حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"الحليقات" في السينما ..تحايل لمواجهة المحرمات

فاطمة الصمادي – طهران

بعد الثورة الإسلامية بقيت المرأة الإيرانية كما في السابق محورا اساسيا في التدافع الإجتماعي والسياسي . واين كان "كشف الحجاب" قد احتل صدارة الجدل السياسي في عهى رضا شاه فإن مقولة "الحجاب الإجباري" ما زالت إلى اليوم موضوعا يحظى بمساحة واسعه من الأخذ والرد على الصعد الثقافية والإجتماعية والسياسية في إيران..

وفي السنوات الأولى للثورة حذفت المرأة كليا من السينما الإيرانية  ولم يبق أي أثر لها ، وكان من المحير أن تشهد السينما الإيرانية هذا التحول الذي أحدث فجوة لم تعالج الا بعد سنوات ، فمن سينما تقدم النساء عاريات وشبه عاريات في سبعينيات القرن العشرين إلى سينما تغيب منها المرأة بالكامل في عقد الثمانينيات من القرن نفسه .

بعدها بدأت المرأة الإيرانية تعود بالتدريج إلى السينما ، وشهدت البدايات سعيا لتلافي ابراز اي من محاسن المرأة ، واستخدمت النظارات الكبيرة وتم تغيير زاوية التصوير والإضاءة ، فجاءت النتيجة مخيبة للآمال تحولت المرأة معها إلى موجوى كارتوني يؤدي بعض العبارات ..

غياب كامل

ومع غياب النساء عن المشهد السينمائي الإيراني اصبح النجومية السينمائية مقصورة على الرجال ، وجاء افلام عقد الثمانينات لتشكل نموذجا لسينما تمحو المرأة بالكامل وافلاما يعيش ابطالها ويدعون أنهم ليسوا بحاجة إلى المرأة لتبرير غيابها، وبدت حياة الرجال في تلك الأفلام بعيدة عن الواقع ، وتحولوا إلى موجودات ممسوخة جاءت بفعل الممنوعات والقيود الدينية التي بم تقدم اجابات تتعلق بمشروعيت تصوير المرأة والرجل  كزوج وزوجه وام وابن واخت وأخ ...

وبعد سنوات كانت المرأة تعود الى السينما الإيرانية ، ورافق ذلك مشكلات كثيرة إذ منع عرض الكثير من الأفلام لأن الممثلات لم يكن يرتدين الحجاب ، وأدى ذلك إلى خروج الكثير من الممثلات من ايران وفي مقدمتهن سوسن تسليمي التي تعد من أشهر الفنانات الإيرانيات التي قدمت ادوارا قوية للمرأة الريفية على وجه التحديد.

 وبقيت قضية غطاء الرأس واحدة من القضايا التي تواجه السينما الإيرانية ، ويرى كثيرون أنها تجعلها غير واقعية في الكثير من الأحيان ومثال تصوير المرأة في الحجاب وهي داخل بيتها وتنام وهي ترتديه .

قرنطينة: اثار ردود فعل كثيرة

بداية القصة

ومع نهاية عقد الثمانينيات وبداية عقد التسعينيات من القرن الماضي كانت السينما الإيرانية تشهد حكاية النساء الحليقات اللاتي يظهرن دون غطاء للرأس.. وبدأ مشهد الرؤوس الحليقة يتكرر في السينما الإيرانية ، وكانت مشكلات حضور المرأة في السينما حجة هيأت الطريق أمام مايمكن تسميته بكسر التابو من خلال حلق الشعر.  وجاء فيلم  بنات الشمس"دختران خورشيد" لمريم شهريار عام 1999 ليصور فتاة مراهقة تظهر في هيئة ولد تعمل في نسج السجاد ، وفي العام نفسه قدم مجيد مجيدي في فيلمه الشتاء  "باران"  فتاة أفغانية صغيرة  تجبرها ظروف الحياة على التخفي بهيئة ولد لتعمل في ورشة للبناء وبالشكل نفسه قدم المخرج حميد رضا أشتياني في فيلم  الرعد  "تندر" فتاة صغيرة في قالب تخيلي ترتدي "باروكة" شعر تظهرها بمظهر رجولي. وفي المحصلة فإن الأفلام الثلاثة اتكأت على القيود البنيوية المتعلقة بحضور المرأة في السينما ، و سعت من خلال التركيز على الهوية أن تصور واقع المرأة بشكل تراجيدي وفي السياق ذاته جاء فيلم منيجه حكمت المعروف سجن النساء "زندان زنان" وقدم بطلته سجينة حليقة الرأس.

وبقيت قصة الشعر المحلوق لكنها اتخذت اشكالا عصرية وجاء فيلم الأولاد السيئون "بچه هاي بد" للمخرج علي رضا داود عام 2000  ليصور فتاة شابة برأس حليق مكشوف ووجه باهت اللون تسير  على غير هدى إلى وجهة غير معلومة ، ويظهرها الفيلم تخوض صراعا وسط عالم الرجال وفي النهاية تقرر مواجهة الموت وكأنها بذلك تتحرر من كونها امرأة . وظهرت المخرجة مانيا أكبري  حلقة الرأس أيضا في فيلمها "10+4" لتصور تجربتها الواقعية مع مرض السرطان.

 اما فيلم  الحجر الصحي «قرنطينه» الذي عرض هذا العام  فقد أثار الكثير من الجدل الذي استدعى تدخل الفتوى والمرجعيات الدينية في قم ،  ويروي الفيلم قصة شاب غني تقع لع حادثة تصادم مع سيارة تقودها فتاة ، ويؤدي ذلك إلى أن يقعا في الحب ، لكن زواجهما يلقى معاضة من الأهل وتصاب الفتاة بمرض السرطان ، وتتلقى علاجا كيمائيا وهنا يظهرها الفيلم حليقة الرأس ومكشوفة العنق وكذلك اخريات كمريضات بالسرطان .

وقد أثارت تلك المشاهد الكثير من الجدل وهو ما دفع الى استفتاء رجال الدين في ذلك وكان من أبرو من تم سؤالهم آيت الله علي السيستاني وأية الله مكارم الشيرازي وهما من أشهر المراجع الدينية لدى الشيعة حيث افتى كلاهما بحرمة ذلك حتى وان كان الرأس حليقا ، وقال الشيرازي في نص فتواة أن الحجاب لايتعلق بالشعر فقط بل يشمل الرأس أيضا ، وأن المستثى الوحيد هو الوجه واليدان.

الجزيرة الوثائقية في

12/11/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)