حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فنون يقدمها: محمد صلاح الدين

ولد .. وبنت .. ومخرج :

أحمد داود : شعرت بالأسي من الهجوم علي الفيلم مبّراً

ياسمين كفافي

هذا الحوار مع ثلاثة جدد برزوا فجأة علي أفيش أحدث الأفلام السينمائية التي عرضت مؤخراً.. وهو أصغر الأعمال السينمائية سناً.. حيث أبطاله كلهم من الشباب الواعد فضلاً عن مخرجه وهو آخر عنقود آل العدل المعجونين بالفن..

وفكرة الفيلم برغم بساطتها الا انها تحمل شجن الحب وكذا الرومانسية التي ضاعت منا..

ومن خلال قلب "ولد وبنت" حاورنا الولد والبنت بل والمخرج أيضاً!..

بطل العمل أحمد داود أو "الولد" في فيلم "ولد وبنت" خريج كلية الهندسة جامعة حلوان كانت مقولة والده المأثورة "الشهادة بعدها اعمل اللي انت عاوزه" وبالفعل تخرج كمهندس ولكن ظل عشقه للفن من خلال مسرح جامعة حلوان فقدم العديد من الأدوار حتي انه نال جائزة من المركز الثقافي الفرنسي كأحسن ممثل ومنحة لدراسة التمثيل في فرنسا ومع عودته قدم بعض الأدوار الصغيرة في عدة مسلسلات حتي اخترق طريقه للسينما الساحرة التي قدمته لنا اليوم كبطل في عمل مختلف هو "ولد وبنت"..

·         قيل انك قريب لآل العدل لذلك اختاروك لبطولة الفيلم؟

"يضحك".. ولا أ كل ما في الأمر انني كنت بطل مشروع تخرج "عمر رشدي" زميل كريم العدل في المعهد ومن خلال مشاهدة كريم للفيلم القصير أعجب بي وطلب ان أقوم بتجربة آداء ثم اختاروني للدور ولا أدري لماذا انتشرت شائعة انني ابن أخت المنتج محمد العدل. وهذا ليس صحيحاً!..

·         ما رأيك في الهجوم علي العمل؟

اشعر بالأسي عندما أجد هجوماً علي عمل تعب فيه اصحابه لمجرد وجود افيش شاب وفتاة بجوار بعضهم علي البحر مرتدين المايوه "أمال حايلبسوا إيه علي البحر"؟ افلامنا القديمة من أيام إسماعيل ياسين حتي عبدالحليم حافظ وغيره كان بها مشهد المايوه علي البحر عادي.. أما الآن فمجرد الصورة اصبحت عيباً!.. وعلي العموم موقع الفيس بوك الذي هاجم الفيلم لم يزد عدد رواده عن "ثلاثين" أما الموقع الذي انشيء لدعم الفيلم حتي أمس كان رواده نحو "ثلاثة آلاف" لذلك موضوع الهجوم لم يعد يعنيني.

·         حياة أحمد داود قبل الفن وبعدها هل تغيرت؟

أبداً أنا متابع للأعمال الفنية المصرية وبمجرد انتهاء الحوار سأذهب لعرض مسرحي لمجموعة من الشباب بعنوان "أيامنا الحلوة" فأنا طوال عمري عاشق للفن اجري وراءه. لذلك حياتي لن تتغير فقط أكون مشغول وقت التصوير ثم أعود من أداء الفن لمشاهدته..

·         بصراحة لم يكن كريم العدل مخرجاً عادياً ولم يكن والده المنتج هل كان العمل سيخرج للنور بهذا الشكل؟

بالتأكيد فكريم مخرج موهوب وكون والده منتجاً لا يعني انه "بقشش عليه" فلو كان يريد ان يقدم لابنه لعبة لن تكون "بخمسة ملايين جنيه" هي تكلفة الفيلم.. ثم ان آل العدل فنانون. والعمل في النهاية سيخرج للنور ويراه جمهور ونقاد و..

·         هل تري ان الفيلم سينجح في اطار المنافسة الموجودة؟

كله علي الله.. إحنا عملنا اللي علينا وحسابات السوق لا دخل لنا بها. علي الرغم من ان النظرة الأولية تؤكد ان الفيلم بدء في جمع ايرادات بالفعل وحتي لو لم يحقق آل العدل يعرفوا فن التسويق جيداً..

·         ماهو دورك في العمل؟

دور سامح "ولد" يعيش قصة حب رومانسية مدتها 30 سنة لنري من خلاله مشاكل الشباب وحياتهم طوال هذه الفترة..

 

مريم حسن : إحنا "الجرأة" .. والتطور الطبيعي للسينما !

"البنت" هي بطلة العمل "مريم حسن" وجه جديد انطلق بقوة في هذا الفيلم.. خريجةمعهد الفنون المسرحية.. غير متزوجة.. ومن جذور لبنانية. سبق لها ان قدمت دوراً واحداً فقط. في فيلم "45 يوم" مع أحمد الفيشاوي في دور شقيقته.. بعدها لم تمثل حتي شاهدناها فجأة بطلة مطلقة لفيلم "ولد وبنت"..

·         كيف دخلت مريم حسن الفن؟

من خلال الفنانة اسعاد يونس ولا اخفي عليك لقد عرضت عليها موهبتي وحبي للفن حتي اقتنعت بي وقدمتني في دور صغير ولكن محوري في فيلم "45 يوم".

·         وفيلم ولد وبنت؟

كريم العدل شاهدني في "45 يوم" وبحث عني فقمت باختبار أداء ونلت الدور!.

·         بين "45 يوم" و"ولد وبنت" نحو 4 سنوات أين كانت مريم خاصة وان دورك في "45 يوم" كان مميزاً؟

كنت ابحث عن عمل جيد يظهر موهبتي فأنا لا ابحث عن الظهور وخلاص بل عن عمل جيد وهو ما وجدته في "ولد وبنت"..

·         الفيلم تعرض لهجوم حتي ان "أفيشه" اعتبره البعض غير اخلاقي لوجود صورة لك وللبطل متعاطفين؟

للأسف أصبح الجميع متسرعاً في توقعاته فكما هاجموا فيلم المخرج يسري نصر الله "احكي ياشهرزاد" قبل ان يشاهدوه هاجموا أيضاً "ولد وبنت" قبل ان يشاهدوه!

·         ولكن الفيلم به جرأة الي حد ما؟

بالفعل فسينما الإنسانيات والواقع ليست موجهة للأطفال.. الفيلم الموجه للطفل هو فيلم الكارتون. وحتي أفلام الرسوم المتحركة بعضها لا يصلح سوي للكبار.. فأي عمل يخاطب عقلية المشاهد يجب ان يكون جريئاً!..

·         كيف تقيم مريم جيلها مقارنة بالجيل الذي سبقه؟

إحنا التطور الطبيعي للسينما.. إحنا دم جديد وروح جديدة لدينا جرأة في طرح أي موضوع نريده.. فالجيل الذي سبقنا وهو الي الآن لا يزال شاباً مهد لنا الطريق..

·         ما هو دورك في "ولد وبنت"؟

دور "شهد" فتاة رومانسية متعلقة بوالدها "سامي العدل" وعندما يتوفي تشعر إنهيار حياتها وترتبط بقصة حب مع سامح في فترة تمتد نحو ثلاثين سنة يتطور فيها الحب وتتغير الحياة ولكن تظل المشاعر باقية!..

·         قصة الحب بينك وبين أحمد داود البطل بدت واقعية فهل كنت تعرفينه قبل العمل؟

لا ولكن كانت هناك العديد من جلسات العمل.. وتعرفنا علي بعض. وجلسنا "وحدنا" لخلق جو من الحميمية حتي تبدو قصة الحب صادقة.. ويبدو ان التقارب بيننا هو ما جعل مشاهد الحب بيننا تبدو صادقة!..

·         ماهو عملك القادم وأين تجدي نفسك في خمسة اعوام؟

لا أدري ربما اعمل.. وربما اترك اترك التمثيل!.. لا اعلم فأنا انتظر ردود الأفعال. وأتمني ان أجد العمل الجيد.

المخرج كريم العدل: للأسف شوارع القاهرة لم تعد تصلح للتصوير

لو لم يكن والدي المنتج.. لطلبت ميزانية أكبر!

المخرج الشاب كريم العدل الذي يقدم فيلمه الأول خريج معهد السينما. والده المنتج محمد العدل وأعمامه كلهم فنانون وهو لا يري ان انتماءه لهذه الأسرة كان بمثابة "واسطة". ولكن الأمر وما فيه انه فنان نال فرصته..

·         أولاً مبروك علي فيلمك الأول "ولد وبنت" هل تري انه خرج كما كنت تريده أم ان هناك نقاط ضعف؟

بالعكس الفيلم خرج علي أفضل صورة تمنيتها رغم الصعوبات الكبري التي واجهتها!..

·         وماهي؟

أولاً نحن بلد لا يحتفظ بذاكرة معمارية ففي الخارج المنازل التي انشئت في السبعينيات تظل علي حالها الخارجي وعندما يرغب شخص في تعديلها ينتقل لمنطقة أخري.. أما هنا فالعمارات في الخارج تتغير. وكان من الصعب جداً ان أجد منازل مشابة للفترة التي كنت أبحث عنها في السبعينيات والثمانينيات.. حتي الكربة بمصر الجديدة أضيف لمعمارها عواميد والوميتال خارجي جعلها تبدو مشوهة.. وكذلك قابلتني وزارة التعليم برفض تام لطلبي التصوير في إحدي مدارس الحكومة مؤكدة منع تصوير اي عمل في المدارس دون ابداء اسباب لأضطر في النهاية أما للتصوير سراً "في الخباثة" أو في مدرسة أمريكية حاولت ان اغير في مظهرها لتبدو ملائمة لفترة لم تكن مصر تعرف فيها إلا مدارس الدولة.. وحتي لا يضحك المشاهد علي الفيلم..

·         لو لم يكن والدك المنتج من كان سيقوم بتقديمك وانت وجه إخراجي جديد؟

أولاً اسرة العدل "ياما" قدمت وجوهاً جديدة ولا ننسي "فيلم ثقافي" وغيره. والفيلم كان معروضاً اساسا علي إسعاد يونس. التي وافقت عليه. إلا ان والدي قال: "أنا أولي به" وقام بإنتاجه لاعجابه بالعمل وليس لسواد عيوني.. كما انني قدمت من قبل العديدمن الأفلام القصيرة التي كانت اختبار لي.. ولو كان المنتج غريباً لطلبت منه أموالاً أكثر ودعماً أكبر..

·         كم تكلف العمل؟

نحو 6 ملايين جنيه وحتي لا يتخيل أحد انها أجور.. معظم هذه الميزانية ذهب للدعاية نظراً لأن أبطال العمل لا يعرفهم أحد.

·         قيل ان الفيلم اسري.. يعني الأبطال وقرايبهم؟

والله أبداً. أحمد لم اره من قبل إلا عند بداية التصوير. ومريم ممثلة اساساً ولم يكن "ولد وبنت" أول أدوارها. أما أقاربي سواء المنتج أو غيره فكل واحد منهم قام بدوره العادي الذي يقوم به مع اي عمل من إخراج غيري مثل دور عمي سامي العدل.. وهناك سوسن بدر وسلوي محمد علي وغيرهما ليسوا من اقربي!..

·         رأيك في الهجوم علي الفيلم؟

لا أحب أخوض في الأمر فاعتبار رأي 30 شخصاً من "مرتادي الفيس بوك" هجوماً أمر غير صحيح وقيامهم بالهجوم عليّ بكلمة ده "زي خالد يوسف" حتي قبل ان يعرض العمل ضرب من الجنون.. هما عاوزين افلام الممثلين فيها مغلين ونهم.

العملية كلها تيار جديد اسمه "خلقت لأعترض من" يحاول الظهور من خلال الهجوم علي اي شيء.

·         ممكن ان تري كريم مخرجاً لممثلين كبار؟

عادي وبالفعل كان معي في هذا الفيلم سامي العدل وسوسن بدر.

·         ماهو تعليق آل العدل علي الفيلم؟

رفعت راسنا.

·         ما هو عملك القادم؟

لم يحدد بعد أنا في انتظار رد الفعل علي "ولد وبنت" وفي النهاية ده أول عمل وأكيد لن يكون كاملاً.

الجمهورية المصرية في

18/02/2010

 

ليل ونهار

ولد وبنت !!

بقلم : محمد صلاح الدين 

السينما المصرية فعلاً ولادة مثل كل مجال في مصرنا الغالية.. بسبب عبقرية المكان كما قال جمال حمدان. أو حتي عبقرية مياه النيل اللي بيغلوها علينا كل شوية.. بل وحتي رغم "عدم" وجود عبقرية بالمرة في الحكومات المتعاقبة التي تتفنن في أذية المواطنين.. رغم هذا مازال المصري يجود بأريحته وقريحته.. ليسعدنا!!

وفيلم "ولد وبنت" للمخرج الجديد كريم العدل الذي يقدم أوراق اعتماده لأول مرة في هذا الفيلم. ينطبق عليه صفة العمل الشبابي بالدرجة الأولي. الممثلون والمخرج والمؤلفة ومدير التصوير ومهندس الديكور وتصميم الملابس.. بل والأهم هو الموضوع ذاته. الذي يتم معالجته بطريقة توحي بأزمة ثقة حقيقية في هذا الجيل مع نفسه ومع الآخرين.. صحيح هناك مشكلة مازلت أرصدها بغرابة شديدة وهي انها أيضا مشكلات لشباب في الطبقة "الهاي" وليبدو ان السينما لا تحب الفقراء باستثناء العشوائيات التي تكثر فيها الجرائم.. أما الفقراء المحترفون أو المكافحة فلا مكان لهم علي هذه الشاشة!!

والغريب ان هناك افلاماً مصرية كثيرة ترفع راية "قضايا الشباب ومشاكلهم". ولكنها غالباً مثل الفلاح الذي يلبس برنيطة. أو العربي الذي يتكلم مع أهل بلده بالانجليزية.. غريبة ومغربة. وذلك بسبب آفة الاستنساخ عن الغرب بلا وعي. وبلا فهم لمزاج المتلقي وطبيعة همومه الحقيقية.. والأغرب ان يقع المثقفون منهم في هذا المطب!!

إننا نري قصة حب جميلة وبرئية في بدايتها وكأنها جاءت بمناسبة عيد الحب لتذكرنا بكل جميل افتقدناه.. ولكن مثل كل شيء ينقلب رأساً علي عقب. وتضيع منا الأماني بضياع الفهم السليم للمعاني.. والتطلع للحريات الكاذبة وآفة العناد المدمرة!.

إن سامح "أحمد داود" وشهد "مريم حسن" عرفا بعضهما منذ الطفولة. وشعرا منذ الوهلة الأولي أن مصيرهما مرتبط ببعض.. ويكبران في خط يشبه "تيمور وشفيقة" الي حد ما.. ولكن يزداد عمقه هنا بارتباط الإبنة بوالدها "سامي العدل" الي حد العبادة.. فهو كاتب كبير ويدللها بلقب السندريلا. ولكن مثل معظم المبدعين ذاتي بطبعه يعيش حياة الانطلاق والحرية.. والأم "سوسن بدر" تعلم جيداً طبيعة رجلها وتتحمله حتي رحيله. بينما الابنة كبرت ولم تفهم هذا التناقض في شخصيته.. فتحول عدم الفهم الي عقدة اصابتها في مقتل.. حتي انها رغم كل محبتها وعشقها لرفيق عمرها الشاب.. إلا أنها تنفر منه كما نفرت ممن سجن الأب والأم والبيت.. وتمر بأزمة نفسية شديدة تؤدي بها الي الضياع!!

كان جميلاً من الدراما ان الشاب لم يكن سلبياً إزاء فوران حبيبته وتمردها. فيقرر الزواج منها عنوة للمحافظة عليها وعلي قصة حبهما العنيفة.. ولكنها تهرب منه. وتتزوج عنداً من كاتب شاب "هاني عادل" يحاول استغلال نجاح والدها.. وتنجب منه ويتم طلاقها. لتضعها الأقدار مرة أخري أمام الحبيب في إحدي محلات لعب الأطفال.. ليتسامح معها في واحدة من أغرب النهايات المخاصمة للواقع!!

حاول سيناريو علا عز الدين معالجة هذه المشكلة بشكل درامي مشوق. ولكن بعض المشاهد كانت متناقضة وتحتاج الي صياغة مقنعة أكثر.. بينما كان المخرج الشاب منطلقاً مثل موضوعه. يعي قضيته وقضية جيله.. ورغم ما تشمه في العمل من رائحة أو أسلوب مشاريع التخرج. إلا أن المصداقية التي طرحها كانت عالية. وأدخل تشكيلاته البصرية في منطقة الجاذبية السينمائية. بحيث تدعم الصورة الموقف الدرامي وتتحد معه في تناغم مطلوب.. ساعد علي هذا المغامرة الجريئة والمحسوبة في اختيار وجوه جديدة لتحمل مسئولية العمل وهي قليلة الخبرة أو منعدمة ولكن داود ومريم وآية حميدة كانوا علي قدر المحاكاة القريبة من سنهم جداً.. حتي ان البطل اندمج وقام بضرب زميلته بانفعال حقيقي يطابق مايحدث في الواقع بدون اي حرفية سينمائية!!

يحسب للمخرج أيضا هروبه بالكاميرا من مشاهد قد يري غيره ومنهم كبار انها مطلوبة للتباهي بالجرأة.. والجرأة منهم براء!!

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

18/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)