حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مشكلة جديدة تواجه السينما المصرية بعد شراكة مردوخ للوليد:

مصير أفلامنا القديمة علي شاشات العالم.. مهدد أم زيادة استثمار؟

المخرجون: الخوف من المستقبل "طبيعي" في ظل الأوضاع الجديدة!!

حسام حافظ

تمت الصفقة وأصبح المليونير روبرت مردوخ شريكاً في ملكية قنوات روتانا الأربعة التي تتخذ من القاهرة مقراً لها. وتملك ــ في حال شرائها لقنوات ART ــ أكثر من نصف تراث السينما المصرية من الافلام "حوالي 2000 فيلم".

تخوف بعض المراقبين من بيع الأفلام المصرية لأول مرة إلي الأجانب بعد أن تم بيعها من قبل للسعوديين. وحاول البعض التأكيد أن "البيزنس" لا يعرف ما يسمي بـ "التراث السينمائي". وطالما أصبح الفيلم المصري "سلعة" في السوق العالمي فإنه سوف يتعرض للبيع والشراء. ومردوخ لن يكون آخر المشترين!!

هل نخاف علي مصير افلامنا القديمة. أم نخاف علي مضمون أفلامنا القادمة التي سوف تنتجها الشركة الجديدة بمواصفات السوق العالمية.. يبدو أن مستقبل السينما المصرية يزداد غموضا يوما بعد الآخر!!

تطوير الإنتاج

تحدث الأمير وليد بن طلال في ندوة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قبل أيام وأكد أن شريكه الجديد روبرت مردوخ استرالي الجنسية وكاثوليكي وليس يهودياً. وانه اشتري 18% فقط من روتانا في مقابل ان تخرج المواد الفنية التي تمتلكها روتانا إلي شاشات العالم لأن استثمارات مردوخ في الاعلام واسعة الانتشار. وسوف تساهم في ايصال الفن المصري والعربي إلي أنحاء العالم. وهو يهدف لتطوير الانتاج السينمائي العربي أيضا حتي يستطيع منافسة أنواع أخري من السينما الاجنبية مثل السينما في الصين والهند وباكستان.

وتحدث روبرت مردوخ أثناء توقيع العقد مع روتانا. عندما أعرب عن رغبته في انتاج افلام ناطقة بالعربية تقدم ــ علي حد قوله ــ محتوي عربياً محلياً أصيلاً يلبي احتياجات السوق هنا وفي الخارج! وتنقسم الآراء بين خوف البعض من بيع تراثنا السينمائي إلي الأجانب. وتشجيع البعض الآخر لهذه الخطوة باعتبارها الحل الوحيد لانقاذ السينما وزيادة استثماراتها من أجل الخروج بها إلي العالمية. والاهتمام بقضايا اكبر من القضايا المحلية التي تدور في اطارها الأعمال الدرامية!

أول اختبار للعولمة

يقول الناقد مدحت محفوظ: طوال العشر سنوات الأخيرة تحدث الكثيرون عن مخاطر العولمة. ونحن الآن نواجه أول اختبار حقيقي للسينما مع العولمة وقدرتنا علي الانفتاح علي العالم. هل نشارك العالم همومه ونسعي من خلال السينما إلي التعبير عن حلم الخلاص من كل معوقات التقدم والقضاء علي مظاهر التخلف التي جعلتنا نتأخر كثيرا عن العالم الذي ننتمي إليه هذا بخصوص المضمون الفكري للأفلام. أما بخصوص الانتاج فإن طبيعة "البيزنس" تسعي إلي فتح أسواق جديدة للانتاج المصري والعربي وسيكون لذلك مردود اقتصادي كبير. أما تراثنا السينمائي فإن روتانا ساهمت في ترميم وطبع 40% من الافلام التي اشترتها وقامت باصلاحها وعرضها مجانا علي قناة الأفلام. والمؤكد أن وزارة الثقافة أو الاعلام في مصر لم تكن قادرة ماديا وفنيا علي القيام بهذه المهمة لحفظ تراثنا السينمائي. والمفترض أن نسعد ببيع الافلام لأنها ستخرج من المخازن ويتم اصلاحها وعرضها وهي بذلك تري النور أخيراً بعد سنوات من التخزين في الظلام!

السينماتيك المصري

* الدكتور مجدي عبدالرحمن خبير الترميم المعروف يؤكد ان الأهم بالنسبة لمصر أن تسارع بانشاء الأرشيف القومي للفيلم "السينماتيك" ويقول: هذا هو وقت العمل الجدي من أجل انجاز المشروع القومي لحفظ تراث السينما المصرية. طالما أن ملكية إنتاجنا السينمائي ذهبت إلي غير العرب. فيجب أن نفعل مثل باقي دول العالم التي تنتج افلاماً. من الضروري الانتهاء من انشاء "السينماتيك" وهذا من حقنا حتي نحفظ ما هو حق لنا. بعد أن أصبحت أفلامنا معروضة علي شاشات العالم كله. وليس علي شاشات المنطقة العربية فقط!

ويضيف: من ضرورات الانفتاح علي العالم الحفاظ علي الهوية الوطنية. بمعني أن السينما المصرية إذا سعت أن تقلد "تجاري" السينما الأمريكية في العنف والأكشن سوف تفقد هويتها. وما يؤكد كلامي مدي التميز الذي تقدمه السينما الهندية علي سبيل المثال. وهي سينما جماهيرية مطلوبة ويعشقها الملايين. لذلك فإن الهنود ينفتحون علي العالم دون أن يخافوا علي أنفسهم. كذلك السينما الفرنسية التي تسعي بكل ما تملك إلي البقاء حتي هدف الحفاظ علي اللغة الفرنسية لا يمكن المساومة عليه. لذلك تجد الافلام الامريكية في السوق الفرنسي مدبلجة إلي اللغة الفرنسية بصوت ممثلين فرنسيين وهذا اضعف الايمان أمام طوفان الانتاج الامريكي الجماهيري.

* يؤكد المخرج أحمد عبد الله علي ضرورة احترام آراء المتخوفين من شراكة مردوخ لروتانا ويقول: عندما انتقلت ملكية نصف الانتاج السينمائي المصري من شركاتنا إلي شركة سعودية خاف البعض نتيجة الاختلاف الثقافي بيننا وبينهم. حيث تمارس رقابة من نوع آخر علي أفلامنا. أما الآن وقد دخل شريك عالمي بحجم روبرت مردوخ. فكيف سيكون الوضع الآن؟! هل سنتمتع بقدر اكبر من الحرية في تناول المشاكل الاجتماعية والسياسية لمجتمعاتنا العربية. أم أن حرية الابداع سوف تكون بعيدة المنال أيضاً. وإذا أصبحنا اكثر حرية كيف سيكون الوضع بالنسبة لشاشة روتانا التي نشاهدها في العالم العربي. وإذا استمرت الأوضاع كما هي عليه فما قيمة الشراكة مع مردوخ؟.. وما معني الانفتاح علي العالم ونحن نعاني من محظورات سياسية ودينية. لذلك أعتقد أن الخوف من المستقبل طبيعي في ظل الأوضاع التي نعيشها. والسينما المصرية تحتاج الكثير حتي يشاهدها العالم معنا.

مستقبل السينما

د.صبحي شفيق رئيس جمعية نقاد السينما السابق يري أن العالم خلال العشر سنوات القادمة يختلف تماماً عن العالم الذي عرفناه ويقول: اختراع الأطباق اللاقطة للارسال الفضائي واختراع كاميرا الديجيتال ثم ثورة الانترنت. كل هذه عوامل أثرت علي صناعة السينما في كل مكان في العالم. لذلك فإن البيزنس أو الملكية هي الأخري اختلفت. ودخلت أطراف كثيرة في شراكة واحدة. ورغم تعدد جهات الانتاج المشاركة فإن المستوي الفني للفيلم يفرض نفسه طالما لديه القدرة علي التنافس في السوق العالمي. ولا خوف بخصوص عرض الافلام القديمة علي الشاشة. لأنه يستحيل أن يشتري مستثمر مواد فنية بمليارات الدولارات ويمنع عرضها. بل علي العكس يحاول ان يستفيد ماديا من عرضها. هل نخاف أن ندفع فلوس لكي نشاهد أفلامنا. هذا حدث بالفعل في القنوات المشفرة. كما دفعنا فلوس لنشاهد منتخبنا القومي لكرة القدم وهكذا.

ويضيف: الخوف الآن من أن التليفزيون المصري بقنواته الثلاثين يصبح عاجزاً عن شراء أفلام مصرية ليعرضها علي شاشاته. بالتالي تكون مشاهدة الافلام المصرية علي الفضائيات هي الحل الوحيد أمام المشاهد. وهذا حادث للأسف الان. ولكن المشكلة سوف تتفاقم إذا زادت اسعار الفيلم المصري بعد الشراكة الجديدة مع مردوخ. وإذا كان تليفزيون إسرائيل اعتاد سرقة الافلام المصرية وعرضها. فإنه الآن سوف يضطر أن يدفع لمردوخ وهذا أفضل من السرقة. والأجيال الجديدة من السينمائيين عليهم مسئولية ضخمة الآن إذا ذهبوا لإنتاج أفلامهم عن طريق روتانا. والمعادلة الصعبة أصبحت كيف تقدم فيلماً ينتمي للمجتمع المصري وتستطيع عرضه علي العالم ومنافسة السينمات الأخري؟!

الجمهورية المصرية في

25/03/2010

 

مقعد بين الشاشتين

حق الرد .. أم حق الردع

صباح دريم .. وغضب السيد المحافظ !

بقلم : ماجدة موريس 

* هل من حق ضيف البرنامج .. أيا كان موقعه .. الثورة والغضب وأهانة مقدمة البرنامج واتهامها هي وفتاتها اتهامات تدخل ضمن قانون العقوبات. وأيضا الحديث الي ضيف البرنامج في الاستديو بأسلوب فيه استقواء وتهديد خفي.. لقد حدث هذا صباح السبت الماضي أثناء برنامج "صباح دريم" الذي تقدمه دينا عبدالرحمن وهي من أفضل مقدمات برامج التليفزيون العام والخاص كان البرنامج يناقش ظاهرة تفشي حالات الاسهال لدي المواطنين خاصة الاطفال في مطوبس بكفر الشيخ وأيضا الفشل الكلوي والكبدي نتيجة تلوث مياه الشرب بمخلفات الاقفاص والمفارخ السمكية التي يطعمها أصحاب مخلفات المذابح. مما يستدعي زيادة جرعة مواد تنقيتها في محطة المياه عن المعدل المطلوب .. مسألة معقدة لكن نتيجتها مارواه ضيف البرنامج في الاستديو د. محمد فتحي عثمان رئيس هيئة الثروة السمكية ود. محمد فضل عضو مجلس الشعب عن دائرة مطوبس وفوه. قال الضيف انه توجد سلبيات عديدة في مسألة تربية الاسماك ضد كل القواعد بواسطة اصحاب نفوذ لا يطولهم القانون. وفي مسألة المياه التي تسبب كل هذه الامراض للناس. ولم يكتف البرنامج بهذا وإنما قدم تحقيقا مع المواطنين اكدوا فيه كلام النائب فاتصل البرنامج بالمحافظ احمد زكي عابدين الذي فتح النار علي البرنامج بانفعال شديد ورد قائلا ان ماتقولونه غير حقيقي بالمرة ومحطة مياه مطوبس الجديدة افضل وأرقي مكان في مصر. وفيه اقفاص سمكية لكن ليس لها علاقة بمآرب المياه واكمل المحافظ مرة اخري متهما البرنامج بأنه يشهر بالدولة ومنجزاتها. وعبثا حاولت مقدمته توقيفه بمنتهي الادب لتسأله عما ذكره التقرير الذي حصلت علي نسخة منه يؤكد حدوث تلوث كبير يؤثر علي صحة المواطنين. لكن محافظ كفر الشيخ رفض سماعها مرددا انها تشهر بالدولة وحين حاولت اي مقدمة البرنامج لفت نظره الي ان التقرير الذي عرضته علي المشاهدين صادر من معامل محطة مياه مطوبس نفسها فصرخ فيها قائلا : يااستاذه مش عايزين حد يزايد علي وطنيتنا .. بطلوا بقي تشهروا بالدولة.. مع السلامة.. واغلق الخط في وجوهنا جميعا وليس مقدمة البرنامج.. بالطبع لم ينس المحافظ توجيه اللوم للنائب الضيف قائلا له "لماذا لم تحضر لتبلغني بهذا في مكتبي؟ طب ما انا موجود" وليخيم مناخ من الحرج والحذر عقب انهاء المحافظ المكالمة بهذه الطريقة مما دفع دنيا الي اعادة عرض التقرير وابراز ختم الدولة عليه والتأكيد علي ان احدا من ضيوفها لم يكن مصدره وانما تسرب من داخل المعامل وبعدها قدم البرنامج تحقيقاً ثانياًً. وليس استفتاء كما ذكرت مقدمته. حول نفس الموضوع. شمل اراء اكثر من عشرة من المواطنين ومواطنة واحدة ذكروا فيه حقائق مفزعة حول جرائم اصحاب المزارع السمكية التي يدفع ثمنها شعب المدينة واطفالها. بل قال احدهم ان اغلب هذه الاقفاص اتت من محافظة البحيرة وان اصحابها يعرفون مقدما مواعيد الرقابة فيسارعون باخفائها حتي ينتهي المرور الأمني.. في النهاية لابد من التساءل هل من حق احد ان يحاول ارهاب اي اعلامي باحث عن الحقيقة باتهامه اتهامات ترتقي الي مستوي الخيانة لمجرد كشف مايحدث للمواطنين في مكان بعيد عن العاصمة؟

لقد فعل محافظ كفر الشيخ هذا. حاول ارهاب اعلامية تؤدي واجبها من واقع تقارير رسمية وتحقيق علي الطبيعة واقوال ضيفين مختصين في الاستديو وبدلا من ان يتحاور المسئول الكبير مع الاعلامية المجتهدة بأسلوب يحترم جهد البرنامج ووقت المشاهد. ويحترم الحقيقة قبل كل شئ. انطلق يكيل الاتهامات للجميع رافضا التعامل مع أي من التقارير والشكاوي الجماهيرية وكأنه فوق الجميع. في وقت تتجه الدولة فيه لدعم المواطنة وحقوق الانسان وهو مايبدو أنه لم يصل اليه بعد.. حتي الان.. أما الأمر الثاني فهو أن سلوك المحافظ علي هذا النحو فيه ازدراء للاعلام ولدوره الهام في البحث عن الحقيقة تجاه مايمس المواطن. والتليفزيون هنا مثله مثل الصحف التي تنشر مظاهر الاهمال والتسيب في كل مكان.. ومن المؤكد ان كثيرا من المسئولين يفعلون مثل محافظ كفر الشيخ في مواجهتهم لما يكتبه الصحفيون زملاؤنا لكن الفارق هنا أن ماقاله السيد احمد زكي عابدين مسجل بالصوت والصورة. وان القناة التي تهجم عليها وعلي مقدمتها ليس لديها اتحاد او نقابة تشكو اليها مطالبة بحقها مثلما يلجأ الصحفيون لنقابتهم. وأخيرا فإن هذه الحلقة من هذا البرنامج صباح دريم دليل علي قوة الاعلام وقيمة الحرية.

واحد من الناس

* اكثر من ينتقد الاعلام المصري هو جمهوره ونقاده المصريون. واتساع عدد منافذ الاعلام. الحكومي والخاص والفضائي. اضاع جهود رائعة تحتاج الي التأكيد عليها. ويظهر هذا عادة في مسابقات مهرجان الاعلام العربي الذي يقام سنويا في مصر وحيث يكتشف اعضاء لجان التحكيم الكثير من البرامج المهمة التي لم يشعر بها احد ولهذا تأتي أهمية جائزة اليونسكو لبرنامج مصري دأب علي تقديم الوجه الاخر للحياة لابطاله وهم الناس العاديون في الاماكن الاقل رعاية. والاكثر هما وهو برنامج "واحد من الناس" الذي يعده ويقدمه عمرو الليثي وهو اعلامي مجتهد ودؤوب بداية من برنامج "اختراق" علي القناة الثانية الارضية الي "واحد من الناس" علي دريم الخاصة. والذي دأب فيه علي اقتحام العشوائيات ولفت الانظار الي الناس فيها بل ومحاولة مساعدتهم قدر الامكان حتي لو كان هذا مهمة آخرين علي رأسهم الدولة والحكومة.. وما أحوجنا الي هذا الاعلام الافقي. الذي لايري العالم مجرد صوت وصورة لنجم مشهور. فقط ولهذا يحقق عمرو الليثي توازناً مدهشاً في برنامجه بين وجهي العملة.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

25/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)