حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الفيلم النمساوي السينمائي لعام 2010

لقاء الصحراء القاتلة والجبل والدراما واشهر عمليات السطو والافلام الوثائقية في اضخم مهرجان نمساوي

بدل رفو المزوري

القسم الاول

أسدل الستار على مهرجان الفيلم النمساوي لعام 2010 ،والذي يعد من المهرجانات السنوية الكبرى بشهادة الفنانين والمشاهدين وزوار المدينة الذي يعتبرونه من انجح المهرجانات السينمائية في النمسا، حيث يقام سنوياً في جو ربيعي منتصف آذار، وتكتسي مدينة غراتس بهذه المناسبة ، في ايام المهرجان أبهى أجمل آيات الجمال، وتزين ملصقات المهرجان الشوارع والابنية الكبيرة، وكذلك الاعلان على الجدران والاماكن العامة لهذه المدينة ، إذ يحج اليها بهذه المناسبة أبطال السينما النمساوية ،وقد توزعت عروض المهرجان السينمائية بين أربع دور سينمائية وبعض هذه الدور بصالتين منها شوبارت وانين هوف، وكذلك عرضت الافلام في ريخت باور ورويال، وتوزعت على الصالات افلام قصصية ، تجريبية ،قصيرة ،ووثائقية .

مهرجان الفيلم النمساوي الذي تديره بربارا بيخلر و(بربارا بيخلر)المولودة عام 1968، والتي درست المسرح والدراسات السينمائية في جامعة فيننا ، ونالت الماجستير في السينما والتلفزيون في جامعة لندن ـ معهد السينما البريطاني ومنذ 2008، وهي تعمل مديرة لمهرجان الفيلم النمساوي، وقبل انطلاقته تم عقد مؤتمر صحفي حول المهرجان والافلام والضيوف و الامكانيا ت وتوزيع الضيوف القادمين من خارج غراتس والنمسا على الفنادق الضخمة في هذه المدينة ،وقد اقيم المهرجان برعاية جهات كثيرة من اجل انجاح البرنامج وبروز الفيلم النمساوي في المحافل العالمية ،وقد تفاعل بفرح الجمهور النمساوي بفوز الفنان النمساوي كريستوف فالس بجائزة اوسكار في المهرجان الاخير .

افتتح هذا المهرجان يوم السادس عشر من الشهر الثالث ولغاية الواحد والعشرون منه.

إحصائيات المهرجان في ارقام تبين ان الافلام تعرض في اربع دور عرض سينمائية بعرض 147 فلماً سينمائياً، وافلام وشرائط فيديو ضمن اطار العروض، ويشمل البرنامج اختيار 103 فلماً من ضمن الكم الكبير من الافلام التي قاربت 450 عملاً من الافلام الروائية الطويلة والوثائقية والتجريبية القصيرة وشرائط الفيديو، وهناك 31 فيلما سيتم عرضها للمرة الاولى في غراتس و23 فيلماً للمرة الاولى على المستوى العالمي والمحلي، وهناك 11 فيلما روائياً طويلاً ووثائقياً عرضت خلال العام الماضي في دور العرض النمساوية.

يعد مهرجان الفيلم النمساوي مناسبة للتعرف على انتاج وصناعة السينما النمساوية ،ومناقشة الافلام المحلية وتاريخ صناعته، وهوفرصة فريدة ونادرة للتعرف على الممثليين النمساويين عن قرب لهذه السينما.

تنوعت افلام المهرجان بين الافلام الروائية والوثائقية والتجريبية ، ومن ارشيف النمسا السينمائي، واختلفت الافلام بعضها عن البعض الاخر من حيث التكنيك السينمائي والسيناريو وابطال الافلام الذين حضروا عروضهم، وتحدثوا عن افلامهم بعد انتهاء العروض، وكانت فرصة نادرة للمشاهدين للقاء ابطال السينما النمساوية.

فيلم (اللص)... من ملفات البوليس السري النمساوي  

اولى هذه الافلام التي سنحت لي الفرصة بمشاهدته كان فيلم (اللص)، وهو من ملفات البوليس السري النمساوي، وتمكن الكاتب مارتين برنس ان ينجزه من رواية ناجحة ،ومن هذه الرواية أخرج المخرج والكاتب سيناريو فيلم اللص، وسبق ان عرض فيلماً ناجحاً العام الماضي للفنان العالمي جوني ديب حول اشهر عمليات سطو على بنوك امريكا من قبل اشهر لص، وهذه المرة تعرض السينما النمساوية فيلم (اللص) ،وهو من اخراج(بنيامين هايسين بيرك) وهو مخرج شاب مواليد 1974 ،تخرج من اكاديمية الفنون السينمائية في ميونيخ .فيلم (اللص) يعد من الافلام الناجحة في صناعة السينما النمساوية ،وسبق لهذه السينما ان انجبت ابطالا حصلوا على جوائز الاوسكار لافضل ممثل اجنبي وسينما اجنبية ،كما حصل هذا العام الممثل النمساوي كريستوف فالس على جائزة الاوسكار ،وهذا ما ادى الى زيادة الاقبال على الافلام النمساوية في السوق الاوربية،ويؤدي الدور الرئيسي لفيلم اللص الممثل القدير اندرياس لوست والممثلة الحسناء فرانسيسكا فايسز ونخبة جيدة من الممثلين الذين شدوا المشاهدين في العرض ،حكاية الفيلم تدورحول (يوهان ريتين بيرغير) أشهر لص نمساوي يمتازبقوة وتكنيك عال في السطو على بنوك النمسا ، ويبداً الفيلم بتواجده في احدى السجون النمساوية وهويمارس التدريب العنيف في الجري، وبعد الافراج عنه بعد انتهاء فترة سجنه ،استغل حريته بالركض الطويل والمسافات البعيدة لغاية ان حصل على المرتية الاولى في ماراثون فيننا بعد ان شارك في المارثون اكثر من 30 ألف عداء من كل انحاء العالم ، وبعدها استغل عداءه السريع في السطو على بنوك فيننا وحده وقد حطم ارقاما قياسية في بعض عمليات السطو حين تمكن ان يسطو في يوم واحد على 3 بنوك نمساوية ،وحين يتم القاء القبض عليه بتهمة قتل احد رجال الدولة يفر من داخل مراكز البوليس النمساوي ويعدو في شوارع فيننا وبعدها في غابات النمسا ،ولم تتمكن النمسا من القاء القبض عليه لحين طعنه بسكين من رجل طاعن في السن حين حاول ان ياخذ سيارته ، وفي داخل السيارة وبعد الاتصال بحبيبته (اريكا لتكون اخر الكلمات من اشهر لص نمساوي يفارق الحياة وهو على الخط السريع.فيلم مثير ومشوق حيث اني لم اتصور باني ساشاهد يوما فيلما نمساويا بهذه التقنية السامقة وهذه الصناعة العالية ،حيث قال المخرج بان امنية حياته كانت ان يخرج فيلما حول عمليات السطو على البنوك وحين كان صغيرا كان يعمل من الاجسام الصغيرة ابطالا لعمليات السطو..فيلم اللص نقطة تحول كبيرة في صناعة الفيلم النمساوي ،وبعد الانتهاء من العرض السينمائي يعتلي بطل الفلم والبطلة الخشبة ليقف الجمهور السينمائي وبدون توقف للتصفيق لهذا البطل الكبير اعترافا بالدور المعقد الذي لعبه، واجاب على اسئلة المتفرجين بصدر رحب ..فيلم اللص يعالج قضية خريجي السجون وكيفية تعاملهم مع الحرية والعالم الجديد ومدى استقبال الناس لهم في عالمهم الاخرواندماجهم في الحياة ..قضيةلا تطرح فقط في النمسا بل هي موضوع عالمي وبالاخص في الشرق الاوسط .

افتتح رئيس دولة النمسا السيد (هانز فيشر )المهرجان مساء يوم 16/3 في قاعة( ليست) وهذه ليست المرة الاولى التي يحضر الرئيس المهرجانات والمعارض، وسبق ان ا لتقيته في افتتاح معرض الفنان العالمي نيكولاوس هارنونكورت(اشهر قائد اوركسترا في العالم) وكان بطبيعته وابتسامته العريضة وتحيته لشعبه الطيب و حينها تذكرت قيادات الشرق الاوسط اما يمر موكبهم المبجل تتوقف حركة سير البشر والسيارات وحتى طيور السماء ، وقد حضر حفل الافتتاح الذي كان مخصصاً فقط للسينمائيين والصحفيين والسياسيين والمشاركين في المهرجان وشخصيات مهمة في اقليم شتايامارك ومنهم رئيس بلدية غراتس ونائبة حاكم الاقليم د.بدينا فولات و د. كورت فليكر وشخصيات اخرى.

وعلى هامش المهرجان تم تكريم الفنان النمساوي الكبير (كلاوس ماريا براند داور) بالجائزة الكبرى للمهرجان، والفنان الفائز سبق ان رشح لنيل جائزة الاوسكار في الثمانينيات وهو من مواليد 1944 ، وعمل في المسرح الكلاسيكي ، ونال العديد من الجوائز خلال مسيرته، ويعد من الفنانين المحبوبين لدى الشعب النمساوي، وفي يوم الافتتاح كان قريبا من الرئس النمساوي ،وكذلك تم تكريم الفنانين اندرياس لوست و فرانسيسكا فايسز ،ابطال فلم اللص .وفرحة غامرة ترتسم على شفاه الحضور بنيل هؤلاء الابطال جوائز المهرجان .فرصة جميلة للتمتع بفن راق وجهد فنانين يسجلون تاريخ بلدهم السينمائي في اضخم تظاهرة سينمائية على الاطلاق.

في احدى المقاهي الايطالية في مدينة غراتس النمساوية كان الحديث يدور حول السينما النمساوية وصناعتها ومدى حاجة الفرد النمساوي ، وقبل ان يتحدث لي البروفيسور الصديق النمساوي ادفين ايسندلي عن السينما تحدث عن رحلاته من غراتس الى القدس وسوريا والاردن والعراق وكلها عن طريق الاشارة اي(اوتو ستوب)عام 1959، واما عن السينما ومهرجان السينما في غراتس اردف قائلا:نحن بحاجة الى سينما تجمع ابناء الكون وكل الاقليات والطوائف والاديان السماوية ..سينما تجمعنا على الحب واحترام الاخر ،سينما لاجل الانسان وبالنسبة لي لا انسجم مع الافلام التجريبية التي تعرض ضمن المهرجان لانها لصناع السينما فقط.وشربنا القهوة الايطاليه على أمل ان نكمل مشوارنا مع مشاهدة فيلم قافلة النساء الفيلم الوثائقي ضمن افلام المهرجان.

فيلم قافلة النساء..انتاج بلجيكي فرنسي نمساوي استغرق عرضه 90 دقيقة وهومن اخراج المخرجة نتاليا بورغيدس.

يعد فيلم قافلة النساء من الافلام الوثائقية وسيناريو الفلم للمخرجة نتاليا ،وهو ماخوذ من فكرة (كرهارد اوين هايمر و كريستوف كريتس ماخر).90 دقيقة من الشويق في الصحراء الافريقية وحكاية قافلة تضم 30 امراة تجبن الصحراء الافريقية والهدف هو الوصول الى الواحة القادمة حيث تقطفن التمر وتجففهن وتستمر الرحلة عبر الصحراء كي يبعن التمور وترجعن الى بيوتهن بعد ان يمضي على رحلتهن شهوراً طويلة ويقطعن ورائهن 1500 كيلو متراً وبربحهن من بيع التمرو كي تعلن عوائلهن سنة كاملة . للمجتمع الاوربي وفي عيونهم يغدو هذا العالم غريباً وبعيدا.مثل هذه الشعوب البدوية في صحراء افريقيا تعد لأغراض انثرولوجية، ولذلك ارادت صانعة الفيلم الاتعمله في البداية ، ولكن استقر رايها بان الفيلم يطرق باب القوة وخصوصية النساء ، ولذلك وضعت المخرجة النساء في مركز ثقل الفيلم وتمكنت من ان تحل الغاز نساء الصحراء ودعتهم يخبرونها عن حياتهن الخاصة واحلامهن وامالهن وعما يمكن ان يجول في بالهن وتصوراتهن حول المستقبل ، وبعدها تساءلت المخرجة عن دور هذه القافلة في مسيرة حياتهن في الدرجة الاولى حين يقرر الرجل كل شئ في الحياة؟وتحدثت معهن حول حياتهن الخاصة والحب واتضحت الصورة بان اكثرية النساء في الصحراء تعشن دون احلام ولا خصوصيات لانها مجرد حياة مفروضة عليهن ، والبعض الاخ يريد منهن ان تتحرن من التقاليد .قافلة النساء واحدة من القوافل النشيطة النادرة التي تضمن لهن اقوام (توبو)كي تظل اجسادهن وفكرهن في مستوى صحي..لحظات جميلة والتمتع بالصحراء الافريقية ورحلة الى اغوارها بدون جواز سفر بل ببطاقة سينما.

القسم الثاني

جبل سانت الياس..فلم نمساوي استغرق 100 دقيقة   

الجبل لم يكن بعيداً عن مهرجان الفيلم النمساوي وبعد النجاح الباهر الذي حققه الفيلم النمساوي جبل سانت الياس في مهرجان افلام الجبال والمغامرات تم عرضه في كبريات صالات السينما النمساوية والاوربية، واذا به يعرض ثانية في هذا المهرجان تكريماً له ولأبطاله الذين سجلوا لدولة النمسا تاريخاً في صناعة افلام الجبل ومن طراز خاص ،استغرق الفيلم 100 دقيقة من الاثارة والتشويق لاجل ان يصل فريق من متسلقي الجبال وعددهم 4 مع الامريكي جون جونستون، واحداث الفيلم تروي عام 2007 بعد التراجيديا الكبيرة وموت متسلقي جبال عام 2002، وقد حاول النمساوي كيرالد سلمينا من وضع السيناريو بتلسق الجبل وبعد ان يصل القمة يبدأ بالتزلج من قمة الجبل والتي تبلغ 5489 مترا على مستوى سطح البحر، وفي طريقه الى قمة تهب العواصف الثلجية والانهيارات الجليدية ويقول المخرج خطا بسيط يؤدي بك الى المهلكة ،وان نجحت صرت بطلا تدخل التاريخ في فيلم كبير، وبعد ان يصلوا القمة يغرسوا راية النمسا على قمة جبل سانت الياس في الاسكا ..مشاهد مثيرة تحتاج الى قوة اعصاب... ويبين لك الفيلم بان الانسان يقهر الطبيعة احيانا ان كان للانسان هدفاً يحيا من اجله .. بعد شهور من عرض الفيلم في صالات النمسا امتلات صالة ريخت باور بالجمهور الذي استمتع كثيرا بهذا الفيلم التاريخي للنمسا .

في جلسة حول السينما مع الشاعرة النمساوية ماريا انغيبورك اورتنر وحديث حول السينما قالت لي :للأسف معظم الافلام والقسم الكبيرمنها في المهرجان يعرض لصناع السينما والعاملين في السينما وبالنسبة للأفلام الروائية تمكن ان تشاهد بعد المهرجان في صالات السينما وباسعار ارخص، ولكن بالرغم من ذلك انها فرحة بان تكون مدينة غراتس قبلة العالم وصناع السينما من خلال هذا المهرجان والذي يعد ثالث اكبر مهرجان سنوي بعد خريف شتايامارك وستيريا ارت يقام في مدينة غراتس .

المخرجة رئيسة بربارا بيخلر والتي تراس المهرجان منذ العام الماضي خلفا للسيد اوليفر تويستوت في رئاسة المهرجان ورغم عملها الدؤوب وتواصلها مع الضيوف والقادمين من اوربا والنمسا استقبلتني بحرارة و فرحت كثيرا حين علمت بان اغطي المهرجان للاعلام الشرقي وانا اخبرتها ايضا باني فرح جدا حين تراس فاتنة جميلة مهرجاناً يقيم في مدينتي والتقطنا صوراً تذكارية مع بعضنا.

بطولة العالم للمشردين ..فلم نمساوي واستغرق 94 دقيقة ومن اخراج حسين تاباك

في ملعب فيننا عام 2008 وفي استراحة بين الشوطين لمباراة بين النمسا وتركيا ،اطلق صوت مكبرة الملعب الكبيرة باننا سنشاهد خلال الاستراحة ابطال سيمثلوننا اي النمسا في بطولة العالم للمشردين لهذا العام في استراليا.

حكاية للبعض تبدو غريبة وخاصة للشرق الاوسط ان كانت هناك بطولة بهذا الاسم !!اجل اجل انها بطولة العالم للمشردين في كرة القدم وهي سنوية وتقام كل عام في دولة وهذا العام ستقام في البرازيل.من هم الابطال الذين يمثلون بلدانهم في هذه البطولة؟انهم اولئك الشباب المشردين وطالبي اللجوء والمنهارين نفسياً والمدمنين على المخدرات،تقوم الدولة برعايتهم والتكفل بهم وانقاذهم واختيار 8 منهم لتمثيل البلد في البطولة، واللعب سيكون في ملعب مقفل وبحضور الكثير من المتفرجين وكانت فكرة المخرج حسين تاباك عام 2008 بالاتفاق مع منظمة كاريتاس الانسانية بطرح موضوعهم للعالم، والمخرج من مواليد 1981 بالمانيا، ومنذ عام 2003 يعمل في المجال السينمائي ، ويدرس منذ عام 2006 الموسيقى والتمثيل في فيننا، وتبدا رحلة الابطال الذين يمثلون النمسا من اصولهم وبيوتهم والبعض منهم اتراك ترافقهم الكاميرا الى اسطنبول برفقة الموسيقى التركية وواحد منهم الماني يعيش في النمسا ، وبعدها تكون الرحلة الى استراليا وبطولة كاس العالم للمشردين، وفي هذه البطولة احتلت النمسا المرتبة 15 بين 56 دولة في هذا العالم..الهدف لم يكن الجني المادي من اللعب بل انقاذ هؤلاء الشباب من المخدرات والادمان والتشرد وبعدها يعتلي المخرج وابطال الفيلم الخشبة ويصفق الجمهور كثيرا لاؤلئك الذين غيرتهم الكرة، وهم الان أناس يعملون في الحياة.. يا ترى هل فكرت دولنا الشرقية على رعاية شبابنا وانقاذهم من شبكات الادمان والتشرد والتسكع بطرق تجلب الخير للوطن ولهم أيضا، اليس هذا الفيلم بحاجة الى وقفة جدية من دولنا؟؟؟.

فيلم الجنة لاحقاً..اخراج اسكان برويير واستغرق الفلم 14 دقيقة فقط.   

يعد فيلم الجنة لاحقاً من الافلام الوثائقية القصيرة جدا ولكن بالرغم من قصره لكنه جذبـ، انتباه المشاهدين في هذه الفترة القصيرة، ودارت حلقة نقاش حول موضوعه بعد انتهاء الفيلم دامت اكثر من وقت عرض الفيلم،فالفيلم يعرض احدى المآسي الانسانية في اسيا، وبالاخص اندونسيا حيث يعرض المخرج احدى انهارها المليئة بالقمامات والكاميرا ترصد بدقة ماسي هذا الشعب الفقير الذي يقطن على حافات هذا النهر والذي يحوي نفايات وقمامات واقوام فقيرة تعيش من هذه النفايات ولا يسمعون باخبار العولمة وكذلك الاخبار المحزنة والازمة المالية، وترصد الكاميرا فرح الاطفال وتمتعهم بها.. لقد استند المخرج في طريقة تعامل الكاميرة مع اللقطة والنص الذي كان يعلق على النهر باللغة الانكليزية ويفكر قاطني هذه الاماكن بان الجنة ستاتي لاحقاً وهل ستنبت الورود من افواه البراكين؟؟؟.

في قاعة قصر الفن افتتح جناح خاص بالمهرجان يتم فيه بيع كل الحاجيات المتعلقة بالمهرجان وبالضيوف كالهدايا التذكارية لهذه المدينة والمهرجان من الكتب والافلام السينمائية واشياء اخرى، وكذلك خصصت بقصر الفن قاعة للمناقشات والحوارات على هامش المهرجان.

فيلم القاتل بآلة التصوير..انتاج نمساوي هنكاري جيكي ومن اخراج روبرت ادريان ريو ،استغرق الفلم 96 دقيقة

المخرج روبرت ادريان من مواليد 1964 في (اراد) درس المسرح ودراسات سينمائية في فيننا وفي عام 1992 اخرج اول فيلم روائي ومنذ 1996، يعيش هذا المخرج في نيويورك.لقد قام المخرج باعداد سيناريو الفيلم مع (غونتر باشايدر) عن رواية (توماس كلافينيس) وتحمل نفس عنوان الفيلم.صورت احداث الفيلم على شواطئ بحيرة نوي سيدل على الجانب الهنكاري في فيللا تقع وسط الاحراش تشبه اهوار العراق، وهذه المرة استخدمت البحيرة عكس ما يصور فيها من افلام مسلسلات نمساوية رومانسية بل هذه المرة فيلم حول قاتل الاطفال يعد ضمن افلام الجريمة والاثارة والتشويق والبحث عن القاتل الحقيقي كما في افلام هوليود. ضيفان قادمان من فينا يحلا على اصدقائهم في الفيلا، صديق وصديقته ولحظة وصول الضيوف تبدا حلقة التشويق بالبحث عن القاتل وفي بعض الاحيان كان التشويق يبلغ قمته وفي البعض الاخر كاد الملل يقتل المشاهدين، فلم يكن بمقدور المخرج ان يمسك بزمام التشويق لنهاية الفيلم وحتى حين يكشف القاتل الحقيقي والذي ظهر بان صاحب المضيف الهنكاري هو القاتل الحقيقي بعدما تكتشفه صديقته من خلال عثورها على حذائه الرياضي والذي ظهر في شريط فيديو وبعد ان سلم مريض نفسي نفسه للسلطات بانه القاتل ولم ار التشويق، وخلا من ذلك العنصر وبعد انتهاء الفيلم اعتلى الممثل اندرياس لوست الخشبة لتبدا حلقة النقاش وعدم وجود المخرج ايضا لم يتمكن من الاجابة على كل الاسئلة وبالرغم من ان الفنان لوست كان قد ابدع في اليوم الاول في فيلم اللص، وكذلك سبق و كان فيلم القاتل بالة التصوير العرض الافتتاحي للمهرجان في قاعة (هيلموت ليست).

مرة اكثر من مجرد كلام..فيلم وثائقي نمساوي استغرق 72 دقيقة ومن اخراج انا كاترينا فولكينانت  

المخرجة النمساوية الشابة (انا كاترينا) تطرق هذه المرة تضامن الشعب النمساوي مع ثورات العالم ومن اجل الحرية والانسانية،المخرجة من مواليد 1982 في فيننا ودرست المسرح والاعلام وصناعة السينما في فيننا وبرلين ، وتعمل في تاليف الافلام القصيرة والوثائقية ، وفكرة الفيلم لها ايضا.في بداية الثمانينيات كانت نيكاراكوا محل اعجاب وشوق الاوربيين ذو ي الاتجاه اليساري وفي عام 1984 تسافر مجموعة نمساوية تضامنية وعددهم 50 شخصاً واعمارهم تتجاوز ما بين 20 ـ 65 مع الشعب النيكاراكوي لمدة شهر واحد وهذه المجموعة للتضامن الرمزي مع الثورة الساندينية التي كان يهددها الغزو الامريكي. ويدور الفيلم حول دوافع هذه المجموعة لتلك ا لديار البعيدة، وقد ضمت الشيوعيين والمسيحيين وراهب واعضاء من الحزب الاشتراكي، والهدف مساعدة نيكاراكوا والتضامن معها من اجل ثورتها لنيل الحرية ضد احتلال الولايات المتحدة لهاعن طريق القوات التي تعمل لصحالحها وهذا اللواء سمي ب( شباط 34)و قد شيد هذا اللواء في جنوب البلاد مركزاًهناك ، وقد حاولت المخرجة الشابة ان تبحث عن اولئك المشاركين في ذلك اللواء وسرد ذكرياتهم وحنينهم لتلك البلاد التي احبوها واستعانت بالصور وافلام الفيديو القديمة و بالحديث عن شباط 1984، وقد قال اعضاء اللواء التضامني باننا في نيكاراكوا بحثنا عن الانسان الثوري والثورة ووجدناها وكانت الكاميرا تنتقل من فيننا الى الماضي بصحبة ذكريات وشوق وحنين وانه لجهد كبير لهذه المخرجة الشابة ان تبحث عن ذلك اللواء بعد مضي 62 عاما عليها.. الفيلم عودة الى عقدين من الزمن وسرد باقة من ذكريات الحنين وقد تمكنت المخرجة ان تشد الجمهور في اكثر من ساعة ...النمسا والمخرجون النمساويين ينبشون بالماضي كي يؤرشفوا حياة ثورات العالم وتاريخها ونحن الكورد ثوراتنا وتاريخنا بين ايديناولم نتمكن من ارشفتها في افلام سينمائية فاين الخلل؟ ولتكن لنا في البداية صالة سينما تليق بالبشر قبل ان تكون لنا صناعة سينما نفتخر بها فقط في المهرجانات فهل من مجيب وكالعادة لا مجيب!!!!!!

القسم الثالث والاخير   

ضمن فعاليات مهرجان الأفلام في النمسا توافد هواة السينما على دور العروض السينمائية بصورة كثيفة لم تشهدها المدينة من قبل .وقد وفرت خطوط سكك حديد النمسا كل الوسائل وتخفيضات للمسافرين على متن قطاراتها إلى مدينة غراتس ،فكانت المدينة أشبه بقمر في ليلته الرابعة عشرة واستمرت العروض لفترات متأخرة من الليل.

فيلم داخل امريكا..إنتاج نمساوي، 107 دقائق،إخراج بربارا ايدر

المخرجة والمؤلفة بربارا ايدر تعمل منذ عام 2002 في جامعة فيننا للموسيقى والفنون. تمكنت هذه المخرجة أن تسافر بالكاميرا بعيدا إلى داخل أمريكا، على الحدود المكسيكية. هذا الفلم حافل بالإثارة والتشويق طوال فترة عرضه . تلاحق الكاميرا 6 شبان داخل مدرستهم وفي كل تفاصيل الحياة. فالدراسة تأخذ قسماَ من الحياة والبقية للحياة الخاصة. المحاولات الأولى لهؤلاء الشبان تبدأ بالمداعبات وهي ثانوية مختلطة والعلاقات العاطفية وتنتقل إلى المخدرات والعنف. فالمخرجة بربارا تعيش في المنطقة الواقعة على الحدود المكسيكية لفترة كي تتمكن من معرفة الجانب النفسي لهؤلاء الشباب.ليس فلما كوميديا بقدر ما هو فلم واقعي يطرح مشاكل الشباب المراهقين .تقول المخرجة إنها فرصة كبيرة سنحت لي بان اجلب هؤلاء الشباب إلى السينما وقد أجادوا أدوارهم بتفوق كبير . ولم يتخلل الملل فقرات الفلم عكس بعض أفلام المهرجان .فهذا الفلم يستحق أن يكون فلماً توجيهياً للشباب لأنه عرض حالات كانت غائبة عن الكاميرا السينمائية بالتوغل إلى أعماق شريحة من الطلبة من خلال العلاقات الاجتماعية. بعد الانتهاء من مشاهدة الفلم اعتلت المخرجة الخشبة وصفق لها الجمهور كثيرا.

المؤذن ..فلم حول الإسلام ، إنتاج نمساوي، 85 دقيقة.

المخرج الشاب سباستيان براميشوبير ،مواليد 1981، درس فنون الإعلام في معهد سالزبورغ وجامعة فيننا . بعد أن تعرف على مؤذن تركي وحبه للأديان راودته هذه الفكرة،فكرة المؤذن. والفلم يدخل ضمن نطاق الأفلام الوثائقية الطويلة. سلطت الكاميرا النمساوية الضوء على جوامع و منارات اسطنبول و أذان الفجر عند الصباح .لقد سمعنا عن برنامج سباق الأغنيات في بلداننا الشرقية ولكني لم اسمع بسباق المؤذنين بحضور المئات من المحبين لكلمة الله اكبر ولجنة قيمة من المؤذنين القدامى .وترافق الكاميرا المرشحين للدور النهائي. ونص الفلم باللغة الانكليزية والجمهور الحاضر كان يحترم جدا الأذان وهذه الطريقة الرائعة في أداء الأذان. وهناك من أدى بطريقة فنية وهناك من كادت أن تتمزق عضلات وجهه من الضغط . وأخيرا يفوز إمام جامع اسطنبول بجائزة أحسن مؤذن في المسابقة. والفلم يدخل ضمن باب تقارب الأديان التي يحترمها شعب وحكومة النمسا. بعد الانتهاء تحدث المخرج عن تجربته مع المؤذنين والأذان الذي أعجبه جدا وترك للمشاهدين انطباعا رائعا في احترام الآخر.

جوائز المهرجان لعام 2010

مساء يوم 20ـ3 وزعت جوائز المهرجان . وقد شملت: جائزة أفضل فلم نمساوي سينمائي لعام 09 /10 ، أفضل فلم وثائقي نمساوي، وأفضل فلم تجريبي، وجائزة شبابية ، وجائزة التقطيع أي أفضل تقطيع في الفلم، وجائزة التصوير ، وجائزة أفضل نص ، وجائزة كارل ماير للكتابة، وجائزة توماس بوخ للنص السينمائي لعام 2010، وجائزة المشاهدين وجوائز أخرى ... ليلة مليئة بالجوائز .    

نوروز برفقة مهرجان السينما في غراتس   

في المساء وأنا اتجه إلى صالة شوبارت لمتابعة أحد العروض إذا بي اسمع الأغاني الكوردية بمكبرات الصوت. اتجهت صوب مصدر الصوت ،إلى الساحة الرئيسية في وسط المدينة، وإذا بأكرادنا يحتفلون بعيد النوروز وقد أضرموا النار في وسط الساحة .التقيت ببعض الأصدقاء والكل كانوا من أكراد تركيا ماعدا 4 أشخاص من أكراد العراق ،حيث عقدت الدبكات الكوردية والأغاني الشجية. هنأت الجميع وتمنيت الحرية لكل أكراد العالم وتحقيق الحلم.   

الأفلام الوثائقية محل إعجاب الجمهور   

تمتع الجمهور القادم إلى النمسا ومدينة غراتس بالتحديد بهذا الكم الكبير من الأفلام والتنوع الشيق من جهة النصوص والأفكار المبتكرة ولقاء الممثلين والمخرجين. وكوني متابعا لهذا المهرجان من سنوات يجدر بي القول أن هذا العام كان الأكثر تميزا. وكان لافتا نوعية الأفلام الوثائقية في جدّتها وجدّيتها. وكان لافتا فلم يتحدث عن قصة حب نيروبية تعترضها العادات والتقاليد وكيف بوسع قصة الحب الإفريقية أن تنتصر على العادات والتقاليد . كذلك تناول احد هذه الأفلام قصة حياة المصور النمساوي الهارب من النازية فولف سوشيتسكي الذي هرب من النمسا حين كان له من العمر 20 عاماً وبالضبط عام 1935 إلى لندن ليستقر هناك. وعمره الآن تجاوز 95 عاما ويعد الآن من اشهر المصورين في بريطانيا .

فلم كوكب البلاستيك..إنتاج ألماني ونمساوي من إخراج فيرنر بوتي، واستغرق عرضه95 دقيقة. ويعد من الأفلام الوثائقية الجميلة حيث تجول المخرج 10 سنوات عبر العالم ويتحدث عن البلاستيك ومساوئ هذه المادة القاتلة .أفلام وثائقية جمة عرضت في المهرجان.

المؤتمر الصحافي الختامي للمهرجان 2010

عقد المؤتمر الصحفي الختامي في صالة قصر الفن في غراتس بحضور وسائل الإعلام والصحفيين والسينمائيين النمساويين والأجانب. تحدثت مديرة المهرجان بربارا بيخلر عن مهرجان هذا العام الذي تفوق بصورة ملحوظة جدا على مهرجانات الأعوام المنصرمة من حيث عدد زوار والمشاهدين والأفلام المشاركة في المهرجان ونوعية الأفلام والرحيل بالكاميرا النمساوية إلى بقاع العالم. وعلى سبيل المثال كانت الكاميرا في نيكاراكوا وتركيا ونيروبي واندونيسيا والصحراء الأفريقية وأمريكا على الحدود المكسيكية. لقد تمكن المخرجون أن يبينوا للعالم الوجه الحقيقي للسينما النمساوية. وقالت بأنها كانت تجربة رائعة لكثير من المخرجين الشباب الذين يشاركون لأول مرة مع الجيل السينمائي الأقدم من خلال تبادل الخبرات والشهادات. وأشادت المديرة بالذين شاركوا في تعضيد ومساندة المهرجان. ولفتت إلى أن عدد الصحفيين القادمين من خارج أوربا كان واضحاً هذا العام. بعدها فتحت باب النقاش أمام أسئلة الصحفيين وطرح عليها كاتب الموضوع(بدل.ر) السؤال التالي :نعلم بأن النمسا والمؤسسات النمساوية هي التي تشجع هذه الأفلام، فلم لا نرى الأفلام غير النمساوية مترجمة على الشاشة باللغة الألمانية بدلا من الانكليزية؟ أجابت بأن أكثر الزوار لا يفهمون الألمانية ، والانكليزية لغة عالمية. حينها أردفت قائلا إذن لنضع الترجمة باللغتين. وهنا يتدخل صاحب سينما رويال نيكو ويقول ما قاله (ب.ر) هو عين الصواب فالشعب النمساوي جميعه لا يعرف الانكليزية. وتحول النقاش إلى حلقة جميلة من الآراء بين جنسيات وقوميات وشعوب في هذا المهرجان الختامي. ونوهت مديرة المهرجان بتغطيتي له منذ سنوات ، وتمنت أن يهتم المخرجون النمساويون بإخراج أفلام عن كوردستان والعراق لعرضها في المهرجان. .في كوردستان أبطال يسجلون تاريخ بلادهم في كل المجالات وفي كل البلدان أن سنحت الفرصة لهم وهم الوجه الناصع لها وهم تاريخها!!.انتهى المهرجان وظل جرح الشوق والحنين للسفر إلى كوردستان لتقبيل عيني ويدي والدتي وتراب الوطن.

أدب وفن في

22/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)