حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ايناس القباني:

الارشيف التلفزيوني والسينمائي العراقي تم نهبه

باريس ـ من حميد عقبي:

نشأت في بيئة اعلامية وتأثرت بوالدها الأمر الذي جعلها تتجه لدراسة الفن والعمل في المجال الفني والأعلامي فالمثل يقول (كل فتاة بأبيها معجبة) وهي لم تتوقف عند الأعجاب فقط بل أكملت المسيرة الفنية وسارت على نفس خطى أبيها الأعلامي الشهير حافظ القباني .. والتأثير لم يكن عن طريق الأب فقط فهي من اسرة أعلامية حيث كان لوالدتها د. أمل القباني المذيعة والأعلامية المعروفة الأثر أيضاً في أن تختار إيناس هذا الوسط ذو الطريق الشاق.

عملت إيناس في الصحف المقروءة وفي إذاعة بغداد وفي التلفزيون وهو عشقها كما تصفه، أحبت التلفزيون وعملت في أغلب ميادينة .. مخرجة ..ومعدة برامج ومقدمة لها، ولمعت في سماء الشهرة من خلال عملها كمراسلة إخبارية متميزة وفي قنوات عديدة عراقية وعربية.

·         هل نال والدك الاذاعي المشهور حقه في التكريم؟

للأسف لم يحظ بالتكريم الذي يستحقه حتى أن وفاته كانت في ظروف صعبة في الــــ2004 بداية الأحتلال الامريكي للعراق حين طغت هول الأحداث على خبر رحيـله ولم يكرم هذا الرجل لا في عراق الأمس ولا عراق اليوم!

·         العراق من الدول العربية العريقة الذي يتمتع بارشيف تلفزيوني وسينمائي ضخم ماذا حدث لهذا الارشيف بسبب الحرب الاخيرة وماهو الوضع الحالي بالنسبة للفنان العراقي؟

مسألة الأرشيف الفني التلفزيوني والسينمائي هي معضلة نعم لكن ليس بتلفه وتدميره لكن بسرقته أثر الحرب على العراق فقد تعرض للسرقة والنهب وتم بيعه الى القنوات الفضائية وحتى الى التلفزيون الرسمي، لكن جزءا من هذا الأرشيف ... حافظ عليه بعض المنتسبين وأرجعوه الى التلفزيون الرسمي وكذلك هو الحال بالنسبة للأرشيف السينمائي.

'الشباب الذين يعملون في ميدان التلفزيون يجدون لهم فرص عمل نظراً لكثرة القنوات الفضائية العراقية حتى ان من اختصوا بالسينما تركوا السينما وأتجهوا للعمل في التلفزيون. لا وبل العديد من المسرحيين أتجهوا للعمل في التلفزيون سواء في قنوات محددة أو في أعمال درامية تنتج ويتم تصويرها خارج العراق وأغلب الأعمال هي أعمال جادة كما معروف عن الدراما العراقية إلا ما ندر من الاعمال الكوميدية التي تتجه نحو النقد السياسي للوضع في العراق وتكثر في شهر رمضان على الفضائيات العراقية.

·         هل يعيش العراق في عزلة فنية اليوم بسبب الوضع الامني؟

ت لا نستطيع ان نطلق كلمة عزله عل الأنتاج الفني العراقي . لكن الدراما العراقية لها حظ قليل على الفضائيات خاصة وان مجال المنافسة على أوَجه بعد ان غزت الدراما السورية القنوات وفاقت الدراما المصرية بأشواط الأمر الذي زاد من صعوبة الامر على الدراما العراقية إزداد الأقبال على كلية الفنون الجميلة بعد دخول الستلايت الى العراق والأنفتاح الأعلامي على الفضائيات العراقية من جهة أخرى فساعات البث هي كالنار التي تحتاج الى حطب بأستمرار والعاملين في الفضائيات هم يرفدون الفضائيات بالحطب الدائم عن طريق المواد المنتجة للبث والساعات الاخبارية واصبح الأقبال على قسم السمعية والمرئية بشكل لافت للنظر خاصة من قبل العنصر النسوي بعد ان كنا نحسب على اصابع اليد في القسم اذا كنت تذكر يازميلي العزيز.

·         سمعنا عن تكريم الفنان السينمائي العراقي الرائد جعفر علي حدثينا عن هذا؟

جعفر على صاحب الفضل في تأسيس قسم السينما بكلية الفنون الجميلة، انه الرائع الشفاف المبدع إستاذي والذي أتشرف بأن حالفني الحظ ودرست على يده فن الدراما، كان تكريمه عبارة عن أستذكار له وأعماله وسرد لسيرته.

·         الكثير من الاعلاميين العراقيين غادروا العراق بسبب الحرب والوضع الامني هل من رسالة تقولينها لهولاء؟

ت كثرُ هم من فارقونا من الأساتذة والوجوه الأعلامية وتركوا العراق لو كنت أعلم أين هم لتواصلت معهم اكيد وأذكر بحب استاذي الأعلامي د. حارث عبود وياليته كان موجودا هذه الأيام لأتناقش معه في كثير من شؤون الأعلام والسياسة انا فعلاً أفتقده وأتمنى أن يقرأ كلماتي واجد سبيلاً للتواصل معه.'

·         عراق اليوم حسب ما نسمع انه عراق الحرية والديمقراطية فهل تحسنت اوضاع المرأة العراقية ونالت المزيد من الحقوق والحريات؟

حرية المرأة هي أكذوبة كبرى بل هي ترويج أعلامي لأن حرية المرأة في العراق منتزعة بصعوبة وليست ممنوحة لأن العقول المتحجرة من الصعب أن ترى المرأة تشق طريقها رغم تميزها وتمكنها وشخصياً لا افضل الحديث عن المرأة بمعزل عن الرجل لأني لا اؤمن باي فارق بينهما واجد في العزلة تكريساً لفكرة انها ادنى او مختلفة عن الرجل في حين هي تتفوق عليه كثيراً وهذا واقع وليس إنحياز.

إيناس القباني ماجستير في فنون التلفزيون ، فنون الريبورناج التلفزيوني -جامعة بغداد.

حالياً في المرحلة الأخيرة من الدكتوراه في فلسفة الفن حول موضوع ((أدب السيرة بين الحقيقة التاريخية والرؤيا الفنية في الدراما التلفزيونية دراسة مقارنة)).

القدس العربي في

28/04/2010

 

'سوف تدفع الثمن لأنك تدعم الارهاب الاسلامي':

فيلم 'غزة اننا قادمون' يدعم كسر الحصار على الفلسطينيين

اثينا ـ 'القدس العربي' 

تشهد العديد من المدن اليونانية منذ اسابيع فعاليات ونشاطات بهدف بناء حركة تضامن واسناد شعبي وسياسي وفني للمبادرة الدولية لكسر حصار قطاع غزة. وقد ساهم انضمام مواطنين بسطاء من كافة الافكارغير العنصرية وغير الفاشية ومن كافة الاعمار والاجناس المتواجدين في اليونان والذين بقوا لفترة طويلة على هامش الاحداث والنشاطات الى شحن حملة 'قارب من اجل غزة' بحقنة مقوية دفعت نشاطات الحملة الى كبرى الصحف والمجلات والاذاعات اليونانية، ولم يقتصر الامر على ذلك بل توسعت الحملة ووصلت الى المئات من الصفحات الاكترونية. وانضم للحملة المئات من الشخصيات اليونانية والاتحادات العمالية والجمعيات الاجتماعية والعشرات من الفنانين والمغنين والادباء.

صعود وتوسع حملة كسر حصار غزة اثار قلق الاوساط الداعمة لاسرائيل في اليونان وحاولت عبر مقالات وصم الحملة بداعمة للارهاب وقد وصل حد انزعاج الداعمين لاسرائيل الى حد تهديد بعض العاملين والناشطين في الحملة. وكشف المناضل اليوناني فاغيليس بيساياس لـ'القدس العربي' أنه تلقى هذه التهديدات بعد عودته مباشرة من إسطنبول حيث تم الإعلان عن مشروع تسيير اسطول سفن إلى غزة، وصرح لنا إنه تلقى اتصالا هاتفيا عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، خاطبه شخص مجهول باللغة الإنكليزية قائلا 'سوف تدفع الثمن، أنك تدعم الإرهاب الإسلامي'. واضاف ان صاحب التهديد اراد في ان يعطي اثبات عن جديته في صباح اليوم التالي عندما اخبروه جاره أن مجهولين كسروا زجاج نافذة سيارته المتوقفة أمام منزله.

واتهم بيساياس عملاء إسرائيل بالوقوف وراء التهديدات واعتبر أن محاولات إرهاب النشطاء تعزز إصرارهم على اكمال المهمة وتحقيق الهدف.

قد تحول فلم قناة 'الجزيرة' 'غزة اننا قادمون' لعنوان الكثير من النشاطات والفعاليات حيث لا تخلو مدينة ونشاط من عرض الفلم وتحديدا بعد فوزالفيلم بالجائزة الأولى في مهرجان سالونيك الدولي للافلام الوثائقية الثاني عشر وقد التقينا في اثينا بصاحب فكرة ومنتج فيلم 'غزة اننا قادمون' نسيم الاطرش، وقال ان فكرة الفيلم اتت يوم وصول القوارب لغزة 'كان يوم من الف يوم بعدما شاهدت على 'الجزيرة مباشر' دخول أول سفينتي كسر الحصار الى قطاع غزة عبر البحر الأبيض المتوسط منذ عام 1967- 2008 أدركت حينها أنه حدث تاريخي ويجب تسجيله بصورة معينة لكي لايمحى من ذهن العالم أو يمر كيوم عابر'وبعد رسوخ الفكرة بدأ العمل الشخصي اولا، فبعد عودة النشطاء الدوليين من غزة الى ميناء بيريوس في اليونان' توجهت الى الميناء لاستقبالهم والحديث معهم وتم التنسيق معهم على اعداد مقابلة صحافية' بعد ذلك بأيام تحدث النشطاء امام الكاميرا الشخصية لنسيم في منزل 'فاغيليس بيساياس' طال الحديث عن الرحلة التاريخية لأكثر من أربع ساعات بعد اطلاع قناة 'الجزيرة' على الكثير من تفاصيل قصة القوارب والنشطاء وترحيب القناة بالفكرة تم عرض المقابلة على المخرج اليوناني للأفلام الوثائقية 'يورغوس افيروبولوس'والذي أبدى حماسه للفكرة والأتفاق على انتاج الفيلم ،حينها اقترح نسيم على 'يورغوس' ضم مخرج اخر كان ضمن المتضامنين الذين توجهوا لقطاع غزة وهو 'يانس كاريبيذس' والذي كان قد حصل على الجنسية الفلسطينية. بعد تجميع هذه الأفكار تم عرضها على المخرجة الفلسطينية ومعدة ومقدمة برامج في قناة 'الجزيرة' الفضائية 'روان ضامن' والتي بدورها أبدت استعدادها واستعداد 'الجزيرة' لدعم انتاج الفلم، طلبت قناة 'الجزيرة' تعريب الفيلم بعد انتاجة.

وقد اقترح نسيم الاطرش على مراسل 'الجزيرة نت' في اليونان 'شادي الأيوبي' بما لديه من خبره في اللغتين اليونانية والعربية بمهارة عالية المشاركة في الفيلم واعرب عن موافقتة. وبعد تشكيل الطاقم الرئيس للانتاج تم ارسال اقتراح كامل الى القسم المالي في قناة 'الجزيرة' ممثلها زيدون البدري وتمت الموافقة على الاقتراح والبدء في انتاجه. وقد اعرب هنا منتج الفيلم عن شكره لقناة 'الجزيرة' لان 'تنزلها عن حقوقها في عرض وتوزيع الفيلم في اليونان ساهم في اعطاء دفعة قوية جدا لحركة التضامن مع فكرة ومبادرة كسر حصار غزة'.

تحدث نسيم عن الصعوبات التي واجهت النشطاء واوضح انه لم يكن سهلا على الاطلاق ارسال سفينتين لقطاع غزة حيث الامكانيات المادية التي يحتاجها شراء واصلاح القاربين كان اكبر بكثير من امكانيات النشطاء الصعوبة اخرى كانت في الناحية الأمنية وضرورة عدم معرفة احد بوجهة القاربين لا الموساد الاسرائيلي ولا المخابرات اليونانية حتى ان النشطاء اخفوا عن عمال المرافئ ممن ساهموا في اصلاح القاربين من ضمنهم عمال مصريين ان القوارب التي بين ايديهم ذاهبة الى غزة. لم يعرف أحد يعرف الى اين وجهة القاربين الا شخص وزوجته' من جزيرة 'سبيتسس' ويدعى 'تاسوس' حتى ان صاحب مرفأ 'أريتريا' وهو 'ماسترو ثوذوري' كان يعتقد أن اصلاح القوارب بهدف الترفيه والسياحة مع اقتراب فصل الصيف.

تم العمل في سرية تامة والتنسيق مع المتضامنين بأمنية عالية، كانت الاتصالات تتم بهواتف عمومية بين الأطراف حتى لا يعلم أحد بالأمر.

تم نقل السفن لأكثر من جزيرة 'كريت''ومن ثم ' كستالوريزو، الجزيرة التي يكن اهلها حبا وعرفانا خاصا لغزة واهلها. واضاف منتج الفيلم عن دور رئيس البرلمان القبرصي السابق 'فاسوس ليساريديس في توفير حماية امنية للقوارب من البحرية القبرصية في ميناء لارنكا، والتي شكلت نقطة لقاء وانطلاق المتضامنين الى غزة.

وهنا بدأ حديث نسيم الاطرش لـ'القدس العربي' عن الصعوبات والعراقيل التي رافقت انتاج الفلم وانها لم تتمكن من ايقاف العمل الانتاجي، حيث ان الافراد المنضوية في طواقم الانتاج قادمة من افكار وثقافات وافاق مختلفة ومتصارعة على اصغر التفاصيل الفنية والسياسية، 'كانت كلقاء فصائل فلسطينية وعربية واحزاب يونانية معا، كنت اتخوف ان نصل الى 'واتفقوا على ان لا يتفقوا' لكن صوت غزة وشعبها ومقاومتها كانت اعلى من اي صوت'. اضاف ان صعوبات واجهت طاقم المونتاج في لقطات الفيديو التي التقطها النشطاء بانفسهم اثناء رحلتهم الى غزة 'لقطات رديئة الصورة والصوت، فهم مناضلون وليسوا مصورين وعليه كان علينا تحويل اللقطات الرديئه الى لآلئ في شريط الفيلم'. وبعد الانتهاء من التصوير اتت ساعة التعريب وأجريت العديد من الاتصالات مع شباب عرب من جنسيات عربية مختلفة من : سورية، لبنان ، ليبيا، فلسطين ولكل منهم ثقافة واتجاه سياسي وفكري مختلف،تم الالتقاء والاجتماع في مقر شركة الانتاج اليونانية للمشاركة في تعريب الفيلم الذي تم اعداده.

وبدا التعريب وسهر شادي الايوبي الليالي وكان يتابع ويدقق في كل كلمة وعبارة ونفس وهمسة وساعدته رغم جهلها التام باللغة العربية السيدة 'أنا بروكو'.

اتفق العرب واليونانيون على الرغم من اختلافاتهم الحضارية والدينية على هدف واحد هو ارسال رسالة للعالم من خلال هذا الفيلم 'بامكان اي مواطن في العالم ان يشارك في كسر الحصار عن قطاع غزة، وجعل' البحر الابيض المتوسط بحرا حرا كما كان على مر العصور، ولا يحق لاحد ان أن يحوله لسجن أو يسجن شعب من خلاله. في النهاية تحدث نسيم انه 'مثلما وصلت قوارب المتضامنين الى ميناء غزة وكسروا الحصار المفروض عليها كذلك هو حال فيلم 'غزة اننا قادمون' ببداياته وصعوباته تم وصوله الى ميناء 'الجزيرة' الفضائية ليوثق التجربة التاريخية.

القدس العربي في

28/04/2010

 

رداءات متشـابهــة

نديم جرجورة 

لم تُقدّم الأفلام الأربعة القصيرة، المعروضة يومي الأحد والاثنين الفائتين في صالة سينما «متروبوليس/ أمبير صوفيل» في الأشرفية، في إطار تظاهرة «أشغال داخلية، التي تنظّمها «الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية، أشكال ألوان»، أي جديد يُذكر. الشكل والمضمون متساويان في رداءة متشابهة، وإن تفاوت حجمها. فلسطين والدانمارك ولبنان ومصر. مواضيع ومجتمعات وبيئات وحالات. مناخ إنساني يُفترض به أن ينفتح على أسئلة واحتمالات، ظلّ مسيّجاً بالتسطيح والفراغ. أربعة أفلام عادية، برز منها «لحظة أيها المجد» لشيرين أبو شقرا، لتوغّله في ذاكرة شخصية مفتوحة على أحوال الجماعة (المغنية وداد). برز منها أيضاً «خرائط فيديو: عايدة، فلسطين» لتيل روزكنس، لتميّزه باستخدام رسومات عادية تعكس واقع الحال في مخيم عايدة. بروز الفيلمين لا يعني أنهما مُبهران. كثرة الأغاني وتلاحقها مسيء لـ«لحظة أيها المجد». تداخل أشكال فنية عدّة بعضها بالبعض الآخر مسيء أيضاً للفيلم نفسه. الإطالة غير المرتبطة بتكثيف درامي في «خرائط فيديو...» أثار مللاً. جعل المتابعة معقودة على ضجر، لتكرار في حكايات متقاربة، على الرغم من أن روزكنس سعى إلى «محاصرة» المخيم بقصص مختلفة، رواها ناس المخيم والمقبلين إليه.

الاختبار الذي خاضه وائل شوقي في «قناة اليرقات 2» أفضى إلى لا شيء: عجوزان فلسطينيان مقيمان في مخيم «صوف» في الأردن يرويان التفاصيل نفسها تقريباً التي رافقت تهجير الفلسطينيين في العام 1948. هذا مضمون عاديّ جداً. الكلام ليس جديداً. الشكل مختلف. استخدام تقنية «روتوسكوب» في التحريك بدت أقلّ من عادية. ماذا تعني الاستعانة بها، إذا لم تُترجَم إلى شكل بصري مختلف؟ إذا لم توظّف سينمائياً بما يُفترض بالتوظيف أن يُنتجه من عمل مغاير للعادي؟ هذا استسهال مغلّف بادّعاء التجريب. هذا استخفاف بالمادة الدرامية (المحتاجة، أصلاً، إلى ذكاء ومخيّلة يتيحان إمكانية إغناء النصّ الدرامي بحيوية ثقافية وجمالية فنية)، المحاصَرة بتصنّع شكلي يؤدّي إلى لا شيء. هذا ما جعل «مدوّنات عن الحب في كوبنهاغن» لرانيا رافعي فاقداً نكهته الفنية وغرضه الإنساني: سؤال واحد متعلّق بتحديد الحبّ، وأجوبة أناس المختلفي الأذواق والثقافات بدت عادية للغاية. الفيلم مشغول ببساطة مطلقة. فيه محاولة تجريبية عابرة. لكن المسألة متعلّقة بأمر آخر: ماذا يعني أن تُنجز شابّة لبنانية فيلماً قصيراً عن الحب في كوبنهاغن؟ المعنى مفقود. السؤال لم يُحرِّض على كشف أي جديد يُذكر. الأجوبة باهتة. السؤال وحده لا يكفي. الكاميرا ظلّت ثابتة. المتتاليات البصرية العاكسة مخرجة الفيلم في أوضاع عدّة، بالإضافة إلى رسالتها إلى حبيب ما، بدت متصنّعة. ماذا يعني أن يحمل المرء كاميرا؟ أن يُصوِّر فيلماً؟ أن يختبر علاقة ما بمجتمع آخر؟

الأسئلة الأهمّ مطروحة على إدارة التظاهرة ومنظّميها: كيف يُعقل اختيار أفلام كهذه؟ ما الهدف منها؟ إتاحة المجال أمام البعض للتعبير عن أنفسهم؟ هل هذه الأفلام الأربعة «تعبير» عن رأي أو وجهة نظر أو موقف أو حالة أو اشتغال؟ ماذا يعني العمل الدائم على فرض أشكال فنية ملتبسة اللغة والصورة؟ الأسئلة كثيرة. المسؤولية كبيرة، يجب على إدارة التظاهرة تحمّلها. يجب عليها اعتماد آلية أقسى في الاختيار. في التمويل، إن وُجد. غير أن أياماً قليلة مقبلة حاملةٌ أفلاماً أخرى. لعلّها أجمل. لعلّها أفضل. المواضيع متشعّبة. المُشاهدة وحدها كفيلةٌ بتبيان واقع الجانب السينمائي (فيديو) للتظاهرة.

البرنامج

الخميس، 7،30 مساء: «متباينات» (23 د.) لبوريس شارماتز وديمتري شامبلا وسيزار فايسيي (تُتوقّع مشاركة شارماتز في العرض ولقاء الجمهور بعده)، يليه «أمراض استوائية» (118 د.، بالتايلاندية مع ترجمة إلى الإنكليزية) لأبيشاتبونغ ويرازيثاكول (بالتنسيق مع إدارة «متروبوليس/ أمبير صوفيل»).

الجمعة، 9،30 مساء: «إنغماس» (20 د.، بالإنكليزية) لهارون فاروقي، يليه «أنصاب طهران» (60 د.، بالفارسية مع ترجمة إلى الإنكليزية) لبهمان كياروستامي (يُفترض بالمخرج أن يحضر العرض ويلتقي الجمهور بعده). السبت، 5 بعد الظهر: «الجيش الأحمر الموحّد» (ثلاث ساعات وتسع دقائق، باليابانية مع ترجمة إلى الإنكليزية) لكوجي واكاماتسو (يتوقّع حضور المخرج العرض ومناقشة الفيلم مع الجمهور، علماً أن هذا العرض منظّم بالتنسيق مع إدارة «متروبوليس» أيضاً).

هناك أيضاً فيلم «Z32» (81 د.) لآفي مغربي، الذي يُعرض في حفلتين اثنتين (12 ظهراً و7 مساء)، مترجماً إلى العربية، أيام 28 و29 و30 نيسان الجاري، في «مركز بيروت للفن».

السفير اللبنانية في

28/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)