حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج محمد عبد الفتاح:

ميزانيّة مهرجان الأفلام المستقلّة صفر!

القاهرة - أميرة الدسوقي

محمد عبد الفتاح أحد أهم المهتمين والعاملين في الفن المستقل سواء في المسرح أو السينما، فهو من مؤسّسي أول مهرجان مصري للسينما المستقلة الذي تبدأ بعد أيام دورته الثالثة بعد انتقاله الى أكبر مجمع سينمائي في القاهرة، ما يعني أنه ثبّت أقدامه بالفعل وبات له جمهور يدعمه ويلتف حوله.

حول المهرجان والفن المستقل كانت لنا الدردشة التالية مع عبد الفتاح.

·         أنت رئيس مهرجان السينما المستقلّة، كيف تعرّف الفن المستقل؟

من وجهة نظري، الفن المستقل هو الذي لا يخضع لأي منظومة تجارية أو حكومة تفرض سيطرتها عليه أو تتحكم بأفكار صنّاعه.

·         كيف جاءتك فكرة إنشاء المهرجان؟

كانت الفكرة مطروحة لدى بعض المهتمّين والعاملين في السينما المستقلّة. أردنا أن نكوِّن جمهوراً يهتمّ بهذا النوع من الفن فلا تظل مشاهدة الأعمال المستقلّة مقتصرة على صنّاعها وأصدقائهم. باختصار، كانت لدينا رغبة في الوصول الى كل الفئات لأننا نقدّم فناً يستحق المشاهدة.

·         كيف استطعت الوصول بالمهرجان من مسرح صغير جداً الى أكبر مجمع سينمائي؟

عندما قرّرت البدء في التجهيز لدورة المهرجان الثالثة، اكتشفت عدم توافر مكان للعرض بعدما تركنا مسرح «روابط» الذي أقيمت فيه الدورة الأولى، يضاف إلى ذلك حلمي منذ كان المهرجان فكرة بأن يقام في مجمّع سينما، فقررت عرض الفكرة على شركة «مصر العالمية» المالكة لأكبر مجمع سينمائي وفوجئت بأنها رحبت بالفكرة وبشدة، ووافقت على اقتراحي بإقامة المهرجان مجاناً، ما يؤكد أن القيّمين على «مصر العالمية» مؤمنون بالفن فعلاً.

·         هل نجح المهرجان في استقطاب الجمهور؟

بالطبع، نجح المهرجان في تعريف كثر بالفن المستقل وآمل بأن يتزايد العدد خصوصاً مع هذه الدورة التي ستقام في مكان يرتاده أشخاص بعيدون كل البعد عن الأجواء الثقافية التي اعتدنا أن نقيم عروضنا فيها، فهذا المجمّع السينمائي ترتاده طبقات مختلفة من المجتمع، ما سيتيح الفرصة للأفلام المشاركة بأن يراها جمهور جديد غير معتاد على هذا النوع من الفن.

·         تؤكد أن المهرجان بدأ يرسّخ أقدامه، لماذا إذن تقلّص عدد الأفلام المشاركة في الدورة الثانية؟

شارك في الدورة الأولى حوالى 80 فيلماً وفي الثانية ما يقرب من 60 فيلماً، نظراً الى أن أفلام الدورة الأولى أُنتجت منذ عام 1989 وحتى 2006 ولم تجد مكان عرض يجمعها كلّها، أما الدورة الثانية فكانت نتاج عمل سنتين فقط، ما يؤكد حجم الإقبال على الفن المستقل وتزايد عدد العاملين فيه.

·         يحلم أيّ مبدع بالتواصل مع القاعدة الأكبر من الجمهور، فهل نجحت تجارب مستقلّة في شقّ طريقها بعيداً عن المهرجان؟

تردّد أن ثمة أفلاماً اشترتها قنوات فضائية لكن المؤكد أن «عين شمس» الذي كان فيلم الافتتاح في دورة المهرجان الثانية، عرف طريقه إلى العرض التجاري بعدما تبنّته الشركة «العربية للإنتاج والتوزيع» وسوّقته تجارياً.

·         هل سيتبع المهرجان خطة دعائية كباقي المهرجانات تساعد في الترويج له؟

ميزانية المهرجان صفر، ولم نحصل على أي تمويل سوى المكان الذي سيقام فيه، ومن ثم فإن بند الدعاية سيقتصر على الجهود الذاتية من خلال الدعاية عبر الإنترنت والرسائل الهاتفية القصيرة...

·         من الواضح أنك تقبل بفكرة تمويل المهرجان مادياً، فما هي حدودها كما تراها؟

أي تمويل ضد فكرة المهرجان وهدفه مرفوض، وأكثر ما أسعدني في إتاحة فرصة العرض في هذا المجمع السينمائي هو أن {الشركة العالمية» لم تحاول فرض أي سيطرة على الأفلام المشاركة أو التدخّل في فاعليات المهرجان.

·         ما مقاييس اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان؟

يُعهد إلى لجنة مشاهدة تضم عاملين في مجال الفن المستقل باختيار الأفلام وفق مقاييس أو معايير تكون غالباً تقنية، بمعنى أن يكون الفيلم صالحاً للعرض على شاشة سينما وواضحاً للجمهور صوتاً وصورة.

·         ألا توجد أي معايير رقابية؟

لا نضع أي معايير رقابية من شأنها كبت وجهة نظر صانع الفيلم، فأساس المهرجان هو الفن المستقل، أي أن يوصل صانع الفيلم فكرة واضحة من دون أي قيود.

كذلك لا تتطلّب المشاركة في المهرجان شروطاً معينة، فنحن نستلم جميع الأفلام التي تقدم إلينا ونشاهدها جميعها وبعد ذلك يتم استبعاد أو اختيار الفيلم وفقاً لما ذكرته سلفاً.

 

حامد حمدان ودّع السينما

فايزة هنداوي

صدمني كغيري خبر رحيل المبدع حامد حمدان، مهندس الديكور الذي ستظلّ أعماله السينمائية محفورة في ذاكرتنا وقلوبنا كشاهد أكيد على أن مبدعاً مرّ من هنا... «وكأنه قدر علينا أن نلتقي لنفترق».

قبل أيام قليلة من رحيله تحاورنا طويلاً عن السينما وهمومها، كان كعادته مفعماً بالحيوية والحماسة، راح يتحدث عن الديكور وكأنه يتحدث عن حبيبته، كان سعيداً باهتمامي بهذا المجال معرباً عن أسفه لانحسار الأضواء عن هذا الفن على رغم أهميته، تطرّقنا الى فيلم «أفاتار} وقد رأى حمدان أنه ليس مبهراً إلى حدّ الهوس كما ظهر ذلك في كتابات كثيرة عنه، مؤكداً أنه شاهد أفلاماً أهم وأفضل منه تقنيّاً. كذلك توقّع عدم فوزه بكثير من جوائز الأوسكار وهذا ما حدث بالفعل.

حامد حمدان شاب في أوائل الأربعينيات صمّم ديكورات كثير من أفلام الراحل يوسف شاهين وتلميذه خالد يوسف آخرها ديكور الحارة في فيلم «كلمني شكرا»... أحبّ عمله لدرجة العشق، وكانت علاقته بمساعديه تدفعك الى تأمّلها خصوصاً في هذا الزمن حيث لا يهتم أحد بتعليم الآخر، فحمدان لم يمنحهم خبرته فحسب عن طيب خاطر، لكنه منحهم الفرصة للتجريب والتطوير بعكس آخرين، لذلك أحبوه بصدق وبكوه بحرارة، وهذا ما أكده لـ{الجريدة» مهندس الديكور صلاح مرعي وهو بمثابة أستاذه وعلى رغم ذلك أكد أنه تعلّم منه الكثير بعدما شاهد تصميمه للحارة في «حين ميسرة}.

للأسف، لم يمهل القدر حامد حمدان ليحقّق كل ما كان يحلم به وفي مقدّمه كيفية النهوض بصناعة السينما عموماً وليس مهنته فحسب، وتفعيل دور نقابة المهن السينمائية. لم يمنحه القدر الفرصة لاقتناص مساحة من الزمن لمشاهدة الأفلام الجديدة وخصوصاً الأجنبية التي راح يحدّثني عنها وعن شوقه الى رؤيتها.

كذلك، لم يمهلنا القدر نحن الفرصة لنمنح هذا الفنان ما يستحق من مكانة، فنياً وإنسانياً.

الجريدة الكويتية في

12/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)