حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

د. سيد خطاب رئيس الرقابة:

البث الفضائي .. ينهي دور الشريط الخام للسينما

حوار: محمد التلاوى

مفهوم الرقابة تغير مع  مرور السنوات فكيف تري الرقابة في المرحلة  القادمة؟

ـ نحن الآن أمام مرحلة  هامة تسمي  بعصر السموات المفتوحة والتي تتيح سهولة  وسرعة الحصول  علي المعلومة فإذا كنا أمام ثورة هائلة  من الاتصالات فإننا  أيضا أمام جهاز رقابي  مليء بالتراث ومثقل بالأعباء القانونية والتي كانت تحمل  طابعا أمنيا لانتماء هذه  المؤسسة إلي وزارة الداخلية ثم  تبعيتها للشئون الاجتماعية والتي أكسبتها طابعا بيروقراطيا ولكي تتخلص من الطابعين  فهذا يحتاج لتصور آخر للرقابة علي المصنفات الفنية في عصر  السموات المفتوحة  ونحن نسعي  لكي نؤدي دورنا الثقافي بشكل أساسي  وهذا يبدأ انطلاقا من إتاحة مساحة من الحوار بين المبدعين والمؤلفين والمخرجين بحيث نصل إلي صيغة نستطيع من خلالها  الحفاظ علي  قيم هذا المجتمع والحفاظ علي  الطابع القائم علي تعدد  الألوان وتنوعه والحفاظ  علي عقلية ليبرالية  قادرة علي  أن تنطلق  بهذا المجتمع إلي المستقبل  وبدون وعينا بدور الرقابة في الفترة القادمة أعتقد  أننا سوف  نكون أمام مؤسسة يصعب التعامل معها.

·         إذن  ماهو تصورك عن الرقابة في الفترة القادمة؟

ـ الرقابة في الفترة القادمة تميل  إلي فكرة إتاحة حرية الإبداع دون المساس  بحرية الآخرين في الاعتقاد  وحريتهم في تصورهم عن ذواتهم دون إتاحة  الفرصة للهجوم فنحن نحاول أن نصنع حالة من الانصهار بين رغبات المبدع في  حرية الابداع وبين رغبات المجتمع في الحفاظ  علي نسيجه.

·         الدين السياسة الجنس  مثلث مزعج للرقابة وتتعامل معه بحذر  شديد فما رأيك؟

ـ أنا أري أنه تابو مجتمعي أكثر منه تابو رقابي أو فني.. وهذه الموضوعات لم تعد مزعجة ويصعب الاقتراب  منها فالمناقشات الموجودة  في برامج »التوك شو« علي الفضائيات فتحت أبواب الحديث في السياسة   علي مصاريعها.. وعلي السينما أن تصل إلي ماوصلت إليه هذه البرامج ولكن بوسائلها  الفنية ولابد  أن يعي المعنيون بالسينما أن ما يقدمونه فن وليس صراخا إعلاميا  وكذلك تابو الجنس من خلال  القنوات الفضائية أصبح متاحا ولم يعد سلعة  رائجة في دور العرض  السينمائي.

·         في ظل  انتشار التكنولوجيا الحديثة، ألا تري  أن الرقابة  علي المصنفات تحتاج إلي إعادة  هيكلة وتطوير  أدواتها الرقابية؟

ـ في الحقيقة أنا وضعت خطة وقدمتها للفنان فاروق حسني وزير الثقافة  أشرح فيها الوضع الراهن للرقابة علي المصنفات الفنية ووافق الوزير الفنان فاروق حسني علي تحديث الرقابة وأجهزتها الفنية كاملة.

حيث إننا كنا نعاني علي سبيل  المثال من ماكينة العرض السينمائي  المعطلة مما يضطر المنتجين إلي تأجير صالة عرض سينمائي لأنهم كانوا يخشون علي أفلامهم من التلف بسبب ماكينة العرض الموجودة  لدينا.

أما الآن فنحن لدينا أحدث ماكينة عرض سينمائي  هذا بالاضافة إلي عدد كبير جدا من أجهزة الكمبيوتر بحيث  يكون لدينا قدرة علي فحص المصنفات المزيفة والأفلام المسروقة وما إلي ذلك.

·         مهنة الرقيب تحتاج لمؤهلات خاصة فهل تري  أن الرقباء الحاليين لديهم المؤهلات الكاملة لممارسة  هذه المهنة؟

ـ بالطبع  فأنا لدي مجموعة من أكفأ الرقباء  فهم مثقفون  إلي درجة كبيرة ولديهم قدرة كبيرة علي اكتشاف  الكثير من المخالفات ولكن نحن بشر فمن  الممكن أن يقع  أحد في أي خطأ، فأنا لدي  كتيبة من الرقباء  الذين لهم تاريخ مع   الرقابة من خريجي  معهد  الفنون المسرحية  وخريجي النقد  الفني وأقوم بتنشيطهم بصفة مستمرة بدورات تدريبية  وبدأت حاليا أضخ إليهم دماء جديدة من خريجي  كلية الحقوق  قسم اللغة الانجليزية والفرنسية لكي نبدأ  في الاطلاع علي الاتفاقيات الدولية.

·         المنتجون في الماضي كانوا يطلبون وضع لافتة »للكبار فقط« علي أفيش  الفيلم الآن تضعها الرقابة  لتخلي مسئوليتها فما رأيك؟

ـ لافتة »للكبار فقط« شكل  من أشكال التصنيف  وهي معلومة آمنة أعطيها للمشاهد قبل  أن يذهب إلي  السينما لمشاهدة الفيلم ولابد أن يكون علي دراية  برأي الرقابة باعتبارها  جهازا مسئولا.. فمثلا  معالجات فيلم  مثل أحاسيس، بدون رقابة، وبالألوان الطبيعية  اختارت ماهو شائك واختارت موضوعات تمس شريحة معينة من المجتمع ولا تمس  كل الأسرة المصرية من  حقنا بهذه  اللافتة أن نحافظ  علي الأقل علي براءة الأطفال  في مجتمعنا.

وأصحاب  هذه الأفلام خسروا أموالهم وأصابهم الضرر من هذه  اللافتة لأن الجنس لم يعد سلعة  رائجة.. ونحن لا نتهرب من المسئولية  فأنا أتحمل  مسئولية الرقابة كاملة وعلينا أن نحافظ علي سقف الإبداع لأن بدونه لن تنهض  هذه الأمة.

·         مارأيك في فكرة إلغاء الرقابة؟

ـ هناك فعلا  من يتحدث عن فكرة  الغاء الرقابة  من المبدعين  وأذكر أنني كنت في إحدي الندوات وكان معي أحد أساتذة القانون وتحدث  أحد الحاضرين عن فكرة إلغاء الرقابة فرد عليه أستاذ القانون وقال في حالة  إلغاء قانون الرقابة  نتعرض جميعا  لقانون العقوبات فالرقابة تتحمل  مع المبدع  نصف قضاياه وهموم التعرض  لقوي اجتماعية لاترغب  في الإبداع  وليست متساهلة معه.. فنحن مهمتنا حماية المبدع والمجتمع.

·         تكنولوجيا  البث الفضائي  انتشرت علي مستوي العالم فأين موقع  مصر من هذا التطور؟

ـ بالفعل بدأت شركات السينما تعمل علي قدر كبير جدا من الحماية فمثلا عندنا في مصر »9« دور عرض سينمائي مجهزة لاستقبال الأفلام عن طريق  الأقمار الصناعية فإذا كان الفيلم العرض الأول له في هوليوود اليوم، تستطيع أن تستقبله في نفس اليوم هنا في مصر، وسوف يتم زيادة دور العرض الخاصة بالبث الفضائي  لأكثر من 50 دار عرض إن لم يزد خلال الأيام القادمة وأعتقد أنه في خلال عامين  سوف تنتهي صناعة   السينما علي شريط الخام الـ 35 لأن التقنيات الرقمية تطورت بشكل غير عادي والدليل علي ذلك  ظهور آلات عرض وشاشات قادرة علي بث الـ 2D أو 3Dوسوف يتغير أيضا شكل  التوزيع  لأنه لن  يكون هناك مادة  خام وبالتالي  علي السينمائيين في مصر أن  يسعوا لإنشاء شركة بث فضائية تستطيع  أن تخدم المنطقة  العربية والعالم كله.

·         انتشار الإنترنت أضاع حقوق كثير من المبدعين فما دور الرقابة في  الحفاظ علي  الملكية الفكرية لهؤلاء؟

ـ يتم حاليا الاتفاق  مع شركات »النت« لصياغة قانون موحد في إطار الصلاحيات الأساسية لوزارة الاتصالات فهي الوحيدة التي من حقها مثلا إغلاق  أحد المواقع  وبالتالي  يتم التعاون حاليا مع الوزارات المماثلة في الدول الأخري بحيث يكون هناك قانون أو بروتوكول  موحد بين وزارة  الاتصالات في مصر والجهات المسئولة عن الانترنت في دول أخري  حتي يكون هناك صياغة نهائية للحفاظ علي  حقوق ملكية  الآخرين.

آخر ساعة المصرية في

30/03/2010

 

في مهرجان مونز السينمائي الدولي الـ26 لأفلام الحب

أبناء البلاد.. بين الحب والكراهية

رسالة بلچيكا: نعمة الله حسين 

وفي مهرجان الحب الذي أقيم بمدينة »مونز« ببلجيكا.. كانت هناك أفلام  كثيرة تناولت العديد من قصص وحكايات الحب الجميلة والدامية أيضا.. بالإضافة لبعض أفلام تحول فيها الحب لكراهية بسبب الغيرة وعدم الرضا وأشياء كثيرة أخري تسولها النفس البشرية الضعيفة التي أحيانا لا تقبل أن يكون هناك من هو أفضل منها علي المستوي الإنساني.. وهي ميزة حبا بها الله البعض.. وحرمها علي أنفسهم البعض الآخر.

وبما إننا نتحدث عن الحب والخير.. فإن هناك تجربة جميلة وفريدة تحاول الآن بعض المهرجانات أن تقتفي أثرها.. وهي حفلات خاصة »للمكفوفين« يتم فيها استخدام أجهزة سمع دقيقة للغاية يضعها الجمهور علي أذنيه ومن خلال وصف تفصيلي للفيلم من خلال أكثر من مذيع.. يتمتع الكفيف بعالم »رؤية« حسية حتي وإن كانت كاذبة.. وكأن البصر عاد إليه من جديد.

إن الاهتمام بمتحدي الإعاقة بمختلف أنواعها أصبح واحدا من »هموم« المهرجانات السينمائية التي توسع من قاعدة جماهيرها.. وتخصص لمن فقدوا بعضا من لياقتهم الصحية أن لهم حقوقا في الحياة.

وعودة للحب.. والكراهية والحديث عنهما.. تكون الدعوة للتصالح مع النفس وهو شيء صعب للغاية لدي البعض قد يصل في بعض الأحيان إلي »المستحيل« وهو يحتاج لنوع من الجهاد الشديد.. وهو ما فعلته بطلة الفيلم البرتغالي »الراهبة البرتغالية« للمخرج »أوجين جرين« وذلك في رابع أفلامه، وبطولة كل من »ليونور بلدق«.. بياتريس باتردا.. وآنا موريرا.. وكارلوتا كوتا.. وهو يروي حكاية ممثلة فرنسية »جوليا« التي تلعب دورا في فيلم تدور أحداثه في البرتغال.. ولأنها ولدت في البرتغال لكنها رحلت منها في عمر الرابعة مع والدتها البرتغالية فقد وجدتها فرصة لكي تسبق مجموعة العمل لتزور المدينة التي ولدت بها وتتعرف علي كل معالمها..

وقد وجدت جوليا نفسها مشدودة بشدة إلي كنيسة »صغيرة في أعلي جبل  جراسا«.. وفي كل مرة تزور تلك الكنيسة خاصة مساء كانت تري راهبة صغيرة لا تكف عن الصلاة.. وبجوار هذه الراهبة وجدت الصفاء الروحي وتصالح النفس التي ما كانت تستطيع استكمال مسيرة الحياة بدونه.

السينما المغربية تشهد حاليا حالة من النشاط من خلال أكثر من عمل تم تقديمه العام الماضي بالإضافة إلي عدة أعمال تدخل ضمن الإنتاج المشترك من المتوقع أن تري النور في العام القادم. و»أبناء البلاد« للمخرج »محمد إسماعيل« الذي درس الحقوق قبل أن يتجه لعالم الفن من خلال التليفزيون المغربي ليقدم عددا من الليالي المسرحية.. والأفلام الوثائقية، ليتجه بعدها للسينما الروائية ومنها فيلمه »ودعا  للأمهات« و»بعدين«.

وفي فيلمه »أبناء البلاد« الذي شارك معه في كتابة السيناريو كل من عبدالليلة بن حضار عن فكرة له.. »ورين دنان«. أما البطولة »لرشيد الوالي« »مني فتو« »محمد بسطاوي« »سعد تسولي« »سعيد باي« »رفيق بوبكر«. وهو عن ثلاثة أصدقاء منذ الطفولة فاضل.. وعبدالحميد.. وعبدالسلام.. أنهوا دراستهم الجامعية.. وفي مرحلة الصعوبة الشديدة للبحث عن عمل، وهو ما يعاني معظم شباب العالم باختلاف ظروف  انتماء دولته من حيث الثراء والتحضر أو الفقر والتخلف. وإذا كان عبدالحميد وجد طريقه في الاتجاه الديني والذي يخفي وراءه تسترا علي انحرافات كثيرة.. أما عبدالسلام فقد استطاع الحصول علي بعض المال لشراء سيارة نقل يعمل عليها سائقا.. و»فاضل« يعود لقريته وحبه القديم »سعدية« في محاولة لمساعدتها علي الحصول علي حقوقها المالية بعد وفاة زوجها.. ويعمل مع والدها في تهريب المخدرات ليلقي حتفه في النهاية.. والغريب أن أقدار الأصدقاء الثلاثة وإن اختلفت بهم السبل إلا أنها في النهاية كانت تلتقي في خطوط متوازية يرتبط كل واحد فيها بالآخر حتي لو بدا بعيدا عنه.

آخر ساعة المصرية في

30/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)