حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المر والرمان‏...‏ السينما الفلسطينية تستحق الحياة

كتب: نادر عدلي

يعرض في القاهرة حاليا الفيلم الفلسطيني المر والرمان للمخرجة نجوي النجار‏,‏ وهو ثاني فيلم لمخرج فلسطيني يعرض في مصر بشكل تجاري بعد فيلم هاني أبو أسعد الجنة الآن‏.

وبصرف النظر عن تحقيق الفيلم لنجاح تجاري أو استمرار عرضه لأكثر من أسبوع‏‏ إلا أن توقيت عرض فيلم فلسطيني الآن يعد أمرا مدهشا‏,‏ وجاء في وقته تماما‏,‏ لأن الأفلام الفلسطينية كانت بحق هي الممثل القوي والحقيقي للسينما العربية كلها خلال عام‏2009,‏ حيث شاركت في أهم المهرجانات العالمية‏,‏ وحصدت جوائز المهرجانات العربية عن جدارة‏.‏

في عالم السينما العربية والعالمية أصبحت أسماء مثل ميشيل خليفي وايليا سليمان ورشيد مشهراوي وهاني أبو أسعد تمثل حالة سينمائية فلسطينية تلقي احتراما شديدا في أي مهرجان أو محفل سينمائي‏,‏ وهناك دائما من ينتظر ماذا سيأتون به من جديد‏..‏ وخلال العام الماضي حصد الزنديق لميشيل خليفي الجائزة الكبري في دبي‏,‏ بينما حصد الزمن المتبقي لايليا سليمان الجائزة الكبري في أبوظبي‏,‏ اما جائزة مهرجان القاهرة فكانت لفيلم أمريكا للفلسطينية شيرين دعيبسي‏,‏ وذهبت جائزة مهرجان الدوحة ـ تريبيكا لفيلم المر والرمان‏.‏

كان جديد الأفلام الفلسطينية في العامين الأخيرين هو دخول المرأة المخرجة إلي عالم الأفلام الطويلة من خلال ثلاث مخرجات هن‏:‏ آن ماري جاسر ملح هذا البحر‏,‏ وشيرين دعيبسي أمريكا‏,‏ ثم نجوي النجار المر والرمان‏..‏ ولعل عبقرية الأفلام الفلسطينية بشكل عام أنها لاتقدم الصورة التقليدية للموت والدمار التي نشاهدها يوميا علي شاشة التليفزيون‏,‏ إنما تنقلنا للحياة معهم داخل وخارج فلسطين‏,‏ في حياتهم اليومية وأزمة الثبات علي الأرض وتأكيد الهوية‏,‏ إنها أفلام تقدم الانسان الفلسطيني‏.‏

تدور أحداث المر والرمان في رام الله حيث زواج قمر وزيد وكل مايرتبط بالعرس من طقوس وعادات وتقاليد وأغان فلكلورية‏,‏ وكل ذلك نجده محاطا بالمعوقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي سواء في التنقلات أو التأثير السلبي علي خروج مثل هذه المناسبات بشكل مبهج بدون منغصات‏..‏ وقبل أن تمر أيام شهر العسل‏,‏ تأتي قوات الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء علي أرض أسرة زيد التي تزرع بشجر الزيتون‏,‏ ويتصدي لهم فيتم اعتقاله‏..‏ وترتبك حياة قمر بعد أن سرقت منها أيام الفرح والزواج‏,‏ وتعود لممارسة عملها كراقصة في احدي الفرق‏,‏ وتقاوم إغواء مدرب الرقص‏,‏ وفي نفس الوقت تحاول استرداد حبيبها وزوجها المعتقل‏,‏ وتكلف محامية إسرائيلية للدفاع عنه‏,‏ وهنا تبدأ المساومات‏,‏ فقوات الاحتلال تريد شراء الأرض‏..‏ وفي النهاية يخرج زيد من المعتقل‏,‏ ولكن المشكلة تظل باقية‏,‏ ويظل صراع الحياة والبقاء عند كل فلسطيني مستمرا من أجل أرضه وهويته‏.‏

لقد أصبحت السينما عنوانا مهما ومؤثرا وقويا في طرح القضية الفلسطينية‏,‏ وفي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي‏,‏ وفي فضح الصهيونية التي اغتصبت بعض الأرض‏,‏ وتريد ان تغتصب الحياة نفسها من كل فلسطيني‏,‏ وأن تقلع كل أشجار الزيتون‏.‏

الأهرام اليومي في

07/04/2010

 

السينما وشغفها بالأسماء والمكان

كتب: كرم عبد المقصود 

علاقة الانسان بالمكان علاقة ذكريات‏,‏ ونفس الشئ ينطبق علي كاميرا السينما ومخرجيها فهناك أفلام حملت أسماء المدن والعواصم الشهيرة في عناوينها منذ كانت السينما صامتة وللآن‏.

والتي توضح الوجود الانساني بهذه المدن ومن العواصم التي لها نصيب كبير في تلك الأفلام الإسكندرية ـ القاهرة وباريس ونيويورك وهونج كونج وأمستردام‏.‏

السينما المصرية لها باع طويل مع نوعية هذه الأفلام سواء كانت تحمل أسماء الأحياء الشهيرة أو المدن ومنها ثلاثية المخرج الراحل يوسف شاهين إسكندرية ليه ـ إسكندرية كمان وكمان وإسكندرية‏..‏ نيويورك وهناك أفلام حملت اسم القاهرة منها فيلم هنا القاهرة والقاهرة‏30‏ والقاهرة منورة بأهلها السينما الأوروبية بجميع نوعياتها أنتجت أفلاما عديدة تحمل اسم مدينة بغداد وأفغانستان وطهران منها الفيلم السويسري انسوا بغداد إخراج السويسري ومصري الأصل سمير وهناك فيلم يحمل عنوانه طهران الخاصة بي إخراج أخسار شافعي وهناك فيلم الماني بعنوان جنة عدن إخراج الكردستاني ماتو خليل‏.‏

وتتباري السينما الهندية مع سينما العالم الأخري في تقديم مدنها الشهيرة في عناوين أفلامها ومنها فيلم سلام بومباي إخراج ميراناير وفيلم أحلام بومباي إخراج شيكار كابور وأيضا فيلم بعنوان هوليوود ـ بوليوود ومؤخرا فيلم حديث بعنوان دلهي‏6‏ إخراج راكيش أوميران ويدور حول مدينة نيودلهي‏.‏

وتتوالي أفلام السينما باسماء العواصم الشهيرة ومنها فيلم أستراليا بطولة نيكول كيدمان وإخراج باز لورمان‏,‏ وتأتي العاصمة الفرنسية باريس والتي لها النصيب الأكبر ضمن عواصم الدول والتي تحمل عناوين الأفلام وموضوعاتها اسمها ومنها فيلم باريس‏..‏ أحبك بطولة جوليت بينوش وناتالي بورتمان وهناك فيلم باريس‏..‏ مع حبي بطولة النجم جون ترافولتا‏.‏

وتنتقل الكاميرا السينمائية لعواصم أخري ومنها نيويورك‏..‏ أحبك بطولة البريطانية جولي كريستي الفيلم علي وزن فيلم باريس‏..‏ أحبك مع أن هناك اختلاف بين المدينتين ولكن بينهما قاسما مشتركا الا وهو منتج الفيلمين ايمانويل بينهي ومدير التصوير بيتوا دوبي‏,‏ وهناك فيلم نيويورك الهندي والذي عرض بمهرجان القاهرة والفيلم إخراج كبير خان وتنتقل كاميرا السينما للعاصمة الايطالية روما فقد أنتج فيلم حديث بعنوان عندما تكون في روما بطولة كريستين بيل وأنجليكا هيوستن وهكذا تحظي المدن العريقة والعواصم بالعالم باهتمام السينما بمختلف نوعياتها في عمل أفلام تحمل أسماء هذه العواصم وتوضح الحياة بها وعلاقة الانسان وارتباطه بهذه المدن‏.‏

الأهرام اليومي في

07/04/2010

 

مع تحياتي لأستاذي العزيز

كتبت: عــلا السـعدني 

عادة ما أتلقي مكالمات أو خطابات أو إيميلات تعلق علي ما كتبته ليست كلها مدحا فأغلبها يكون ذما واحيان ما شتيمة وهذا كما قلت عادي وطبيعي لي مثلما هو عادي وطبيعي لغيري ايضا.

لكن هذه المكالمة التي جاءتني بعد آخر مقال كتبته لم تكن ابدا عادية مثل سابقاتها خاصة وانها لاستاذنا مفيد فوزي الذي لم تمنعه أستاذيته وأهميته الكبيرة كصحفي كبير ومحاور شهير وما استوقفني أمام مكالمة الأستاذ مفيد هو الدرس الذي تعلمته ويجب ان نتعلمه جميعا‏,‏ نعم مكالمة أستاذ لتلميذ أو تلميذة اللي هو أنا تعتبر درس في حد ذاته‏,‏ درس لعدم التكبر‏,‏ درس في الاهتمام بكل شئ ودعم وتشجيع الكبير لأي صغير يري انه موهوبا‏,‏ درس لصلة الرحم بين الأجيال‏,‏ حيث أن ثناؤه وهو من الجيل القديم ما هو إلا جسر تواصل للجيل الجديد‏,‏ ومتي يحدث هذا في وقت أصبح فيه الصراع بين الأجيال هو سيد الموقف‏,‏ ولكن وعلي أية حال فهذا ليس غريبا علي أستاذ مثل مفيد فوزي لأنه والحمد لله ينتمي الي جيل هذه هي أخلاقهم وهكذا هم تعلموا الصحافة من أساتذتهم ولئينا نتعلمها نحن ايضا لتكون في النهاية مدرسة الأخلاق الحميدة هي مدرستنا وأخلاقنا جميعا‏.‏

‏*‏ كان مجرد مهرجان مغمور لم ولن يسمع عنه أحد ولكن وبعد هذه الحكاية أصبح أشهر من نار علي علم‏,‏ والحكاية ببساطة أن مهرجانا يدعي لقاء الصورة ينظمه المركز الثقافي الفرنسي من خلال سفارة فرنسا في مصر‏,‏ وكان من خمس أعضاء لجنة التحكيم الذين وقع عليهم اختيار السفارة المخرج والناقد الفني والزميل أيضا أحمد عاطف وبعد ارسال كتالوج المهرجان له وبعد أن تصفحه وجد إن هناك فيلما ضمن الأفلام الموجودة يدعي شبه طبيعي تدور أحداثه في تل أبيب وعندما قرأ عاطف اسم مخرجته بدأ يتشكك فيها وبناء عليه راح يبحث عنها في النت فوجد أنها إسرائيلية وليس هذا فقط بل وتعتز بفترة خدمتها في الجيش الاسرائيلي ان الجيش الذي حاربنا ومازال يحارب فلسطين ويعبث الآن بقدسنا العربية فما كان منه إلا وكما قال طلب من أمه أن تدعو له ثم قام وكتب اعتذاره لإدارة المهرجان وذكر في حيثيات الاعتذار رفضه لوجود مخرجة إسرائيلية وإلي هنا والمفروض أن يكون الأمر قد انتهي عند ذلك‏..‏ إلا أنه لم ينتهي بل جري تصعيده إلي أقصي درجة حيث أبلغت السفارة الفرنسية الخارجية الفرنسية برفض المخرج واعتبروا ما فعله تعصب عرقي‏,‏ ومعاداة للسامية‏,‏ وعليه فقد راحت الصحف الفرنسية بل وكبرياتها بالهجوم عليه ونقده بقسوة وبعد ان كانت السفارة قد قررت سحب الفيلم من المهرجان عادت وتمسكت بوجوده مرة أخري كنوع من العناد يعني وأمام هذا الموقف المتعنت من جانب السفارة الفرنسية وخارجيتها قررت الجهات الفنية عندنا من نقابة مهن تمثيلية ونقابة السينمائيين هذا الي جانب وقوف بعض السينمائيين مع احمد تضامنا مع وقفته لدرجة ان كل من كان يشارك من فنانين مصريين في عضوية لجنة التحكيم قرروا ان ينسحبوا منها وفي النهاية وازاء موقف فرنسا اصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا آخر مضاد لبيان الخارجية الفرنسية تستنكر فيه موقف الخارجية والسفارة التي أعطت لنفسها الحق في فعل ما تشاء حتي لو كان علي باطل بينما ترفضه من الغير حتي لو كان علي حق‏..‏

‏*‏ ونحن بدورنا نستنكر هذا الموقف المتعنت من السفارة التي مازالت حتي هذه اللحظة متمسكة بعرض الفيلم في المهرجان الذي يبدأ أعماله غدا‏..‏ ولكن هذا ليس بغريب أبدا عليهم فلطالما كانوا ومعظم الغرب يرددون الكلام عن الحرية ويبدو أنهم لا يفهمون من معناها إلا حريتهم هم وحدهم بدليل أنهم يؤمنوا بها إذا جاءت منهم أما إذا رفضنا نحن ما يفرضوه علينا أعمالا لحقنا في الحرية أصبحنا في نظرهم متطرفين ومعادين للحرية وللسامية وكل هذه المصطلحات الكبيرة التي يراد بها الحق بينما هي لا تنطق الا بكل ما هو باطل‏..‏ باطل‏..‏ باطل‏.‏

‏*‏ كنت أشفق علي تيسير فهمي من كثرة ما كررت من مسلسلات تتشابه مع مسلسلها أماكن في القلب الذي نجح عند عرضه منذ سنوات نجاحا منقطع النظير ومن ساعتها وحتي هذه اللحظة وتيسير لا هم لها إلا عمل مسلسلات تعيد به امجاد نجاح هذا المسلسل فعملت الهاربة وها هي تعمل الآن الهاربة‏2‏ وأحداثها تجري في أمريكا أيضا‏,‏ علي غرار أماكن في القلب إلي أن جاءتها الفرصة اخيرا لإنقاذها من امريكا وبفعل فاعل من الكاتبة الصحفية مني رجب التي عن طريق مسلسلها ستغير تيسير جلدها أخيرا خاصة وأن أحداثه مختلفة عن كل ما تقدمه الان‏..‏ قصة أحداثه تدور في أمريكا أيضا ولكن امريكا في هذا المسلسل تختلف عن امريكا في مسلسلاتها السابقة حيث انها هنا مجرد مكان ضمن أماكن ولكن ليست في القلب وإنما في تصوير المسلسل ومنها ولأول مرة في تاريخ الدراما كندا وبذلك يا تيسير تكوني قد انتقلتي أخيرا من أمريكا الي كندا بس أوعي تكون قبلة مسلسلاتك القادمة هي كندا؟‏!‏

‏*‏ بسمة قالت في أحد الحوارات معها أنها ستقاطع الصحافة والصحفيين طبعا لأنهم بحثوا في أصلا وطلعوا لها جد يهودي وهذا ما تخشاه بسمة من ردود أفعال هجومية ضدها‏..‏ وأنا بدوري أتساءل يا بسمة وقبل أن تقدري تقاطعي الصحافة والصحفيين حتة واحدة‏,‏ وهما الصحفيين عرفوا منين انه لك جد يهودي ولا حتي بوذي‏.‏؟ وعلي العموم انتي وبعد اللي عملتيه قلتي علي رأي المثل اللي ما يعرفش يعرف‏..‏ وكان من المفروض أن تتبعي طريقة إذا بكيتي بجد يهودي فلتستري نفسك فكان هذا أفضل من مقاطعة الصحافة والصحفيين الذين مازالت آثار مدحهم لفيلمك رسائل البحر لم تنمحي بعد ولم تجف‏!‏

الأهرام اليومي في

07/04/2010

 

كتاب جديد..الفيلموسوفي نحو فلسفة للسينما

كتبت: هناء نجيب 

صدر حديثا من المركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة كتاب الفيلموسفي نحو فلسفة للسينما للمؤلف البريطاني دكتور دانييل فرامبتون وترجمة وتقديم أحمد يوسف‏..‏ فقد حاول فرامبتون وهودارس للسينما والفلسفة أن يستغل هذه الدراسة.

من خلال عمله كمؤلف ومصور ومخرج لأفلام الفيديو التجريبية أن يؤكد نظرية الفيلموسوفي التي تسعي لتأكيد النظريات السينمائية التي تواكب التغيرات التقنية المعاصرة في السينما ووسائل الإتصال مثل التليفزيون والكمبيوتر والانترنت‏..‏ فهو يعتبر الفيلم كائنا مستقلا بذاته لا يمكن فصل أجزائه ومكوناته عن بعضها البعض‏,‏ ليطلب من المتلقي التفاعل مع الفيلم ككائن ويدخل إلي عالمه الذي لا يعرف حدودا فاصلة بين السينما والفلسفة‏.‏

يتكون الكتاب من جزءين‏..‏ الجزء الأول من أربعة فصول تدرس العلاقة بين السينما والفكر خلال القرن العشرين‏,‏ بدءا من كيفية فهم السينما بإعتبارها تجسيدا بصريا لافكارنا وذكرياتنا ففي الفصل الأول يطرح تساؤل عما إذا كانت السينما في ذاتها وسيطا ذاتيا أم موضوعيا أو نوعا آخر من الفكر‏..‏ ويدرس في الفصل الثاني الكينونات السينمائية المختلفة التي اكتشفها الكتاب‏:‏ السينما باعتبارها الانا الكاميرا أو المبدع الافتراضي أو المؤلف الشبحي الغائب أو كائن سردي‏..‏ أما الفصل الثالث فيدرس تأثير الظاهراتية‏,‏ ويناقش بعض الفلاسفة ومسألة تجربة الفيلم في العالم السينمائي‏..‏ وينظر الفصل الرابع في الفوارق الأكثر دقة بين نظريات السينما باعتبارها فكرا مثل السينما الخالصة عند أنطونين أرتو والليرسوفيا‏(‏ الصورة في شكلها البدائي‏)‏ عند جاك إيستين‏,‏ وسينما المستقبل عند روجيه جيلبير لاكونت‏,‏ ونظرية المونتاج عند سيرجي إيزنشتين ونظرية التجريب عند جان لوي سيفير‏.‏

أما الجزء الثاني فيتناول الأفكار والحجج الخاصة بالفيلموسوفيا‏,‏ ويبدأ بتحديد المفاهيم المحورية للعقل السينمائي والفكر السينمائي‏,‏ ويفحص كيف يقوم العقل السينمائي بخلق وإعادة خلق العالم السينمائي‏,‏ وكيف يمضي من خلال الاشكال السينمائية علي نحو تتجاوز الذاتية والظاهراتية‏,‏ ثم يقارن الفصل السادس بين نشاط العقل السينمائي ونظريات السرد الكلاسيكية‏..‏ ثم يستمر في الفصل السابع في شرح الفكر السينمائي من خلال العديد من الأمثلة السينمائية‏,‏ واضعا في الاعتبار التصنيفات الشكلية المختلفة‏:‏ الصورة واللون والصوت والبؤرة والسرعة والتأطير والحركة والتحولات المونتاجية‏..‏ ويناقش الفصل الثامن النظريات المعرفية والظاهراتية فيما يخص المتفرج‏,‏ وذلك قبل أن يضع الخطوط العامة للمتفرج من خلال وجهة نظر الفيلموسوفي‏,‏ وهو المتفرج الذي ينهج علي نحو فعال مع الفكر السينمائي الذي يؤثر في وجدان الملتقي‏..‏ أما الفصل التاسع فينتقد اللغة التقنية لمعظم الكتابات السينمائية‏,‏ ويحاول تأكيد مفهوم الفكر السينمائي يقدم لغة أكثر شعرية ودرامية للتفسير السينمائي‏..‏ ثم يأتي الفصل الأخير الفيلموسوفي ليدرس حركة الفلسفة في تجسيد صور مجازية للمشكلات والافكار‏,‏ ويبرهن علي أن السينما تمثل نوعا من الفكر ما بعد الميتافيزيفي الذي يوجد مفاهيم خالصة داخل مجال غير فلسفي‏.‏

قدم المؤلف دليلا للأفلام المذكورة في الكتاب منها التضخم لهانزريشتر‏(1928)‏ ــ السيدة في البحيرة لروبرت مونتجمري‏(1947)‏ ــ سايكوفي‏24‏ لدوجلاس جوردون‏(1993)‏ تايتانيك لجيمس كاميرون‏(1997)‏ والطفل لجان بيير ولوك داردين‏(2006).‏

الأهرام اليومي في

07/04/2010

 

السينما الصهيونية وتزييف الوعي والتاريخ والضمير

كتب: أحمد عاطف

بمناسبة اصرار المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة علي عرض فيلم لصهيونية عملت بالجيش الإسرائيلي‏,‏ لعله من الملح التذكير بتاريخ وأساليب السينما الصهيونية لكيلا يهون أحد من خطورة ما يحدث‏.‏

يتزامن تسلل الفكر الصهيوني إلي فن السينما مع المؤتمر الصهيوني الأول‏1879‏ بسويسرا وقد أكد هذا المؤتمر في بنده الثالث علي أهمية الاعلام التثقيفي لإيجاد إسرائيل وضرورة نشر الروح القومية بين يهود العالم‏,‏ ومن هنا برز الاهتمام بالسينما وبعد ذلك قام جورج ميليه احد الرواد الأوائل للسينما بإخراج فيلم قضية دريفوس‏1899‏ الذي يحكي قصة الاضطهاد الذي عاني منه اليهود في أوروبا وبهذا يكون هذا الفيلم البداية الأولي لإعلان الصهيونية حربها علي جبهة السينما‏,‏ إذ كانت خطتها في هذا الميدان وحتي عام اعلان دولة إسرائيل عام‏1948‏ التوجه إلي يهود العالم للهجرة إلي فلسطين واثبات ما اعتبرته الحق التوراتي في أرض فلسطين وتعتمد الصهيونية في ميدان السينما أساليب ووسائل مبتكرة لتضليل الرأي العام العالمي من خلال مناورات وتقنيات متطورة لتحقيق غاياتها وأهدافها وأهمها تكريس فكرة الوطن القومي اليهودي في فلسطين واستثارة عطف الأوروبيين والأمريكيين علي اليهود‏,‏ والتركيز علي استغلال موضوع اللاسامية والمقصود به كراهية لليهود لانهم عرق سامي‏,‏ وتضخيم فكرة اضطهاد اليهود في كل مكان من العالم واضفاء الطابع الانساني علي الفكر الصهيوني وتأكيد حق الشعوب في تقرير مصيرها‏,‏ ولكن مع ربط هذا المبدأ بحق اليهود في أرض فلسطين وإغفال ما عداه وقد بدا اليهود بحسهم التجاري الفطري والمتأصل في الاحساس أن السينما فن تجاري مربح فامتلكوا دور عرض النيكلديون بأمريكا وهي التي كان يدفع المتفرجون نيكل لدخولها دلالة علي رخص ثمن التذكرة ثم امتلك اليهود أكبر الشركات السينمائية العالمية منذ بداية القرن العشرين مترو جولدن ماير ــ كولومبيا ـ وارنر ـ بارامونت ـ فوكس للقرن العشرين ـ يونيفرسال ثم توالت الافلام تباعا منذ ذلك التاريخ لتكرس مبادئ الصهيونية من خلال ستارخفي‏,‏ فظهر عام‏1900‏ فيلم الماعز تبحث عن الحشائش وفي عام‏1901‏ شمشون ودليلة والابن الضال وكلها أفلام تحكي قصص العهد القديم‏.‏

وهذه أولي مراحل السينما الصهونية التي اعتمدت علي القصص التوراتي وكان الدافع وراء ذلك تأكيد أن فلسطين هي أرض الميعاد وبعد وعد بلفور‏1917‏ واعلان ان فلسطين هي إسرائيل الجديدة‏,‏ وهي أرض الميعاد صار أمام اليهود مرحلة التهجير إلي هذه الأرض الموجودة وتجميع شتاتهم‏,‏ ودخلت السينما مرحلة بث هذه الفكرة من خلال أفلام مثل ابن الأرض والوصايا العشر عام‏1924‏ وصابر إخراج الكسندر فورد عام‏1932,‏ ومن الافلام التي صنعت لاحقا بن هور وشمشون ودليلة والوصايا العشر باجزائه الصامتة ثم الناطقة فيما بعد وجنكيز خان وملوك الشمس وباراباس‏.‏

وهدف تلك الافلام التاريخية استخدام القصص الدينية المأخوذة من الكتب المقدسة وتفسيرها بما يخدم الأهداف الصهيونية وتسخير التاريخ وتزييفه وتوظيفه لصالح الشعب المختار لتأكيد مفاهيم عدة تخدم استراتيجيتها ويدور أكثر هذه القصص قبيل ظهور المسيحية لتأكيد وجود اليهود في فلسطين واظهار الشعب اليهودي كشعب وكدولة ولتكريس الحق التاريخي مثل أفلام الفراعنة وسليمان وملكة سبأ والانجيل‏.‏

بعد إعلان الدولة اليهودية في عام‏1948‏ قامت لدي اليهود مرحلة يدفعون بها الناس للاقتناع بهذا الكيان القائم ونسيان ما يسمي بفلسطين‏..‏ وهذه المرحلة أظهرت فيها السينما اليهودي انه هو الذي ساهم في بناء الحضارة الانسانية‏,‏ ودمجت بجانب ذلك صورة تاريخ مشوه للعرب والمسلمين ثم حاز فيلم الخروج الذي انتج عام‏1960‏ شهرة كبيرة‏,‏ وكان مؤشرا لارتفاع نجم اسرائيل‏,‏ وبعد نكسة‏1967‏ ظهرت الافلام التي تدعو العرب لنسيان قضية فلسطين وتقبل وجود الكيان الصهيوني من منطلق أن حق اليهود في فلسطين كان مسلوبا فاستعادوه‏,‏ومن أفلام هذه المرحلة معركة سيناء‏1968‏ وفيلم اهمس باسمي‏1972‏ اخراج جيمس كموللر ومع تنامي الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية وتحرك منظمة التحرير الفلسطينية وبدء مرحلة العمليات البطولية التي حققها الفدائيون داخل الأرض المحتلة وعلي تخومها ظهرت سلسلة من الافلام التي كرست لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية وأعمال الفدائيين مثل الأحد الاسود ورازوباد وعملية عنتيبي‏.‏

ومع ازدياد التأييد العالمي للحق العربي وتفاقم موجات الاستنكار العالمي للسياسة الإسرائيلية العدوانية في الشرق الأوسط‏,‏ ظهرت من جديد اسطورة المذابح اليهودية والمطالبة بالمزيد من التعاطف مع اليهود الذين عانوا من الاضطهاد والذبح وتبيان دورهم الفعال في خدمة وتطوير المجتمع الأوروبي‏,‏ والمجتمع الأمريكي‏,‏ وقد صورت افلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية عدة هذا الاتجاه منها‏:‏ هولوكوست ودافيد والبطل والاحتلال في‏26‏ صورة وامرأة بين كلب وذئب وفي مرحلة تالية بين النصف الثاني من عقد السبعينات والنصف الأول من عقد الثمانينات وهي مرحلة اختراق المهرجانات السينمائية العالمية ومنها مهرجان كان وبعد أن احكمت الشبكة الصهيونية قبضتها علي صناعة السينما العالمية‏,‏ بدأت بالاعلان عن نفسها من خلال الافلام السينمائية وبمختلف الاشكال والاساليب واللغات‏,‏ وبصورة اليهودي البطل الذي يظهر علي الشاشة إما مظلوما أو مضطهدا وأما ثأئرا يبحث عن حقه‏,‏ وإما إنسانا ضاحكا يأسر القلوب‏,‏ وإما مقاتلا مغوارا لابد أن ينتصر وفي هذا المجال دفعت الصهيونية بكل ثقلها المادي والمعنوي للوقوف وراء الارهابي الصهيوني مناحم غولان وابن عمه غلوباس وشركتهما السينمائية كانون التي جندت ألمع الاسماء من النجوم والمخرجين والكتاب والفنيين للتعامل معهما‏.‏

وسيطرت علي الأسواق العالمية حيث أصبح بالامكان استقرار الاستراتيجية الجديدة للسينما الصهيونية عبر ثلاث نقاط تحدد أساليبها هي الانتهازية والاباحية والمباشرة وبدا تيار السينما يتخذ اشكالا عدة خاصة بعد تضخم مستوي إسرائيل السياسي‏,‏ وسيطرتها علي العديد من الاجهزة السيادية في العديد من الدول الكبري‏.‏

وظهرت السينما الصهيونية تارة تبث فكرة اليهودي البطل منقذ العالم مثل فيلم يوم الاستقلال إخراج رولاند اميريتش‏,‏ وتارة تستجدي عطف العالم ودولاراته كذلك من قصص الهولوكوست والاوشنينز مثل فيلم قائمة شندلر الذي نال‏7‏ جوائز أوسكار عام‏1994‏ اخراج سيتفن سببليرج واخر تلك الافلام كان فيلم أوغاد منحطون لكونتين ترانتينو الذي حاز علي أوسكار أفضل ممثل مساعد هذا العام وفاق كل ما سبقه في كونه حفلة انتقامية من كل من يكره اليهود‏.‏

الأهرام اليومي في

07/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)