حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المجاميع في السينما المصرية

أكثر من 15 ألف كومبارس بلا أي ضمانات

أشرف بيدس

هناك عشرات المشاهد السينمائية والتي ذاع صيتها ومثلت علامات في التاريخ السينما وباتت محفورة في أذهان الجماهير، كان البطل الأول فيها هم المجاميع، أو ما يطلق عليهم الكومبارس.

يحضرنا في هذا السياق مشهد النهاية في فيلم "شيء من الخوف" للمبدع حسين كمال، حيث تخرج قرية "الدهاشنة" عن بكرة ابيها في طوفان من البشر يحملون المشاعل النارية مرددين جملتهم الشهيرة "جواز عتريس من فؤادة باطل" فلولا هذه الجموع الغفيرة ما ترسخ المشهد وبلغ تلك الأهمية من التوهج وقوة التعبير. والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصي؛ (الناصر صلاح الدين - الحرام - عودة الابن الضال - بين القصرين - الحرافيش) وأفلام اخري كثيرة لا سيما الأعمال التاريخية ليس هنا مجال لحصرها كان للكومبارس دورا بارزا في اتمامها.

ان هؤلاء المجاميع اصحاب الاجور الزهيدة يمثلون الزخم الحقيقي والمعبر لرصد الحالات السينمائية المتعددة ودونهم تبدو المشاهد خاوية فارغة، فهل انصفت السينما الكومبارس أم كان التعامل معهم وكأنهم قطع من الديكور الصماء؟ سنحاول ان نلقي الضوء علي هذا العالم الملئ بالمتناقضات، وهل كانوا بالفعل اشبه بعمال التراحيل.

حاول السينمائيون من خلال مشاهد قليلة متناثرة في بعض الأعمال من رصد ظاهرة الكومبارس وفي اطار كوميدي شديد السخرية، ولم تتطرق لاكثر من ذلك، بل نستطيع القول ان البعض استفاد من معاناتهم بالمرور عليها مرور الكرام، وباستثناء سهرة درامية في منتصف السبعينيات للراحلة سناء يونس حملت عنوان "الكومبارس" ناقشت طموح هؤلاء المهمشين في حلم البطولة. خصوصا وانهم يضعون نصب أعينهم حالات كثيرة تحولوا من مصاف الكومبارس الي الصفوف الاولي امثال فريد شوقي وسميرة أحمد واسماعيل يس وعبدالله غيث وسناء جميل وغيرهم من العمالقة الكبار اللذين ملأوا الشريط السينمائي بابداعاتهم وأيضا معظم نجوم الصف الأول في الأزمنة اللاحقة وهذا الوقت.

15 ألف بلا عائل

قد يندهش البعض إذا قلنا أن أعداد الكومبارس تتجاوز 15 ألف فرد، أكثر من ثلثيهما من الرجال، وربما هذا ما جعل أجر المرأة أعلي من الرجل، لا يمتهنون مهنة سوي التمثيل، ورغم ذلك لا يجدون جهة رسمية أو غير رسمية ترعي حقوقهم وتتولي العناية بهم في حال تعرضهم لأي مخاطر وكثيرا ما تحدث، تتراوح اجورهم - أو بمعني أدق يوميتهم - ما بين 35 إلي 50 جنيها في اليوم الواحد الذي قد يمتد إلي اكثر من 12 ساعة واحيانا يصل إلي 16 ساعة، مع وجود وجبة اذا كانت أعدادهم قليلة.

كثير من هؤلاء المجاميع يملكون وظائف لا بأس بها، والبعض منهم يعمل بالمصالح الحكومية أو بالمحاماه والطب والهندسة وحتي التدريس بالجامعة ، حتي ان بعض خريجي المعاهد الفنية انضموا لهم بعد يأس الانتظار، جمعهم حبهم للفن وللكاميرا وللشهرة. وجميعهم يعانون الامرين ما بين مطرقة المكاتب الفنية وسندان الريجيسيرات (المكلفين باحضارهم من قبل المخرج او أحد معاونيه) الذين يعطونهم الفتات، متقاضين اضعاف اجورهم، ويا ليت الامور تقف عند هذا الحد، لكن المساومات والمجاملات والمحاسيب والواسطة تلعب دور كبير في الاسناد والتكليف فمن يقبل بالأجر المعروض والذي يحدده الريجيسير يجد عملا ومن يرفض عليه البحث عن فرصة اخري لا تأتي، ناهيك عن المعاملة السيئة التي يتلقونها من مساعدي المخرج ومديري الانتاج.

كانت ومازالت قهوة "بعرة" بشارع سليمان الحلبي مقر رئيسي لتجمع الكومبارس، اضافة الي شارع عماد الدين بجوار مسرح الريحاني نظرا لوجود العديد من مكاتب المتعهدين هناك، كما استحدثت اماكن أخري مثل ميدان مصطفي محمود ومقهي خريستو بشارع الهرم لقربه من مدينة الانتاج الاعلامي.

عندما نقترب من هؤلاء البسطاء سنجد وجوه بائسة نحت الفقر ملامحها، ورسم العوز والحاجة تجاعيد وخطوط عليها ، البعض منهم يرتكن الجدران وآخرين يفترشون الأرصفة انتظارا للفرج المتمثل في "الريجيسير"؛ فما ان يلمحوه حتي يتقاذفون عليه في مشهد مماثل لما يحدث عندما يري "الفواعلية" أحد البنائين أو المقاولين.. حكايات لا تنقطع ولا تنقصها الإثارة تحمل داخلها أحداث درامية ربما أكثر من تلك التي يشاهدون تصويرها، نحاول ان نسترقي السمع لما يحكي في كواليس حياتهم.

شهادات واعترافات

يقول فرغلي حمدان: إنه حاول انشاء نقابة خاصة لحماية حقوقهم، ويضيف الغريب أن أصحاب مكاتب نشغيل الكومبارس بدأوا في نفس المهنة ويعرفون جيدا مخاطرها واتعابها ولكن للاسف يمارسوا معنا اسوأ معاملة وكأننا عبيد، ويتساءل"فرغلي" لماذا لا يوجد مفتش مالي كما يحدث منذ عشرين عاما ليسمع شكوانا.

أما محمد الصعيدي فيري "أن وجود نقابة خاصة سوف يعقد الامور ويحملهم اكثر من طاقاتهم فأجور قليلة جدا والنقابة تحتاج لاشتراكات.

بينما يخشي محمد حسن من المخاطر التي قد يتعرضون لها أثناء التصوير، خصوصا انهم لا يتمتعون بأي ضمانات صحية، ويؤكد بأن العديد تعرضوا لاصابات كثيرة ولم يصرف لهم مليما واحدا، واقرب مثال علي ذلك ان فتاة ماتت خلال تصوير أحد الاعمال السينمائية وقاموا بمنح ذويها خمسة آلاف جنيه.. الامر لم يتوقف عند حدوث اصابات، فهناك مخاطر أخري، كما يقول "حسن كفته" اشهر كومبارس في السينما "ان الاعتماد اصبح علي الشباب والشابات صغيري السن لاستخدامهم في الجامعات والكافتيريات ، وكذلك البنات اللاتي يرقصن وهو ما يقلص فرص اشتغالهم0

سوء المعاملة والامتهان اشياء تؤذي مشاعر هكذا بدأ "علي ابو العلا" حديثه مضيفا "زمان كان العاملين بالفن ناس محترمين وكانوا بيحترموا الكومبارس" ويروي "ابو العلا" بأن رشدي اباظة هدد بالامتناع عن التصوير لأن البعض لم يأخذ راتبه، وكذلك فريد شوقي الذي انسحب من عمل لان احد العاملين اهان رجل من الكومبارس.

أما مصطفي عبد الحليم فيقول المشاكل كثيرة غير الاجر والمعاملة فهناك ايضا الملابس التي تناسب المشهد وهي تحتاج ميزانية اخري، كما إنه غاضب لإنه لا يحصل علي حقه المعنوي بكتابة اسمه علي التتر.. عدم احترام ادمية الكومبارس - كما يقول محمد منصور - رغم أن موعد التصوير يكون في الثانية ظهرا لكنهم يطلبون منهم الحضور قبل السادسة صباحا.

قديما كان اجر اليوم لا يتعدي 2 جنيها، لكنه كان كافيا لسد متطلبات اسرة بكاملها كما يؤكد شاكر ابو مسلم، لكنه يضيف الآن رغم ان الأجر قد يتجاوز 50 جنيها لكنه لا يكفي شيئا.

مهنة بلا ضمانات

أصبح عمل الكومبارس هو "شغلة كل من هب ودب" كما تقول إحدي السيدات، اضافة لان هناك تعاملات غير محترمة تتم لاسناد الاعمال للمحاسيب.

ويشكو ابراهيم زكي من وجود سماسرة كثيرون يأخذون حقنا ولا يعطونا الا مبالغ زهيدة، أما احمد محمد فيقول اتواجد علي القهوة كل يوم من 9 صباحا وحتي التاسعة مساء انتظارا لفرصة عمل، ويقول محمود صادق انه متزوج ولديه 5 اولاد وما يتقاضاه لا يكفي عيش حاف وكثيرا ما يضطروا للاستدانة.

يظل الأمل موصول مادام هناك حالات عبرت وتجاوزت هذا الحلم المستحيل، تقبع مجاميع الكومبارس علي القهاوي والأرصفة وفي أماكن تجمعهم يرصدون ويحصون تلك الحالات التي انفلتت من غياهب الظلمة وحلقت في سماء الاضواء والشهرة، فلان وفلان وفلان، لا ينقطع الأمل، فانقطاعه يعني الاحباط والذل والهوان وهي اشياء يتجرعونها كل يوم.. يطول الانتظار حتي يأتي ذلك اليوم الذي تصل فيه عربة الحظ لتنقل عمال التراحيل (الكومبارس) إلي انصاف البطولات أو حتي أرباعها ، او في أحسن الظروف دور "بكلمة" أو "كلمتين" تخرج معهما تنهيدة أو آه تكون عوضا عن سنين العذابات.. ربما تأتي فهم ينتظرون.. ربما.

الأهالي المصرية في

10/02/2010

 

في ندوة بمعرض الكتاب

توفيق صالح: الرواية لا تصلح للسينما

ماجدة موريس: جهود الكتاب لم تصل للمشاهدين بسبب الرقابة

كتب - وليد شاهين 

ارتكبت السينما المصرية جرماً مشيناً في حق جمهورها حيث ربت فيهم قيماً ومفهيم معينة منذ عشرات السنين وعندما أرادت أن تغير هذه المفاهيم وانفض الجمهور من حولها.. حتي أصبحت من هذه اللحظة تعتمد في أكثر من 70% من موضوعاتها علي استلهام أفكارها من أحداث الأفلام الناجحة في السينما الغربية نهاية كل عام.. وبهذا أصبحت السينما المصرية سينما مستنسخة من الغرب" هذا ما أكده المخرج السينمائي توفيق صالح في ندوة "الرواية في السينما والدراما التليفزيونية" التي عقدت علي هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في حضور ماجدة موريس الكاتبة والناقدة الفنية بالإضافة إلي د.سلمي مبارك الأستاذة بكلية الآداب في جامعة لقاهرة والتي أسست أول نادي سينما داخل كليتها.

أشار توفيق إلي أن أزمة السينما هي أزمة سيناريست ومخرج معاً.

فيما أكد أن هناك خلافاً جوهرياً بين الرواية والسينما موضحاً أن السينما عبارة عن صورة متحركة تعتمد في ابتكارها علي فريق عمل متكامل ويتم إدراكها من خلال العرض علي شريحة عريضة من الجمهور.. بينما الرواية تكون في حدود اللغة التي كتبت بها ويتم إدراكها من خلال التصور الزهني وتعتمد في ابتكارها علي فردي واحد.أكد توفيق أنه ضد تحويل الرواية إلي عمل سينمائي علي الرغم من خوضه تجربة تحويل رواية "رجال تحت الشمس" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني وحولها إلي فيلم بعنوان "المخدوعون" مشيراً إلي أنه أدخل تعديلات علي رواية الفيلم خاصة بعد أحداث أيلول الأسود ووفاة الزعيم جمال عبدالناصر.. مما أثار حفيظة كاتب الرواية الحقيقي.

من جهة أخري أكدت د.سلمي مبارك أن هناك عدداً من الروايات تم تحويلها إلي أعمال سينمائية كما حدث مع أفلام "باب الشمس وعلي جنب يا أسطي وصياد اليمام إلي جانب فيلم عمارة يعقوبيان لكنها أكدت أن السينما تختلف عن الأدب وعالم كتابة الرواية نظراً لارتباط الأولي بالصناعة والتجارة وآليات السوق.

في سياقي متصل أكدت الكاتبة والناقدة ماجدة موريس أنه تم ترجمة العديد من الروايات الأدبية إلي أعمال فنية كثيرة.

موضحة أن هناك الكثير من الجهود التي بذلت وقدمها الكثير من الكتاب لم تصل إلي المشاهدين بسبب الرقابة.

الأهالي المصرية في

10/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)