حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

'بوبوس' لعادل امام:

الدخول في لعبة السياسة القذرة

 

فيلم عادل أمام الذي يدعى 'بوبوس' يتحدث عن عدة أشياء ومنها الأزمة المالية الحالية التي تعصف بالعالم ولم تدع دولة الا وتأثرت بها، وما لهذه الأزمة من أثرفي اجبار الناس من ذوي الدخل المحدود ترك أشغالهم وهذا العمل هو مصدر الرزق الوحيد لكثير من العوائل التي هي قريبة او تحت خط الفقر ،نجد في المشهد بين أشرف عبد الباقي والشرطة عندما أرادت اخذ الباص الصغير منه (توكتوك) نجده وهو يقاتل وبشراسة الشرطة حتى لا تاخذ الباص منه وضربته ضربا مبرحا ولم يأبه لأنه عرف أن هذا الباص هو أهم من حياته وبدونه لا يمكن أن يعيش ويوفر مستلزمات الحياة الأساسية التي يعتبرونها طلبا غير مشروع في حين يجب أن تكون من أبسط حقوق المواطن وبالتالي يتزوج البنت التي يحب والتي تنتظره منذ سنوات وهذا ما نجده في الأفلام المصرية دائما.

تحدث الفيلم عن التعري ولكن في كثير من الأحيان والمواقف كان ساذجا وبسيطا وكأنه يخاطب فقط الطبقة البسيطة التعليم من ذوي أصحاب المهن والحرف.

نجد الطريقة التقليدية في وصفه العري من خلال الزي غير المحتشم للنساء، المشهد الذي طالما كررعادل امام في العديد من افلامه حيث يتحدث مع امرأة جالسة بقربه ومرتدية تنورة قصيرة (ميني جوب) يبدأ وهو يتحدث معها بان يربت بكفه على رجلها، وهنا اريد ان اكون منصفة ولا أحكم ،أجد في هذه الحركة طريقة قديمة، بسيطة وبدائية وتنفع لممثل شاب ومبتدىء ولا تليق بممثلين لهم هذا الباع الطويل العريق وهو الزعيم وله عدة مواقف تذكر له، حتى الشباب المبتدىء يجب ان لا يعمل هكذا، كأني اشاهد فلما كارتونيا.

هل الزعيم طبق نفس ما جاء في الفيلم بأن الحكومة بطريقة ما تدعم رجال الأعمال ومهما كانت أعمالهم من تجارة مخدرات وغيرها ومهما كانوا من لصوص وسارقين لقوت الشعب ونجد ثروتهم هي من مال الشعب الناس المظلومين الفقراء. أذ نجدها تغض النظر أذ هم بأمرتها ولكن الويل الويل لهم أذا عصوها وصنعوا ما لا يرضيها فنجد الحصانة والدعم رفع عنهم ووضعوا في السجن. صحيح حتى سجنهم 5 نجوم لأنهم يوفرون للاغنياء حتى السجون المريحة ، وخصوصا نحن في زمن المال والسلطة.

نجد هذا الممثل الكبير يدخل في لعبة السياسة القذرة ويؤيد مواقف حكومته مهما كانت والمواقف الأخيرة خصوصا من القضية الفلسطينية سواء في وصف حركة حماس بالأرهابية والوقوف مع أغلاق المعابر بين مصر وفلسطين والقول (احنا ملنا، احنا بخير) كأن الفلسطينيين ليسوا من نفس القومية والمحزن أكثر أنهم في مأزق ويجب مد يد المساعدة لهم ..الأجنبي ساعد ولا ننسى من وقفت امام الجرافة الأسرائيلية وتركت أن تدهسها ألا يحرك هذا فينا شيئا نحن عرب اللسان. الرئيس السابق للعراق صدام حسين رغم كل مساوئه كان مع القضية ومع الفلسطينيين الى آخر رمق وكانوا مفضلين في العراق على اهل البلد انفسهم وهذا من خبرتي الشخصية كوني عشت هذا وأختبرته.

نجده يتقمص فكرة النجم الأوحد، الاسطورة ،الآله ويزيد عليها عليها ابن الحكومة المدلل فقال في نفسه نجمنا العزيز سوف يتقبل الجمهور لأني الزعيم وبكل هذه الأمتيازات. لكن يا عزيزي الذي كنا نرفع القبعة له الى وقت ليس بالبعيد ما تقوم به الآن ليس منطقيا وأنت لا تخاطب الطبقة البسيطة التعليم فقط أنما يوجد مثقفون لا يمكن أقناعهم بسهولة وحتى هؤلاء البسطاء لا يمكن الأستهانة بتفكيرهم الى هذا الحد.

الفن رسالة هذا القول الشائع لا داعي ادخاله في متاهات هو في غنى عنها من سياسة ومكسب وغيره لنجعل منه صادقا وأصيلا لأنه سلاح ذو حدين اذ تأثيره يكون على ملايين من الناس وبمقدوره أن يغير وجهات نظر ومصير الشعوب اذا لم يخني التعبير ولم أغال فأذا تقع على عاتق نجومنا الكبار وبمواقف أنسانية كهذه لأخواننا الفلسطينيين يجب أن يكون لهم ولنا موقفا مؤيدا لهم وليس (احنا ملنا، احنا بخير).

هذا الشيء يحزن وأني لا أريد أن أدخل في كلام الأنشاء والخطب الرنانة وأين عروبتنا لأنه نحن هنا امام قضية انسانية وتمس الأنسانية جمعاء.

في المشهد الأول للفيلم الذي يصعق الأنسان من منظر الراقصة التي ترقص وهو يقول اتمنى أن احني رأسي وأضعه على صدرها فسأله الذي معه لماذا؟ فكان الجواب كاسرا التوقعات (دي مصر) شبه بلده مصر'ام الدنيا' براقصة ولا يخفى عنا الراقصة وما تعنيه في مجتمعاتنا أذ هي رمز العري ونجد تلك النظرة الدونية الموجهة لها هنا لا ادين الراقصة اذ ان الرقص من اعرق واقدم الفنون ويعتبر نوعا من المتنفس للأنسان للتفريغ عن ما يختلج داخله، فلا نتعجب أذن عندما نجد عدم المبالاة بالأوطان الأخرى ومصير شعوبها حتى لو كانت القضية الفلسطينية التي توصف بأنها جرح الأمة العربية النازف وهي قضية انسانية اولا واخيرا فأذا شبهت حسب طرح الفيلم مصر براقصة، فلا عتب اذا نجد تفكير وجواب البواب والطبيب المصري يكون نفس الجواب (احنا مالنا احنا بخير).

نجد العري الساذج في المشهد ولبسها القصير جدا غير المألوف لمضيفة الطيران كنا نجد مثل هذا الطرح سابقا ربما لعدم توفر امكانيات اليوم المهولة.

يحسب للفيلم أنه طرح شيئا جوهريا وواقعيا في المجتمع الشرقي العربي خصوصا وهو الجنس وماله من تأثيرعلى حياة الناس الى أبعد حد ممكن أن يتصوره عقل أذ نجد في الفيلم بسبب الأزمة الأقتصادية والظروف الصعبة اثرت في الأنسان وضربتها كانت في المقدرة الجنسية له، فنجد هذه العلاقة العكسية بين ظروف الأنسان ومقدرته الجنسية من أن جعلته عاجزا ويحتاج الى محفزات ومنشطات لتجعله يمارس حياته الطبيعية فيلجأ الى تعاطي (الفياغرا) التي أصبحنا نجد ذكرها مألوفا في الأفلام العربية؛ يحتاج الأنسان الى عوامل ويمكن حتى أن تسن القوانين لحل أزمة هذا 'التابو' هذا المارد العملاق وهو الجنس وخصوصا عند الرجال الشرقيين والعرب خصوصا.

آراء قيلت في الفيلم

بداية لا أريد أن أفهم خطأ واعتذر اذا مسست اي شخص وجرحته ولكن لندع الخبز للخباز فلندع أهل الفن للفن واهل السياسة للسياسة واهل المكسب لمكاسبهم ولا نخلط الحابل بالنابل.

يا نجومنا الأعزاء لا تدخلوا في هذه اللعبة العويصة والمتاهة التي ليس من السهل الخروج من دهاليزها و'ياما' دخلها بأرادته وبغير أرادته وتورط والأمثلة كثيرة من العرب نجد اسمهان وسعاد حسني وغيرهما وكذلك عند الغرب، يا عزيزنا أترك ما للسياسة للسياسة وما للفن للفن واعمل كما غيرك من الفنانين وقبلك قد تركوا ونفذوا بجلدهم ولم يستمروا بلعب دور اولاد حكومتهم المدللين ونفذوا بجلدهم كما فعل الممثل السوري الكبير دريد لحام حين خاض نفس التجربة ولكن انسحب بذكاء ليحافظ على جمهوره ودوره الفني لانه اولا واخيرا هو والممثلون والفنانون ليسوا سياسيين، وكذلك ليسوا الناطق الرسمي بأسم حكوماتهم ،لشعوبهم ،وللعالم، لا تقعوا بهذا الشرك وانفذوا منه بسلام. نجد أستغلالا للنجم اكثر ما يستفاد هو في حين نجد ان النجم في الغرب وتأثيره المهول الخرافي، كثير من الأحيان نجد ان الحكومة' لتمريق' شيء وتحتاج الى دعاية ناجحة مئة في المئة تستعين في النجم.

يا أعزائي هذا ليس عملكم وليس شأنا من شؤونكم بتدخل السياسة بغير مكانها وتخريب صفاء ونقاء الفن تلك الدعوة والرسالة الصادقة ولا ندع لما حدث للدين عندما دخلت السياسة عليه جعلت منه كتطرف فلا نريد للفن ان يؤول الى نفس المصير ويصبح تطرفا لأنه رسالة ودعوة لتهذيب الناس وليس ترهيبهم وتخريب ذوقهم العام.

سمعت الناس يتبادلون أطراف الحديث فور أنتهاء العرض في قاعة السينما وكانت (مسخرة، قلة ادب، عري زايد)، أذن الأجانب دخلوا وتفرجوا ماذا سوف يقولون العرب هم هكذا عراة النساء منهم او الرجال وهذه هي عاداتهم وأخلاقهم التي ملأوا الدنيا بأخبارهم من التعفف والأحتشام وعدم الزنى ونجد هذا ما يهم أكثر أن لا تكشف المرأة عن غالبية جسدها اكثر من ان يكون الأنسان صاحب مبدأ ولا يسرق ولا يظلم عندما يكون في مركز قوة وسلطة ويكون المتسلط على مقدرات الناس ومصيرهم في كسب قوتهم من خبزهم ،كفافهم اليومي من خلال طرد العمال من وظائفهم وتركهم دون عمل ولا يحميهم القانون بأن يدفع لهم جزءا من الراتب كما هو المعمول به هنا ولا أبلغ من المشهد الذي دار بين عادل أمام رجل الأعمال والموظف البائس الكئيب الذي حتى السلام بالكلام الذي ألقاه رجل الأعمال به تفاؤل كان وقعه سيىء عليه بسبب السوداوية التي كان بها لأنه اجبر ان يترك عمله نجد التعليق للمشاهدة بعد العرض كان لأمرأة فنجدها أنتبهت هي الأخرى للعري الجسدي والمسائل الجنسية أكثر من العري النفسي ومن تعرية الأنسان المريضة الآثمة لأخيه الأنسان وظلمه له فنرجع ونجد ما لتأثير الجنس وأثره بطريقة وبأخرى حتى على نسائنا. وكذلك نجد من هذا ونحن في المهجر (كندا) من خلال رأي تلك المرأة وجدت الفوبيا من الأجنبي والشعور بعقدة النقص تجاهه ونحن من الممكن أن لا نحس بها ونبين انه نحن افضل منهم بكثير من الأشياء ولكن من خلال هكذا مواقف واللاوعي يفضحنى دون ان ندري كما نجدها تحدث لبعض الهنود في دول الشرق يحاولون تغطية تلك العقدة من الرجل الأوروبي الأبيض بأن يتصرفوا مثله ويكونوا حتى على دينه.

شيء مهم ان نعرف ان العري ليس فقط في اللبس القصير والفاضح كما وجدناه في مشهد العزاء لنساء مرتديات القصير أنما العري والعار هو في تصرفات الأنسان المخجلة بدون أخلاق وضمير ووجدان وضوابط ومقاييس يضعها لنفسه لايحيد عنها مهما كان الثمن كما نجده في الفيلم يتمثل بعدم اكتراث رجال الأعمال بالأنسان البسيط وسحقه بالأقدام من اجل مصالحهم وتكثير أموالهم ؛ هذا هو العري الحقيقي المخجل الذي يحول الأنسان الى شخص عنيف ومفترس يقتنص الفرصة لسرقة قوت الشعب ضحيته. نجد هنا ان المشاهد التي بها عري جسدي أخف وطأة من التي تحتوي على عنف مبطن كهذا أو عنف وقتل ظاهر وهي خطر أكبر يتهدد أولادنا في المستقبل ونحن غير منتبهين له أذ تركيزنا فقط في كيف ننقذ أولادنا من هذه المشاهد الاباحية وهذا صحيح وانا معه ولكن يوجد الأخطر هو العنف ونحن نعيشه ومدانين به كقومية ومعتقد بالأرهاب. السؤال متروك لأعزائنا أيهما يعتبرعريا ومعيبا وخطرا أكثر؟

رأي آخر لم أستطع اكمال المشاهدة كان جواب صديقة مقربة لي عندما سألتها عن رأيها في الفيلم:
معالجة المشكلات في الطرح لم تكن بمواقف كما يشهد للكوميديا الهادفة ان تكون بموقف وليس نكاتا وسخرية وان يتصرف الممثل كالبهلوان كذلك في التمثيل التراجيدي يجب ان يكون بموقف على سبيل المثال ارجع للتعري وجدناه بالملابس والقبلات الساخنة المكررة بأفلام عادل أمام الأخيرة وهي آداة سينمائية قديمة عفا عنها الزمن واكل وشرب الدهرعليها، يوجد رأي آخر وكان لأخي أذ وجد أن الفيلم جيد وعالج قضية أن رجال الأعمال دائما يتورطون مع نساء وهم يلهثون وراء المرأة ومادام يوجد مال وسلطة يعني يوجد فساد ويوجد كل أصناف النساء، وأن الحكومة تسيطر على كل مقدرات الناس وبسياستها التي تفرضها تريد ان تهيمن بسيطرتها على كل شيء حتى بمصير الناس وبمن يتزوجون كما نجد في الفيلم منعوا عادل امام ان يتزوج من البطلة يسرا لأرضاء رجل أعمال من الوزن الثقيل. ونجد كيف تتحكم الحكومة بمصائر ومقدرات الشعب حتى الرمق الأخير كما حدث في اليمن من الرئيس علي عبد الله صالح أذ أنتهت مدة حكمه فغير الدستور للفترة القادمة وبت في نصوصه لولاية تكون له ، هذا شيء يثير العجب والدهشة.

كذلك نجد حصة الحكومة محفوظة من قبل رجل الاعمال ومهما كان نوع العمل كما نجد عندما قال عادل امام لعزة ابو عوف 'مشي لنا هذا المشروع وحصة بوبوس موجودة' ، والذكاء من المؤلف في دورالصغير بوبوس عندما اراد تمريرعملية مهمة ويريد موافقة الحكومة وطلبوا ضمانات جلب الطفل الصغير بوبوس ابن عزت ابو عوف في الفيلم وقال: 'بضمانة بوبوس'.

الرأي الأخير فيه من الصحة ولكن نجد الفيلم لم يأت بفكرة جديدة وهو به هذا العملاق عادل امام رسول النوايا الحسنة ويسرا المساعدة والداعمة للجيل الجديد. أذ نجد الفكرة والقصة اتلفت من الأستعمال وهذا الطرح البسيط الساذج وغير الجديد. ممكن التكرار وعدم التجديد بسبب أنه هذه هي المشاكل التي نعاني منها ولم تتبدل رغم أختلاف الزمن وهي فعلا حقيقية وهي واقع يومي ولم توجد لها حلول الى اليوم رغم كل شيء فلم نجد ما يجدي لحلها والتخلص منها فنجد لا عتب لا على هذا الفيلم وعلى غيره من الفنون التي نجد التكرار وعدم التغيير والتجديد ليس لفقر صناعة السينما والكتاب وانما لأنه ما نعاني منه كمجتمعات عربية قديما باقي الى اليوم، ولكن الأنسان بطبعه طماع ودائما يبحث عن الجديد والمتميز فلو خرج الفيلم بطرح جديد ومعالجة جديدة لوجدناه قد خرج عن المألوف والعادي والروتين الى الأبداع.

آخيرا لا نهول الأمور ونعطيها أكبر من حجمها فمثلا معضلتنا وهي الجنس لا نهول الأمور ونطبل ونزمر لها فهو حق من الحقوق وحاجة أنسانية منبثقة من سر وجود وبقاء الأنسان ولكن علينا أن نعرف كيف التصرف بحكمة والرب يكون في عون عبيده.

amani-mikhael@hotmail.com

القدس العربي في

07/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)