حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

(خذني إلى أرضي)

يفتتح فعاليات سينمائيات في بيت الأفلام

عمان - ناجح حسن

تعابير بصرية لافتة تمتزج بحضور قوي لشخصية رئيسية شديدة التأثير على  المتلقي في حراكها اليومي المعتاد داخل مكان محدود شبه مغلق هو بيت  المرأة العجوز باندفاعها الحيوي في سرد محطات ومواقف إنسانية أمام  كاميرا حفيدتها.

بنباهة وفطنة التقطت مخرجة الفيلم  التسجيلي (خذني إلى ارضي) ميس دروزة  الكثير من الرؤى والأحداث العالقة بذاكرة جدتها التي تقيم اليوم في بيت  العائلة بدمشق بعد ان توزع أفرادها في عمان وباقي بلدان المنطقة من  نابلس إلى أزمير في تركيا والقاهرة بحكم المطاردة التي تعرض لها  الأبناء جراء الانتداب البريطاني في العقد الثالث من القرن الفائت قبل  ان يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتشريد البعض الأخر عقب حرب العام 1948 .

وكان فيلم (خذني إلى ارضي ) الذي حققته مخرجته الشابة دروزة عبر  الإنتاج المشترك بين الأردن وانكلتر ضمن متطلبات تخرجها في إحدى جامعات  بريطانيا  قد استهل عروض احتفالية(سينمائيات) التي تنظمها الهيئة  الملكية الأردنية للأفلام والسفارة الأسبانية بعمان بالتعاون مع قافلة  سينما المرأة العربية والأسبانية واللاتينية والتي انطلقت مساء أول أمس  الأحد في بيت الأفلام بمقر الهيئة بجبل عمان .

وتناول الفيلم الذي أعقبه حوار بين المخرجة والحضور ذاكرة خصبة وهي  تقدم شهادتها داخل تفاصيل حياتها اليومية وهي تستذكر رسائل وصورا  فوتوغرافية متبادلة ومواقف أفراد الأسرة دون أن تنسى الإشارة إلى تلك  التحولات العصيبة للنواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

لا تغوص كاميرا دروزة في جدلية الصراع العربي الإسرائيلي بقدر ما تفيض  به من إيحاءات ودلالات تؤشر إلى عناوين من الصمود والتحدي والانعتاق  لكافة صنوف الاحتلال والهيمنة عبر تسلسل القصص والحكايات والاهتمامات  للجدة وابنتها وهي في الغالب ركيزة أساسية من منطلقات البحث لدى صانعة  الفيلم عن شيء من الحقيقة والمعلومة التي يسترشد بها أبناء الجيل  الجديد من ذاكرة ووعي معرفي وجمالي وفكري .

وأحسنت المخرجة دروزة في التقاط تلك المعاني والمفردات بحيث صعدتها في  أغنية العمل المصاحبة لنزول عناوين النهاية في موسيقى وصوت المبدعين  يزن الروسان وسحر خليفة.

اشتمل العرض الذي حضرته المشرفة على مشروع قافلة السينما العربية  والأسبانية واللاتينية المخرجة المصرية أمل رمسيس على عرض للفيلم  التسجيلي الأرجنتيني المعنون (خلف قضبان القطار) لمخرجته فرانكا  جوانثاليث سيررا حيث يروي الفيلم زيارة المخرجة إلى جدتها أيضا التي  تعيش وحيدة والتي تسترجع محطات من الماضي لشخصيات وأمكنة مؤثرة في بيئة  مثل الأرجنتين التي طالما عصفت بها أحداث جسام .

بدورها قالت المشرفة على الاحتفالية المخرجة أمل رمسيس إن الهدف من  إقامة هذه النشاط في عمان الأردن يكمن في إيجاد نوع من الحوار البصري  والفكري بين المخرجات اللواتي ينهجن أسلوبية صناعة الأفلام المستقلة في  المنطقة العربية وبلدان ناطقة بالأسبانية بغية تجاوز تلك الصورة  النمطية لدى الآخر بعد أن رأت خلال دراستها لفنون السينما في أسبانيا  حجم الهوة بين الثقافتين فضلا عن التشويه الذي يصاحب رؤية كل طرف تجاه  الشخصية المقابلة رغم ذلك الإرث الحضاري المشترك بينهما في حقبة زمنية  مضت   .

وبينت أنها خلال العامين الماضيين من عمر هذه الفعالية السينمائية  أمكنها أن تخلق جوا صحيا من الحوار والتواصل بين المخرجات العربيات  ونظراؤهن من المخرجات في بلدان ناطقة باللغة الأسبانية وذلك بدعم من  السفارات الأسبانية في عواصم عربية ولاتينية حيث جالت القافلة في  العديد من بلدان أميركا اللاتينية وهي الآن في طريقها إلى دمشق بيروت  بعد عمان والقاهرة . ولفتت إنها تمكنت أيضا من خلال هذه الاحتفالية  السينمائية تدريب مجموعات من الفتيات الراغبات بالعمل في حقل صناعة  الأفلام وأشركتهن في أكثر من ورشة عمل وأنجزن عددا وفيرا من الأفلام  القصيرة ذات الدقيقة الواحدة  موضحة إن فعالية اليوم الثلاثاء ستتضمن  عرض لمنجزات الورشة التي عقدت بعمان لمخرجات ناشئات لفيلم يحمل عنوان  (رسائل بين نساء) من إخراج جماعي لمخرجات أردنيات وعربيات وناطقات  باللغة الأسبانية جميعهن شاركن في ورشة عمل لصناعة الأفلام في عمان  ومدن عربية وعالمية  .

وأبدت رمسيس ثقتها ان ما تبين لها خلال مشاهدتها لهذه الأفلام شيء يبعث  على الارتياح لما تضمنته تلك الأفلام من إحساس بليغ بالصورة والمكان  واستلهام مفردات اللغة البصرية والجرأة في طرح مواضيعهن .

بين الأفلام المشاركة في الاحتفالية التي تتواصل لغاية يوم الاثنين  المقبل: نظرات ساهرة للأسبانية ألبا سوتورا , وأنا التي تحمل الزهور  إلى قبرها للسورية هالة عبدالله وعمار البيك , وعبور المضيق  للأسبانيتين ايفا باتريثيا فيرنانديث وماريو دي لاتوري , والكاميرا  المظلمة للأرجنتينية ماريا فيكتوريا مينيس , وهيدا لبنان للبنانية  آليان راهب, وأحببت كثيرا للمغربية دليلة عنداري, وصباح الخير قلقيلية  للفلسطينية ديما أبو غوش.

الرأي الأردنية في

09/02/2010

 

«قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية» تنطلق في «الملكية للأفلام»

عمان - الدستور - خالد سامح 

برعاية السفارة الاسبانية في عمان وضمن مشروع "ما بين سينمائيات ، قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية" والذي يرعى مواهب اخراجية لمبدعات من العالم العربي ودول امريكا اللاتينية انطلقت مساء أمس عروض سينمائية في الهيئة الملكية للأفلام حيث تستمر للأسبوع القادم وبواقع فيلمين لكل مساء.

"خذني الى أرضي" اول الأفلام المعروضة وهو من اخراج الاردنية ميس دروزة وينتمي العمل الى النمط التسجيلي لكنه يضم شخصية محورية واحدة وهي وطفة دروزة جدت المخرجة والمقيمة في دمشق ، من خلال حديث تلك الشخصية وعبر 55 دقيقة هي مدة الفيلم نرصد جوانب من معاناة الشعب الفلسطيني ايام الانتداب البريطاني ومن ثم بعد نكبة عام 1948 وقيام دولة اسرائيل ، ان السيدة وطفة التي تقف على ابواب الثمانين من عمرها تمتلك ذاكرة يافعة ونضرة وقد شكلت تلك الذاكرة الصلبة نافذة لحفيدتها المخرجة ميس من اجل الاطلاع على أحداث غنية عاشتها الجدة منذ نفي الانتداب لوالدها الى تركيا ثم هجرتها مع اهلها الى الاردن واستقرارها في سوريا لاحقا وبرعت ميس دروزة في توظيف كل ذلك في طريقة فنية ابتعدت عن السرد التقليدي للذكريات لا سيما المؤلمة منها ، فقد حفل حديث الجدة في منزلها بدمشق بسرد كثير من المواقف المأساوية وانما بقالب فكاهي ظريف ضم الكثير مما يمكن أن نسميه "كوميديا سوداء".

تركز الجدة في حديثها على الرسائل التي كانت تصل لها من والدها أثناء نفيه الى تركيا والتي كانت تتم مراقبتها من قبل سلطات الانتداب وتكشف تلك الرسائل عن انتمائه لأوائل الاجيال الفلسطينية المثقفة والمتعلمة ويظهر ذلك من خلال الاسلوب الذي يكتب فيه وحضه لابنته من اجل ان تواصل تعليمها رغم الظروف المأساوية وتشتتها في المنافي بعد العام 1948 ، تلك الرسائل التي تقرأ الجدة العديد منها خلال الفيلم تختزل ذكريات السيدة وهي الخيط الواصل بينها وبين كل الاحداث التي مرت في حياتها.

كما تبرز في الفيلم شخصية شقيقة الجدة وهي تمثل جيل آخر وتتحدث في الفيلم عن تجربتها الحياتية ونظرتها الى الواقع الفلسطيني والعربي.

الاسلوب العفوي الذي صور به فيلم "خذني الى أرضي" يكشف عن ذكاء وحرفية كبيرة لدى المخرجة ميس درزوة وقدرة مميزة في التقاط التفاصيل الصغيرة وتوظيفها ضمن الفيلم ورسالته.

وللمخرجة الارجنتينية "فرانكا جونثاليث سيررا" ، عرض الفيلم الوثائقي "خلف قضبان القطار" ومدته ساعة وفيه تذهب المخرجة الارجنتينية ايضا لزيارة جدتها ، وهي إمرأة تعيش وحيدة في منزل كبير وسط مدينة "لا بامبا" في الأرجنتين. يلتقط الفيلم هذه الرحلة باتجاه الماضي ويبحث بين الصور عن زمن مضى. في نفس الوقت يستعيد بحنان بساطة اللقاءات والأماكن التي كان لها قيمة في الماضي.

يهدف مشروع "بين سينمائيات" الذي تشرف عليه المخرجة المصرية امل رمسيس إلى خلق شبكة بين المخرجات العربيات ومن البلاد الناطقة باللغة الإسبانية وذلك عن طريق ترجمة أفلامهن إلى اللغة العربية واللغة الإسبانية ، وعمل لقاءات فيما بينهن وكذلك إتاحة الفرصة لهن لتوزيع أفلامهن داخل الإطار الثقافي في البلاد العربية وإسبانيا وأمريكا اللاتينية. في عامه الأول أصبح ممكناً مشاهدة هذه الأفلام في المهرجان الدولي لسينما المرأة لمدينة سرقسطة (إسبانيا) ، ثم في مهرجان سينما المرأة العربية والناطقة باللغة الإسبانية (مصر) ، ثم في بيونس آيرس في الأرجنتين داخل إطار أسبوع الأفلام "متمردات" بالإضافة إلى عروض أخرى في المكسيك والسلفادور وكوبا والجزائر وسوريا والأردن.

وبين سينمائيات هو برنامج منظم من قبل شركة الانتاج المصرية كلاكيت عربي والمؤسسة الثقافية كلاكيت لاتيني (إسبانيا) ، واستطاع أن يحوز منذ اللحظة الأولى على دعم السفارة الإسبانية في القاهرة. كذلك لم يكن من الممكن إنجازه دون دعم البيت العربي في إسبانيا ، ومركز التعاون الإسباني لمدينة بيونس آيرس في الأرجنتين والمركز القومي للسينما في مصر.

وفي تصريح خاص بـ"الدستور" أكدت المخرجة المصرية أمل رمسيس أن الاردن يضم جيل واعد من المخرجات المبدعات والمتحمسات لانتاج أعمال ذات مستوى فني راقي وتناقش وضع المرأة العربية في المجتمع والعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والانسانية المختلفة. وأشارت الى ان المشروع سينتقل بعد عمّان الى دمشق.

عروض اليوم

فيلم "رسائل بين نساء" - عشرين فيلم قصير جدا لعشرين فتاة من الأردن غير محترفات الاخراج السينمائي ـ السابعة مساء.

فيلم "حياة"للمخرجة المصرية أمل رمسيس ـ الثامنة مساء.

الدستور الأردنية في

09/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)