حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أسطرة المدينة في فيلم صياد اليمام

عبدالكريم يحيى الزيباري

لأنَّ الروائي إبراهيم عبد المجيد من مواليد الاسكندرية (1946)، فأنه لذلك ربما، يبدأ روايته(الصيَّاد واليَمام) بمحاولة أسطرة هذه المدينة السياحية التي بناها الاسكندر المقدوني، وأطلق عليها اسمه، ولم يذكر أنَّ المقدوني بنى مدينةً باسم الاسكندرية في كل بلدٍ احتله، لِـيُخَلِّدَ بذلك ذكره، تناول مأساة الفقر ومعاناة الوافدين وهم يبحثون عن رغيف الخبز .

واصفَا بدقة قاع المدينة المتهرئ. وعبدالمجيد أنهى دراسة الفلسفة في كلية الآداب جامعة الأسكندرية 1973، ورحل إلى القاهرة ليعمل في وزارة الثقافة، له عشر روايات، وترجمت روايته(البلدة الأخرى) إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والتي حازت جائزة نجيب محفوظ 1996، وترجمت (لا أحد ينام في الإسكندرية) إلى الإنكليزية والفرنسية، و(بيت الياسمين) إلى الفرنسية.

الفيلم من إخراج: إسماعيل مراد، والذي كتبَ التعليق أيضاً، عن رواية إبراهيم عبدالمجيد سيناريو وحوار علاء عزام، كتب التعليق إسماعيل مراد، أول عرض 27 آذار 2009.

ليس في الفيلم ولا الرواية أحداث رئيسة، ولا شخصيات، ليس ثَمَّة إلا مجموعة حكايات ذات طابع أسطوري، شفرات خاصة، كمظاهرة العمال تأييداً لمرور عبدالناصر، وسلوك صياد اليمام اللامبالي، والذي ليس بمقدور أحدٍ أنْ يجدَ له تفسيراً من الجهة المنطقية، وربما كان هذا الذي دعا بعض النقّاد إلى مهاجمة الفيلم، كما هاجموا مسرحية النورس لتشيخوف، المخرج استطاع أنْ ينقل جزءاً من رؤية النص الروائي، ليس في الفيلم شيءٌ من الابتذال، والضحك على الذقون، هذا هو الفيلم الذي يستحقُّ الدخول في منافسة حقيقية لجوائز عالمية، رغمَ أنني أحسستُ للوهلة الأولى أنني أشاهد فيلم الكيت كات/1991. إشارات في(صياد اليمام)، ربما لن يفهمها المشاهد ما لم يقرأ نص الرواية، فبداية الفيلم يظهر سيد(الممثل أحمد كمال) وهو يستبدل قضبان سكة الحديد القديمة بأخرى جديدة فيقول نص الرواية (وكذلك كانت يداه التي لم يفلح الجاز في تنظيفهما تماماً، والتي كثيراً ما قلبهما أمامه، داعياً إيَّاه أن تجتهد لينجح حتى لا يصبح عسكري دريسة، فلا ذنب له كي يخلعَ القضبان القديمة ويركب الجديدة) والصواب أن يقول(داعياً إيَّاه أن يجتهد)لأنَّ السرد يمضي بضمير الغائب ولا يتحمَّل هذا الانقلاب المفاجئ، والكثير من الأخطاء الأخرى مثل(سيكون الأطفال مثلما كان يدركون من كثرة القطارات واختلاف وجه ركابها)والصواب(مثلما كانوا يدركون).

يبدأ الفيلم بانتهاء دوام عامل السكة الحديد، وصوت الراوي يصاحب الأحداث ويُعلِّق عليها للدلالة على أنَّهُ فيلم روائي(كان يوم عادي، زيو زي كل الأيام، راجع فيه سيد آخر النهار، بعد يوم شغل طويل في السكة الحديد، عينو وقعت عليها، وقت الغروب بالضبط، كانت قاعدة على الشط، وجهها كان غير عادي، عروسة البحر التي صارت بعد أيَّام قليلة عروسة سيد). صوت أحمد راتب، والذي ازداد روعةً بِبَحَّةٍ مميزة، لماذا لم يظهر اسمه في المقدمة؟ كان دوره أهم من دور أشرف عبدالباقي، ويقرأ أشعاراً بلغة مصر العامية للشاعرة كوثر مصطفى، أغنية(يا طير يا طاير ومقرب عل المية)تظهر الممثلة دينا بدور جَنَّات والدة أشرف عبدالباقي وهي تجلس على الشاطئ بطريقة لا يمكن أنْ تكون إلا في الحلم، أو ذاكرة بعيدة، الأجواء أسطورية، يقود العريس سيد، عروسته إلى غرفة النوم، ويشعل خمس شمعات، وهي تبتسم ابتسامة خجولة، ربما فشلت الممثلة في أدائها بشكل طبيعي، في الدقيقة الخامسة يعود الصوت الخارجي المُصاحب للمشهد (واكتشف أنَّها فعلا جِنيَّة، أو يعشقها جني، بس هو خلاص كان حبها، فبدأ يحاول طردهم أن يؤذي زوجته) ويعود الصوت(ومشت الأيام وجاء الأستاذ علي)مشهد وهم يأخذون صورة بأجهزة التصوير القديمة- لمبات-، وقبل نهاية الدقيقة الثامنة، وهذا المشهد تبدأ مقدمة الفيلم، وأسماء الممثلين والممثلات، مع أغنية المقدمة بصوت المطربة نهال نبيل(اشرف عبدالباقي، علا غانم، طلعت زكريا/مدرب الصيد، صلاح عبدالله/ الشرطي). بعد المقدمة علي الصغير قد صار رجلاً ويريد أن يذهب إلى صيد اليَمَام، وابنه يريد الذهاب معهُ، وهو يرفض، زوجته تحاول تثبيطه(ألن تتوقف عن صيد اليمام، منذ عشرين عاماً وأنت تصطاد اليمام؟ فيرد: وأنتِ ألن تتوقفي عن الكلام) وفي بداية الرواية تنويه(أكثر من عشر سنوات يقتل اليمام، أكثر من عشر سنوات يرفع عينيه). وصوت الراوي(علي يتنقَّل من مهنة إلى مهنة ويستمر في مزاولة هوايته في صيد اليمام) يبرِّر معاملته القاسية لزوجته(حسين ليس ابنه الوحيد، ربما موت ابنه البكر جعله قاسياً).

ويلتقي صيَّاد اليمام (علي/ أشرف عبدالباقي)بصيَّاد سمك(الممثل لطفي لبيب)، يناديه (سامح أين الطُعُم، سيهرب السمك- أنا لستُ سامح أنا علي- عارف.- تعرف اسمي. – أعرف أنَّكَ لستَ سامح)هذه المفارقة الجميلة، والممثل أشرف عبدالباقي لم يستطع أنْ يتخلَّى عن كوميديته، فاختلفتْ الأجواء تبعاً لذلك. فشخصية علي في الرواية حالم، غير منتمي كبير، من أمثال بنات العالم الذين تحدث عنهم تسفايج، وإنْ لم يكن بثقافتهم، ولكنه بالتأكيد ليس كوميدياً!!

ويذهب يروي قصته في الحرب العالمية الثانية، وقصف الطائرات الألمانية لرتله، وللقطار الذي استقله، ولم يبقَ غير عربة السائق التي يستقلها الراوي، وطريقة السرد تذكِّر بطريقة تصوير فيلم(الكيت كات/ 1992)عن رواية إبراهيم أصلان(مالك الحزين/1983) بطولة محمود عبدالعزيز بدور الضرير الشيخ حسني، وكان السائق الهندي مُصِّراً على إنقاذ الجندي المصري، لأنَّ في إنقاذه انتصاراً له على العدو الألماني الذي قتل عائلته، وَلَعمري لا أدري كيف لقطار لا يستطيع الخروج من سكة الحديد، أنْ يراوغ الطائرات التي تلاحقه!!!. وبينما كفر الزيَّات هي بلدة البطل صيَّاد اليمام في الرواية، يتحدث عنها في الفيلم صياد السمك الذي نزل فيها من القطار الذي يقوده الهندي المبتور، وأخي تطوَّع في حرب فلسطين 1948، وعاد مع رصاصةٍ في صدره، وفي 1956 تطوع مع الفدائيين وعاد مع رصاصةٍ في رجله اليسار بحسب الصورة(صوت أحمد راتب: واختفى طولبة العجوز بعدما أنهى قصته، يبحث في منطقةٍ أخرى، لعله يعثر على هتلر، وهذه قمر قابلها علي كما قابل الكثير في طريقه. لكن علي بالنسبة لها كان شيئا كبيراً جدا، انتظرته وحلمت بلقائه سنين)ينقطع صوت راتب. تسأله: (لماذا تنظرُ إليَّ؟ - اعتبريني معجب.) وهذه الجملة الأخيرة يقولها أشرف عبدالباقي بصيغة موسيقية، هي النبرة الموسيقية المميزة لصوته، في الدقيقة 21 يستخدم المخرج تقنية الروائي عبدالمجيد بخلط الأوراق على القارئ، لإرباك المشاهد، فيعود عليّ طفلاً صغيراً، وأمُّه جَنَّات تغسل جسده العاري في الحمام، ويشكي من الماء الحار، فتقول له(ماذا ستفعل حين يخطفون عروستك، فتضطرُّ إلى عبور سبع صحاري، وسبعة جبال،  وسبعة بحار، وبين كلِّ بحرين بحر، يبدأ المشهد الذي تحدث عنه عبدالمجيد في بداية روايته، حيث يدخل الزوج سيد وهو يقول(تهيئوا للسفر.. سنسافر إلى الاسكندرية)تسأله(سنترك كفر الزيَّات إلى الاسكندرية، أين سنسكن؟)- في سَكَنْ المصلحة طبعاً. عين الحوار بدون أدنى تعديل في الرواية الاصل، وليته بدأ الفيلم كما بدأت الرواية، فهي بداية موفقة، ومشوِّقة، تبدأ كما بدأ هوميروس عند الذروة، في نهاية السنة العاشرة لحصار طروادة، وكما يقول همنغواي(يجب أن تختزل البداية أحداثاً جسيمة)تطلبُ منه زوجته جَنَّات أن يكتب طلباً إلى الرئيس عبدالناصر كي يساعدهم في عملية النقل، هذه أحلام البُسطاء، قال في الرواية أنَّ دجاجةً قفزت على صدر سيد وهو نائم، ونقرت عينه فاستيقظ من الألم، وفي الفيلم يرى المشاهد ثلاث دجاجات فوق صدره، ويبدأون في مناقشة ماذا سيقولون للرئيس ناصر عند لقائه، ثمَّ يسأل ناظر المحطة: متى سيأتي قطار الرئيس؟ - لقد فات للتو. مشهد ساذج حيث يهاجمه الدجاج وهو نائم، وإنْ كان في الرواية سهلاً على القارئ أن يتجاوزه، لا أظنُّ أنَّ القارئ يستطيع أن يتجاوزه، فالدجاجة كما هو معروف عنها، يستحيل عليها أن تكون بتلك الشراسة، هجوم الدجاج على سيد، وسيد خائف على صور الرئيس من هجوم الدجاج، ثم يطلب موظفو السكك صورة ناصر ليخرجوا في مظاهرة في مشهد جاء هزيلاً، لا يتناسب مع الموسيقى التصويرية، ويقول أحدهم(أبو علي، ألن تأتي معنا، سيزعل عليك أبو خالد، يقصد الرئيس ناصر)وأبداً لم يكن لرئيسٍ أن يهتَّمَ بتوافه الأمور، ولكن غاب عن المشاهد منافق السلطة، الذي يأمر بمظاهرة التأييد أو الترحيب، وكما في فيلم(آسف على الإزعاج)حيث يكتب أحمد حلمي رسائله إلى الرئيس مبارك، يكتب عامل السكك سيد رسائل إلى ناصر، وعلي يسأل والده(لماذا كتفك اليمين أعلى. – لأننا اعتدنا أن نحمل قضبان السكك على كتفٍ واحدة. – ولماذا لا تساوي بين الكتفين في الحمل)وسيد هو الشعب المصري الطيب المغلوب، الذي يكدُّ من أول النهار حتى آخر الليل من أجل رغيف الخبز، ويموت العمِّ سيد في الدقيقة 38، ويعرض عليها الزواج، ويتزوجها شقيق سيد، ويقفُ أمامها زوجها وهو يمطُّ شفتيه بطريقةٍ ساذجة، ويحاول طرد ابنها علي من الغرفة، شخصيات تظهر لمرةٍ واحدة، ولديها فرصةٌ واحدة لتقول كلّ ما في جعبتها، ويشدُّ عليها زوجها بالضرب، ويعتذر لابنها وابن شقيقه سيد(آسف فالجنِّي لا يخرج إلا بالضرب)، مائدة طعامهم قروية فعلاً، لكن ملابسهم النظيفة وخاصةً بيجامة الشاب علي لا تليق بالقرى، وتختفي والدته كذلك، في الدقيقة 44، فيضرب عمه وزوج أمِّه، ويهاجر إلى الاسكندرية، يتنقَّلُ من مهنةٍ إلى أخرى، يقابل فيها الشخصية تلو الشخصية، وجميعها شخصيات حزينة، وفقيرة، بائسة حدَّ الموت، ويعملُ مهرِّجاً ليقدِّمَ لعمال الساحر، الذي يفشلُ مما يغضبُ الجمهور الذي يهاجمهُ، الشرطة تهاجم الباعة المتجولين، تستولي على بضائعهم، يعمل في مَحلجٍ للقطن، ويتعرَّف على الشَّهاوي(طلعت زكريا)الذي يعلمه صيد اليمام، وصاحب المحلج يتحرَّش بعاملةٍ، ويقول له الشَّهاوي(اليمام مثل الإنسان، يعتقدُ أنَّهُ سيعيش سعيداً إلى الأبد، لذا يجب أن تتركه على عماه)ويفتعل شجاراً أمام شرفة سَماح، ويستمرُّ في مطاردتها، وترشِّح والدة الشَّهاوي في انتخابات مجلس الشعب، وتموت في شجار أثناء الحملة الانتخابية، بعد الساعة الأولى بدقيقة واحدة يودِّعُهُ الشَّهاوي، وتزوَّج علي وسَماح، دون دخول في تفاصيل تكاليف الزواج، التي استهلكت مئات الأفلام المصرية. يقول أحمد راتب في الدقيقة السابعة بعد الساعة الأولى(أين السعادة التي كانت معنا، تتركنا وتذهب لغيرنا، أم نحن الذين اعتدنا عليها). وبدأ يسأل عمال الميناء عن كمال الشَّهاوي، واستقبلَ حكايات عديدة، فجاءته المطربة تسأله لماذا تسأل عن كمال؟ فإذا هي حبيبة كمال السابقة، وحَكَتْ قصة أسطورية، وفي الدقيقة السابعة عشر، دهسَ القطار ابنه يحيى، وفي الدقيقة الثمانين يظهر الشرطي صلاح عبدالله، ويقول له أنا أراقبك منذ عشرين سنة، ويقول له(أذكرك يوم حملت عربة قطار على ظهرك، وصفَّقَ لك الجمهور) وقالت قمر للشرطي بشكل عام(أنا لا أتزوَّجُ رجلاً يستعطفني بدموعهِ، أنا أريدُ رجلاً أعيش في حمايته) وبشكلٍ خاص له هو الشرطي(كيف أتزوَّج رجلاً يقول لي أنَّهُ سيترك زوجته وأطفاله من أجلي، ولو كنت قمر). ويلتقي علي هند التي تلتقط الحبوب، وتعود هند بذاكرتها إلى ذلك اليوم الذي فوجئت بالشرطي مع والدتها، فطردته، وتقول ظللت أطرده فيما بعد. ويعود والد هند فتستقبله استقبالاً بارداً، ويهجرهما من جديد، عائلة هند، وعائلة سيد، وعائلة علي، وعائلة الشَّهاوي، وعائلة الشرطي موسى، يُلقى القبض عليه في مظاهرة ضد غزو العراق، لأنَّه يحمل بندقية، ويحكم عليه بالحبس(يدخل إلى المصور ويقول صورني هكذا، صورتني وأنا صغير وأنا كبير وأنا سعيد وأنا حزين، صورني هكذا ربما تكون هذه آخر صورة)ويطلب المصوِّر من علي أنْ يصورهُ هو، ويطلب علي من المصور أنْ يضحك، فيبكي.

مرتكزات الفيلم: صوت الراوي المبحوح أحمد راتب، الموسيقى التصويرية البطيئة، الحلم(كان يحلم ببيت هادئ وجميل، وأمُّ هند كانت تحلم بأن يبقى أبو هند معها) الفقر، بندقية الصيد، اليمام، القطار، الأكواخ والشقق والبيوت البسيطة، وصوت المطربة نهال نبيل(مرَّة حقيقة ومرة خيال، ومرَّة ممكن، ومرَّة مُحال) شاطئ الاسكندرية، القمر، الكورنيش، الفنار، البحر، موج البحر، زورق، مقهى، لكن المخرج لم يظهر أهم مرتكز في الرواية(العجز الذي أصاب الصيَّاد)وأفقده قدرته على الصيد، وكيف أنَّ الشرطي نسبَ للصيَّاد حكايات أنكرها الأخير، ومنها أنَّهُ تركَ ابنه جثةً هامدة على السكة الحديد، ومضى ليكمل صيد اليمام، ولم يظهر اللعنة التي طالت خمس سنوات لم يصطد فيها شيئا، ربما كان الروائي عبدالمجيد يرمز إلى حرب الاستنزاف التي أعقبت هزيمة 1967، والعقدة النفسية التي أصابته جرَّاء الاختفاء الأسطوري لوالدته، أصابهُ بعجزٍ آخر، لا يقدر أنْ يحب، لا زوجته سماح ولا قمر ولا هند، وفي نهاية الرواية يجلس مع زوجته على سطح المنزل، يقرِّر أن يسألها عن اسمها، ويجد فيها حنان الأم الذي افتقده، وفي آخر مشهد من الفيلم، يجلسان على شاطئ البحر، هاتان الركيزتان لم يهتم بهما المخرج كثيراً، البطل والسرد يركضُ كالمجنون لا يعرف إلى أين، كان الروائي يكتبُ روايته بعشقٍ كبير لمدينته ومسقط رأسه، وكان المخرج يقدِّم روية عاشق لفنِّهِ، وكان علي صيَّاد اليمام، في الرواية لا يتذكر اسم زوجته، ولا يهتم بالأسماء، ولا يشغله غير الحلم، والشخصيات والحكايات التي سمعها، كأنَّما رآها في حلم..

الإتحاد العراقية في

21/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)