حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أزمة السيناريوهات السينمائية في المغرب:

المخرجون المغاربة يتصرفون كثوريين ويزعمون انهم سيخترعون السينما من فيلمهم الاول

محمد بنعزيز

قبل منتصف تسعينات القرن العشرين، كان السينمائيون المغاربة يبررون ضعف إنتاجهم بنقص التمويل، في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين تضاعفت ميزانية صندوق الدعم عشر مرات، سطرت القنوات التلفزيونية سياسة إنتاجية مكثفة، وهكذا ظهر أن الخلل في السيناريوهات، صار سؤال السيناريو في الواجهة، تغيرت المقاربة وهذا ممتاز.

الدليل؟

ملف صادم في مجلة 'سيني ماج 'CINEMAG العدد العاشر كانون الاول ( ديسمبر) 2009، ملف شامل حول كتابة السيناريو في المغرب، يثبت أن هناك أزمة إبداع لا أزمة نقود. وتعميما للفائدة، هذا عرض ومراجعة لأهم محاور الملف، بمناسبة احتفال السينما المغربية بمهرجانها في طنجة.

كيف يمكن كتابة السيناريو دون تقاليد حكائية؟

مهما قيل عن الصورة، فإن الفيلم يُستقبل من طرف المتفرج كحكاية للاستهلاك، ومن هنا أهمية الكتابة.
يكتب السيناريو في المغرب دون مرجعية روائية، دون معرفة قواعد الحكي الأرسطية. بينما سينما المؤلف الأوروبية هي في جزء منها ابنة القرن التاسع عشر روائيا وصناعيا. أما في مصر فبدأت كتابة السيناريو ضمن تقاليد روائية، بل رواية شعبية كانت تنشر في الصحف والمجلات. نشأت السينما الآسيوية في نسيج ثقافي مشبع بتقاليد الحكي والسرد. تبين هذه المقارنات مشكل السيناريست المغربي مع الحكاية.

يجهل كتاب السيناريو قواعد السرد الأدبية وهي ضرورية لتماسك الفيلم. والغريب أن بعضهم يرفضون تلك القواعد بدعوى أنهم سمعوا أنها تقيد الإبداع. الحقيقة انه لا تناقض بين الإبداع والقوانين التي وجدت لتعبد طريق الإبداع السينمائي. إذ لكل فن تقنياته. هم ينكرون هذا. لذا ينتجون سيناريو بلا بنية سردية، سيناريو رخو ومترهل (mal ficel').بسبب عجزه عن وضع تصميم وتنظيم الحكي وفق تراتبية تحترم الحس الإنساني بالزمان والمكان يدعي السيناريست أن قواعد السيناريو تقيد الإبداع... وبذلك يفتح الطريق لأوهامه ليفعل ما يريد، 'ليخرمز' وهذا اللفظ لم يرد في المجلة لكنه ترجمة للتصريحات المؤدبة. أفكر هنا في أفلام نبيل لحلو مثل 'جزيرة شاكر باكربن' .

الإبداع الجيد هو الذي يعتبر القواعد التي رسختها التجربة وسيلة لا غاية، هو المدهش والعميق والجميل، الغني بالدوافع والمعلومات والمشاعر... والذي يصعب استهلاكه دفعة واحدة. الإبداع الحقيقي هو الذي يصمد في وجه الزمن.

يتصرف المخرجون الذين لا يتوفرون على سيناريوهات كثوريين، يزعمون أنهم يمكن أن يصوروا دون سيناريو، يعني يرتجلون. بل منهم من يدعي أنه سيعيد اختراع السينما من فيلمه الأول. وهم بذلك يتصرفون كهواة تفتقد أعمالهم الحرفية. وسبب هذا هو أن جل السينمائيين المغاربة تكونوا في أوروبا أو تأثروا بالسينما الفرنسية، بالموجة الجديدة، التي تحتقر السيناريو الإسمنتي، المنتهي، وهم يذكرون تروفو وغودار لتأكيد قوة الموجة الجديدة التي ترفض السيناريو... وقد تهور مخرج مغربي ثوري وفسر سبب رفضه لخطية السرد برفض متخيل البرجوازية الغربية. واضح أنه لم يسمع بخطية السرد المذهلة والمتماسكة في قصة يوسف في القرآن وكليلة ودمنة وألف ليلة وليلة. أي قبل نشأة البورجوازية.

جعلت هوليوود من كتابة السيناريو مهنة بمعايير وقواعد صارمة، تتضمن الكتابة وإعادة الكتابة، عبر عمل جماعي.

ينصح عدد من المشاركين في الملف بالطريقة الأنكلو ساكسونية في كتابة السيناريو. لكن يفتخرون بتأثرهم بالمدرسة الفرنسية.

يكتب السيناريست المغربي عن أمور لا يعرفها، لم يعايشها، ويسرع لينهي السيناريو دون جمع المادة، دون تعميق البحث والتفكير، دون توثيق ومناقشة، دون الإصغاء للناس... وعند التصوير تظهر الهوة بين الواقع من جهة والصورة والحوار من جهة أخرى... لذا لا يتماهى المتفرج مع الشخصيات، لا يجد فيها نفسه.

يعاني الفيلم المغربي من الحوارات الطويلة مع أن الثرثرة ليس خاصية سينمائية.

حوارات الأفلام المغربية حسب المشاركين في الملف: حوارات سطحية - غبية - دون عمق - دون صدى واقعي - لا تلمس المتفرج - تكتب دون جهد - دون اشتغال على اللغة تكتب بلغة سطحية تبسيطية - غير مركزة - تحاول أن تشرح كل شيء فتهين ذكاء المتفرج بضعفها.

كيف هي السيناريوهات المغربية؟

تفتقد الحد الأدنى من المهنية.

يسودها خلط يصعّب التقطيع التقني.

تفتقد التناسق الداخلي شكل واضح مما يربك المشاهد.

تعاني من خلل في طريقة التقديم، تفتقر إلى وصف الحدث.

تعاني من ضعف الكتابة البصرية لأن السيناريست المغربي يكتب مركزا على الكلمات أكثر من الصور.
تترك مساحات فارغة في الكتابة على أمل ان يملأها الإلهام أثناء التصوير، وغالبا ما يتم تعويض غياب الإلهام بالارتجال.

النتيجة الصادمة

السيناريو المغربي بلا هوية يفتقد المعنى بدون روح بدون أصالة إبداعية وتنتج عنه سينما 'أرتيزنال' artisanal.

أفلام ضعيفة، بواقعية سطحية، تفتقد لغة الصورة تفتقد الأصالة، أفلام مبتذلة قيميا ومتشابهة 'ثيماتيا' لا تحمل قيما سامية ومستلبة تتجاهل الإمكانيات الثقافية والتاريخية للمغرب.

اعتمدت أغلب الأفلام المغربية على سيناريوهات فقيرة وضعيفة البناء، ويميل المخرجون إلى المحاكاة الساخرة والخيال المنفلت.

يوجد انفصال بين الصورة والدراما بسبب انعدام خطية السرد.

نفس الشخص يكتب وينتج ويخرج... مما يعرقل ظهور سيناريست متخصص. صارت شركات الإنتاج أكثر من الكتاب.

تعكس عناوين الأفلام فقرا في الخيال، فغالبا لا يعكس العنوان أجواء الفيلم، وينتهي الفيلم دون أن يجد المشاهد صلة بين العنوان وما يشاهده.

للأفلام المغربية نهايات ضعيفة، لا تظهر صلة بين بداية الفيلم ونهايته. لأن هناك خللا في البناء، يترتب عنه غياب التوازن.

فشلت السينما المغربية في بناء هوية خاصة، وهي لم تتجاوز الأساليب التقليدية في الإخراج.

المخرج في الملف

يعتقد المخرج المغربي أنه مخرج وسيناريست ممتاز فلا يثق إلا بما يكتبه هو. الدليل بالأرقام:

66 ' من الأفلام المغربية كتبها مخرجوها، ونصف الثلث الباقي شارك فيه المخرج في كتابة السيناريو، أي أن 17 ' فقط لم يكن فيها المخرج كاتبا. ويغضب هؤلاء المخرجون حين لا يحصلون على الدعم من المركز السينمائي.

يعتبر كل مخرج أن السيناريو الذي كتبه لفيلمه مثالي.

كيف ستتطور السينما إن كان المخرج والسيناريست والمنتج شخصا واحدا؟ هذه دكتاتورية إبداعية. المثال الفذ في مثل هذه الكوارث هو سعيد الناصري ونبيل لحلو. ماذا جنوا؟ الفشل والطرد من المشهد. لا يمكن لمن يحتكر أن يبقى في مهنة الإبداع طويلا، قد ينهب ويهرب، لكنه ينكشف.

يؤدي ضعف الإخراج إلى سقوط الممثل في النمطية، إذ تلتصق به صورة الأبله أو المحتال أو البخيل... لذا يدهشنا الممثل المغربي حين يشتغل مع الأجانب.

الوعود التي بذرها المخرجون المغاربة الشبان المقيمون بالخارج انتهت سرابا (ص17). حصل ذلك أيضا للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي يستورد اللاعبين.

لا يعتبر المخرج المغربي السيناريست مساعدا بل منافسا. ذكر تقرير تقني أن من أسباب إقصاء المنتخب عدم قدرة اللاعبين على التعاون فيما بينهم، يبدو أن هذا يمس السينما أيضا.

في بلاغات توزيع الدعم من طرف المركز السينمائي المغربي لا يذكر إسم كاتب السيناريو.

لا يبدأ الحديث عن الفيلم إلا عندما يتلقى الدعم، أي عندما يكون السيناريو جاهزا ومقبولا، لكن ليس هناك حديث عما سبق، عن الكتابة، وهذا أشبه بعدم الاهتمام بالطفل إلى حين ولادته.

من الخطيئة إسناد كتابة السيناريو إلى أشخاص غير مؤهلين ثقافيا وإبداعيا.

ليس مخرجا ولا كاتب سيناريو من يجهل تاريخ الفن، الرسم والتصوير والنحت... من لم يطالع الرواية والملحمة والأساطير القديمة، من لم يشاهد الأفلام المؤسسة للغة السينما... ومع ذلك يزعم أنه عصامي!

لقد عمق عدم تدريس السينما في الجامعة أزمة السيناريو في المغرب.

لذا حظيت الكثير من السيناريوهات الضعيفة بالتصوير لأن الفراغ أرغم المنتجين على قبولها وترتبت عنها أفلام مسطحة بدون شخصيات بدون دراما حقيقية وبصوّر غير متصلة.

طبعا سيناريو سيىء غالبا ما يتسبب في فيلم سيىء.

استفاد الكثير من الطارئين على الحقل السينمائي ماديا من هذا الخلط والتفاهة. وقد دفع الفيلم المغربي الثمن غاليا.

أسباب ونصائح

نتجت أزمة السيناريو عن إهمال المجال لسنوات طويلة و'أزمة السيناريو هي أزمة متخيل لا أزمة تقنيات'، أزمة ثقافة، أزمة قدرة على الكتابة.

يحتاج كاتب السيناريو حساسية إبداعية، يحتاج ثقافة ومتخيلا. (للعلم لا للمقارنة، يشتغل سبيلبرغ 15 ساعة يوميا ويشاهد سكورسيزي ثلاثة أفلام يوميا).

تمثل كتابة السيناريو تحديا كبيرا لإنتاج الأفلام المغربية اليوم، فالطلب على السيناريوهات يتجاوز العرض الموجود.

صارت الكتابة للسينما والتلفزة ضرورة، لأن السوق الرمزي حيث تروج الأفكار يتطلب تحميل الخيال الجمعي من الشفوي المهدد بالاندثار إلى حامل جديد: الصورة.

لدينا الحق أن نحكي ما نريد كما نريد، لكن لا نحكيه لمن نريد، بل نحكيه لمتلقي له شروط محددة ينبغي أخذها بعين الاعتبار.

يجب احترام الوظائف (يقصد المتحدث البرنامج العاملي لدى غريماس والذي استخلصه من كتاب فلادمير بروب مورفولوجية الخرافة).

من الخطأ التسرع وكتابة صياغة واحدة للفكرة واعتمادها لأنها لن تصمد للتمحيص وللزمن.

تحتاج الكتابة للشاشة إلى إعادة تثقيف ذهنية وبصرية لكتاب السيناريو بغرض تمكينهم من أبجديات الصورة.

يجب على السيناريست أن يعرف الفنون الستة التي بنت صرح الفن السابع. (كمال كمال)

'لن نتقاسم متخيلنا مع الآخرين إن بقيت مرحلة كتابة السيناريو ضبابية'.

لتكتب عن موضوع يجب أن توثقه، أن تستمع فيه للناس وتناقشه.

تقنيات كتابة السيناريو يمكن تعلمها، لكن نفس الكتابة مسألة أخرى، لا يمكن تعلمه، إنه ثقافة ومتخيل وتدريب ذاتي.

هذا عرض مركز لملف من 33 صفحة شارك فيه: يوسف فاضل، لطيف لحلو، كمال كمال، الجيلالي فرحاتي، محمد باكريم، لطيف لحلو،رشيد زكي، هشام العسري، فريد الزاهي... وجمع شهاداته نور الدين كشطي.

ملف يمثل جردة حساب عسير/ مكاشفة ممتازة عن نصف قرن من السينما المغربية، ولم يكن من السهل على المشاركين أن يعترفوا بكل النقد الذي يوجه لهم، وفي الحقيقة كتبت جل الشهادات بطريقة خاصة، تحدث المشاركون في الملف بنقد تجريدي لأنه لم يجرؤ أحد على ذكر أمثلة للأفلام التي يقصدها. مثلا يقول المشارك 'تعاني السينما المغربية من ندرة السيناريوهات الجيدة'، وأنا أفهم أنه يقصد 'توجد الكثير من السيناريوهات السيئة'.

يبدو أن من ينتقد أي مهنة من الداخل مهدد بأن يطرد منها، لذا يتحدث كل مشارك وكأنه يمشي على البيض، يقول أحكاما عامة لأنه لا يريد أن يغضب أحدا، بعضهم طمع في آخر مشاركته فحاول إرضاء الجميع.... رغم ذلك يبقى ملف CINE MAG قويا ومؤثرا لأنه صادر عن المهنيين، أي شهد شاهد من أهل الفن السابع، وفائدة هذا النقد الذاتي المرير، انه قد حدد لكتاب السيناريو الشبان ما ينبغي عليهم تجنبه.

القدس العربي في

11/03/2010

 

يتنبأ للمخرجين الشباب بالنجاح

المخرج محمد فاضل: اتمنى عرض 'أيام الحب والملح' قبل رمضان

القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من محمد عاطف 

نجح المخرج محمد فاضل في انتهاء تصوير مسلسله الجديد 'أيام الحب والملح' وجار عمل المونتاج لينتهي من خطواته الشهر المقبل ويرشحه للعرض قبل شهر رمضان.يقول: ازدحام الدراما في رمضان يجعل أعمالا كثيرة تتعرض للظلم ولا يراها الجمهور إلا بعد رمضان، لذا أتمنى عرض مسلسلي قبل رمضان ليحظى باهتمام الجمهور.

عن الأزمة التي أثيرت بينه وبين الممثلة الصاعدة 'منى هلا' وتشارك معه في مسلسله وصدرت منها تصريحات عن طول فترة التصوير، علق فاضل قائلا: بعض الأشخاص يهوى لهم إثارة أي مشكلة ولو لم يتحدث عنها الفنان لمجرد لفت الأنظار الى قراءة الموضوع الصحافي، ولهذا لم أهتم، ومنى ممثلة جيدة وتعرف قيمتي الفنية وتحب أن تعمل معي، ولم يصدر عنها أي كلام ضدي أو ضد المسلسل.

عن رأيه في المخرجين الشباب قال فاضل: هناك نماذج جيدة ومتميزة رأيت بعض أعمالهم مثل هالة خليل وغيرها من الأسماء الشابة التي نالت اعجاب الجمهور بالفعل ويبحثون عن أعمالهم لمشاهدتها لوجود ثقة متبادلة بينهم وبين الجمهور.

أضاف: إتاحة الفرص للشباب أمر طبيعي لتغيير الدماء على الساحة والوصول الى افكار جديدة ومتنوعة تعمل على جذب المزيد من المشاهدين.

فيما يتعلق بظاهرة ارتفاع أجور بعض النجوم حتى وصلت إلى ما يزيد على 7 ملايين جنيه نظير القيام ببطولة عمل درامي تساءل فاضل: هل الاهتمام بعنصر واحد داخل مجموعة العمل يكفي لإنجاح العمل أم أن تكون باقي العناصر على مستوى الاهتمام والجودة؟!

ويرى فاضل أن المنتج له الحرية في إنفاق أمواله على من يشاء مادام يتوقع أن يجلب له أرباحاً مجزية. لكنه عاد وأكد أن هذا التصرف يؤدي الى اختلال توازن ميزانية العمل في كثير من الأحيان، مشيرا الى ان الدراما لا تقوم على عنصر واحد مثلما يحدث أحيانا في السينما، وإنما تعتمد على فريق عمل متكامل.

وقال: لو أن لدينا نجماً له مكانته وشهرته ويشارك ضمن فريق عمل أهمل فيه بعض عناصره مثل الإضاءة او الإخراج او التصوير على سبيل المثال، هل سيحقق نجاحا؟ الإجابة في الحقيقة ستكون 'لا'.

يرى فاضل أن مسلسلات الست كوم التي ذاع انتشارها في الآونة الأخيرة تم تنفيذها لأغراض تجارية لوضع الإعلانات و'حشوها' داخلها ـ على حد قوله. وقال: كلها تجارب لا ترقى الى مستوى التقدير باستثناء مسلسلي 'راجل و6 ستات' و'تامر وشوقية'.

القدس العربي في

11/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)