حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمود رضا:

لا أهوى التمثيل ولايشغلني والرقص «سمعته وحشة»

القاهرة ـ دار الإعلام العربية

يمتلك الفنان محمود رضا راقص مصر الاول من الموهبة ما جعل له خطًا مختلفًا عن الآخرين من أبناء جيله، أحبَّ الرقص منذ صغره، واعتبره أعظم فنون العالم.. بطل رياضي من طراز فريد، فقد حصل على الميدالية الذهبية في الجمباز بالدورة الأولمبية العام 1952 بهلسنكي.. شهرته تجاوزت الآفاق، وأفلامه - رغم قلتها - لاقت نجاحًا كبيرًا.. لقبوه بـ «توسكا» نظرًا لملامحه الأوروبية.. «الحواس الخمس» التقاه ودار الحوار التالي حول مشواره الفني الكبير..

·         كيف بدأت حكايتك مع الرقص؟

ـ أحببت الرقص منذ الصغر لرؤيتي الفرق الأجنبية ترقص في الأوبرا بمصر، كما تعلقت بالرقص من الأفلام الأميركية، فكنت أدخل الفيلم أكثر من 20 مرة من فرط إعجابي به، إضافة إلى ممارستي «الجمباز» في مدرسة ليلية، فقد مثلت مصر في الدورة الأولمبية، وكانت لياقتي البدنية العالية عاملاً مفيدًا في إثبات نفسي كراقص، ووقتها جاءت فرقة رقص أرجينتينية لتعرض في الأوبرا بالقاهرة، فذهبت لأشاهد العرض، فلم يمنعني امتحان بكالوريوس التجارة من حضور العرض، وتعرفت على أعضاء الفرقة وأخبرتهم بأنني أرقص بشكل جيد، وأعجبوا برقصي وانضممت إلى فرقتهم.

·         متى بدأت معرفة الجمهور المصري بك؟

ـ تم ترشيحي في أوبريت «يا ليل يا عين»، وكان الدور لشقيقي علي رضا نظرًا لشهرته، لكنه رشحني بدلاً منه، وأخبرت وقتها أنني سأتقاضى 50 جنيهًا شهريًا، وقد قرأت الرقم في العقد 5 جنيهات، فوافقت ولو كان العمل بلا مقابل لوافقت أيضًا، فأنا مشغول بمشروع الرقص الشعبي منذ الصغر، فتم عمل الأوبريت مع الفنانة الراحلة نعيمة عاكف، والفنان كارم محمود، وأخرجه زكي طليمات، كما تم تكليفي بتصميم الرقصات بجانب عملي.

·         متى بدأ التفكير في إنشاء «فرقة رضا» للفنون الشعبية؟

 ـ كان يدور في رأسي مشروع فرقة فنون شعبية للدولة وليس فرقة خاصة، وكان لنشأتي في حي السيدة زينب الفضل في التعرف إلى فنون الرقص الشعبي من خلال الموالد، وشاهدت وقتها رقص الفلاحين والصعايدة والسواحلية، ولكن بعد انتهاء ميزانية أوبريت «يا ليل يا عين» شعرت بالخوف على مشروعي فعرضته على وزارة الثقافة، لكن الروتين الحكومي أجهض أحلامي؛ لذا فكرت في إنشاء الفرقة الخاصة، وأطلقنا عليها اسم «فرقة رضا»، وتوليت أمرها؛ لأن شقيقي لا يرقص سوى التانجو والسامبا، وليس يملك خبرة رقص الفلكلور الشعبي.

شيزوفرينيا

·         كيف تم إنشاء «فرقة رضا» وتعليم الراقصين والراقصات على فنون الرقص الشعبي؟

المشكلة الكبيرة كانت في تجميع الفرقة؛ لأن الرقص في مصر طول عمره كانت «سمعته وحشة»، وكانت علاقة المصريين بالرقص علاقة «شيزوفرينيا»، فكل الناس تحب الرقص ولا توجد مناسبة فرح دون راقصة، ولكن الناس تكره أن يمارس بناتها الرقص.

فأردت أن أحل المشكلة بإقناع من حولي بأهمية الرقص، فقرأت عن الرقص، واكتشفت أنه من أعظم الفنون في العالم، واكتشفت أنه ليس هناك فن سيئ، ولكن من يقدم الفن هو الذي يمكن أن يكون مستواه سيئًا، لكن أن يتغير الناس بين يوم وليلة فهذا مستحيل؛ لذا فقد اعتمدت على أصدقائي ممن يلعبون الجمباز.

وبدأت الفرقة بـ 7 شباب و7 فتيات، أما البنات فكان معظمهن من راقصات الباليه، وكان أول مطرب للفرقة الفنان كارم محمود، وكنا سعيدين بذلك؛ لأن وجود فنانين مشهورين بالفرقة يجعل لها ثقلاً، ويشجع الناس على مشاهدتنا، وبدأنا أول عرض لنا في 6 أغسطس العام 1959.

·         ما سبب قلة تجاربك السينمائية على الرغم من نجاحها الكبير؟

لا أهوى التمثيل ولا يشغلني، فالرقص حياتي، أما التجارب القليلة التي قمت بها فكانت بتشجيع من شقيقي الفنان علي رضا الذي أخرج أفلام الفرقة، وكان أول إخراج لعلي رضا وتمثيل الفرقة فيلم «أجازة نصف السنة»، وكانت السينما وقتها تبحث عن الناجح؛ لتنتج له أفلامًا، فنجاح «فرقة رضا» قد أغرى المنتجين لعمل الأفلام لها، وإن حاول علي رضا أن يجربنا في التمثيل في فيلم «حرامي الورقة»، ولكن نحن في الأصل راقصون.

·         هل نجحت أفلام «فرقة رضا» مقارنة بأفلام عمالقة التمثيل في ذلك الوقت؟

نجحت نجاحًا كبيرًا، ففيلم «أجازة نصف السنة» مكث في السينما 11 أسبوعًا، وهناك أفلام شهيرة لم تمكث في السينما بسبب فيلمي الأول مثل الفيلم الأميركي «قصة الحي الغربي»، ولم يمر أسبوع حاليًا دون أن تعرض قنوات الأفلام أحد أفلام فرقة رضا، وهذا أعتبره نجاحًا كبيرًا لفرقة لم يكن من أهدافها صناعة السينما.

ذكريات

·         ما موقعك حاليًا من «فرقة رضا»؟

انفجر في البكاء، ثم أجاب: أنا خارج الفرقة منذ 20 عامًا، فقد كانت الفرقة منذ إنشائها العام 1959خاصة، إلى أن تلقت الدعم من وزارة الثقافة، فقد أصبحنا موظفين، أنا وكيل وزارة على المعاش، وفريدة فهمي مدير عام، فقد أخبرنا عبدالقادر حاتم، وزير الثقافة وقتها، بأن نقدم نحن الفن.

ويدفعون هم الأموال، وبالتدريج وبتتابع الوزارات لم يعد لي أي علاقة ب«فرقة رضا» بعد خروجي على المعاش العام 1990، وللأسف لا أستطيع جعل الفرقة قطاعًا خاصًا كما كانت؛ لأن المسارح غير موجودة، والتكلفة عالية، وعلاقتي بالفرقة لا تتجاوز الذكريات.

وقد احتفلنا العام الفائت بمرور 50 عامًا على إنشاء «فرقة رضا»، ويكفيني أن يكون الرقص الشعبي عند المصريين يعني «محمود رضا»، فأنا الذي بدأت المشروع، كما أن مدير الفرقة - حاليًا - وهو إيهاب حسن أحد تلامذتي.

انتشار أفقي

·         ما رأيك في فرق الفنون الشعبية حاليًا - وهل ما زالت تواصل طموحاتك من خلالها؟

الفن الشعبي حاليًا حدث له انتشار أفقي، فكل محافظة بها أكثر من فرقة للفنون الشعبية، وهناك أكثر من مئة فرقة فنون شعبية في مصر، ولكن أيامنا كنا الفرقة الوحيدة إلى جوار فرقتين، لكن حاليًا لا توجد طفرة فنية تتجاوز ما كنا نقدمه، وهذا أمر يحبطني كثيرًا.

·         ألم يجذبك الحنين لمشاهدة الفرقة وتوجيه النصح كما فعلت من قبل؟

حاليًا لا أستطيع التدخل في أمور الفرقة؛ لأنني خارجها، كما أن للفرقة مديرًا، ولكن إذا طلب أحد رأيي فلن أبخل عن «فرقة رضا» بشيء.

شائعات سرقة

·         ما أسوأ الشائعات التي طالتك طوال عمرك الفني؟

بدأت الشائعات المدبرة حول فريدة فهمي وحولي بتقاضي رشوة وسرقة، وذلك بتخطيط الفنان الراحل عبدالغفار عودة، الذي عين رئيسًا للفنون الشعبية، رغم أنه لا علاقة له بهذا الفن، فهو مسؤول عن المسرح المتجول، ولسبب غير معروف أصبح مسؤولاً عن الفنون الشعبية.

ولأن عودة أراد تغيير الميزانية وتحويلها إلى المسرح فوجب التخلص من محمود رضا وفريدة فهمي ومحمد خليل مدير المسرح بشائعات الرشوة والسرقة، وأتذكر أن فريدة فهمي قد أقامت عدة دعاوى قضائية لتدافع عن نفسها، لكني كنت كثير السفر إلى الخارج فلم أفعل شيئًا، ولا يمكن نسيان هذه الفترة السيئة من حياتي.

السندريلا

·         سعاد حسني أدت كثيرًا من الاستعراضات في أفلامها، فلماذا لم تستعن بها في فرقة رضا؟

سعاد حسني، حبيبة الملايين، وأنا من أشد المعجبين بها، لكنها لا تصلح لفرقة رضا، فهي ممثلة في الأصل، وتؤدي ما يخدم الفيلم، ولكن الرقص شيء آخر مختلف.

·         كيف كانت المنافسة بين «فرقة رضا» وفرق الرقص الأخرى في مصر؟

كنا ثلاث فرق، هي الفرقة القومية، والفرقة الاستعراضية الغنائية، وفرقة رضا للفنون الشعبية، ولكن بتوفيق الله كنا رقم واحد، وذلك نتيجة أبحاث قمنا بها، وتعرفنا على الرقص في محافظات مصر كافة، ودرسنا الأوبرا والأغاني؛ لذا تفوقنا رغم نجاح الآخرين.

نصيحة لا تجدي

المسؤولون في وزارة الثقافة لا يحبون الفنون الشعبية بدليل المرتبات المتدنية التي تعطى لراقصي الفنون الشعبية أو الموسيقيين، فهي لا تتناسب مع ما يعطى لنظائرهم بالأوبرا، فإذا كان المتوسط في فرقة رضا 200 جنيه.

ففي الأوبرا لا يقل عن 2000 جنيه، كما أن المسارح والإضاءة والأجهزة الخاصة بالصوت مقارنة بالأوبرا لا تعني شيئًا، فالنصيحة هنا لا جدوى من ورائها؛ لأن الوزارة تنفذ فقط ما تراه، ولن تسمع لنصائحي، فالزمن الجميل للفن الشعبي ولَّى.

البيان الإماراتية في

20/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)