حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراكولا يعود في زمن الأزمة

موجة أعمال تعكس تغيّر القيم والمعايير

عثمان تزغارت

منذ الأزمة المالية العالمية في صيف 2008، عادت أفلام الرعب لتتصدّر واجهة السينما العالمية: من سلسلة Twilight الهوليودية إلى «عطش» الكوري بارك شان ــ ووك... ها هو مصّاص الدماء الشهير ينبعث على الشاشة، مجسّداً خوف الناس من المجهول

من سلسلة Twilight الهوليودية إلى «عطش» الكوري بارك شان ـــــ ووك، تعود أسطورة دراكولا إلى واجهة السينما العالمية، كلّما واجه العالم أزمةً كبرى. مصّاص الدماء الشهير الذي ابتكر شخصيته برام ستوكر، عام 1897، اعتاد أن يطلّ ليجسّد «رُهاب الموت» والخوف من المجهول الذي يتملّك الناس خلال الأزمات. الاقتباس السينمائي الأول الأشهر لرواية دراكولا (إخراج تود برونينغ ـــــ 1931) جاء في خضمّ الهزة العالمية التي أفرزتها أزمة 1929 المالية. وحين صوّر جورج روميرو «ليلة الموتى الأحياء» عام 1968، كانت الولايات المتحدة في أوج أزمة حرب فيتنام. أما فيلم «المفترسون» لتوني سكوت (1983)، فقد جاء بعد أشهر من بروز عدوى الإيدز. ما يفسر الرّواج العالمي للشريط، حيث كانت رمزية مصّاص الدماء أفضل تورية لتصوير الهزة التي ستتركها سنوات الإيدز في المخيّلات. الدّم هنا أصبح رمزاً للتلويث المميت، ولم يعد له ذلك الألق الإيروسي الذي تمتزج فيه اللذّة بالألم والخوف، كما في شخصية دراكولا الكلاسيكية التي جسّدها على الشاشة كريستوفر لي.

في 1992، قدّم كوبولا «دراكولا» الذي انتقل بمصّاص الدماء من أفلام الرعب إلى سينما المؤلف. فقد تناول صاحب Apocalypse Now دراكولا في صورة غير مسبوقة. جعله كائناً لا يخيف الآخرين، بقدر ما يخاف هو ذاته ويشعر بالضياع حيال العصرنة المتسارعة والمستقبل الغامض، ما عكس القلق الوجودي الذي برز آنذاك، إثر الهزة العالمية التي نجمت عن انهيار الكتلة الشرقية ونهاية الحرب الباردة.

كان يجب انتظار 1994، ليعاد الاعتبار إلى «إيروسية الدّم» عبر فيلم «حوار مع مصاص دماء» الذي اقتبسه نيل جوردن عن رواية بالعنوان نفسه لآن رايس صدرت عام 1976، وكانت أول عمل أدبي وظّف رمزية دراكولا لتجسيد «إيروسية مثلية». اقتبس نيل جوردن تلك الرواية في شريط من بطولة براد بيت وتوم كروز. لم تكن هوليوود لتغامر في تناول قصة حب مثلية، ولو اندرجت ضمن رمزية مصاصي الدماء، لولا أن ذلك الفيلم جاء في أوج انتفاضة المثليين في الولايات المتحدة إثر الهجمات التي طاولتهم بسبب عدوى الإيدز.

مع انفجار الأزمة المالية في صيف 2008، كان طبيعياً أن تعود رمزية دراكولا إلى الواجهة لتجسد مجدداً، مشاعر الخوف من المجهول التي ألقت بظلالها على العالم بفعل هذه الأزمة التي فجّرها «مصاصو دماء» الليبرالية المتوحشة.

يقول الباحث الفرنسي جان ماريني، مؤلف كتاب «الولع بمصاصي الدماء»: «في الأصل، اندرج النجاح الأدبي لرواية «دراكولا» لبرام ستوكر ضمن الأزمات السياسية والأخلاقية والوجودية الكبرى التي واكبت صدورها، والمرتبطة بنهاية العهد الفيكتوري، وبداية تفكك الإمبراطورية البريطانية. والعودة القوية لرمزية دراكولا إلى الواجهة حالياً تفسّرها أسباب مماثلة. ما يشهده العالم، منذ انفجار الأزمة المالية في صيف 2008، ليس مجرد أزمة اقتصادية، بل هو أيضاً أزمة أخلاقية أصابت النظام الليبرالي في الصميم، وأفرزت التباساً غير مسبوق في مفاهيم «الخير» و«الشرّ»، لأن عشريّة كاملة من «البوشيّة» تركت بصمات عميقة في الضمير الإنساني». ويضيف ماريني: «هذا الالتباس في القيم، انعكس على رمزية دراكولا ذاتها. في الرواية الأصلية والأفلام الكلاسيكية المقتبسة منها، كان دراكولا يجسّد الشرّ المطلق. أما في هذه الموجة الجديدة من أفلام دراكولا، فإن مصّاصي الدماء يتّخذون طالعاً أكثر إنسانية، حتى إنهم في سلسلة Twilight أصبحوا يجسّدون الخير في مواجهة شرّ غير ظاهر للعيان. ما يعكس الالتباس الحاصل على خطوط التماس بين «محور الخير» و«محور الشرّ» وفقاً للتوصيف البوشي». بارك شان ـــــ ووك، الذي أبهر العالم قبل عامين، بفيلمهOld Boy، عاد إلى «مهرجان كان» الأخير بفيلم فجّر قنبلة على «الكروازيت». إنّه Thirst (عطش) الذي جسّد التباس القيم الذي يمثّل سمة المرحلة الراهنة في التاريخ الإنساني، عبر حكاية قسّ يتحوّل إلى مصاص دماء. ما يزجّ به في تمزق داخلي قاس، بين التقوى الدينية التي رهن لها حياته والرغبة الإيروسية الدموية التي تسكنه.

«عطش» جسّد التباس القيم الذي يمثّل سمة المرحلة الراهنة في التاريخ الإنساني

إذا كان المعلم الكوري قد قدّم في Thirst فيلماً إيروسياً بامتياز، فإنّ سلسلة Twilight (صدر منها فيلمان وانتهى تصوير فيلمين آخرين سيجدان طريقهما إلى الصالات هذا العام)، قدّمت مصاصي الدماء في صورة منقّحة تجعلهم أبطالاً عصريين في متناول الجمهور.

ظاهرة Twilight بدأت أدبياً، إذ أصدرت ستيفاني ماير رواية من 4 أجزاء، ثم اقتُبست في سلسلة سينمائية حقّق الجزء الأول منها عائدات فاقت 70 مليون دولار، فيما يتجه الجزء الثاني لتحقيق ضعف هذا الرقم. ولا شك في أن سرّ هذا النجاح يكمن في تحديث صورة دراكولا لجعله بطلاً إيجابياً. في روايته الأصلية، حدّد برام ستوكر مواصفات شخصية «دراكولا»، كالتالي: «عيون غائرة، يدان شديدتا النحافة، وجه ممتقع، نفَس كريه، وبشرة شديدة البرودة». أما بطل Twilight، كما جسده على الشاشة روبرت باتنسون، فإنه شاب وسيم يواكب الموضة والعصر عبر سمة أساسية تتمثّل في الوعي الإيكولوجي الذي يفرز هنا جيلاً متمرداً من سلالة دراكولا ترفض مصّ الدماء وتتبنّى التوجّه الغذائي... النباتي!

موسم حافل بـ... مصّاصي الدماء

الموجة الجديدة من أفلام دراكولا، أفرزت ظاهرة أدبية تتمثل في سلسلة روايات تدور أحداثها في عوالم مصاصي الدماء، وسرعان ما ستجد بدورها طريقها إلى الشاشات من خلال الاقتباس السينمائي. أبرز هذه الروايات «دراكولا الأبدي» التي ألّفها داكري ستوكر، حفيد مؤلف رواية «دراكولا» الأصلية برام ستوكر، لتكون بمثابة تتمة رسمية لها. وقد وجدت الرواية طريقها إلى المكتبات، بعد ثلاث سنوات من التجاذبات القانونية، للحصول على موافقة ورثة برام ستوكر البالغ عددهم 70 شخصاً. وقد اشترت استوديوهات «بارامونت» حقوق اقتباس الراوية سينمائياً في فيلم سيُطرح في الصالات في 2011.

السينمائي غيليرمو ديل تورو، الذي سبق أن صوّر مصاصي دماء في اثنين من أشهر أفلامه (Cronos ـــــ 2 Blade)، أصدر مع السيناريست تشيك هوغان، رواية تلقى حالياً رواجاً عالمياً، بعنوان «السلالة». تصوّر الرواية دراكولا في طابع عصري، عبر شخصية عالم جينات لا ينقل العدوى إلى ضحاياه من خلال مص الدماء، بل عبر تعديل جيني يسبّب عدوى غامضة تحوّل الإنسان إلى وحش كاسر. وقد أسهم في رواج هذه الرواية ـــــ تكوّن الجزء الأول من ثلاثية أعلن ديل تورو أنه سيقتبسها سينمائياً بنفسه ــ صدورها بالتزامن مع انفجار عدوى أنفلونزا الخنازير.

رواية أخرى ستجد طريقها إلى السينما هي «ظلال الريح» للإسباني كارلوس رويز زافون، التي بيعت منها 10 ملايين نسخة عبر العالم في الأشهر الأخيرة. بينما يعكف السينمائي تيم بيرتون حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على سيناريو شريط سيشرع في تصويره الصيف المقبل (بطولة ممثله الأثير جوني ديب)، مقتبس عن مسلسل مصاصي الدماء الشهير Dark Shadows.

ريدلي سكوت وغيليرمو ديل تورو وتيم بيرتون وآخرون

أما ريدلي سكوت، فيستعد لتصوير فيلم مقتبس من رواية The Passage التي تحكي قصة مدينة تعصف بسكانها عدوى قاتلة، ثم يجدون الخلاص في آخر لحظة بفضل عضّات خفافيش مصاصة للدماء!

كل هذا ينبئ بأن الموسم السينمائي المقبل سيكون حافلاً بأفلام مصاصي الدماء. وهو ما تسعى دور النشر إلى مواكبته عبر إطلاق سلاسل أدبية مقتبسة من «دراكولا». حتى سلسلة قصص الحب الرومانسية الشهيرة Arlequin، تستعد لإطلاق سلسلة خاصة تحمل عنوان Nocturnes، تروي قصص مصاصي دماء موجّهة إلى الشباب والمراهقين، على شاكلة Twilight! بينما تلجأ دور نشر أخرى إلى إصدار روايات مصاصي دماء مستوحاة من عوالم عدد من كلاسيكيات الأدب. البريطاني غراهام سميث، مثلاً، استلهم من رائعة مواطنته جين أوستين Pride and Prejudice رواية ساخرة بعنوان «غرور وأفكار مسبقة.. وأحياء ـــــ موتى» جعل فيها بطلات الرواية الكلاسيكية، الأخوات بينيت الخمس، يحاربن جيشاً من مصاصي الدماء والأحياء ـــــ الموتى الذين يحاولون غزو إنكلترا!

الأخبار اللبنانية في

08/02/2010

 

من عبد القادر إلى شهداء ثورة التحرير حمّى التاريخ تعود إلى السينما الجزائرية

الجزائر ــ سعيد خطيبي 

مشروع الفيلم عن حياة مؤسس الجزائر الحديثة، عالق بين أخذ وردّ. لكنّ موضة السينما التاريخيّة تكاد لا توفر شهيداً في بلد المليون شهيد

أثار إنجاز شريط سينمائي عن حياة الأمير عبد القادر الجزائري آراء متضاربة بين الأوساط الثقافية في الجزائر. وقد تخوّف المعنيّون بإنجاز الفيلم، الذي يتناول مؤسس الجزائر الحديثة، من تخلّي وزارة الثقافة عن دعمه بسبب عجزها عن تغطية تكاليفه، إضافةً إلى امتعاضها من تصريحات رئيس «جمعية الأمير عبد القادر» محمد بوطالب المتناقضة. هذا الأخير حمّل نفسه عاتق البحث عن مموّل للفيلم، من دون تحديد نهائي للسيناريو. وهذه نقطة حساسة، وخصوصاً أنّ حياة الأمير عبد القادر الجزائري تشوبها بعض المحطات الغامضة، ما يستوجب التعامل معها بدقة.

خلال السنتين الماضيتين، بقي بوطالب يدافع عن سيناريو الكاتب بوعلام بسايح، مع إبداء بعض التحفظات عليه، رافضاً التعامل مع السيناريو المقتبس عن رواية واسيني الأعرج «كتاب الأمير» («الآداب» ـــــ 2005). وكانت حفيدة الأمير عبد القادر الأميرة بديعة (مقيمة في دمشق) قد اتهمت القائمين على الجمعية بالمتاجرة باسم مؤسس الدّولة الجزائرية الحديثة، بدل الدفاع عن أفكاره.

وفي انتظار بعث مشروع الفيلم، شهدت السّاحة الفنية الجزائرية «موضة» جديدة تتمثل في الميل إلى إنجاز أفلام تتناول شخصيات تاريخية، على رأسها روّاد الثورة الجزائرية. موضة أسهمت في تنشيط الحركة السينمائية الراكدة جزئياً، لكنّها أثارت في المقابل خلافات بين السينمائيين أنفسهم من جهة، والسينمائيين والرأي العام من جهة أخرى.

وفجّر شريط «أسد الجزائر» (2008) للمخرج أحمد راشدي أولى شرارات الجدل. يستعيد العمل وقائع من حياة الشهيد مصطفى بن بولعيد، بميزانية قدّرت بأربعة ملايين يورو. حضر العرض الأول لهذا العمل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يتلقّى مخرجه وابلاً من الانتقادات. حتّى إنّ أحدهم وصف العمل بأنّه «يذكّر بالأفلام السوفياتية الدعائية التي تغيب عنها التفاصيل الإنسانية الصغيرة والبسيطة لمصلحة الأفكار الكبيرة». ورغم مشاركته في العديد من المهرجانات الدولية، لم ينل الشريط أي جائزة، عدا جائزة أفضل ممثل لحسان كشاش في «المهرجان الدولي للفيلم العربي» في مدينة وهران الجزائرية (2009). تواصلت الانتقادات، وجاء بعضها على لسان عائلات الشخصيات التاريخية التي تعرّض لها الفيلم، على غرار الرئيس الأسبق محمد بوضياف (1919ــــ1992). اتهمت عائلة الأخير، على لسان أخيه عيسى، كاتب السيناريو الصادق بخوش بتشويه صورة بوضياف من خلال التركيز على صورته بأنه رجل مدمن على التدخين فقط لا غير. واتهمت العائلة الكاتب بتناسي مكانة بوضياف المحوريّة في اندلاع الثورة التحريرية (1954).

عودة لخضر حامينا في فيلم عن الثورة

لم تمرّ أسابيع قليلة على عاصفة بن بولعيد، وشريط أحمد راشدي الذي مثّل خيبة أمل جماهيرية واسعة، حتى عاد الصادق بخوش (صاحب شركة إنتاج «ميسان بلقيس فيلم») إلى الواجهة. إذ أعلن انطلاق التحضيرات لفيلم تاريخي جديد عن شخصية الشهيد العقيد لطفي (1934ـــــ1960) مع الاستعانة بالمخرج جعفر قاسم.

بعد ذلك، دخل المخرج لمين مرباح في خلاف واسع مع زميله سعيد ولد خليفة بشأن أحقيّة كل منهما في إخراج فيلم عن الشهيد أحمد زبانة (1926ــــ1956) والاستفادة لذلك من دعم وزارتي الثقافة والمجاهدين، علماً بأنّ ولد خليفة يتمتع بحظوظ أوفر، لأنه سيشتغل على سيناريو من توقيع كاتب الدولة المكلف بالإعلام عز الدين ميهوبي. اللافت في القضية، أنّ الشخصيّتين موضع المشادّة الفنيّة، أي العقيد لطفي وأحمد زبانة، ولدا في المنطقة نفسها التي ولد فيها الرئيس الجزائري بوتفليقة (غرب الجزائر).

في النهاية، تجدر الإشارة إلى العودة المنتظرة للخضر حامينا بعد غياب طويل. من بوابة التاريخ أيضاً... إذ أعلن صاحب «السّعفة الذهبية» في «مهرجان كان» عام 1975 إمكان انطلاق تصوير فيلم جديد عن الثورة التحريرية نهاية آذار (مارس) المقبل، متحفّظاً عن الخوض في التفاصيل.

الأخبار اللبنانية في

08/02/2010

 

«الطريق ١٨١» تمرّ في بيروت

بيار أبي صعب 

لدى عرض «الطريق ١٨١، محطّات من رحلة في فلسطين ـ إسرائيل» (٢٠٠٣)، شنّ بعض الإعلام الفرنسي حملة على الفيلم الذي «يتعرّض لأساسات دولة إسرائيل» كما كتب ناقد مجلّة Télérama، متهماً مخرجَيْ الفيلم ميشيل خليفي (الصورة) وإيال سيفان بمصادرة صورة «ضحيّة التاريخ» الملازمة لليهودي وتجييرها لمصلحة الفلسطيني. وما هي إلا أشهر حتى سحب «الطريق ١٨١» (إنتاج ARTE) من «مهرجان سينما الواقع» في باريس، حيث كان مبرمجاً في ربيع ٢٠٠٤، لأنه «يحرّض على العنف ضدّ اليهود». لعلّ خطورة الفيلم تكمن في مكان آخر تماماً. إنّه عمل نادر في تاريخ السينما، شكلاً ومضموناً، يعود إلى الجريمة الأصليّة التي قام على أساسها الكيان الصهيوني. هذا الوثائقي الطويل (أكثر من 4 ساعات) الذي يعرضه «مركز بيروت للفنّ»، تَشاركَ في تحقيقه أحد أبرز المخرجين الفلسطينيين، وسينمائي هو من «العادلين» القلائل في إسرائيل، إذ يسلّط نظرة نقديّة إلى دولته التي قامت على «التطهير العرقي».

سافر ميشيل خليفي وإيال سيفان على ضفّتي الجرح، حسب حدود القرار ١٨١ بتقسيم فلسطين عام ٤٧

صيف ٢٠٠٢، سافر صاحب «عرس في الجليل» وصاحب «اذكر ـ عبيد الذاكرة»، طوال شهرين، على ضفّتي الجرح. رسما طريقاً افتراضيّة تخترق فلسطين التاريخيّة من الجنوب إلى الشمال، على أساس الحدود التي اعتمدها قرار الأمم المتحدة الرقم ١٨١ القاضي بتقسيم فلسطين (١٩٤٧). على امتداد هذا الخط، التقيا أناساً عاديين ينتمون إلى موقع الجلاد أو موقع الضحيّة، صوّرتهم الكاميرا تاركة لهم أن يستعيدوا ذلك المنعطف الدموي ويحكوا عن «الآخر». قوّة الفيلم في لغته، وإيقاعه، وفي طريقة التصوير والتوليف. قوّته في التعاطي العقلاني، من موقعين متواجهين، مع الصراع. قوّة الفيلم أخيراً في عنفه وفجاجته ومباشرته، في صدقه وجرأته على تسمية الأشياء بأسمائها. إنّه رحلة مضنية، لكن ضروريّة للإحاطة بذلك التاريخ الصعب الذي يتعرّض باستمرار للتزوير والتحريف. «حين تتضح العلاقة بين المستعمِر وضحيّة هذا الاستعمار، يصبح بالإمكان التفكير في سلام حقيقي، عادل ونهائي»، يقول إيال سيفان الذي كنّا نتمنّى حضوره، هو وخليفي، العرض البيروتي لفيلمهما. في كلّ الأحوال، لا بدّ من توجيه تحيّة إلى «مركز بيروت للفنّ» الذي يتيح لنا فرصة مشاهدته في بيروت.

الأخبار اللبنانية في

08/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)