم عبيد« بدور الاستاذ الجامعي الذي حصل علي الدكتوراة من الخارج وهوانسان مرموق في الجامعة.. انه يحب طالبة من طالباته.. وتنبهر هي به ويتزوجها.. وهوانسان طموح.. أما طموحاته فهي الوصول الي الوزارة الذي يعده بها رئيس الوزراء.

 ومع الاحداث تكتشف انه انسان وصولي يقدم الكثير من التنازلات للوصول إلي هدفه. وتكتشف زوجته أميرة »ليلي سامي« أنه ليس فتي الاحلام الذي كانت تحلم به. وأنه يهتم بنفسه أكثر من أي شيء آخر.. فزوجته مجرد ديكور مكمل لحياته السياسية كاستقبال الضيوف المهمين ومقابلاتهم وليس له اصدقاء. ولكي يصل الي الوزارة  التي وعده بها رئيس الوزراء. فهو يقوم بأعمال غير مشروعة لحزب الحكومة املا في الوزارة حتي تنكشف  حقيقتة  حين يستضيفه التليفزيون لاجراء حوار معه.. واثناء الفاصل الاعلاتي يتحدث علي الموبايل فيكشف فيه عن أعماله المشبوهة ونظرته للشعب الساذج البسيط حيث يعود البرنامج فجأة علي الهواء دون أن يشعر هوبذلك. مماسبب له فضيحة كبيرة تبعده تماما عن منصبه.. أي انه بالنسبة لهم ورقة احترقت وهو مشهد الذروة الذي يبدأ بالسقوط.

 أما الشخصية الثانية فهي شخصية علي النجار»احمد الفيشاوي« الذي يجسد شخصية ضابط شرطة ينتمي لمطاردة الأرهابيين ويتعرض لأزمات نفسية لإحساسه بالذنب حينما قتل شخص كان يمكن اعتقاله  فيترك الخدمة ويكلف »علي النجار« بحماية المفكر السياسي سالم عبيد رغم كراهيته له. فتقع الزوجة في حبه بالمقارنة بزوجها.. فقد أنقذ حياتها مرة في مظاهرات قطار الطلبه من الموت.

 أما الشخصية الثالثة بطلة الفيلم الوجه الجديد ليلي سامي أو»أميرة« التي  تتزوج استاذها  رغبة منها في أن تصل  لمستوي اجتماعي أحسن. وتحقيق المال الذي تعيشه هي وعائلتها. وتحدث الكثير من المشاكل بينهما.. فهو لايهتم الا بتحقيق أهدافه وطموحاته السياسية ولو علي رقبته.. وهو مايحدث في النهاية، وحين تطلب الطلاق يتهمها بالجنون أمام أهلها. ويحاول الحاقها بمصحة نفسية.. ثم يحاول قتلها علي يد الشخص الذي تحبه.. لكنه يفشل بعد ان انكشف أمره.

>>>

 وفيلم »تلك الايام« ليس فيلما من الافلام التجارية.. فالبطل هوالسيناريو.. ورغم انه أول تجربة للمخرج أحمد غانم ابن الراحل فتحي غانم الا أنه اهتم برسم شخصياته من الخارج ومن الداخل.. كما استطاع ان يوظفهم توظيفا جيدا وان يحول شخصياته إلي لحم ودم كما استطاع أن يرصد التغييرات الاقتصادية. قدم محمود حميدة دورا من أهم أدوار حياته.. فقد ولد في الريف فقيرا معدما. ظهرت شخصيته في البداية كشخصية مرموقة معادية للنظام وترفض الظلم ولكن تنكشف حقيقته مع ظهور الضابط علي النجار كما نكتشف فضيحته من خلال الحوارالتليفزيوني من خلال تعامله مع رئيس الوزراء وترشيحه للوزارة مقابل  تسهيل خدمات  لذوي النفوذ داخل البلد وخارجها والتي تنتهي بانتحاره عقب انتهاء حياته السياسية.

وقدم أحمد الفيشاوي دور ضابط البوليس الجاد الذي يحارب الارهاب  ولاحساسه بالذنب حين قتل شخصا بدلا من ان يعتقله فقد ترك الخدمة لم اكن اتوقع ان الفيشاوي الصغير ممكن ان يقوم بهذا الدور الصعب.. فهو يعتمد ايضا علي الانفعالات الداخلية واعتقد ان المخرج أعاد اكتشافه وتحويله الي سوبر ستار. أما الممثلة الجديدة السمراء الجميلة ليلي سامي التي قامت بدور»أميرة« فقد اعجبت بها لعدة اسباب اولها الشكل الخارجي والشعرالاسود.. فهي مختلفة عن كل الممثلات اللاتي يتحولن الي شقراوات بفعل الماكياج والباروكة الصفراء تحس أنها مصرية صميمة. ثم ان ادائها ايضا مختلف عن الكثيرات فهي تعتمد  علي الانفعالات النفسية ورود الافعال. واعتقد أن مخرجينا سيغيرون رأيهم بالنسبة للممثلات الشقراوات المستوردات فممثلة كهذه تحس  أكثر بالدور ويمكن ان تقلب موازين الاختيار لخلق نجمات مصريات.

>>>

 أن هذا الفيلم الذي بدأت أحداثه في بداية التسعينات من القرن الماضي لازالت تعيش بيننها  نفس  الطموحات ونفس الشخصيات من الوصول إلي السلطة.. ايضا اسلوب الكبار في اختيار هؤلاء الذين يبيعون أنفسهم من أجل الوصول الي الهدف فماذا ينفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه!
 ومايحدث اليوم هوامتداد »لتلك الايام« مع الفارق هو ان الفاعل الآن يهرب الي الخارج دون محاكمة ودون إحساس بالذنب.

رؤوف توفيق ..  وزوجة الرجل المهم

لأن سيناريو فيلم »زوجة رجل مهم« الذي كتبه رءوف توفيق هوبطل الفيلم.. فقد قدمه صندوق دعم السينما كتابا يضم  السيناريو.

وبالرغم من أنني شاهدته عدة مرات علي الشاشة الكبيرة وفي التليفزيون فقد استمتعت جدا بقراءة السيناريو وكأنني اشاهد الفيلم لأول مرة  وهوالفيلم الذي اجمع عليه النقاد في استثناء كبيربأنه من أهم الافلام منذ بداية السينما طوال قرن مضي.

وكان ترتيبه من اوائل الافلام الفائزة.. فرءوف توفيق واحد من  قلائل النقاد الذين يحترمون كلمتهم ويحترمه الناس.. وهو لايكتب من أجل المال.. لكنه يكتب  مايستحق ان يقدمه للناس من خلال الشاشة الكبيرة والسيناريو يتناول عصر عبدالحليم حافظ ليس لمجرد انه المطرب العاطفي الذي يداعب احلام البنات ولكنه  يتناول عصر.. وهو العصر الذي تمثله الفتاة الرقيقة في مشاهد رومانسية. ومشهد النهاية الذي كان تعبيرا عن موت الرومانسية.

واستطاع رءوف توفيق أن ينتقل بنا بين عالمين.. بين الماضي والحاضر. عالم الرومانسية وعالم شديدة القسوة. عالم الفتاة التي تهيم حبا مع صوت »حليم« وعالم ضابط المباحث الذي يقتحم هذا العالم الهاديء الجميل.. فيحطمه فالضابط المفتري الطموح يتجاوز الحدود الذي يؤدي الي الاطاحة بنفسه ثم الاستغناء عنه فيفقد اهميته وينتحر.

الكتاب ممكن أن يدرس في معهد السينما كمرجع للسيناريو.. كما يضاف الي مكتبة الباحثين وعشاق السينما.

أخبار النجوم المصرية في

20/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)