حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شوقي الماجري:

الجدار العنصري... لا الفولاذي

محمد عبد الرحمن

بعدما نقلت تقارير إعلامية أنّ «مملكة النحل» سينتقد الدور المصري في حصار غزّة، خرج المخرج التونسي ليعلن أنّ أحداث الفيلم تدور في رام الله 2002

رغم أن سيناريو فيلم «مملكة النمل» جاهز للتصوير منذ عام كامل، أي قبل توتر العلاقات بين مصر وحركة «حماس»، وخصوصاً بعد الإعلان عن بناء الجدار الفولاذي، إلا أنّ تقارير صحافية خرجت أخيراً لتؤكد أنّ الفيلم سيفتح ملفاً جديداً من الخلافات بين القاهرة ودمشق. إذ نقلت جريدة «المصريون» الإلكترونية أنّ الشريط سيُهاجم الدور المصري في الحصار المفروض على القطاع وستظهر فيه شخصيات عدة من «حماس». وأشارت الصحيفة إلى أنّ جهة الإنتاج المصرية المشاركة في الفيلم ستطلب تعديل السيناريو وإلغاء كل النقد الموجه إلى النظام المصري وتحميله مسؤولية الحصار، إضافة إلى رفض كل المشاهد التي تشير إلى «حماس»، وإسناد البطولة إلى عدد أكبر من الممثلين المصريين.

كل ما سبق وصفه المخرج التونسي شوقي الماجري في اتصال مع «الأخبار» بأنه لا أساس له من الصحة. «الفيلم مجهز قبل الأزمة الأخيرة» ولا يمكن أن تشارك جهة إنتاج مصرية هي أيضاً حكومية (قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري) في مشروع ينتقد النظام في القاهرة، كون الفيلم عملاً سينمائياً عربياً يهدف إلى الإضاءة على معاناة الفلسطينيين من الجدار الإسرائيلي العنصري. أما الأنفاق التي يصوّرها الشريط فهي سراديب أثرية يستخدمها الفلسطينيون في الضفة لمواجهة الجدار. وفي أحد هذه السراديب، يحتفل شاب (منذر ريحانة) وفتاة (صبا مبارك) بزواجهما. إذ تدور الأحداث تحت الحصار بين عامي 2002 و2003، أي إن الشريط بعيد من الناحية الزمنية عن التوترات السياسية الحالية، كما أنّه بعيد جغرافياً عن غزة، بما أنّ الأحداث تدور في محيط رام الله.

العمل الذي سيصوَّر بين سوريا وتونس، هو فيلم عربي بامتياز. جهات الإنتاج المشاركة هي من مصر وسوريا وتونس بالإضافة إلى شبكة «راديو وتلفزيون العرب». ويشارك في البطولة خالد تاجا وعابد فهد وجولييت عواد. ويجري الاتفاق مع ممثلة تونسية وآخر مصري سيلعب دوراً رئيساً في الأحداث التي تحمل طابعاً إنسانياً أكثر منه سياسياً. وأشار الماجري إلى أن التصوير سينطلق خلال أيام حتى أيار (مايو) المقبل. ويضع الموسيقي التصويرية وليد الهشيم فيما سيكون الفيلم مرشحاً للمشاركة في العديد من المهرجانات العربية التي باتت تستقبل بترحاب كل الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية.

كيف ستتعامل الصالات المصرية مع فيلم «مملكة النحل»؟

وكان مؤلف العمل خالد الطريفي قد أشار سابقاً إلى أن كتابة السيناريو تمت عام 2003 بعد سقوط بغداد حيث تغيرت الموازين السياسية والعسكرية في المنطقة.

وتأتي مشاركة قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري في تمويل الشريط تأكيداً على سياسة بدأتها إدارة القطاع أخيراً تقوم على المساهمة في تمويل الأعمال الفنية التي تتوجه إلى الجمهور العربي عامة. وغالباً ما تقتصر تلك المساهمة على الشق المادي بعيداً عن الأمور الفنية مع المساعدة في المهمات الإنتاجية إذا تطلب سيناريو العمل التصوير داخل مصر. لكن من غير المعروف حالياً ما إذا كان القطاع سينجح في دعم «مملكة النمل» لدى نزوله إلى الصالات المصرية التي تتعامل على استحياء مع الأفلام العربية، وخصوصاً التي تتناول قضايا سياسية.

أما شوقي الماجري فقد ألغى كل ارتباطاته الدرامية لهذا العام ولن يقدم أي مسلسلات جديدة في رمضان، وخصوصاً أنّ إنجاز هذا الفيلم الذي يمثّل باكورته الروائية الطويلة، سينتهي قبل رمضان بثلاثة شهور فقط.

الأخبار اللبنانية في

02/02/2010

 

 

«لعنة الطين»:

مسموح الكلام عن فساد الثمانينيات!

وسام كنعان 

من الفساد داخل الطبقة الحاكمة إلى التهريب على الحدود اللبنانية ــــ السورية، يتناول المسلسل مرحلة دقيقة من التاريخ السوري الحديث بمشاركة مجموعة من النجوم على رأسهم خالد تاجا ومكسيم خليل

عندما قدّم الكاتب خالد خليفة والمخرجة إيناس حقي مسلسل «زمن الخوف» (2007) سرح مقصّ الرقيب براحة في النصّ، حاذفاً ما لا يناسبه. وخصوصاً أن العمل تناول فترة الثمانينيات وصولاً إلى حرب الخليج الثانية. لكن المسلسل لم يحظ بنسبة مشاهدة عالية بسبب عرضه على قناة «أوربت» المشفرة و«القناة الثانية» في التلفزيون السوري.

اليوم، تعود الدراما السورية إلى الثمانينيات، مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد ضمن مسلسل «لعنة الطين». يعتبر العمل الأوّل الذي يتناول تلك الحقبة بعيداً عن «فوبيا» الرقابة، بل... بمباركتها! ولن نفاجأ بذلك، متى عرفنا أنّ المسلسل يفضح رموزاً سابقة في النظام السوري كانت متورطة في عمليات فساد وصارت اليوم من أبرز المعارضين للنظام.

إذاً، يضيء «لعنة الطين» على أبرز مراحل تلك الفترة التي خلّفت نتائج كارثية في الداخل السوري. كما يتطرّق إلى طبقة المسؤولين الفاسدة التي مثّلت جزءاً من الطبقة الحاكمة والمتحكّمة بأحوال الشعب السوري. يقول كاتب السيناريو سامر رضوان: «ما سهّل مهمتي في كشف الحقائق، هو ظهور الذين أسهموا في خراب تلك المرحلة على حقيقتهم، على رأسهم نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام».

يتناول المسلسل قصّة الشاب عامر (مكسيم خليل) الذي نشأ في إحدى القرى الساحلية ويحلم بأن يصبح مهندساً معروفاً. مع انتقاله إلى الجامعة وإقامته في المدينة الجامعية، تتعرض عائلته لخديعة. ويمثّل ظهور شخصية هامة في حياته مفترق طرق بالنسبة إليه. وهذه الشخصية ليست سوى... عبد العليم علّام الذي يقلب حياة الشاب رأساً على عقب. من جهة ثانية، يضيء المسلسل على ازدهار عمليات التهريب غير الشرعي على الحدود السورية ــــ اللبنانية. ويتناول قصة بعض السجناء السياسيين.

«لا نوثّق لمرحلة الثمانينيات بدقّة بل نقدّم دراما تهدف أولاً إلى تأمين المتعة للمشاهد عبر قصص تتناول تداعيات تلك المرحلة من فساد اقتصادي واجتماعي» يقول المخرج أحمد إبراهيم أحمد لـ«الأخبار» مضيفاً: «يمر العمل على الاجتياح الإسرائيلي للبنان (1982)، والعلاقة بين الشعبين السوري واللبناني خلال الحرب اللبنانية. كلّ ذلك يُسرد على لسان مقاوم في أحد الفصائل الفلسطينية عايش الاجتياح الإسرائيلي».

وفي وقت روّجت بعض وسائل الإعلام لتدخلات رقابية وحذف عدد من المشاهد، يوضح أحمد أن العكس هو ما حصل. رفعت الرقابة سقف الحرية في «لعنة الطين» وسمحت بتناول مواضيع لم تعالجها الدراما السورية سابقاً. «كانت لدى الرقيب ملاحظات محقة» يقول أحمد، مؤكداً أنّه ارتأى مع شركة الإنتاج (قبنض للإنتاج الفني) تغييب أسماء بعض الشخصيات اللبنانية، نظراً إلى سير العلاقات السورية اللبنانية بالاتجاه الودي حالياً. وسيتناول المسلسل الحصار الاقتصادي الذي فرض على سوريا بداية الثمانينيات.

ورغم أن النص يُعتبر التجربة الأولى لسامر رضوان في كتابة السيناريو، إلا أن المخرج أحمد إبراهيم أحمد يرى أنه يتعامل مع نص محترف. لكنه يؤكّد أن الكاتب لم يتمكّن من مداراة مسألة الإنتاج نتيجة قلة الخبرة. إذ اقترح وجود مجموعة كبيرة من الشخصيات التي تحتاج إلى وجود ممثلين محترفين. وهو ما جعل المخرج يلجأ إلى عدد كبير من نجوم الدراما السورية يؤدي بعضهم أدواراً صغيرة لكنهم يتقاضون أجوراً تناسب شهرتهم. وأبرز هؤلاء النجوم هم: خالد تاجا وسمر سامي وفارس الحلو وعبد المنعم عمايري ومكسيم خليل ووائل شرف وكاريس بشار وروعة ياسين وربى المأمون وجيني إسبر...

يمرّ المسلسل على الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 والعلاقة بين الشعبين السوري واللبناني

وعن إمكان تسويق العمل جيداً، يرى أحمد أن حملة إعلامية كبيرة سترافق المسلسل نتيجة زخم الفترة التي يتطرق إليها «هو يبني لنفسه سمعة طيبة وقد بدأ الترويج له إعلامياً... وخصوصاً أن فريق العمل لا يوفر أي جهد للخروج بمسلسل متكامل ينال متابعة جماهيرية».

أما مواقع التصوير فتناسب السيناريو المكتوب، وتبدأ من دمشق وصولاً إلى القرى الساحلية السورية فالحدود السورية ـــــ اللبنانية. وقد تدخل الكاميرا للمرة الأولى داخل مواقع عسكرية وتحديداً إلى الكلية الحربية لتصوير بعض المشاهد.

من جهته، يشرح بطل العمل مكسيم خليل لـ«الأخبار» دوره «أجسد شخصية عامر بما يحمله من طيبة الساحل السوري. ولقاؤه بإحدى الشخصيات السورية الهامة سيوصله إلى الجيش ليصبح ضابطاً، ثم تطوقه أحداث كبيرة تجعله يعود إلى حياته الطبيعية». ويضيف: «هناك خصوصية للعمل يستمدها من قدرة صناعه على تقديم حقائق عايشها الشعب السوري. ويبدو أن الرقابة قد تقدمت خطوة ملحوظة هذه السنة ورفعت سقفها، أو أنها باتت تعتبر أنه آن الأوان للحديث عن مرحلة الثمانينيات بحرية».

 

انطلاقة جديدة

منذ سنتين، انطلقت شركة «قبنض للإنتاج الفني» (لصاحبها محمد قبنض). لكن انطلاقتها لم تكن موفّقة بإدارة الممثل بشار إسماعيل بعدما قدّمت مسلسلين هما «باب المقام» و«صراع المال» لم يحظيا بنسبة مشاهدة عالية. لأنّ التسويق لم يكن جيداً ولم يجدا فرص عرض جيدة. هنا، قررت الشركة أن تجعل من رمضان 2010 انطلاقتها الحقيقة لتنافس باقي شركات الإنتاج السورية، فوقع اختيارها على المخرج أحمد إبراهيم أحمد (الصورة) ومسلسل «لعنة الطين» الذي استقطب عدداً كبيراً من النجوم دفعت لهم الشركة المنتجة أجوراً جيدة ضمن ميزانية إنتاجية الضخمة.

الأخبار اللبنانية في

02/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)