حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الطريق: نهاية العالم بداياته

قيس قاسم

الطريق:

تخطى المخرج جون هيلكوت في فيلمه «الطريق» الحدود التي توقف عندها مخرجون كثر سبقوه الى معالجة فكرة «نهاية العالم» سينمائيا. وإذا كان الفونس كوارون في شريطه «أطفال الرجال» قد حقق انجازاً مهما في هذا الصدد، إلا أنه يبدو باهتا إزاء عمل كوارون الأخير كيف؟

صحيح إن أحداث الفيلمين تدور حول لحظة فناء البشرية إلا ان الفرق الجوهري بينهما يكمن في ذهاب «الطريق» الى أبعد من المغامرة، الى النفس البشرية، عند لحظة الحقيقة، وكيف يتحول الكائن البشري فجأة الى وحش، لا يتورع عن أكل لحم أخيه الإنسان، كاشفا عن زيف كل مظاهر التحضر البشري وخيرات المجتمع الاستهلاكي، وهذا ما يبينه المشهد الاستهلالي حين تظهر فيه امرأة مستلقية على العشب الأخضر، وعصفور يغرد فوق شجرة، وكلب ينبح مرحا، فيما شمس الظهيرة الدافئة تسطع بحرارة لذيذة، ثم يتلوه مشهد ثان يظهر فيه أب وأبنه الفتي، يدفعان عربة تسوق، والعالم من حولهما وقد صار خرابا. بهذا المدخل ندرك أن اللقطات الأولى تنتمي الى عالم حلمي أو عالم زائل، فيما وجود الأب وابنه يجسدان صورة الواقع ونهاية وجوده.

في طرق محطمة وتحت سماء مكفهرة وبرد قارس يلفهما، كان الرجل وابنه يذهبان نحو المجهول. لا شيء يدل على وجود حياة حولهما. الجسور تدمرت والطرقات. لا أثر لحيوان أو نبات. ترى ماذا حدث؟ أهي كارثة أرضية؛ زلزال أم إعصار، حرب أم وباء؟ لا أحد سيخبرنا بذلك. سيبقى هذا لغزا غامضا، لذا سنترك السؤال عما جرى لنركز على هذين الكائنين وماذا ينتظرهما. بهذه الطريقة تميز «الطريق» عن سواه لأنه لم يكن معنيا بالمغامرة أو الحدث قدر اهتمامه في البحث عن الإنسان، وفي هذه اللحظة بالذات وكيف سيتصرف إزاء الخطر الغامض الذي يحيط به. لقد التزم هيلكوت الخط الذي اتبعه كورماك مكارثي في روايته «الطريق» وحصل بفضلها على جائزة بوليتزر. التزم بالمعنى وترك كاميرته تغور في وجدان بطليه.

تبدو العلاقة المصيرية جلية بين الأب (الممثل فيجو مورتينسين) وابنه الصغير (الممثل كودي سميث ميكفي). الأول يقدم كل مستلزمات البقاء لأبنه. انه الفعل الإنساني السوي، تفرضه غريزة البقاء. فالأب يدرك أن نهاية ابنه تعني نهاية العالم. لقد وجد نفسه مدفوعا غريزيا لتأمين الحماية لطفل تركته أمه وفضلت خلاصها عليه. تمزق المعنى الأسري وحتى الأمومي، بشكل ملتبس، دعانا الى التأمل في الحالة أكثر مما دفعنا الى اطلاق الأحكام عليها. ففي لحظة نهاية العالم يصبح السؤال حول ديمومة قيمنا هو الأسبق، ثم تليه بقية الأسئلة. وهذا ما يفسر سؤال الطفل لوالده بعد طرده رجلا تائها، مخيف الشكل، من بقايا عالمهم الأول، التقوه في طريقهم: هل ما زلنا احياء يا أبي؟ صوت الطفل سيظل يرن في أذن الوالد المنهك وهو يواجه بقايا الذئاب البشرية الجائعة لتمزيق لحم ابنه وتحديات الطبيعة في أوج غضبها. ومع وضوح هدف الأب في هذا الجو المخيف، أي ايصال ابنه الى بر الأمان والتضحية بنفسه إذا تطلب الأمر، فان الشريط لا يذهب اليها مباشرة، فيبقينا واجمين في عتمة المشهد العام. خوف يجبرهما على السير من دون توقف، وصولا الى ساحل بحر شاسع. عند هذه النهاية وعبرها يقودنا هيلكوت الى فكرة الخلاص، والذهاب الى الطرف الآخر. ربما هذه من المرات القليلة التي يشار فيها الى الخلاص المنتظر من الآخر. وبما أننا نعيش حالة غامضة الهوية فإن الآخر سيكون غامضا أيضا، وقد نحمل الشريط معاني عميقة، لكن لا بأس في هذا، ما دامت فكرته تنطوي على أبعاد فلسفية كثيرة. والاستنتاج بأن الخلاص سيأتي من مكان آخر، وربما من الشرق مبني على معطيات قدمها الفيلم تمثلت بملامح المكان الذي يبدو غربيا، وينتمي الى المجتمع الاستهلاكي، كما ان خرائب الأمكنة تدلل على مظاهر عمران وصناعة رأسمالية، وبالتالي فإن الضفة الأخرى هي خارج هذا العالم. كما أن وصول عائلة أخرى الى الشاطئ في لحظة احتضار الأب، فيها دلالة على فكرة التبني. فالطفل سيلتحق بالعائلة التي ستنتقل الى الضفة الأخرى، ومن هناك ستنبثق حياة جديدة، منهية بذلك فصلاً من تاريخ مرعب للبشرية كاد أن يؤدي الى فنائها ونهاية سلالاتها. لقد رسم «الطريق» عالما مخيفا بطريقة سينمائية رائعة، لكنه وضع الحب والعلاقات الإنسانية السوية بديلا موازيا لها، وقد جسد بطلاه فيجو مورتينسين والممثل الصغير كودي سميث- ميكفي هذه الفكرة بشكل رائع. نحن إذن أمام عمل مهم ومهم جدا.

أليس في بلاد العجائب

لو عاد كاتب رائعة «أليس في بلاد العجائب»، لويس كارول، ثانية الى الحياة وشاهد عمله منقولا الى الشاشة على يد المخرج تيم بورتون، فماذا عساه يقول؟ من دون شك سيصاب بالدهشة وهو يرى ما سطره قلمه وقد تحول الى صور رائعة تتحرك وكأنها حقيقة أمام عينيه. بالطبع هذا افتراض خيالي فرضته علينا قوة العمل الذي يكتسح الآن شباك التذاكر الأميركية على وجه الخصوص ويحظى بإقبال جماهيري في كل مكان. لقد جذبت حكاية «أليس في بلاد العجائب» الناس اليها منذ كتابتها في سبعينيات القرن التاسع عشر، وظلت محببة طيلة الوقت الى قلوب الأطفال وهذا ما دفع شركة «ديزني» الى التفكير في إعادة إنتاجها سينمائيا، وجاءت كما تمنى المخرجون تحفة بصرية زاهية الألوان ومثيرة لخيال الأطفال وكل أفراد العائلة على حد سواء. لقد صنعت كاتبة السيناريو ليندا ولفرتون من نصها الأصلي حكاية متعددة الوجوه تجمع الأصالة الى الحداثة، فأبقت على طابعها الفيكتوري القديم من حيث الشكل وأدخلت على مضمونها حالة عصرية تتمثل في دور البطلة أليس. كبرت من عمرها وجعلتها تبلغ العشرين وزادت من بطولتها بحيث وقفت في وجه التنين المخيف كمحاربة شجاعة لا تخشى الموت. هذا على مستوى الكتابة، أما على مستوى الإخراج فقد جعل تيم بورتون منها عملا سينمائيا يرتكز على كل عناصر صناعة الفيلم الناجح: ممثلون وسينوغراف متكامل، أزياء وفريق تصوير متمكن الى جانب ممثلين كبار في مقدمهم جوني ديب الذي لعب دور صانع القبعات وميا فازيكوفيسكا في دور أليس، التي ظهرت قبل دخولها بلاد العجائب، في حفل للطبقة الثرية رتب من أجل إتمام مراسيم خطبتها. لم تكن أليس مقتنعة بالشاب، ولذلك كان اهتمامها مركزا على الأرنب اللعوب الذي كان يظهر أمام ناظريها ويختفي، فما كان منها إلا الاستئذان من الشاب وملاحقة الأرنب الذي دخل حفرة عميقة تبعته أليس اليها، وفجأة وجدت نفسها في عالم سحري لا صلة له بعالم البشر. لقد تقزمت الى درجة بدت فيها ضئيلة الحجم مقارنة ببقية المخلوقات في بلاد العجائب. في هذه البلاد ستشهد أليس صراعا بين قوى الشر والخير. الشر تمثله الملكة الحمراء، فيما الخير يتجسد بالملكة البيضاء. أليس والأرنب وصانع القبعات اصطفوا الى جانب الخير فيما جيش الملكة الشريرة يريد السيطرة على البلاد وعجائبها ويمنع أليس من العودة الى أهلها. سر الحكاية الجديدة يتمثل في شجاعة أليس على مستويين: الأول دحرها التنين العملاق والثاني في العودة الى عالمها الحقيقي، ورفضها طلب الشاب الثري، بعدما اختار قلبها صانع القبعات. الحكاية على بساطتها، قدمها بورتون بصورة مذهلة. أضفى كثيرا من الألوان والمشاهد المضحكة والمؤثرة المنفذة بإبداع، ومنح للحركة ديناميكية عالية، جعلت من الفيلم واحدا من أفضل أفلام العائلة للموسم الحالي، وهذا ما يفسر سر الإقبال الجماهيري عليه. «أليس في بلاد العجائب» كما كانت قصة رائعة، جاءت تحفة سينمائية رائعة.

الأسبوعية العراقية في

28/03/2010

 

تعميم ثقافة الأفلام التسجيلية بعرضها في أماكن تواجد الجمهور

عروض مهرجان الجزيرة بالخور و«الحياة بلازا» للمرة الأولى

الدوحة - العرب   

أكملت إدارة مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية خطتها لعرض الأفلام المشاركة في الدورة السادسة خارج قاعات العرض في فندق شيراتون الدوحة والوصول إلى جميع شرائح الجمهور عبر تحقيق إنجاز نوعي غير مسبوق تجسَّد بتوقيع اتفاقيات لعروض الأفلام في مدينة الخور ومجمع حياة بلازا وسوق واقف.

وقال السيد عباس أرناؤوط مدير مهرجان الجزيرة إن عروض الأفلام ستكون متاحة ولأول مرة أمام جمهور مدينة الخور؛ حيث سيتم عرض الأفلام من الساعة التاسعة صباحا وحتى الحادية عشرة ليلا في فندق شاطئ السلطان، مشيراً إلى أن مدينة الخور تكتسب أهمية خاصة وتحتضن شرائح مهمة من الجمهور وبالتالي فإن الوصول إليها يحقق رسالة المهرجان.

وأشار مدير المهرجان إلى أن مجمع حياة بلازا يستقطب نسبة عالية من الرواد من مختلف الأعمار وبالتالي فإن الوصول لهؤلاء يعتبر غاية في الأهمية عبر بث عروض المهرجان مباشرة ويوميا منذ الصباح حتى المساء.

وتضاف العروض المباشرة في الخور ومجمع حياة بلازا إلى سوق واقف؛ حيث سبق أن أعلن الاتفاق مع إدارة السوق على تخصيص قاعة بيت فخرو التي تدشن لأول مرة وشاشتي عرض عملاقتين في ساحات السوق لعرض الأفلام المشاركة بالمهرجان.

وأوضح مدير المهرجان أن العروض في سوق واقف ستكون أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء (19-21 أبريل) في الفترة من الخامسة مساء وحتى الحادية عشرة ليلا، مشيراً إلى أن حفلي الافتتاح والختام سيتم نقلهما مباشرة إلى سوق واقف.

وبذلك تكون إدارة المهرجان قد أنجزت خطوة مهمة لم يسبقها إليها أحد عبر الوصول إلى جميع شرائح الجمهور تكريسا لرسالة المهرجان الهادفة إلى تعميم ثقافة الأفلام التسجيلية لما لها من قيمة ثقافية وإنسانية في حياة الشعوب. وأكد أرناؤوط أن إدارة المهرجان عملت بجدية مطلقة وبذلت جهودا كبيرة مع الجهات المختصة لتحقيق هذه الخطوة إلى الجمهور في أماكن تواجده وذلك استنادا إلى خطة العمل الاستراتيجية. وشدد أرناؤوط على أن جميع فعاليات المهرجان في فندق شيراتون الدوحة متاحة أمام الجميع، مؤكداً أن الدعوة عامة لا تستثني أحدا.

وتضاف هذه الخطوة النوعية إلى سلسلة الخطوات التي حققتها الدورة السادسة وكان أبرزها الرقم القياسي لعدد الدول المشاركة والذي بلغ 93 دولة أجنبية وعربية تتنافس بحوالي 198 فيلما من أصل 968 فيلما تقدمت للمشاركة في مسابقات الأفلام القصيرة والمتوسطة والطويلة.

كما تستقطب الدورة السادسة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية مشاركة عربية واسعة وغير مسبوقة بلغت 18 دولة عربية بينها قرابة نصفها تشارك لأول مرة أبرزها المملكة العربية السعودية.
وأشاد مدير المهرجان بتعاون الإدارات المعنية في الخور وسوق واقف ومجمع حياة بلازا معربا عن شكره وتقديره لها.

واتفقت إدارة المهرجان مع إدارات الخور وسوق واقف ومجمع حياة بلازا على وضع لوحات تعريفية بعروض الأفلام ومواعيد العروض فضلا عن توزيع المطبوعات الخاصة بفعاليات المهرجان ونوعية الأفلام المشاركة وأوقات العرض، مشيراً إلى أنه ستتم دعوة مخرجي الأفلام للتواجد في سوق واقف خلال العرض بهدف خلق تواصل مباشر بينهم وبين الجمهور. وتمتاز الدورة أيضاً باستضافة 20 نجماً عالمياً وعربياً كضيوف شرف وفقا لما درجت علية العادة في الدورات السابقة.

وقال أرناؤوط: إن إدارة المهرجان حرصت هذا العام على انسجام نوعية ضيوف الشرف مع شعار المهرجان وهو الحرية بمعانيها الواسعة سواء أكان سياسياً أم إعلامياً أم إنسانياً وكذلك مع موضوع حقوق الإنسان الذي سيكون محور المهرجان.

وتتشكل لجان التحكيم من 15 محكماً من 15 دولة مختلفة بينهم عرب من مصر ولبنان بالإضافة إلى محكمين من دول مثل الهند وإيران والصين وأستراليا وكوبا والمكسيك.

يُذكر أن أبرز جوائز المهرجان هي جائزة مهرجان الجزيرة الذهبية وهي تمنح لكل فئة من الفئات الثلاث المشاركة في المسابقات وهي الفيلم التسجيلي الطويل والفيلم القصير والفيلم المتوسط. ويمنح الفيلم الفائز بهذه الجائزة مكافأة مالية تقسم مناصفة بين مخرج الفيلم ومنتجه على النحو التالي: 50 ألف ريال قطري للفيلم الطويل، و40 ألف ريال للفيلم المتوسط و30 ألف ريال للفيلم القصير.

أما جائزة لجنة التحكيم فتعطى باسم لجنة التحكيم للفيلم الفائز في كل فئة من الفئات الثلاث المشاركة في المسابقات، وهي الفيلم التسجيلي القصير والمتوسط والطويل ويمنح الفيلم الفائز بهذه الجائزة مكافأة مالية تقسم مناصفة بين مخرج الفيلم ومنتجه على النحو التالي: 25 ألف ريال قطري للفيلم الطويل و20 ألف ريال للفيلم المتوسط و15 ألف ريال للفيلم القصير.

وهناك جائزة أفق جديد، وهي عبارة عن جائزتين لأفضل فيلمين من إنجاز الطلبة أو الناشئين ويمنح الفيلم الفائز بهذه الجائزة مكافأة مالية على النحو التالي: 15 ألف ريال للفائز الأول و10 آلاف ريال للفائز الثاني.
أما جوائز الرعاية التي تقدمها الجهات المشاركة فهي: 40 ألف ريال للفيلم الطويل و30 ألف ريال للفيلم المتوسط و20 ألف ريال للفيلم القصير.

العرب القطرية في

28/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)