حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«المصري اليوم» تفتح ملف «أثر حرب التوزيع على صناعة السينما» ـ 7

أحمد عز: النجم الذى يعرض عليه أجر بالملايين فى عمل جيد ويرفضه «يبقى مجنون»

حوار   نجلاء أبوالنجا

اختلف صناع السينما حول نتائج الصراع بين كتلتى التوزيع «الثلاثى» و«العربية»، لكنهم أجمعوا على اتهام النجوم باستغلال الأزمة ورفع أجورهم لأرقام فلكية تسببت فى أزمة مادية للمنتجين الكبار، وعجز تام بالنسبة للمنتجين الأفراد عن الاستعانة بالنجوم فى أفلامهم، كما أدت إلى تخفيض عدد الأفلام، وضعف الإنتاج بعد زيادة تكلفة الفيلم بشكل غير منطقى.

أحمد عز أحد النجوم المعارضين لانفصال «الثلاثى» والمتضررين من الحرب القائمة بينهما بما فيها قضية وضع كل كتلة يدها على بعض النجوم بشكل شبه احتكارى..

عز تحدث مع «المصرى اليوم» عن تفاصيل وتوابع أزمة خلاف الكتلتين من وجهة نظره ومن وجهة نظر بعض زملائه النجوم..

كيف ترى الأزمة والصراع بين الكتلتين من وجهة نظرك كنجم؟

- بصراحة، نحن كممثلين سواء سوبر ستار أو نصف ستار أو حتى كومبارس، بعيدون عن الخلاف ونتائج الصراع، ولا يعنينا عرض الأفلام هنا أو هناك، والمهم أن يعرض الفيلم بشكل جيد، ويحقق إيرادات جيدة، وهذا يجعلنا نرفع أجورنا بما يتناسب مع نجاح أفلامنا ومستوى الإيرادات.

هذا يعنى أن النجوم فعلاً استفادوا من الأزمة؟

- لا أنكر أن نجوماً كثيرين رفعوا أجورهم أثناء الأزمة بشكل مبالغ فيه، وهذا فعلا يبدو استغلالا، لكن ما ذنبهم إذا كانت كل كتلة تحاول الاستحواذ على النجم بأى ثمن، وفى النهاية السوق عرض وطلب، والنجم الذى يعرض عليه عمل جيد ومحترم مع إحدى الكتلتين، بالإضافة إلى أجر يزيد ملايين على أجره السابق ويرفضه يكون شخصا غير طبيعى أو مجنوناً، خاصة أنه ليس طرفا فى الصراع ولا سببا فيه ولا متضررا منه بالشكل الذى يجعله يتخذ موقفا عنيفا ويرفض ما يعرض عليه.

تقصد أن النجوم لم يتأثروا أبدا بالصراع؟

- طبعا هناك كوارث، فعرض الفيلم فى أى كتلة مهما كانت قوتها دون الأخرى يحقق نصف النجاح فقط مهما كان كبيرا، وبحسبة بسيطة، عندما يعرض لى فيلم بـ٩٠ نسخة فى كل الأنحاء لن يساوى نجاحه بالعرض بـ٤٥ نسخة مثلا وفى مناطق جغرافية محددة، ولذلك فأنا كممثل أشعر بالضرر، وتقل إيراداتى بسبب الصراع بينهما.

هل يوجد اختلاف حقيقى بين عرض فيلم «ملاكى إسكندرية» أثناء التحالف، وعرض أفلامك الأخرى بعد الانفصال؟

- ملاكى إسكندرية «كسر الدنيا»، لأنه كان متاحا فى كل مكان فى مصر، بسبب التوزيع الجيد وزيادة عدد النسخ، أما فى ظل الانفصال، فبالتأكيد الأفلام تأثرت من حيث الانتشار الجماهيرى على الأقل.

لكن كل كتلة تدعى أنها تحقق نجاحاً مادياً أثناء الانفصال؟

- لا أعتقد ذلك، فقد يكون المنتج فعلا حقق مكسباً مادياً فى الفيلم، لكنه لن يحقق نفس المكسب فى ظل تضاعف العرض من خلال الكتلتين معا، وأنا فعلا أشعر بأن الأفلام كانت تحقق إيرادات أكثر فى ظل الاندماج.

لكن أيام الاندماج كان النجوم يشكون من حرق أفلامهم، لأن كل كتلة كانت تحرص على عرض الفيلم الذى أنتجته فى نفس وقت عرض فيلم من إنتاج الكتلة الأخرى؟

- فعلا حرق الأفلام كان من الظواهر السلبية أثناء الاندماج، رغم أنه لم يكن متعمدا إلى حد كبير، لكنه تحول من ظاهرة سلبية إلى حرب طاحنة فى ظل الانفصال والصراع بينهما، فإذا عرضت «الثلاثى» فيلم أكشن مثلاً، تحرص «العربية» على عرض فيلم من نفس النوعية فى نفس الوقت، والعكس، وفى النهاية يحصد الفيلمان نصف النجاح، الذى يستحقان، وأحيانا يمل الجمهور من طرح فيلمين من نفس النوع، فيفضل فيلماً على الآخر، وبذلك يحدث ضرر فعلى.

إذا كان التحالف بين الكتلتين يحرق الأفلام، والانفصال يحرقها أكثر، فما الحل الانفصال أم الاندماج؟

- طبعاً الاندماج أكثر رحمة ونفعا للسينما والصناعة والنجوم، والحل أن تعود الكتلتان مرة أخرى للتحالف، وفى نفس الوقت يحدث تنسيق بين الأفلام ونوعياتها، ولا تجرى كل كتلة وراء مصلحتها الخاصة بالانحياز لأفلامها، ولابد أن تكون هناك اتفاقية بينهما بعيداً عن المصالح، وأن تراعى كل كتلة فى إنتاجها التنوع والاختلاف عن الكتلة الأخرى، وبذلك لا يمكن أن يحدث تضارب، وفى نفس الوقت ستتاح الفرصة لإثراء الصناعة ماديا ونوعيا.

لكن فى هذه الحالة لن يجد النجوم التدليل الذى يشجعهم على رفع أجورهم؟

- النجوم ليسوا بائعين يستغلون المشاكل ويزايدون عليها، بل هم فى كل الأحوال معنيون ومهمومون بصناعة السينما، لأنها «أكل عيشنا كلنا» وخرابها يعنى خراب بيوتنا، فأهم ما تتميز به مصر فنيا هو صناعة السينما، وفى الوقت الذى تحاول فيه كل الدول العربية تشييد استديوهات وتأسيس صناعات سينما تسخر لها كل التسهيلات الممكنة، نجد هنا تخريباً لصناعتنا العريقة، وبالتأكيد كل النجوم سيقفون ضد خراب الصناعة.

هل يمكن أن تمتنع عن المغالاة فى أجرك حتى يعود التحالف بين الكتلتين؟

- من قبل حدوث الانفصال بين الكتلتين وأنا أتعامل مع شركة «أوسكار» إحدى شركات «الثلاثى»، لذلك لم أستغل الأزمة أو أرفع أجرى، والمال فعلا مهم، لكننى أبحث عن العمل الجيد أولا، لذلك لم أتاجر بالأزمة، بالعكس أنا من أكثر المؤيدين لعودة الاندماج حتى نحل مشاكل السينما، ويعود الانتعاش مرة أخرى فى الإنتاج، خاصة أن قلة عدد الأفلام والعجز الإنتاجى يعودان على الجميع بالضرر.

لكنك منحاز لكتلة «الثلاثى»، لأنك تتعامل مع إحدى شركاتها؟

- بصراحة، انحياز نجم لكتلة دون أخرى يضعه فى مطب عدم التنوع، فقد يحدث مثلا أن يأتى سيناريو وفكرة جيدة لنجم من كتلة أخرى غير الكتلة التى تعاقد معها، ويضطر لرفض العمل حفاظا على شعور الكتلة المنتمى إليها، وبهذا يحرم من التنوع ويوضع فى سجن حقيقى، وأكرر العودة للتحالف هى الحل، لأن صناعة السينما تنهار والظروف الاقتصادية سيئة جدا فى العالم كله،

والتحالف، على الأقل، سيجنبنا نار الخلافات الداخلية، ويجعلنا نلتفت لإيجاد حلول لمشاكل أكثر أهمية من ذلك الصراع عديم الفائدة، وأتمنى أن تتدخل الدولة بالدعم المادى للكتلتين أو حتى معهما لدعم صناعة السينما وإنقاذها من الاحتضار.

المصري اليوم في

15/05/2010

 

ضوء

قواعد السيناريو السينمائي وشواذها

عدنان مدانات  

الشذوذ عن القاعدة أمر غير مستحب في غالبية الحالات، لكنه في مجال الآداب والفنون يصنف ضمن حالة الإبداع، أو انه على الأقل يعتبر ضربا من ضروب التجريب الهادف إلى استكشاف وسائل تعبير جديدة وأشكال مبتكرة، لهذا لا تعرف الفنون والآداب قواعد صارمة تنبني وفقها مخططات العمل الأدبي أو الفني، ربما باستثناء القواعد الأرسطوية المسرحية العامة المتعلقة بالوحدات الثلاث الزمان، المكان والفعل، علما بأنه يُنقل عن أرسطو قوله الشهير: “لا قاعدة من دون استثناء”، أو القواعد الدرامية السردية التي تتمحور حول تسلسل البداية والوسط وصولا إلى الذروة ثم النهاية، وهي قواعد تحدد ركائز عامة من دون تحديد تفصيلي صارم وملزم .

الاستثناء الوحيد المرتبط بتكريس شرعية قواعد تأليف متداولة هنا يتعلق بالسيناريو السينمائي، ففي حين لا توجد مؤلفات تسعى نحو تعليم كتابة الرواية أو المسرح أو الشعر أو الموسيقى أو الرسم والنحت، توجد كتب كثيرة لمؤلفين متعددين تهدف إلى تعليم كتابة السيناريو السينمائي وفق مخططات دقيقة معتمدة ومجربة، وهم جميعا يصلون إلى النتائج نفسها تقريبا . لا تكتفي تلك المؤلفات، على تعدد أصحابها وتنوع خبراتهم، بصياغة الشروط الحرفية لكتابة السيناريو، مثل تقسيمه إلى لقطات ومشاهد، بل تضع آليات دقيقة لتسلسل الأحداث زمنيا ولتبيان طبيعة وأحوال وتقلبات الشخصيات ومصائرها، حيث نجد في تلك المؤلفات تعليمات قاعدية من نوع: “في الصفحة العاشرة يجب أن تتضح شخصية البطل، في الصفحة الثلاثين يبدأ الصراع، في الصفحة . . يحدث الانقلاب، وهلمجرا” .

الشذوذ عن قواعد كتابة السيناريو أمر غير مستحب بالنسبة لكتّاب تلك المؤلفات، واغلبهم من المشتغلين بمهنة تدريس أصول كتابة السيناريو، كما أيضا، بالنسبة لمنتجي الأفلام، لأن الشذوذ عن القواعد هنا لا يعامل كإنجاز إبداعي بل كمغامرة غير مضمونة النتائج وقد تحول من دون تحقيق الأرباح، وذلك لتكريس هذه القواعد، فإن غالبية الأمثلة المطروحة في تلك المؤلفات تعتمد على حث مؤلفي السيناريوهات على الاقتداء بنماذج من أفلام أمريكية شهيرة حققت انتشاراً واسعاً ونجاحاً جماهيرياً مثل فيلم “الحي الصيني” .

يجد هذا التفهم للحاجة لإيجاد وتحديد قواعد كتابة السيناريو السينمائي سنداً له في بعض كتابات المنظّرين السينمائيين في وقت مبكر من عمر السينما، ومن أمثلة ذلك ما نجده في كتاب الباحث هنري آجيل “علم جمال السينما” حيث نقرأ في الفصل الثامن الخاص بالمدرسة الإيطالية في السينما أنه “لا ينبغي أبدا للفيلم أن يدرس بوصفه شيئا جماليا، بل بوصفه ظاهرة اجتماعية وتاريخية” ويضيف: “ . . . لا ينبغي الفصل بين الإبداع والإنتاج، وهذا هو السبب الذي جعل جورج سادول يعطي في جميع كتبه مكانة أساسية للشروط الصناعية المتعلقة بإنتاج فيلم من الأفلام” .

تنتمي قواعد صياغة السيناريو إلى نمط أو منهج محدد في السينما يهدف إلى إنتاج أفلام ترفيهية تستند إلى سردية حكائية تتضمن الكثير من عناصر الإثارة والتشويق والتأثير العاطفي، وتنضوي في غالبيتها تحت رداء أفلام الحركة والمغامرات بأنواعها، حيث تبرز في هذه الأفلام بجلاء شدة الاعتماد على براعة مؤلف السيناريو الأصلي في سرد الحكاية .

بالمقابل، تبدو هذه القواعد غير ذات قيمة بالنسبة للسينما المختلفة ذات التوجه الفني أو التجريبي أو سينما رؤية المؤلف الذاتية، بل أننا نجد أنفسنا في بعض الأفلام، والتي تتميز بقوة سينمائية مبدعة، أمام حالات يبدو فيها السيناريو الأدبي المبني على أساس من حكاية وكأنه لم يكن أو أنه كان مجرد فكرة صيغت ببضع صفحات أو حتى ببضعة أسطر، كما نجد أنفسنا أيضا أمام فيلم بلا حكاية، أو أمام حكاية تبدو في ظاهرها عادية جدا لا إثارة أو تشويق فيها ولا أحداث بارزة ولا حتى شخصيات جاذبة للتعاطف، حكاية من النوع الذي يجد المرء صعوبة جمة في إعادة سردها أو تلخيصها، لكنها، وهذا هو الأكثر غرابة، وعلى الرغم من عاديتها، من النوع الذي يؤثر كثيرا في المتفرج ويتوغل عميقا في النفس ومع ذلك يصعب تفسير لماذا يؤثر ويسبب الانفعال، ولا يساعد في تفسير أسباب ذلك التأثير رده إلى تميز خاص من حيث الإخراج، إذ قد يكون الإخراج أيضا عاديا ولا يسعى إلى أكثر من الانسجام مع بساطة المادة أو الموضوع الذي يقدمه، فالتأثير الذي يحدث هنا يبدو شبيها بتأثير القصيدة في النفوس على الرغم مما قد يشوبها من غموض في التعبير .

في كل الأحوال، فإن السيناريو السينمائي، ومهما كان شكله أو حجمه أو منهجه أو توجهه، وبغض النظر عن التزامه بقواعد أو تحطيمه لها، يحتاج قبل كل شيء إلى أن ينطلق من فكرة عميقة تتكون في عقل كاتب موهوب ويقدمها هدية إلى مخرج موهوب، وهذه الموهبة المزدوجة الأطراف الموزعة بين الكاتب والمخرج هي ما تفتقر إليه غالبية الأفلام العربية المعاصرة .

الخليج الإماراتية في

15/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)