حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جان شمعون يضيء "مصابيح الذاكرة"

بيروت – فجر يعقوب

بدا أن المخرج اللبناني جان شمعون يعود إلى بعض أفلامه في الآونة الأخيرة ، أو هو يعود في الواقع إلى بعض أبطال وبطلات هذه الأفلام . لم يعد الموضوع مجرد توثيق لحيواتهم ، فهو هنا يصر من جهته على البحث في " مصائرهم المعلقة" ، كما هو حال أبطال فيلمه الوثائقي الجديد (مصابيح الذاكرة ) – إنتاج الجزيرة الوثائقية - . بالتأكيد من شاهد فيلمه ( أحلام معلقة ) ، سوف يفاجئه ، وجود عدد لا بأس به من أبطاله في هذا الفيلم ، فثمة على رأسهم الناشطة من أجل المفقودين اللبنانيين في الحرب وداد حلواني ، التي ضيّعت زوجها عام 1982 ، ولم تلتق به حتى يومنا هذا . وكذلك الحال مع المقاتلين نبيل ورامبو ، الجارين اللدودين ، اللذين تقاتلا على خطوط التماس التي ربطت شرق بيروت بغربها ( جغرافيا ) ، وقسمتها بشريا وإنسانيا فيما مضى من دون رحمة .

كبرت حلواني وما تزال تنشط مع أمهات أخريات بحثا عن أزواج وأولاد ضائعين . كبر ملف المفقودين، ولم يزل هناك أمل ورجاء معلقين في الأفئدة ، بالرغم من أن هناك من رحل منهن من دون أن يلتقين بالأحباب المغيبين مثل أوديت سالم التي قضت مؤخرا على مقربة من خيمة الاعتصام  بعد أن صدمتها "سيارة مجهولة" بحسب شمعون . أما نبيل ورامبو فقد كبرا بعد أن تحاربا . تجاورا ، وانمحت العداوة ، وهما في ( مصابيح الذاكرة ) يعودان إلى بعض الذكريات المرّة التي تبادلا إياها أيام الحرب الأهلية .

هنا حوار مع شمعون حول فيلمه الجديد :

*****

·         العودة إلى الأفلام المصورة من قبل ومحاكاة أبطالها وأحداثها .. هل هو أسلوب جديد في سينما جان شمعون، أم أنه واقع جديد تفرضه الفضائيات ؟

ليس لدي أسلوب مكرر في عملي . أنا عندي أساليب  لها علاقة بكل موضوع يتم تحقيقه ، وبالتالي فإن العودة إلى أبطال بعض أفلامي لا يتعدى محاولة اكتشاف ما آلت إليه تجارب هذه الشخصيات. وانطلاقا من اكتشاف كنه التجربة لكل واحد منهم على حدة أحاول معرفة المزيد أثناء التصوير، فأنا أحب العفوية ، وثمة أشياء في سيكولوجيا الناس الذين أقترب منهم لها علاقة بأعماق وجذور المشكلة التي نعيشها .
واقع المفقودين في لبنان يفرض نفسه عليّ ، لأن الملف يكبر مع الأيام ويتدحرج مثل كرة الثلج  والأوضاع الصعبة التي يعيشها أهالي هؤلاء المفقودين تفرض أن أعود بين الفينة والأخرى لأعاين جذور المشكلة ، فأنا كسينمائي لبناني لا أستطيع إلا أن أتعاطف مع عذاباتهم ، وأعتقد أن الأبطال الذين أصورهم في أفلامي هم ضحايا هذه الحرب، ووداد حلواني ، ليست إلا واحدة تسكن في هذه القائمة الكبيرة ، ولأن العفوية هي من تتحكم بردات أفعالهن كأمهات وزوجات ، فإنني أجد نفسي محكوما بها ، لأنها تعطيني إمكانات لاستعراض المشكلة أبعد وأعمق مما هو متوقع .

·         سلوك وداد حلواني في مستهل الفيلم .... هل كان عفويا أم كان مبرمجا من قبلك بالاتفاق معها ؟

عندما ذهبنا إلى مطار بيروت لاستقبال المحررين وعلى رأسهم عميد الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية سمير القنطار ، حاولت وداد حلواني أن تصيح بأعلى صوتها من وراء السياج قائلة إن مصافحة بعض هؤلاء السياسيين اللبنانيين الواقفين باستقبالهم لديهم مواقف سياسية تتناقض تماما مع تجربته النضالية المشرفة هو ورفقائه . لقد كان سلوكها عفويا ، وأنا قمت بتصويره كما قامت هي به من دون أدنى تدخل مني كمخرج .

·         هل يشكل فيلم ( مصابيح الذاكرة ) إدانة لجهة ما كونه يبحث في ملف لم يقفل بعد ؟

هناك إدانة ، أو إدانات انطلاقا من مواقف أهالي المفقودين, وهذه إدانات عفوية وصادقة. وأنا أردت أن أشرح موقفي، فيما يتعلق بهذا الموضوع. والواقع الحالي الذي شاهدته ، واستنتجت منه الحالات المتردية التي وصل إليها ملف المفقودين بين أيدي العديد من المسؤولين اللبنانيين لم يكن فيها " فبركة " لواقع جديد ناشئ لا يمت بصلة للواقع الحقيقي. لقد صورت الواقع كما هو ، والكاميرا كانت بدورها تلعب دورا عفويا ، ولا تحاول افتعال موضوعات مناقضة لهذا الواقع الأليم الذي يعيشه ذوو المخطوفين في لبنان . ما صورته كان منسجما مع هذا الواقع من تدخل فيه إملاء أو كسر لقواعد العفوية التي استحكمت بسلوك هؤلاء الناس البسطاء .

·         المونتاج المتوازي بين مشاهد من ( أحلام معلقة ) ومشاهد من ( مصابيح الذاكرة ) تنفي فكرتك عن العفوية والقواعد التي استحكمت بعملك الجديد على الأقل ؟

لقد لجأت إلى مشاهد بالأسود والأبيض من ( أحلام معلقة ) لأؤكد على مرحلة تاريخية مؤلمة مررنا بها جميعا، وهذا كي أظهر للمتفرج كيف كانت علاقة نبيل برامبو مثلا في الماضي ، وبالتالي فإن معرفة أن نبيل كان ولا يزال مقتنعا بالخط الوطني واللاطائفي ، فإنه من الجيد برأيي أن نعرف أيضا أن رامبو ، الانعزالي ، وصاحب التوجهات الفاشية ، أضحى نادما الآن على حياته السابقة وعمره المضيّع ، وهذا يعني أنه كان لدينا الحق بأن نكشف كيف تغيرت مواقف المقاتل اليميني رامبو ، وكان مهما برأيي هذا المونتاج المتوازي الذي تتحدث عنه في سياق أسئلتك .

·         لماذا تعتقد أن مواقف رامبو تغيرت ... ربما الزمن هو من تغير ؟!

لقد أصبحت العلاقة بين رامبو ونبيل كما شهدنا على لقائهما أكثر عفوية ، وكان حوارهما عن الماضي الثقيل أكثر انسيابية ، وقد بدا واضحا ندمه على ما فعله في حياته السابقة .

الجزيرة الوثائقية في

13/05/2010

 

مهرجان سينمائي تضامني مع الشعب الفلسطيني

شادي ايوبي – اثينا 

اختتم مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني فعالياته بنجاح ملحوظ بعدما عرض عدة أفلام تتعلق بالقضية الفلسطينية واللاجئين وحق المقاومة.

ورغم تزامن المهرجان مع التظاهرات وأحداث الشغب الأخيرة التي جاءت على خلفية إجراءات التقشف الحكومية الجديدة، فقد كان عدد الحضور جيدا خاصة من فئتي الشباب والنساء.

وعرض المهرجان خلال خمسة أيام متتالية 23 فيلما من إنتاج فلسطيني أو لمخرجين ومنتجين أجانب أهدوها لفلسطين، وذلك بهدف توعية الجمهور اليوناني بتطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة وظروف العيش الصعبة التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون تحت الاحتلال.

المهرجان استضاف كلا من المنتج يورغوس أفييروبولوس والمخرج يانيس كاريبيذيس اللذان تحدثا عن وثائقيهما "قادمون يا غزة" وحييا الجمهور المتضامن مع القطاع المحاصر وأهله، وقام يونانيون وعرب بقراءة أشعار وكلمات بالعربية واليونانية، لكن القدرات المادية المتواضعة للمهرجان منعته من استضافة مخرجين ومنتجين أجانب كما أوضح المنظمون.

ومن الأفلام التي تم عرضها وثائقي " قادمون يا غزة" ليورغوس أفيروبولس الذي أنتجته الجزيرة، وتم افتتاح المهرجان به، و"كفر قاسم" لبرهان علوي، و"الجدار الحديدي" لمحمد العطار، و"كهف ماريا" لبثينة خوري، و"نقطة صدام" لجوليا باشا ورونيت أفني، و"الوقت المتبقي" لإيليا سليمان.

وعرض كذلك فيلم "لبنان" لصاموئيل ماوز، و "في البيت" لسافيريو كوستانزو، و"أساطير منطقة حرب" و"عرس في الجليل" لميشال خليفي، و"تحت القنابل" لفيليب آراستينغي، و "باليستاين بلوز"  لندا سينوكروت، و"الجنة الآن" لهاني أبو أسعد.

فيليساريوس كوسيفاكيس منظم المؤتمر أوضح للجزيرة الوثائقية أن المهرجان يأتي متابعة لمسيرة بدأت منذ العام الماضي، وتهدف بطبيعة الحال للتضامن مع الشعب الفلسطيني وإظهار حقه والظروف التي يحياها في الداخل الفلسطيني وبلاد الشتات واللجوء، مشددا على أن المهرجان سيستمر بشكل سنوي وسيعرض كل جديد في المجال بهدف متابعة رسالته.

وأعرب كوسيفاكيس عن اعتقاده أن الأفلام المعروضة هي من أفضل الأفلام التي تم إنتاجها عن القضية الفلسطينية وأنها تعتبر من الأفلام التي تعطي أبعاد تلك القضية بشكل واضح وجلي، وتم اختيارها من بين العديد من أفلام السينما والأفلام الوثائقية التي  تناولت القضية الفلسطينية وأخرجها فلسطينيون وأجانب.

أحداث أثينا

وأضاف كوسيفاكيس أنه كان هناك اهتمام واضح منذ البداية بالمهرجان والأفلام التي يعرضها، لكن التظاهرات التي اندلعت خلال الأسبوع الماضي في أثينا وتطورات إلى أحداث دراماتيكية ساهمت في تخفيف نسبة الإقبال على المهرجان وذلك بسبب الجو المتوتر الذي ساد العاصمة أثينا لأيام عديدة، على أن نسبة الحضور بقيت مرضية خلال جميع أيام المهرجان.

وأوضح كوسيفاكيس أن الدافع الإنساني وراء المهرجان جعل القائمين عليه يهتمون أولا بالنواحي الأخلاقية والأبعاد الإنسانية له، وهو الأمر الذي دفعهم للتبرع بواردات المهرجان لحملة " سفينة إلى غزة" التي تستعد لتسيير أسطول من السفن نهاية الشهر الجاري لفك الحصار عن قطاع غزة وتوصيل مساعدات ومواد إغاثية وإنسانية لسكانه، لكنه علق أن الخطوة في حد ذاتها تعتبر خدمة إعلامية كبيرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

واعتبر المنتج اليوناني أن الإعلام اليوناني اهتم بالمهرجان إلى حد ما، لكن الأحداث في أثينا منعته من إجراء التغطية المطلوبة، لملاحقته الأحداث الساخنة شان الإعلام في كل مكان، لكنه أكد على اهتمام فئات الشباب الذين شكلوا معظم الحضور، والنساء اللواتي نلن نصيبا مهما من تغطية الأفلام المعروضة، كما أن عددا من الأفلام المشتركة في المهرجان كانت من إنتاج أو إخراج نسائي.

وقدر كوسيفاكيس أن تجاوب الجمهور مع المهرجان كان جيدا، حيث كانت هناك مطالبات عديدة باستمرار المهرجان خلال السنوات القادمة وتحويله إلى مناسبة فنية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، واصفا ذلك الشعب اليوناني بأنه من أكثر الشعوب الغربية معرفة بتفصيلات ودقائق القضية الفلسطينية واهتماما بها.

واختتم كوسفاكيس حديثه للجزيرة معتبرا أن الفن يمكن أن يتحول إلى داعم كبير لقضايا الشعوب العادلة، لا سيما فن الأفلام والأفلام الوثائقية مذكرا بالمبدأ القائل " ألف كلمة لا تساوي صورة واحدة" مضيفا أن الفن السينمائي يضم داخله جميع الفنون الأخرى،  وأنه من الأسهل أن يفهم الجمهور المعاني والرسائل من خلال عرضها ضمن عمل مرئي وهذا بالضبط ما حاول المهرجان تقديمه.

الجزيرة الوثائقية في

13/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)