حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«حافة الظلام».. عن الأسرار والحقائق التي تقتل أصحابها!

كتب محمود عبد الشكور

أفضل ما حققه فيلم «Edge of darkness» أو كما عرض تجارياً في الصالات المصرية تحت عنوان «حافة الظلام» هو الطريقة الجيدة التي رسمت بها معظم شخصياته مما أتاح لأبطال الفيلم وعلي رأسهم النجم «ميل جيبسون» تقديم أدوار مميزة تتذكرها بسهولة بعد انتهاء الفيلم، ولا تتبخر علي الفور كما يحدث في أفلام الجرائم السطحية.

الفيلم المأخوذ عن مسلسل تليفزيوني ينجح بالإضافة إلي رسم شخصياته.

في شد المتفرج إلي النهاية، كما يقدم مشاعر إنسانية رقيقة بين أب وابنته الوحيدة التي فقدها، ولكنك لا تملك أيضاً إلا أن تسجل ملاحظات واضحة وهامة علي مسار الأحداث رغم أن السيناريو الذي اشترك في كتابته «ويليام موناهان» و«أندروبويل» جيد ومتماسك بصفة عامة. ولا تستطيع - في نفس الوقت ـ أن تغفل أن الفيلم لم يمد الخيط إلي آخره، ولم يستكمل أبعاد المؤامرة الخطيرة التي يفترض من حدوثها، الفيلم تقريباً يحدد ما أقصده: لقد وقفنا علي حافة الظلام، أما الظلام نفسه وأعماقه وأبعاده فإننا لم نتعرض له، ولذلك بقيت الكثير من الأسئلة تبحث عن إجابات رغم أننا أمام فيلم مختلف وجيد.

يستخدم الفيلم «تيمة» مألوفة ومتكررة: فالبحث عن لغز يقود إلي لغز أكبر، ومحاولة البحث عن سر جريمة يقود إلي كشف أسرار جرائم أخطر وأكبر، والبناء بأكمله يقوم علي أكتاف رجل البوليس الذي تجاوز سن الشباب «توم كرافن» ( ميل جيبسون) نراه في المشاهد الأولي في لقطات مسجلة وهو يلعب مع طفلته الوحيدة «إيما»، وننتقل بعد ذلك مباشرة إلي استقباله لها وهي شابة جاءت لتعيش معه، فجأة نكتشف أن صحتها ليست علي ما يرام، أنها تعاني من القئ وتدفق الدماء من أنفها، وعندما يحاول أن يذهب بها إلي الطبيب، يدفع الباب رجل مجهول يخاطب الضابط باسمه ثم يقتل ابنته التي تحاول أن تقول شيئاً في لحظات الحياة الأخيرة.

افتتاحية نموذجية لفيلم تشويقي لا تستغرق طويلاً لتبدأ رحلة المحقق «تومي» في اكتشاف سر مصرع ابنته وسط توقعات من زملائه أنه هو الذي كان مقصوداً بالقتل. السيناريو لن يترك أبداً أصداء الجريمة في قلب الأب الذي كان يردد لابنته دائماً: «أنت فتاتي الوحيدة» سيسمع صوتها في المنزل الواسع، وسيتخيل صورتها مجسدة أمامه يستعيد معها لحظات من طفولتها عندما كانت تقلد طريقته في حلاقة ذقنه. الحقيقة أن هذه المشاهد التي تناثرت علي مساحة الفيلم منحته درجة عالية من الحميمية، وبدا «تومي» في كثير من الأحيان يعبر عن شعور الأب رغم احترافه كمحقق خبير، ولعل أفضل مشاهد «جيبسون» تلك التي يحاول فيها السيطرة علي تعبيراته وانفعالاته وكأنه يقاوم بركاناً بداخله. هو أب حزين ولكنه أيضاً رجل بوليس لا ينسي أنه أمام مهمة صعبة لاكتشاف عالم ابنته الذي لا يعرف عنه الكثير.

أول ثغرة في هذه الرحلة ستكون عندما يسلم «توم»، رجل البوليس المحترف بأن الرصاص قتل ابنته دون أن يطلب تشريح الجثة كاملة لكي يفسر له الأطباء حالة القئ ونزول الدماء من الأنف التي أصابت الابنة، وبسببها خرج معها في طريقهما إلي الطبيب، ولو تم فتح هذا الباب لما تأخر في اكتشاف الحقيقة، وتجاهل هذا الطلب لا يعني إلا أننا أمام ضابط بوليس مبتدئ وهكذا سنضطر إلي العودة إلي الحكاية من الخط، فالابنة كانت تعمل كخبيرة نووية في شركة «نورثمور» التي تمارس أنشطة غامضة في «ماساشوستس» ومن خلال دفتر تليفوناتها سيبدأ رحلة التحقيق التي ستقوده إلي صديقها الخائف «ديفيد»، وإلي رئيس الشركة «تينيت»، وإلي إحدي صديقاتها، وإلي تفصيلات أبعد بكثير من جريمة عادية أدت إلي فقدان رجل بوليس لابنته الوحيدة.

في هذا الجزء يتم بناء المعلومات بطريقة جيدة ومرتبة، كل معلومة لها دور وأهمية وتقود إلي فتح طريق أوسع لمزيد من المعلومات، علي سبيل المثال يحتفظ «توم» بجزء من شعر ابنته، وعندما يستخدم جهاز الكشف عن الاشعاع يتحرك المؤشر مما يكشف له «لأول مرة عن اصابة» إيما بالاشعاع قبل مصرعها، وتظهر في هذا الجزء شخصية رسمت ببراعة للمستشار الأمني «جيدبورج» الذي يحاول كشف لغز الجريمة ولكن من زاوية أخري مختلفة ترتبط بالبنتاجون والشركة التي نعرف أنها تقوم بانتاج مواد واسلحة ترتبط بالأمن القومي الامريكي، والتي كانت «ايما» وصديقها «ديفيد» يعملان بها كمتدربين، وقد تعاقدا علي عدم كشف اسرارها.

عندما تدخل اكثر علي عالم الشركة الغامض ستظهر تساؤلات لا اجابة لها. الشركة - كما سنعرف - متورطة من خلال رئيسها «تينيت» في عملية تصنيع أسلحة نووية ومواد خطيرة لدول أجنبية، ورغم أن «إيما» ليست إلا متدربة في المكان إلا أنها تعرف كل التفاصيل، ولأنها مرتبطة بعقد يلزمها بألا تفشي الأسرار، فإنها تحاول أن تتحرر من العقد باللجوء إلي محام سيكتشف الأب فيما بعد أنه - للمصادفة - محامي شركة نوثمور أيضا (!) وعندما تلجأ إلي عضو الكونجرس عن الولاية يتجاهل طلبها لأن الشركة تتبرع عادة لحملته الانتخابية ولا تجد «إيما» سوي أن تنضم إلي جماعة تحاول أن تسهل لافرادها اختراق النظام الأمني للشركة للحصول علي الدليل لتصنيع الأسلحة النووية لدول أجنبية، ولكن اكتشاف المجموعة يؤدي إلي مقتل افرادها، بل ويتم ضخ ابخرة اشعاعية تصل إلي جسد «إيما» التي يتم تسميمها أيضا، بل ينتقل هذا التسميم إلي الأب المحقق! لا بأس أبدًا من ربط الجريمة المحدودة (قتل فتاة) بجريمة أكبر (تصنيع أسلحة نووية وتصديرها لدول أجنبية واحتمال استخدامها لقتل الملايين)، ولكن المشكلة هنا أن هذه الدائرة الواسعة للغاية لا يمكن تصديقها إلا بالوصول إلي أعلي دوائر صنع القرار في أمريكا، وهو أمر لا وجود له في الفيلم الذي يكتفي بتورط أحد رجال الكونجرس في الحكاية بدافع قبول تبرعات لحملته من الشركة، وباعتبار أن أنشطة الشركات العسكرية في «ماساشوستس» تسهم بجانب كبير من الدخل الاقتصادي للولاية، وبهذا المعني انحصرت التهمة تقريبا في تينيت فهل هذا معقول؟! هل يمكن أن يقوم بنشاط من هذا النوع دون علاقة ما بالجهات العليا وهو الذي يحتفظ بصور مع كبار الشخصيات؟ هنا الثغرة الأكبر في السيناريو، فالأب يكتفي بالانتقام من قتلة ابنته ومن رئيس الشركة بوصفه المحرض علي ذلك، ولا علاقة له باستكمال بقية الخيط إلي منتهاه ليعرف أبعاد هذا المشروع، وهكذا يبدأ الفيلم من الدائرة الصغيرة لينتقل إلي دائرة أوسع وأخطر ولكنه سرعان ما سيعود من جديد إلي الدائرة الصغيرة، وحتي الانتقام من أفراد الجهاز الأمني المتواطئ، ومن عضو الكونجرس المشارك ينفذه «جيدبورج» وليس «توم» الذي يموت بالسم مثل ابنته الراحلة التي تصطحبه من المستشفي ليدخلا إلي قلب النور بعد أن اقتربا من حافة الظلام!

ورغم هذه الملاحظات، إلا أن الصورة العامة تبدت جيدة خاصة مع براعة المخرج «مارتن كامبيل» في طاقم الممثلين «ميل جيبسون» تحديدا حافظ علي صورته التقليدية كبطل قوي ولكن مع مزيد من اللمسات الإنسانية كأب فقد ابنته في لمح البصر، ربما كان من الممكن أن يصبح أكثر ضعفا وتأثرا ولكنه قدم مشاهد ناجحة وجيدة، وعبر بالنظرات الزائغة عن شعور عميق بالفقدان، واستخدم أيضا بناءه الجسدي القوي في تنفيذ مشاهد الحركة.. اللمسات الإنسانية كانت أيضا من نصيب «جيدبورج» الذي بدا قويا مع أنه عليل الروح والبدن وبلا أبناء، الصورة معقولة ولكنها ظلت محدودة بحدود انتقام أب لابنته القتيلة مع أن حكاية الأسلحة النووية تحتمل ما هو أكثر اتساعا وأكثر عمقا.

روز اليوسف اليومية في

25/04/2010

 

تيسير فهمي:

«بفعل فاعل» دعوة لحب مصر و«الهاربة» يكشف مشكلاتها

كتب أسامة العنيزي 

أيام قليلة وتنتهي الفنانة تيسير فهمي من تصوير المشاهد الداخلية في مسلسلها الجديد «بفعل فاعل» الذي تدخل به المنافسة الرمضانية هذا العام، تيسير تحدثت في حوارها معنا عن هذا المسلسل بجانب عملها الآخر في الجزء الثاني من «الهاربة» والذي يعرض ايضاً في رمضان .. والي الحوار

·         نبدأ بمسلسلك «بفعل فاعل» الذي تقومين بتصويره حاليًا، ما الذي دفعك لقبول هذا العمل خاصة وان لك مسلسلا آخر تشاركين به في رمضان المقبل وهو الجزء الثاني من «الهاربة»؟

- فكرة المسلسل التي تتناول معني الانتماء وحب الوطن والتي نحن في أمس الحاجة إليها في الوقت الحالي جعلتني لا أتردد في قبوله بل الإسراع في تنفيذه لمحاولة إيصال رسالة أن الحب ليس بالكلام وإنما بالفعل فمثلا رجال الأعمال عندما يقررون أن يبنوا مشاريع صناعية أو تجارية جديدة ينبغي أن تكون في وطنهم وليس في الخارج لأن إنشاء مثل هذه المشروعات يوفر فرص عمل للشباب المحبط وفي نفس الوقت يفيد بلده، أيضًا العمل يناقش الخطاب الديني المتطرف. والتطرف الديني الخادع الذي من السهل أن ينساق وراءه الفرد دون أن يدري كذلك التأكيد علي أن التطرف ليس موجودا في الإسلام فحسب وإنما في كل الأديان.

·         وماذا عن دورك في المسلسل؟

- أجسد شخصية محامية صاحبة مبادئ في الحياة هدفها الدفاع عن الحق حيث إنها لا تقبل قضية إلا عندما يكون لديها ثقة في أن من تدافع عنه شخص مظلوم بالفعل. وله حق لم يستطع أن يأخذه وذلك علي العكس من زوجها الذي يعيش بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة فيحدث الصراع بينهما نتيجة الاختلاف حول طريقة تربية ابنهما الوحيد لأنها ترفض أن يتربي ابنها بهذه الطريقة.

·         المسلسلان من المقرر عرضهما في رمضان، ألم يقلقك ذلك؟

- حتي الآن لم يتم الجزم بعرض المسلسلين لكن كل المؤشرات تدل أن الشركة المنتجة قررت تأجيل عرضه ومن الأرجح أن يعرض خلال رمضان أما مسلسل بفعل فاعل فهو العمل الذي كنت أعمل علي إعداده لرمضان. وفي كل الأحوال فهذا الأمر أعتقد أنه لن يضرني خاصة وأنها المرة الأولي التي أظهر فيها بعملين في العام.

·         هل معني ذلك أنك لا تتدخلين في المسائل الإنتاجية برغم أنك شريكة في الإنتاج التي يمتلكها زوجك؟

- عندما أدخل موقع التصوير لا يكون لي علاقة إلا بالدور والشخصية التي أقدمها فحسب، فأنا أوقع عقدا مع الشركة وأحصل علي أجري مثل باقي الممثلين أما الأمور الإنتاجية فهناك من يتابعها من الشركة وليس لي أي علاقة بها خلال التصوير لأن من وجهة نظري أن الممثل أثناء التصوير يكون مطلوبا منه التركيز في عمله فحسب ولا يجب عليه أن ينشغل بأي شيء آخر لأن ذلك يؤثر علي أدائه وينتقص منه وكي يصدقه الجمهور.

·         وهل تتدخلين في السيناريو؟

- من الممكن أن أعطي وجهة نظري كمشاهدة وليس كممثلة وأتناقش مع المؤلف والمخرج ويقنع أحدنا الآخر.

·         ما السر في أن معظم المسلسلات التي تشاركين فيها تعتمد علي التصوير الخارجي في الولايات المتحدة الأمريكية؟

- سياق الأعمال الدرامية نفسها هو الذي يفرض أماكن التصوير فكل شخصية قدمتها كانت هناك علاقة بينها وبين الولايات المتحدة وهو ما سيتكرر أيضًا بفعل فاعل كما أنه يوجد في أمريكا 3 ملايين عربي مغترب لابد أن نعبر عنهم وعن مشاكلهم وعن قضاياهم حتي لا يكونوا جزءًا مهمشا من المجتمع العربي.

·         ألم يكن ذلك بسبب فتح مجال أوسع لتسويق المسلسل؟

- لم أفكر في هذا الأمر مطلقا فأنا ما يشغلني هو العمل الفني والمضمون ومن الممكن أن يكون هذا الفكر لدي المنتج أو المخرج وهذا من حقهما لأنهما يبحثان عن مجال أوسع لتسويق العمل من خلال المحطات الفضائية الأمريكية، ولكن بالنسبة لي فإن رد فعل العرب المغتربين في الخارج هو الذي يشجعنا علي تقديم مثل هذه الأعمال فأنا أسعد دائمًا باتصالاتهم وتعليقاتهم وتأكيدهم أننا استطعنا تقديم نماذج حقيقية من المجتمع العربي الأمريكي بكل ما فيه من مشاكل وقضايا مهمة.

·         البعض يقول أن اختيارك لأمريكا بسبب أن زوجك المنتج يحمل الجنسية الأمريكية؟

- لا أنكر ذلك فالدكتور أحمد أبو بكر يحمل الجنسية الأمريكية وهذا سهل علينا إجراءات كثيرة وصعوبات كانت سوف تواجه أي فريق عمل آخر يقوم بالتصوير هناك وأعتقد أن هذا نقطة تحسب لنا لا علينا.

·         تتعاونين مع المخرج تيسير عبود للمرة الثالثة في «بفعل فاعل»، ما السبب؟

- لأنه الأنسب للعمل خاصة وأن المسلسل رتمه سريع ويحتاج إلي مخرج يستطيع توظيف حركات الممثل وهو ما يتميز به تيسير عبود.

·         المسلسل يحتوي علي مشاهد أكشن وكذلك معظم أعمالك الأخيرة، هل هذا مقصود؟

- طبيعة الأعمال التي أقدمها هي التي تفرض علي هذه النوعية وأعتقد أن المسلسلات الاجتماعية موجودة بكثرة ولكن المسلسلات الاجتماعية التي تحمل طابع الأكشن والإثارة قليلة التواجد وهذا ما يجعلني أفضل تقديمها.

·         وماذا عن الجزء الثاني من «الهاربة»؟

- تأتي خلال هذا الجزء إلي مصر وترصد الأحداث والمشاكل التي يعاني منها المجتمع.

·         ولكن المسلسل لم يتم تسويقه بشكل جيد للمحطات العربية حتي الآن؟

- بالعكس هناك عدد كبير من المحطات الفضائية اشترت حق عرضه بعد النجاح الذي حققه الجزء الأول في رمضان الماضي.

·         هل يمكن أن نراك في عمل ليس من إنتاج زوجك؟

- بالطبع لو وجدت العمل الجيد الذي يجذبني، والأهم العثور علي السيناريو الذي يحمسني بموضوعه علي هذا، فأنا أسعي وراء العمل الذي يقدم قضية تشغل الناس، ولا يهمني في هذه اللحظة الجهة المنتجة.

·         متي تعود تيسير فهمي إلي السينما؟

- عاهدت نفسي أن أقد عملاً واحدًا كل عام، وغالبًا ما يحتاج مني هذا العمل إلي تحضير وإعداد كبيرين، وعندما يصبح أمامي خيار واحد بين الفيديو والسينما.. اختار الفيديو.. لأن السينما منذ سنوات طويلة لم تعد كما كانت وأصبحت تعتمد علي الشباب فقط.

روز اليوسف اليومية في

25/04/2010

 

فتحي عبدالوهاب:

النجومية حرمتني من حقوقي الطبيعية

القاهرة - دار الإعلام العربية 

تجربة الفنان فتحي عبدالوهاب مع التمثيل ليست طويلة، ومع ذلك استطاع أن يصنع لنفسه مكانة بين نجوم جيله من خلال أدواره المركبة التي يجيد التعامل معها؛ تجده هذا الموسم في عدد من الأعمال، حيث يظهر دراميا في شخصية «كاري» في المسلسل الضخم «كليوباترا»، وفي السينما يعرض له فيلم «عصافير النيل»، الذي شارك به في عدد من المهرجانات وحاز على تقديرها وجوائزها.

وخلال ساعة كاملة تحدث فتحي عبدالوهاب إلى «الحواس الخمس» عن هذه المرحلة الفنية التي تميزت بالثراء فقال: أعيش حالة من النشاط بين الدراما والسينما، وهذا ما يجعلني متوترا هذه الأيام؛ لأن الأدوار المطلوبة تحتاج إلى جهد كبير.إذن.. كيف كان استعدادك لدورك في مسلسل «كليوباترا»؟هذا المسلسل أجسد فيه شخصية «كاري». وهو مواطن عادي لا يرتبط بصلة بالبلاط الملكي، لكنه يعيش قصة حب مع الملكة كليوباترا، وعلى الرغم من الصعوبة التي وجدتها في أداء هذه الشخصية، فإنها ثرية جدا، وقد استعددت لها على المستوى الشكلي بجعل وزني متناسبا مع الشخصية، كذلك من خلال الملابس الملائمة للعمل، إضافة إلى دراسة الفترة التاريخية بشكل جيد بعيدا عن السيناريو الدرامي.

·         يعرض لك حاليا فيلم «عصافير النيل»، فكيف ترى هذا العمل في ظل هجوم النقاد عليه؟

حقق الفيلم أصداء جيدة فور عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال33، ولاقى إعجابا من النقاد باستثناء قلة اتهمت الفيلم بتركيزه على المشاهد الساخنة، مع أنها في رأيي مشاهد عادية جاءت في السياق الدرامي للعمل، وأعتقد أن مخرجا في قامة مجدي أحمد علي لا يمكنه أن يعتمد على الإثارة في أفلامه.

وأؤدي في الفيلم دور شاب يأتي من الريف إلى القاهرة للبحث عن فرصة عمل، ويواجه ظروفا قاسية خلال رحلة بحثه، والفيلم مأخوذ عن رواية للأديب إبراهيم أصلان، والسيناريو والحوار لناصر عبدالرحمن.

·         ماذا أضاف لك حصولك على جائزة «الخنجر الذهبي» عن «عصافير النيل» في مهرجان مسقط السينمائي الدولي؟

الجائزة حافز لأي فنان، وقد كانت مشاركتي في مهرجان كبير مثل مهرجان مسقط إنجازا مهما، وسأكون حريصا على المشاركة كل عام في دورات المهرجان المقبلة، خصوصا أن الفيلم شهد حوارا مفيدا خلال فعاليات المهرجان؛ وأشاد الكثيرون بدوري في العمل.

·         يربط الجمهور دائما بين فتحي عبدالوهاب والأدوار المركبة، فهل تراها شهادة إجادة لك؟

دائما ما يختارني المخرجون والمنتجون في أدوار مركبة، وقد تكون آراؤهم في صف أدائي، لكن من جانبي أعايش الشخصية، وأحس بها دون النظر إلى أن الدور صعب أو مركب، وهذا ما جعلني أنجح في تجسيد شخصيات صعبة.

·         هل رفضت من قبل أفلاما بسبب أنها غير تجارية وبعيدة عن الربح؟

أقبل العمل من خلال قراءتي له، وأرفضه إذا لم يعجبني أو يناسب شخصيتي، بينما العامل التجاري لا يعنيني، فالمهم أن يتفق الفيلم مع ذوقي الفني، فهناك أفلام نراها تجارية، وتحقق أرباحا، لكنها استهلاكية ولا يتذكرها الزمن، وفي المقابل هناك أعمال ليست تجارية ولاتزال في ذاكرتنا، وتاريخنا السينمائي مليء بالأعمال العظيمة التي فشلت على المستوى التجاري مثل «الناصر صلاح الدين».

·         إذن هل توافق على العمل في أفلام المقاولات؟

لا عيب في إنتاج فيلم قليل التكاليف إذا كان موضوعه هادفا، فما يعنيني دائما هو قيمة العمل لا قيمة تكاليفه، فأفلام المقاولات من الممكن أن تطرح قضايا مهمة وتنجح بشرط الجدية، فالسينما لا تقف عند حد الميزانيات الضخمة.

·         على الرغم من قصر مشوارك الفني يتهمك البعض بالديكتاتورية في أعمالك الفنية، ما ردك؟

بطل الفيلم يقع عليه العبء الكبير، ويرتبط العمل باسمه، وبالتأكيد يحاول أن يناقش العمل خصوصا أن له رؤية خاصة بحكم الخبرة والتجربة، وليس معنى ذلك التدخل في المسائل الفنية أو فرض نجوم بمزاجه الشخصي أو تغيير مسار العمل، ولكن يقترح ويصل من خلال ورشة مصغرة إلى عمل متكامل، ودائما أكرر لزملائي في الوسط الفني أن وجود نجم واحد هو البطل الأوحد، ليس في صالح العمل الفني.

·         هل تؤمن بأن الفنان المثقف هو الأكثر قدرة على أداء الدور؟

أي إنسان لابد له من قدر من الثقافة، والفنان جزء من المجتمع، لكن أهم ما ينتج الأداء الجيد هو الموهبة، وحبذا لو تم دعمها بثقافة ومعرفة عامة.

·         تمنيت أن تقدم شخصية الرئيس الراحل محمد نجيب، لماذا هذه الشخصية بالتحديد؟

هذا الرجل يمثل جزءا مهما من تاريخ مصر في مرحلة بالغة الأهمية، لكنه مجهول بالنسبة للأجيال التي تعاقبت بعد ثورة يوليو، ولا تعرف عنه أي شيء، فهو رمز من رموز الوطن قام بدور تاريخي، وتم استبعاده من الصورة عن قصد ووضع تحت الإقامة الجبرية لأعوام طويلة في مكان لا يليق بأمثاله؛ لذا فالشخصية مغرية، وثرية، وتستحق أن يرد اعتبارها.

·         لماذا ترفض المشاركة في مسلسلات الست كوم؟

كل ما عرض أو سيعرض من مسلسلات «الست كوم» فاشل؛ لأنها لا تقوم على فكرة جيدة، وقد يكون مسلسل «راجل وست ستات»، هو الأكثر تماسكا أمام سيل المسلسلات التافهة، فهي مجرد موضة أقبل عليها المنتجون دون النظر إلى أهمية المادة أو الفكرة التي يمكن أن تدعم استمرار هذا النوع من الدراما؛ ولذلك لا أعتقد أنني سأتخذ قرارا بقبول أي دور في هذه المسلسلات.

·         ما رأيك في ظهور الممثل في أكثر من عمل في دراما رمضان كل عام؟

لا أؤمن بما يتردد عن «حرق الفنان»؛ لأن الفنان يحرق نفسه عندما يقدم عملا بلا مضمون فقط، فالعبرة هنا بمدى جودة الأعمال المقدمة مهما بلغ عددها، المهم قيمتها واختلافها.

وأنا لا أتفق مع من يرفضون أداء أكثر من عمل في الموسم، فما الذي يمنعني من أداء أدوار مختلفة مادامت جيدة، كما أنني ضد تصنيف الممثل على أنه ممثل تلفزيوني وسينمائي، فهذا التصنيف خالٍ من المنطق السليم.

·         هل يمكن أن نراك مذيعا في رمضان المقبل في إحدى المحطات التلفزيونية وفقا للموضة السائدة؟

بطبعي لا أسعى وراء الموضة؛ لأنني عندما أقدم عملا أكون متأكدا من قدرتي على أدائه.

وإذا كانت لديّ الموهبة لأكون مذيعا وأقدم برنامجا فلن يكون ذلك سعيا وراء الموضة، لكن أعتقد أنني لا أصلح لتقديم برنامج تلفزيوني، ولست مطالبا بتقليد الآخرين، لكني أحترم الزملاء الذين يرون في أنفسهم قدرة على تقديم البرامج.

·         النجومية لها بريق ولها أعباء، فماذا غيرت فيك؟

من المفترض أن تغير النجومية بعض ممارسات الفنان، لكن جوهره لا يتغير، إلا أنني أواجه أحيانا ضغوطا كبيرة في عملي، خصوصا فيما يتعلق بالوقت، فتصبح علاقاتي الاجتماعية سيئة على الرغم من حرصي على التواصل مع أصدقائي، وفي كثير من الأحيان أكون مشغولا عنهم.

ولكني عندما أجلس معهم أكون كما أنا بطبيعتي، وكذلك النجومية تحرم الفنان من ممارسة حقه في الحياة بصورة طبيعية من حيث وجودي في أي مكان عام أو مناسبة أو ركوب المركبات العامة وغيرها. ولكن مطلقا لم تغير فيَّ النجومية شيئا، فقط أضافت لي حب الناس وحبي لهم واحترام قضاياهم التي أعطيها كل مواهبي ووقتي، ولا أنكر أن الشهرة أخذت مني أشياء جميلة وكثيرة.

·         يهمس البعض بأنك بلغت النجومية بسرعة!

ليست هناك سرعة أو بطء في مجال الإبداع، فالموهبة والاهتمام بالعمل والتركيز فيه هي الأسس التي توضع في اعتباري، أما عامل الوقت والنجومية فلا يعنيني إذا أتى اليوم أو غدا أو لم يأت أصلا.

·         يتخيلك البعض شخصية جادة طوال الوقت، فهل هذه صورتك الحقيقية؟

أعترف بأنني جاد جدا، وغالبا ما يكون أي فنان حقيقي متميزا بالجدية، لكني لست جافا مع من أتعامل معهم، فتعاملاتي غير معقدة، وأضحك وأبكي مثل الآخرين، كما أنني أحترم النكتة باعتبارها مظهرا من مظاهر الرؤية السياسية، وليس التهريج السخيف، ويعتبرني الكثيرون من الأصدقاء أنني «ابن نكتة».

البيان الإماراتية في

25/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)