حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد

لذا لزم التنوية انها ام كلثوم وليست جحا

بقلم طارق الشناوي

في مناسبة ذكري »أم كلثوم« وأحيانا بدون مناسبة أقرأ الكثير من المفارقات والنكات اللاذعة المنسوبة لسيدة الغناء العربي وذلك استنادا إلي أن »أم كلثوم« قد صار لديها صورة ذهنية عند الجمهور تسمح لهم بتصديق كل ما يقال من النكات والقفشات وهكذا تتسابق الجرائد في ذكر وقائع لأم كلثوم علي هذا النحو ولكن ببعض التأمل نكتشف ان ٠٩٪ مما يتردد لا يمكن ان يكون له اساس من الصحة.. مستحيل ان نصدق مثلا أن »أم كلثوم« تسخر من احد لأنه قصير القامة أو سمين أو وسخ وغيرها من التعبيرات والحكايات التي صارت من فرط تكرارها تلتصق بأم كلثوم باعتبارها الحقيقة التي لا ينبغي لأحد التشكيك في حدوثها.. وكثيرا مما يردد الناس وراءه ان البعض يحاول ان يدعي اقترابه من »أم كلثوم« ولهذا يخترعون العديد من تلك القفشات ليصبحوا هم طرف فاعل ومؤثر فيها.. اتذكر أن المؤرخ الفني عبدالله احمد عبدالله اخترع قفشة »لأم كلثوم« أستبعد حدوثها وهي انه التقي مع »أم كلثوم« في مكتب الاذاعي الكبير »محمد فتحي« وكان معها محمد القصبجي وقدمه لها قائلا فلان الفلاني فأثنت »أم كلثوم« علي الكرافت الذي يرتديه فقال الموسيقار »محمد القصبجي« ان ثمنها علي الاقل جنيه واحد فأضافت »أم كلثوم« ازاي تقول كده يا قصب الكرافت فيها زيت بـ ٥ جنيه!

تعبير الزيت يطلق علي عدم النظافة الشخصية فهل يعقل ان »أم كلثوم« تتهم رجلا في أول لقاء بينهما بأنه لا يعير نظافته أي اهتمام وكان الهدف الخفي الذي أراده المؤرخ الفني هو ان يعتقد الناس له شديد الصلة بأم كلثوم إلي درجة أنه يتبادل معها النكات.. صدق الناس ذلك ولا يزالون. الصحافة تذكر في العديد من المناسبات الواقعة السابقة علي اعتبار أنها الحقيقة بعينها فهم يسندونها إلي قائلها علي اعتبار انه لا يمكن لأحد أن يدعي بأنه يحتفظ بكل هذا الزيت علي الكرافت.. كانت »أم كلثوم« بالطبع خفيفة الظل سريعة البديهة لكنها أبدا لم تحرج احدا ولا يمكن ان تخرج عن حدود اللياقة أو اللباقة.. مثلا روي الشاعر »مأمون الشناوي« أنه التقي معها في استديو حيث كانت تنتظر انتهاء تحية كاريوكا من تصوير احدي اللقطات وعندما رأت »أم كلثوم« مأمون الشناوي سألته عن »تحية كاريوكا« أجابها قائلا سوف تأتي رأسا فقالت له »أم كلثوم« ان »تحية كاريوكا« تأتي فقط رقصاً !!

قفشة تليق بأم كلثوم بلا تجريح وقالتها أيضا لصديق عن صديقة ولدي العديد من الروايات في هذا الشأن عن مواقف تظهر فيها خفة ظل »أم كلثوم« ولكن بلا تجريح لأحد.. في تسجيل حفل لأغنية ليلة حب يستمع الجمهور الي صوت »أم كلثوم« بعد انتهائها من كوبليه »ماتعذبناش ماتشوقناش « ويضحك الجمهور ولهذه الضحكة المسجلة حكاية.. كان احد المتفرجين يطالبها بالاعادة للمرة الثالثة فنظرت إليه وأشارت باصبعها »ماتعذبناش«.. قفشة بالتأكيد كلثومية المذاق!

لقد دأبنا علي ان نخترع قفشات ونكات لأم كلثوم وغيرها مثل »توفيق الحكيم وكامل الشناوي« وكأنهم قد صاروا مثل »جحا« تلك الشخصية الأسطورية التي تصنع لها في كل يوم حكاية جديدة وكل بلد لديها »جحا« بل كل شخص من الممكن له ان يروي نكتة وينسبها وهو مطمئن تماما إلي جحا ولكن كيف تجرأوا علي ان نسند إلي شخص ما كان يعيش بيننا قبل بضع سنوات كل هذه الحكايات والكل يعلم ان هناك شخصيات لها مقومات خاصة ولا يمكن سوي أن نسأل أنفسنا هل يصدر عنها هذا الفعل أم لا.. اتذكر مثلا أن احد الصحفيين ممن يدعون اقترابهم بكامل الشناوي كتب حكاية عنه لا نصدقها لسببين الأول انها تقدم نكتة ثقيلة وكامل الشناوي كان خفيف الظل.. الثاني أنها تفتقد اللماحية.. قال هذا الصحفي انه في إحدي السهرات بفندق شهير كان كامل الشناوي معتادا أن يقيم لقاءات أدبية لعدد من أصحاب المواهب الجدد الباحثين عن فرصة لكي يقدموا أنفسهم وتلك الحكاية لا غبار عليها وأما الغبار فانه ما سوف تقرأ الآن.. طلب كامل الشناوي من شاعرة شابة أن تلقي قصيدة جديدة لها بدأتها قائلة »اسقني من كأس حنانك« كيف تقولين ذلك وأصر علي أن يوقفها كامل الشناوي قائلا لا تكملي هناك خطأ جسيم قالت له أريد أن أكمل يا »كامل« - بك - أجابها لا يمكن أن أتركك تواصلين هذا الخطأ فإن مثلك لا يمكن ان تقول كأس حنانك ولكن »أنجر« حنانك.. »طشت« حنانك.. حجمك الضخم لا يليق به أن يشرب من كأس.. الطشت وما هو أكبر فقط هو الملائم لك... هل رأيتم مثل هذا السخف هل من الممكن ان يتخلي انسان ولا أقول شاعر عن كل المشاعر الانسانية لكي ينهال علي انسان ساخرا منه بسبب حجمه وعلي الملأ فما بالكم أن كامل الشناوي كان سمين الجسد فكيف يسخر من نفسه امام تلاميذه ومريديه.. ان البعض يعتقد بأنه من الممكن ان يقول أي شيء عن أي شيء طالما نسبة إلي اسم كبير فان الناس سوف تتناقله وهي مطمئنة تماما إلي مصداقيته كما ان ذلك يتيح للرواية الذيوع والانتشار لاقترانها باسم كبير.. قرأت مرة لموسيقار شهير ما هو أكثر من ذلك عن »أم كلثوم« مثل حكاية أنها رأت حمارا يتبول في النيل فقالت نعم أليست هذه هي مجاري النيل.. الموسيقار لا يريد ان يسخر من »أم كلثوم« بالطبع ولكنه يقدم هذه النكتة التي قرأها منسوبة إليها في إحدي الجرائد علي اعتبار أنها خف دم »أم كلثوم«.. وهنا تكمن خطورة تراثنا الأدبي والفني بل وايضا السياسي.. ليس كل ما هو في الارشيف حقيقة رغم أنه مكتوب لان البعض يردد الحكاية ثم مع كل نشر جديد يضيف لها وتكبر أكثر وأكثر ولهذا أري أن علينا غربلة كل ما يمر بنا أو احتفظنا به لأن الأكاذيب أكثر بكثير من الحقائق وهناك من تعود علي ان يضيف الكثير من اجل تحلية البضاعة.. أغلب ما تقرؤه يدخل في اطار اضافة »تحابيش« ساخنة علي الحكاية ولكنهم لا يدركون ان بعض هذه التحابيش تهين الفنان الذي نحتفي به.. يا أهل الأرض ارحموا من في السماء يرحمكم الله!

tarekeIshinnawi@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

11/02/2010

 

آوراق شخصية

الرجل الذي فقد عقله!

بقلم : آمال عثمان 

الفارق هائل وكبير بين النجاح الحقيقي الذي تصونه المبادئ وتحصنه القيم.. وبين التسلق الرخيص علي أكتاف الناجحين.. والمسافة بعيدة مترامية الأطراف بين أصحاب الكلمة الذين تحركهم الضمائر وتعصمهم العقول.. وبين مدعي البطولة الخاسئين أصحاب الأقلام المسمومة التي تستبيح الأعراض وتطعن الشرفاء.. والهوة شاسعة بين برامج التفاهة التي تبحث عن الفضائح وتلهث وراء الإثارة.. وبين الإعلام المستنير الذي يرتقي برسالته ويسمو بفكره ولغته فوق مزادات الفضائح الرخيصة وتجارة البشر الدنيئة!

لذلك فقد أدهشتني محاولات التسوية والصلح التي جرت بين نقيب الصحفيين الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، في قضية التشهير بالفنانين التي كان بطلها عبده مغربي رئيس تحرير جريدة البلاغ، والصحفي إيهاب العجمي، وكأن سمعة هؤلاء الفنانين وكرامتهم لا تتعدي ورقة تحمل طلب وساطة وجلسة صلح، تنتهي بالمصافحة والعناق، وكلمات معسولة، وبضعة سطور اعتذار لا تغني ولا تسمن من جوع!

والحق أقول إن دهشتي تضاعفت بعد أن شاهدت منذ أيام حلقة من برنامج »بدون رقابة« علي الفضائية اللبنانية »LBC« التي استضافت فيها مذيعته المصرية رئيس تحرير جريدة البلاغ الذي صال وجال أمام الكاميرا، وكأنه بطل همام أو مناضل مغوار أرسلته العناية الإلهية لإصلاح العباد وإنقاذ البلاد وكشف الفساد في بر مصر المحروسة!

واقع الحال أن ما سمعته من اتهامات تمس الشرف وإساءات بالغة، وطعن في سمعة الوزراء والمسئولين المصريين من خلال ذلك البرنامج الذي يستجدي الشهرة من ملفات الفضائح، يستوجب حقاً المطالبة مرة أخري بمحاكمة هذا الإنسان غير المسئول الذي لا يعرف كيف يصون لسانه ويحترم قلمه! فبدلاً من أن يعترف بجريمته المهنية والأخلاقية، ويبدي الندم علي هذا الخطأ الفادح الذي اقترفه في حق نفسه ومهنته وبلده، واصل استكمال مسلسل الإساءة والتجريح والردح والتشويه بامتياز، لكن هذه المرة لم يتورع عن اتهام وزراء مصر بالشذوذ، واستباح لنفسه التطاول علي المسئولين واتهمهم بتلفيق تلك القضية المشينة لأن جريدته الموقرة أغضبت رؤوس الفساد في مصر- علي حد قوله- لا فض فوه ولا انصرف عنه سامعوه! أما الذي يدعو للسخرية حقاً هو ادعائه بأن رئيس المجلس الأعلي للصحافة قد سارع بإغلاق الصحيفة التي يرأس تحريرها، والتي دأبت علي التشهير والتجريح والفضائح، لأنها توزع أكثر من الجريدة التي يملكها ابن السيد صفوت الشريف! بالله عليكم هل هذا كلام يحترمه عقل أو يتقبله منطق، وهل تلك الإساءات الأخلاقية المشينة التي تشوه الوطن يمكن أن نتغاضي عنها تحت شعار »حرية الرأي وحق النشر«!

ألا يعرف هذا المغربي الذي أثار استغرابي بتخاريفه أنه يتطاول علي رموز مصر الكبار.. ألا يدرك أن صفوت الشريف رئيس المجلس الأعلي لصحافة وزير إعلام مصر وحامل مشاعل تنويرها علي مدي ربع قرن لم يغلق صحيفة وهو يتربع علي عرش تلك الوزارة السيادية العريقة، ولم يقصف قلماً لأنه رجل دولة من الطراز الأول، ويؤمن بالحرية والإبداع ولم يصادر رأياً في يوم من الأيام، ويشهد له الأعداء قبل الأصدقاء.. فكيف لصفوت الشريف وهو رئيس المجلس الأعلي للصحافة أن يغلق جريدة المغربي هذا لدواع شخصية- علي حد زعم صاحب بوتيك البلاغ للصحافة الصفراء- وترويج الشائعات والأخبار المبالغ فيها بعد خلطها بالأكاذيب.

صحيح أنني أرفض تماماً حبس صاحب قلم أو رأي.. لكن الصحيح أيضاً أن العقول المريضة والضمائر الفاسدة لا تستحق أبداً أن تعيش حرة طليقة دون حساب أو عقاب!

> > >

أشكر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود الذي كان حاسماً منذ البداية في مواجهة الجريمة التي ارتكبت في حق فنان قدير نحترمه ونقدر تاريخه، وأحيي قضاء مصر العادل علي حكمه الرادع، وأهنئ الفنان الكبير نور الشريف الذي اختار أن يواجه تلك الشرذمة التي تستبيح الوطن وتنشر الفساد في الأرض، فمواجهة هذا المرض الجديد الذي تفشي في مجتمعنا يحتاج منا جميعاً المواجهة بشجاعة وقوة وحسم، وأتمني أن تعيد نقابة الصحفيين النظر في شعار »انصر أخاك ظالماً أو مظلوما« ذلك الشعار الذي يتحصن به أشباه الصحفيين الذين عاثوا في الأرض فساداً، ولطخوا ثوب صاحبة الجلالة الأبيض، فهذا الشعار دليل جاهلية وتعصب أعمي، وأحلم أن تكون النقابة أول من يحاسب أعضائها علي أخطائهم وخطاياهم، حتي نعيد لمهنة الصحافة هيبتها، ونمحو البقع التي أساءت لصورتها، فالطبيب يحتاج أحياناً لبتر أحد أعضاء المريض حتي لا ينتشر الوباء في الجسد كله ويقتله!

> > >

شعرت بغضب شديد من المخرج أكرم فاروق الذي استباح لنفسه التشهير بالإعلامية القديرة مني الشاذلي والإساءة لها في حوار صحفي بعد الخلاف الذي تطور بينهما وتسبب في استبعاده من برنامج »العاشرة مساء« أحد أهم وأشهر البرامج الفضائية، إن التشهير هو سلاح الفاشلين والضعفاء، وأكرم فاروق مخرج ناجح لا يحتاج لمثل هذه الأسلحة الرخيصة في خلافاته الشخصية والمهنية فهذه ليست أخلاق الفرسان وأصحاب الشيم الكريمة يا أكرم!

amalosman23@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

11/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)