حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما الأجزاء تتجاوز عقباتها وتواصل حضورها

القاهرة - أحمد ياسين

على رغم المشاكل الإنتاجية والتسويقية التي تتعلق بدراما الأجزاء، والتي تدفع أبطالها أو مخرجيها إلى الاعتذار عن استكمالها، ها هي شركات الإنتاج الكثيرة تعلن أخيراً عن تقديم أجزاء جديدة لعدد من المسلسلات مستندة إلى «نجاحات» الأجزاء الأولى من ناحية، ومن ناحية أخرى إلى استثمار حضور الأبطال ووجود الديكورات الرئيسة لهذه الأعمال. ويأتي في مقدمة مسلسلات الأجزاء التي يتم تصويرها حالياً الجزء الثاني من مسلسل «الهاربة» لتيسير فهمي وأحمد راتب من إخراج يوسف شرف الدين الذي حل بدلاً من محمد أبو سيف في الجزء الجديد. وتقول تيسير فهمي «أحداث الجزء الأول من هذا العمل كانت تدور من حول وجود بطلته في الولايات المتحدة واتهامها بجريمة لم ترتكبها، وبعدما تثبت براءتها منها تحصل على مكأفاة تتبرع بها إلى اللوبي العربي هناك. أما أحداث الجزء الجديد فتجرى عقب عودتها إلى مصر واضعة آمالها في الشباب من أقاربها. لكنها تصطدم بمشاكلهم الكثيرة فتسعى إلى تأسيس جمعية لهم تصطدم بالروتين، لكنها لا تستسلم للأمر بل تسعى إلى تحقيق أهدافها».

في السياق ذاته يصوّر حالياً مسلسل «الجماعة» من تأليف وحيد حامد وإخراج محمد ياسين وبطولة الأردني إياد نصار وعزت العلايلي وجمال سليمان وأحمد الفيشاوي ويوسف شعبان وعبدالعزيز مخيون وأحمد راتب (لدور النحاس باشا)، في جزءين يعرض الأول في رمضان المقبل ويقع في 31 حلقة، وتدور أحداثه في الفترة من عام 1912 إلى 1949، في حين سيعرض الجزء الثاني في رمضان بعد المقبل ويرصد الفترة من 1950 إلى الآن.

أما الفنانة ليلى علوي فتعقد جلسات عمل مع المؤلفين حازم الحديدي ومحمد رفعت للاستقرار على الخطوط العريضة لأحداث الجزء الثاني من مسلسل «حكايات بنعيشها» والذي قدمت جزءه الأول في رمضان الماضي، حيث كتب كل واحد منهما حكاية في 15 حلقة وحملت الحلقتان عنواني «هالة والمستخبي» و«مجنون ليلى». وفي الوقت الذي كانت ليلى علوي تفكر في تقديم 3 حكايات هذا العام على أن تتألف كل واحدة من 10 حلقات تعتمد فيها على التكثيف الدرامي والإخراج السينمائي، استقرت لضيق الوقت على حكايتين فقط ستحملان عنواني «فتاة العاشرة» للحديدي و«كابتن عفت» لرفعت. وفاجأت الشركة المنتجة للمسلسل ليلى بالاستغناء عن كل من مريم أبو عوف ومحمد علي اللذين توليا إخراج الجزءين السابقين بسبب إصرارهما على تقاضي أجر ترى الشركة أنه مبالغ فيه خصوصاً في ظل إصرار ليلى على تقاضي أجر يتساوى مع أجر إلهام شاهين الذي تقاضته عن مسلسلها «امرأة في ورطة» وهو 8 ملايين جنيه، و تم استبدال المخرجين الجديدين ماجد مجدي وسميح النقاش بالمخرجين السابقين.

وحسم نور الشريف موقفه أخيراً بإعلان تأجيل مسلسل «بين الشوطين» من تأليف عبد الرحيم كمال، وأبدى استعداده لتقديم الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» من تأليف وليد يوسف والذي كان مقرراً تقديمه العام الماضي، ولكن عدم انتهاء مؤلفه من كتابته اضطر الشريف إلى الارتباط بمسلسلين آخرين هما «الرحايا» و«متخافوش» إلى جانب رغبة القائمين على «الدالي» في دمج بقية الأحداث التي كان مقرراً تقديمها في ثلاثة أجزاء جديدة في جزء ثالث وأخير.

طوق نجاة

وجاء تكليف وزارة الإعلام المصرية للفنان محمد صبحي لتقديم حلقات جديدة من مسلسل «أحفاد ونيس» لتعرض يومياً على شاشة التلفزيون بمثابة طوق نجاة له بخاصة أنه كان ينوى تقديم جزء سابع من المسلسل ذاته الذي قدم جزءه السادس في رمضان الماضي. وأشار صبحي إلى أن الحلقات الجديدة سيبلغ عددها 240 حلقة وستكون أشبه بنشرة يومية عن حياة الأسرة المصرية، على ألا يزيد زمن الحلقة الواحدة عن 30 دقيقة. وتعرض الحلقات على مدار العام بأبطالها القدامى ومنهم جميل راتب ومحمود أبوزيد وشعبان حسين وهناء الشوربجي إلى جانب فنانين جدد.

ويواصل أشرف عبد الباقي حالياً تصوير جزء جديد من مسلسل الست كوم «راجل وست ستات»، الذي يلعب بطولته أمام لقاء الخميسي وانتصار ومها أبو عوف ومن إخراج اللبناني أسد فولاد كار، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه العمل في أجزائه الماضية. ويتناول الجزء الجديد الكثير من الأحداث الحالية ومنها أنفلونزا الخنازير والضريبة العقارية وكادر المعلمين وغيرها.

المصراوية متواصلة

من ناحية أخرى، يعكف المؤلف أسامة أنور عكاشة على كتابة جزء جديد من مسلسل «المصراوية» ولم يتم الاستقرار النهائي على أبطاله بعد، علماً بأن هشام سليم وغادة عادل بطلي الجزء الأول كانا اعتذرا عن الجزء الثاني وحل بدلاً منهما ممدوح عبد العليم والأردنية ميس حمدان، كما يعكف المؤلف يسري الجندي على كتابة مسلسل «همس الجذور» على أن يقع في ثلاثة أجزاء ويلعب بطولته صلاح السعدني ويتولى إخراجه إسماعيل عبد الحافظ ويتطرق لحياة الفلاح المصري القديم والمشاكل التي كان يواجهها وثورة الفلاحين ونجاحهم في فرض قانون الإصلاح الزراعي وتحسين أحوالهم من خلال حياة أسرتين من الفلاحين ثم حياة أجيالهم.

ويذكر للمناسبة أن المشاكل الإنتاجية والخلافات بين المؤلفين والمخرجين حالت دون تقديم أجزاء جديدة لعدد من المسلسلات على رغم جاهزيتها للتصوير ومنها «المال والبنون» و«زيزينيا» و«أوراق مصرية» و«السيرة العاشورية» و«حديث الصباح والمساء» و«يا رجال العالم اتحدوا» وغيرها.

الحياة اللندنية في

26/02/2010

 

أدلجة الطفولة!

ابراهيم حاج عبدي 

مع انتشار الفضائيات، بات التلفزيون جهازاً فعالاً يساهم، الى جانب الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية، في تنشئة الطفل، وتوجيهه، وتوسيع أفق مداركه، وتنظيم علاقته مع محيطه وبيئته... إلى آخر هذه «الكليشهات» التي تتكرر لدى الحديث عن الطفولة. بيد أن محطات الطفولة العربية، على قلتها، تسير عكس تلك «الأهداف الطموحة، والآمال المشرقة».

لا شك في ان الطفل، بتفكيره الغض، وذهنه البكر، هو الأكثر تأثراً بما تعرضه الفضائيات، وهو الأكثر تقبلاً لما يبثه هذا الجهاز السحري. وهذه الحقيقة يفترض أن تدفع القائمين على فضائيات الطفولة الى التعامل بحذر مع عالم الطفل الغني والواسع، المشاكس والطيّع، المشاغب والوديع في آن. فالمعلومة التي تصله لا يناقشها ولا يستطيع ان يقوّمها وفق محاكمة عقلية سليمة، كما ينبغي على الكبار ان يفعلوا. بل يتمثلها، ويصعب عليه نسيانها. من هنا، على الثقافة العربية، وليس الغربية فحسب، ان تولي اهتماماً لهذا الجانب وفقاً للمقولة الرائجة «العلم في الصغر، كالنقش على الحجر»، في إشارة الى صعوبة محو المعلومة من ذاكرة الصغار.

السؤال هنا، هل تراعي الفضائيات العربية، المخصصة للطفل، هذه البديهيات؟ أم أن الأمر خاضع للمزاج، والفوضى والجهل والنزوع الى الربح؟ الواقع أن الفضائيات العربية تهمل خصوصية الطفل، ولا تحترم طبيعة ميوله ورغباته، بل تقصف براءته على نحو عشوائي من دون الاستناد الى أي إحصاء أو دراسة أو بحث، رغم حساسية الموضوع وخطورته. ولئلا يبقى الكلام في الإطار النظري، نشير الى ثلاث فضائيات، على الأقل، هي «طيور الجنة»، و«سنا»، و«كراميش» لا تمل من بث الأغاني على مدار اليوم، وفق ايقاعات، آمرة حيناً، ناهية أحياناً، تتكرر على مسمع الطفل، وهذا التكرار يجعله يتعلق بها، وعليه، عندئذ، أن يقرأ العبارات الساذجة التي تأتي عبر الرسائل القصيرة وتغطي نصف الشاشة، وعليه، كذلك، ان يتابع إعلانات تجارية عن سلع خاصة بالطفل، هي غالباً من إنتاج صاحب هذه الفضائية أو تلك.

ولو اقتصر الأمر على مجرد أناشيد تتغنى بالطبيعة والصداقة والوفاء لكان الأمر معقولاً الى حد ما. لكن المشكلة هي أن تلك الاناشيد تأخذ طابعاً دينياً يقيد الطفولة ويؤدلجها في سن مبكرة، فهي تحذره من نار الجحيم، وتبشره بنعيم الفردوس، إن قام بسلوكيات معينة، وأحجم عن سلوكيات أخرى. وينبغي ألا يفهم من هذا الكلام انه انتقاص من اي معتقد ديني، بل هو دعوة الى التأني والحذر في التعاطي مع الطفولة التي يفترض أن تكون البرامج الموجهة اليها منزهة عن اي غرض ديني أو سياسي أو تجاري، خصوصاً أن خصوبة عالم الطفولة تتيح مجالاً لانتاج برامج جذابة ومحببة.

ولئن عجزت تلك الفضائيات عن انجاز برامج من هذا النوع، فعليها ان تقتصر على تقديم مواد تعلّم الطفل، وتحضه على النشاط والعمل والقراءة، وتسهم في تنمية مواهبه إن كان في التشكيل او الموسيقى او الرياضة... اما الاقتصار على أغان مؤدلجة، فهو انتهاك لحقوقه وبراءته.

الحياة اللندنية في

26/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)