حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مرشح لجائزة الاوسكار عن أفضل فيلم اجنبي 'نبي' لجاك اوديار:

السجن صورة مصغرة عن المجتمع الفرنسي المليء بالتحامل والكراهية للعرب والمسلمين

حسام عاصي

من صنعه؟

المخرج: جاك اوديار

الكاتب: توماس بيديغين، جاك اوديار،

الممثلون: الطاهر الرحيم، نيلز ارستروب، عادل بنشريف، رضا كاتب، هشام يعقوبي، جان فيليب ريتشي، ليلى بهتي، جيل كوهين، وعادل بن شريف، رضا كاتب، هشام اليعقوبي، جان فيليب ريتشي.

عماذا يتحدث؟

 

مالك (طاهر رحيم)، شاب أمي، عربي فرنسي في الـ19 من العمر، ويتم إرساله إلى سجن قاس، حيث يعيش العرب والمسلمون في جناح، والكورسيكيون، الذين يقودهم شخص مخيف، سيزار لوشياني (نيلز ارستروب)، يعيشون في الجناح الآخر. يختار مالك وجودا انفراديا وابقاء رأسه منخفضا.

غير ان سيزار لا يلبث ان يتواصل معه ويجبره على قتل عربي آخر 'ريب' (هشام يعقوبي) يقفل على نفسه باب زنزانته.

في المقابل، يكافئ سيزار مالك بحمايته ويصبح خادمه، يقوم بصب الشاي وإدارة المهمات، ويصبح بالتدريج الشخص المقرب منه.

انه يحاول دون كلل التلاؤم مع الكورسيكيين من خلال تعلم لغتهم وعاداتهم بدأب، ولكنهم يرفضونه، ويعاملونه كشخص غريب، واصفين اياه بانه عربي قذر.

يحتقره العرب أيضا لارتباطه بالكورسيكيين، ولو أنهم يضطرون إلى طلب وساطته عندما يحتاجون لشيء من سيزار، الذي يملك الكثير من القوة والنفوذ في السجن.

من حين لآخر، يقوم سيزار بتأمين خروج مالك من السجن لتنفيذ اعماله الاجرامية خارج أسواره. وفيما هو في الخارج يقوم مالك بتأسيس تجارة حشيش مع مسلم سابق محكوم عليه، رياض (عادل بن شريف)، كان التقاه في مدرسة السجن حيث تعلم القراءة والكتابة.

حين يعلم سيزار عن تجارة الحشيش التي أسسها مالك فانه يضربه بوحشية ويكاد يقتلع عينه من محجرها. وحشية سيزار تفضي بمالك الى الاقتراب من المسلمين.

عندما يشعر سيزار انه رئيسه في الخارج يحاول سحب السلطة من يديه في السجن فانه يرسل مالك لاغتياله، وبما ان مالك قد ناله ما يكفي من سيزار فانه يقرر خطة اخرى للاغتيال.

ماذا يشبه؟

'نبي'، فيلم مثير، مليء بحروب العصابات والعنف الشنيع والمشاهد الدموية البشعة.

'نبي'، مع ذلك، يوفر فرصة لدراسة عميقة للصراع الاجتماعي والذي يذهب بعمق اكثر من كونه مجرد حرب العصابات وتجارة المخدرات.

السجن يبدو صورة مصغرة عن المجتمع الفرنسي (أو أي مجتمع غربي)، حيث انعدام الثقة والتحامل والعنصرية وحيث تحكم الكراهية وخاصة ضد العرب والمسلمين، الذين يعتبرون اشخاص مخلوقات غير انسانية، تفتقر إلى القدرة على التفكير والقدرة على التقدم.

وعلى الرغم من القهر المطلق له، والتفاني الوضيع والمحاولات المضنية للاستيعاب في المجموعة الكورسيكية، مالك هو دائما ما يتم تذكيره بأنه غبي عربي قذر، وانه سوف يكون دائما شخصا خارجيا.

هذا الرفض المهين يشحن مالك بغضــــب أعمى وحقد وكراهية، ويــــؤدي في نهاية المطاف للاستفادة من ما تعلمه من وحشية سيده، سيزار، ليستخدمه في تدميره وعصابته.

هل كان المخرج يشير الى حقيقة ان الغضب الاسلامي والارهاب تنشحن من استبعاد المسلمين في المجتمعات الأوروبية؟ '

مالك هو العمود الفقري لهذا الفيلم، ورحلته المؤلمة من صبي خجول أمي، إلى زعيم يثير الإعجاب لجميع الفصائل المتحاربة هو شديد الاقناع وممتع.

انه يتحمل المحن المروعة من أجل البقاء على قيد الحياة.

انه يقتل زميلا عربيا لكي لا يقتل على يد الكورسيكيين، ثم يتحمل مهانة ومعاملة وحشية من قبل سيده الكورسيكي في مقابل الحماية التي يوفرها له.

ولكن التحمل يجعله قويا.

كان يراقب، يستمع ويتعلم القراءة والكتابة.

كما انه يدرك انه يجب ان يعيد الانتماء لجماعته من أجل تحقيق الدفء والدعم والاحترام.

الطاهر الرحيم يجسد شخصية مالك بشكل لافت. أداؤه اكثر من رائع، ووجهه الطفولي البريء ينشر تعاطفا ومحبة له.

انه يقتل ويسرق ويتاجر في المخدرات، ولكننا لا نتوقف عن الاهتمام به.

نخشى عليه عندما كان يحاول بعصبية اخفاء شفرة حلاقة داخل فمه النازف، ونبتسم عندما يضحك مبتهجا لطفل عندما يطير للمرة الاولى.

في دور سيزار رئيس العصابة الكورسيكي. أداء نيلز ارستروب لا يقل تأثيرا.

انه يرعبنا بعينيه المتأججتين عندما يغضب، وهو يثبتنا في مقاعدنا عندما يهاجم بوحشية السيناريو مشدود والاخراج بارع. اوديار يخلق ايقاع يهز القلب ويستخدم تصويرا بالحركة البطيئة لكاميرا مترجرجة، مع مونتاج نشيط. انه يزعجنا بمشاهد خانقة لقتل ريب بشفرة حلاقة، ويثيرنا بلقطات المطاردة والمعارك بين العصابات ويحافظ على ابقائنا على الحد ملتصقين بمقاعدنا لساعتين ونصف.

فيلم قاتم وواقعي في نبرته ومزاجه، لكن تتخلله لقطات رائعة لشبح ريب الذي يعود ليطارد مالك. هذه اللقطات تعمق شخصيته وتزيد من نزاعه الداخلي.

ليس على مالك ان يبقى على قيد الحياة بمواجهة الأشرار المحيطين به لكن عليه ايضا ان يكافح الاشباح في داخله. الشبح يقوم بلومه، وبتعذيبه وبالهامه.

'نبي' فيلم عن البقاء على قيد الحياة، والانتماء والهوية بقدر ما هو حول رجال العصابات والجريمة والربح.

انه اصيل في فرضيته، منعش في نهجه وغنائي في تواليه، شعري في مرئياته وعميق في معناه.

لقد فاز بالعديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك 'نجمة لندن' كما تم ترشيحه لجائزة الاوسكار للفيلم الاجنبي.

القدس العربي في

16/02/2010

 

'كما قال الشاعر':

رحلة للمخرج نصري الحجاج في حياة محمود درويش

زهرة مرعي: بيروت ـ 'القدس العربي' 

'كما قال الشاعر' رحلة للمخرج نصري الحجاج في حياة الشاعر محمود درويش استغرقت 58 دقيقة تنقلت بالمُشاهد في عوالم هذا الإنسان الإستثنائي. دخلت أمكنته من البروة حيث الولادة إلى رام الله حيث كانت العودة بعد إبعاد ومن ثم الإستقرار الأبدي. وتوغلت الكاميرا في عواصم العالم وأسمعتنا شعره بصوت شعراء كبار في العالم كانوا رفاق أو متذوقين لشعردرويش، ومؤمنين به.

'كما قال الشاعر' عرض في بيروت في الأسبوع الماضي بتنظيم من 'سينما متروبوليس' بالتزامن مع عرضه في 'مسرح الميدان' في حيفا، ولاقى أقبالاً كبيراً بحيث إفترش المتفرجون أرض القاعة. تقديماً للعرض السينمائي تحدث المخرج نصري الحجاج ليقول برمزية محمود درويش في حياة الفلسطيني. مؤكداً إن الشعب غير المستقر يبني صموده على رموز في الأدب والسياسة والفكر والفلسفة. فقد رحل الكثير من الرموز لكن رحيل محمود درويش كان ذروة الإنهيار في الحياة الفلسطينية بحسب الحجاج الذي أضاف: نحن كما في الأساطيراليونانية.

وتبدأ الرحلة مع الفيلم المشغول بنبض إنساني عال في رهافته وشفافيته، وذلك على وقع قصائد درويش: لاعب النرد، على محطة قطار سقط من الخريطة ولماذا تركت الحصان وحيداً.

لغة فيلم 'كما قال الشاعر' تراوحت بين المباشرة والتجريد، وفيها كان محمود درويش يرفرف في أمكنته الأثيرة التي نقلتها لنا الكاميرا، وكان صوته يصلنا صلباً، قوياً، محرضاً على الحياة. فقد سمعنا قصائد درويش مترجمة إلى الكثير من لغات العالم، لكن الوقع الوطني والإنساني وصلنا بإيقاع ثابت وعنيد عندما سمعنا 'على هذه الأرض ما يستحق الحياة' بصوت درويش ومن ثم بصوت الشاعر البرتغالي خوسيه ساراماغو. وتالياً أدتها ثلة من الأطفال الفلسطينيين يقفون وكأنهم يقدمون نشيداً وطنياً في أحدى مدارس فلسطين أو الشتات. هؤلاء كانوا في حلة من الإجادة والتعبير إستحقوا التصفيق الذي لم تؤته الصالة.

في هذا الشريط قارب المخرج محمود درويش الشاعر والرمز من زاويته الإنسانية الخالصة وتنقل معه في أمكنة عدة من أنحاء العالم الذي كانت للشاعر فيه محطات إقامة، محطات شعر، أو محطات إستراحة. صحيح أن الشريط ركز على كبار الشعراء الذين قرأوا شعره المترجم إلى لغاتهم، لكن كانت إلتفاتة إلى نمر مرقص المعلم في العفولة يقرأ شعره فيما يردد بعده صوت نسائي جميل ومموسق على إيقاع نغمات العود 'هذا البحر لي وهذا الهواء لي'.

في محاولة إقامة توازن بين المشاهد التصويرية التي إتخذت منحى التجريد، وبين القراءة الشعرية بصوت درويش، كان المشاهد لشريط 'كما قال الشاعر' يتعايش مع ثقل ذلك الغياب وذلك الفراغ الذي تركه رحيل درويش. صوته المترافق مع مشاهد تشير إلى أمكنته الخالية منه، وتلك الموسيقى التصويرية الرقيقة والمعبرة تركت المشهد متكاملاً وكأنه عزف على أوردة الحزن المتلطي في زوايا كل من يرون في درويش ناطقاً بإسم فلسطين وأهلها في الوطن المحتل أو الشتات.

شاهدنا وسمعنا شعر درويش بأصوات شعراء لهم شهرتهم العالمية الواسعة. من إحدى الجزر الإسبانية قرأ الشاعر البرتغالي خوسيه ساراماغو، ومن تانزانيا قرأ الكاتب النيجيري وول سونيكا. ومن الدولة المحتلة سمعنا الشاعر العبري يتسحاق لاؤور، ومحمود درويش يردد 'سلم على بيتنا يا غريب'. كذلك كنا مع الشاعر الفرنسي دومنيك دوفيلبان، والكردي شيركو بيكس من كردستان، وجومانه حداد من لبنان، وأحمد دحبور وداليا طه من فلسطين.

صوت درويش جاءنا من مدرجات جرش في الأردن وهو يردد 'قل للغياب'. مروراً على المنزل الذي إستقر فيه أخيراً في عمّان. وفي قصر الثقافة في رام الله نقل فراغ المكان صوته من جهة إلى أخرى كبحر متلاطم له صدى. وكان تعريج على بيروت على مجلة 'شؤون فلسطينية' ومركز الأبحاث الفلسطني المدمران، وعلى مدرّج جامعة دمشق. وشعر تدفق من غرفته الأثيرة في فندق 'ماديسون' الباريسي. وعلى سريره الأخير في مستشفى هيوستن الأمريكي.

فيلم أثار الكثير من الأشجان والحنين لشاعر شغل الملايين بكلمته الحقيقية في حياته ـ حيث لم نلمس أنه أوغل في الإبتعاد عنا ـ ولا زال يشغل مكانه وسيبقى ونشتاق له وذاكرتنا تحفظ عن ظهر قلب صدى صوته وقوة سطوته على المتلقين. وكأن محمود درويش لم يرحل.

وفي الختام وضعنا المخرج أمام مشهد حصان يحاول النهوض من بحر من الرمال ويفشل، ثم يحاول ويحاول. وكان في نهوضه بعد نضال لحظة تحاول أن تفصل بين فعلي الموت والحياة. والحصيلة أن محمود درويش حصان رحل ولم يرحل، ولا زال فينا وفي وطنه فلسطين.

يذكر أن المخرج نصري الحجاج سبق وقدم في سنة 2007 فيلم 'في ظل الغياب' مركزاً على فكرة وضرورة أن يُدفن الفلسطيني في أرضه.

فيلم 'كما قال الشاعر' من إنتاج وزارة الثقافة الفلسطينية.

القدس العربي في

16/02/2010

 

يمثل دور سياسي معارض في 'بابا نور'

حسين فهمي: كرة القدم فرصة للإرتقاء بكيان مهزوم

القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من أحمد الشوكي 

دخل الفنان 'حسين فهمي' سباق دراما رمضان القادم بمسلسله الجديد 'بابا نور' والذي يتم تصوير مشاهده الخارجية في شوارع القاهرة وبعض الفنادق وتدور أحداثه حول رجل سياسي يدعى 'نور' يجسده حسين فهمي ويتولى رئاسة حزب معارض، ودائم الاعتراض على قرارات الحكومة ويرى أنها تجلب الضرر أكثر مما تجلب النفع، مما يعرضه لمشاكل وأزمات مستمرة مع كبار المسؤولين، بينما كان آخر مسلسل له هو 'قاتل بلا أجر' ومن قبله 'وكالة عطية' و'حق مشروع' و'مواطن بدرجة وزير' و'الشارد' و'حسين فهمي' يقوم بالدفاع عن قضايا العروبة والهموم اليومية للمواطن المصري من خلال أعماله وتصريحاته على السواء.

سألته:

·         كيف ترى حال الفن الآن، وهو يدر الملايين على بعض من يمتهنونه، دون أن يقدموا فناً حقيقياً؟

أنصح أن يكون الهدف من دخول المجال الفني هو ممارسة الموهبة فقط من دون اللهاث وراء المال، فالعمل على سبيل المثال في السينما أشبه بالأعمال الشاقة المؤبدة وعلى العاملين فيها أن يسلكوا مسارا خاصا بهم يتميزون به عن أقرانهم، ولا يصبح كل ما يعرض متشابهاً أو متطابقاً.

·         كيف تقيم نفسك الآن كمذيع في برنامجين تليفزيونيين هما 'الناس وأنا' و'أنا والحياة' ولماذا توقفا؟

لم أكن مذيعاً أو محاوراً في أي من البرنامجين، بل كنت نجماً سينمائياً محبوباً أقترب من المجتمع وألمس همومه ومشاكله ويرجع توقفه خلال الفترة الماضية الى تكرار الفكرة في برامج أخرى في التليفزيون.

·         لماذا هاجمت المنتخب الوطني بعد فوزه في مباراة كرة القدم الأخيرة؟

لم أهاجمه، وبملء فمي قلت تحيا مصر، لكني أنتقد وطناً اختزل أحلامه وطموحاته في مجرد مباراة، فالإنسان المصري مهزوم من الداخل وعندما يطالب الصورة حوله يجدها كئيبة ومحبطة، وحين يرى فريقاً منتصراً يجد فيه فرصة للإرتقاء بكيانه المهزوم، ودليل ذلك أنه لا يجد إنجازات أخرى غير إنجازات كرة القدم، لقد تحولت مصر من وطن باسم إلى وطن محدود الأماني مكسور الخاطر.

·         لماذا تأخرت في تقديمك لأفكار سياسية مباشرة في أعمالك الفنية، ثم ستبدأ في عرضها في مسلسلك الجديد 'بابا نور'؟

لقد أردت التنويع، وكان ما قدمته على مــدار الأعوام الماضية موضوعات اجتمـــاعية، ولكن عنـــدما عرض عليّ 'كرم النجار' هذا العمل أعجبت به ووافقت على بطولته، فعلينا كممثلين ألا نفعل ما يدور في المجتمع من تغيرات وأحداث ويجب علينا أن نقدمها للجمهور.

·         ألا ترى أن كثرة العرض الدرامي في رمضان تجعل الأعمال يخنق بعضها بعضا؟

أتمنى عرض مسلسلي في أي وقت، وليس شرطاً في رمضان، وأتمنى كذلك البحث عن فكر جديد لكي تخرج الدراما من هذا المأزق ونمنع تكدس الاعمال في شهر رمضان وذلك بأن تجد الوكالات والشركات الإنتاجية وسائل أخرى لتقديمها.

القدس العربي في

16/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)