حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رسالة النقاد لمخرج « كلمني .. شكرا » :

عفوا لقد نفذ رصيدكم

تحقيق: مايسة أحمد/ محمد عزالدين

أفلام خالد يوسف.. كثيرا ما تثير الجدل لجرأة القضية التي يتناولها لكن الأمر  اختلف هذة المرة فهناك من رأي أن الفيلم غازل الشارع بإستخدام لغته.

مع »كلمني شكرا« كان هناك شبه اجماع من الجمهور أن الفيلم مختلف عن أعماله السابقة.. النقاد المتخصصون أيضا كانت لهم وجهة نظر فنية.. فمنهم من قال »عفوا..  لقد نفذ رصيدكم« ومنهم من عبر عن رأيه أن خالد يوسف مع هذا الفيلم يعتبر »غير متاح مؤقتا« ما بين هذا وذاك نعرض الآراء في هذا التحقيق..

تري الناقدة خيرية البشلاوي أن الفيلم جاء كوميدياً مضحكاً وتقول : لأول مرة يقدم المخرج خالد يوسف فيلما خاليا من الفجاجة السياسية رغم أن بعض المفردات ظلت كما هي مثل قضية العشوائيات، واعتقد أن السيناريست سيد فؤاد لديه يقين أن ما قدمه هو واقع العشوائيات بلغاتها ونسائها المتمثلة في غادة عبدالرازق ورفيقاتها، وأضافت: الأزمة هنا أن صناع الفيلم ليس لديهم هم اجتماعي أو سياسي، بل ما كان يشغل تفكيرهم أن يقدموا توليفة لعمل تجاري ناجح، وقد كان الجمهور متفاعلا جدا مع الفيلم  وغير ذلك لا يعني خالد يوسف أو السيناريست، فالمهم بالنسبة لهم - حسب قولها - هو تحقيق ٠٥٦ ألف جنيه ايرادات في الأيام الأولي لعرضه، وكذلك موافقة الرقابة علي الفيلم رغم ما يحتويه من قاموس شتائم، وكذلك وصف رجل الدين المزيف لأشجان ببعض الألفاظ الانثوية البذئية، لكن هناك معادلة يجب ألا نغفلها، وهو رأي الجمهور الذي يتوقف عليه نجاح الفيلم، حيث لاحظت وأنا أشاهد الفيلم في دار العرض أن الجمهور كان متفاعلا جدا مع الفيلم، وكان يضحك بعد اطلاق الافيهات ، لكن في رأيي أن »كلمني شكرا« من نوعية الأفلام التي تلعب علي جميع الأوتار التي تمس الجمهور ليحقق النجاح، فالحوار مكتوب في سياق يضحك  وغادة عبدالرازق تقدم الصورة المتكررة للأنثي الجميلة التي تبيع جسدها لمواجهة ظروفها الصعبة، فكل هذه الرؤي لا تعبر عن واقع العشوائيات ورغم ذلك نجح جماهيريا لأن الفيلم اتفق مع ذوق المشاهد ومزاجه، أما اعتراضي علي الفيلم هو اعتراض أخلاقي، لأن أسلوب الحوار والاداء التمثيلي جاء مبتذلا، فالسينما يجب أن تكون مهذبة، وتعالج قضايا حقيقية، وفي النهاية اوضح ان »كلمني شكرا« هو تعبير عن لغة الشارع المحروم من التعليم والحياة الاقتصادية الكريمة والاعلام الواعي.

مغازلة الشباك

يري الناقد عصام زكريا أنه من المفترض أن يحتوي أي فيلم علي درجة ما بين التوجه الفني والتوجه التجاري، لكن فيلم »كلمني شكرا« خرج عن هذا الاطار، حيث يقول: هذا الفيلم غلب عليه جانب واحد وهو مغازلة شباك التذاكر، وكل عنصر فيه يثبت ذلك، فصناع الفيلم لم يكن يشغلهم سوي مغازلة الجمهور، فحاولوا عمل كل شيء ممكن ليعجب الجمهور، فبدل الإفيه وضعوا العشرات من الافيهات، وأفرطوا في استخدام العري، فأفلام خالد يوسف السابقة بها جزء من الكوميديا وهي الي حد ما غير مبالغ فيها، لكني في »كلمني شكرا« هناك مبالغة، والالفاظ غير مناسبة، فانصب الاهتمام علي زيادة جرعة الافيهات بجميع درجات الفجاجة، واستطرد قائلا: ليس  لدي أي مشكلة في استخدام الالفاظ، لكنها ليس لها توظيف سوي اثارة الجمهور، هذا بالاضافة الي اختيارات الممثلين الغير مناسبة مثل شقيقة عمرو عبدالجليل في الفيلم، دورها غير واضح لانها ضعيفة علي المستوي التمثيلي، اضافة الي أن الدور ليس مكتوب جيدا، وهو نفس الحال لشخصية شقيقة غادة عبدالرازق، وكذلك دور الوجه الشاب » رامي غيط فرغم نجاحه في فيلم »دكان شحاتة« إلا أن شخصيته في هذا الفيلم ظهرت بطريقة كاريكاتورية مشوهة، وعلي الجانب الآخر هناك شخصية صبري فواز الذي قدم صورة الملتحي النصاب وهي الي حد ما جديدة وقدمت في شكل جيد، اذن فهناك بعض الشخصيات مكتوبة جيدا والبعض الآخر سطحي!

ويعيب علي الفيلم بوجه عام وجود مساحات كبيرة من الارتجال، ليس فقط في النص المكتوب، ولكن أيضا في طبيعة الاداء التمثيلي، وغياب التوجيه المحكم، وتركها تبعا لقدرات كل ممثل.ويضيف عصام زكريا: الفيلم يحتوي علي مضمون لا بأس به، وان كان يطغي عليه الصوت العالي، وليس فيه جديد، فمعظم الأفلام الكوميدية السابقة تناولت شخصية البطل الفقير الذي يحلم بالنجومية، مثل أفلام: اللمبي، بلية ودماغه العالية، والفارق أن البطل فيهما كان أكثر مثالية، والجديد في الفيلم والذي يميزه أنه حاول تقديم شكلا للعشوائيات أكثر واقعية علي نهج فيلم »حين ميسرة« مع اختلاف الشخصيات، فالشخصيات في  »كلمني شكرا« أكثر واقعية وليست مقدمة بشكل مثالي، وهذا هو الجديد وكان يمكن اظهار تلك الميزة، وهو ما لم يحدث، ولم يهتموا باظهار هذا الجانب رغم انه جانب انساني.

وأضاف قائلا: لا استطيع القيام بدور المدرس مع المخرج خالد يوسف بتوجيهه، لانني احترمه واقدر اعماله، لكن مسئوليتي تجاه القاريء هي أن أوضح له مواطن القوة والضعف في الفيلم، فخالد يوسف لديه امكانيات كبيرة كمخرج فلديه القدرة علي فهم العناصر الانتاجية للفيلم، وبالتالي فرص جيدة للوصول الي الجمهور وأيضا شجاعة وقدرة علي انتزاع حقوقه ومواجهة الرقابة وللأسف لم يستغل خالد يوسف هذه الامكانيات الاستخدام الامثل حتي الآن لنشاهد عملا كبيرا أكثر من مرة ونستمتع به مثل الأفلام العالمية.

ليس فيلماً

وجاء رأي أحمد يوسف مختلفا حيث أكد في بداية حديثه ان كلامه قد لا يعجب أحد من صناع العمل فقال: الملاحظة الاساسية انه ليس فيلما أصلا فهو يفتقد الحد الأدني من  اللغة السينمائية حتي ان أفلام المخرج حسن الصيفي تبدو أكثر تماسكا منه.

والعيب الرئيسي يكمن في الكتابة.. فالفيلم ليس به بؤرة درامية توجه الاحداث تصاعديا حتي يتفاعل معها الجمهور.. وجاء التنقل بين الفقرات غريب حتي انه اذا تم تبديل المشاهد أو حتي حذفها لن يؤثر ولا يحدث أي فارق وذلك لغياب البناء الدرامي.

اذن المشكلة في السيناريو.. تعقيب يرد عليه يوسف قائلا:

أنا شخصيا لا أفضل لوم السيناريست علي أي شيء بشكل عام لأن المخرج من المفترض أنه يقوم باعادة صياغة لكل العناصر الموجودة.. ومن المشاهد التي تدل علي ما أقول.. عندما يوجد مشهد به دراما عالية بين توشكا - عمرو عبدالجليل - وأشجان، غادة عبدالرازق وفجأة يتم قطع المشهد فبالتالي  الجمهور لم يفهم الموقف »انتهي علي إيه« رغم التوتر الدرامي فيه!! وكذلك في مشهد آخر عندما تهدد »أشجان« »توشكا« ونجد المشهد الذي يليه وكأن شيئا لم يكن!!

في رأيي - والكلام ليوسف - ما رأيناه كان عبارة عن مجموعة »نمّر« لا يوجد فرق بينها وبين الافلام التي كنا نطلق عليها مقاولات.

وبعد لحظات يستأنف أحمد يوسف حديثه قائلا: خالد يوسف لديه »عيب خطير« أن الفيلم لديه يبني بقدر كبير من العشوائية لان ليس هناك دافع يحرك الشخصيات التي يجب في الفن أن تأخذ اتجاه معين من منطلق حافز ما ولابد أن يكون واضح ومبرر وكانت النتيجة أن الشخصيات لديه تدور في دوائر مفرغة والمشاهد جاءت غير مشبعة دراميا.. لدرجة أنه أحيانا يقتصر المشهد علي جملة واحدة وكأن الممثل يشرح للجمهور ما يحدث أمامه!! هذه لا يمكن أن تكون دراما أو سينما.. فهذا العمل »كلمني شكرا« ضعيف جدا فنيا.

وبالنسبة للقضايا التي يردد صناع العمل أن الفيلم يناقشها - تعقيب يرد عليه يوسف باندهاش قائلا : أي كلام عن قضايا في الفيلم هو نوع من العبث.. فلابد أصلا أن يتواجد حد أدني لصناعة فيلم ثم بعد ذلك نتحدث عن القضايا أو الموضوعات التي يناقشها.. للأسف خالد يوسف يدعي انه يتعامل مع قضايا جادة ولكن في الحقيقة بشكل هزلي.. وهذه سمة عامة لخالد يوسف.. مثلا في »كلمني شكرا« عندما سألت السيدة »هو اوباما ده ايه؟ بيغني؟ فيرد توشكا »ده بيمثل يا أمي«.. هل هذه سياسة من مجرد جملة حوار؟!

هذا هزل وليس جد.. فكل الحواديت التي وردت في الفيلم ممكن تقرأها علي صفحات الحوادث.. وقديما كان هناك برنامج اذاعي اسمه »من الحياة« كان يطلب من المستمعين أن يكتبوا قصة لا تزيد عن صفحتين ونجد فيها »بلاوي الدنيا« تماما كما يفعل خالد يوسف حيث يقدم لنا »بلاوي الدنيا« وهذا بالتالي ليس فن أو دراما.

ويضيف يوسف: كان يكفيني ان يقدم حدوتة واحدة ويجعل الجمهور يدخل الي عمق الموضوع.

وما هي ملاحظاتك علي الجمهور.. هل كان متجاوب مع الفيلم؟ سؤال يجيب عليه يوسف قائلا: لم اجد المشاهد متعاطف مع العالم الذي يراه علي الشاشة.. و»بيتفرج« علي شخصيات دون أن يحبها أو حتي يتفاعل معها.. فهل يعقل ان يظهر أهل العزبة أو الحي في النهاية ممسكين بشوم ومطاوي؟! هذه نظرة أشبه بما يقدمه عادل إمام ولا تفرق عنها شيئا من حيث تحويل الناس إلي مجموعة من الغوغاء.. فهذه ليست شخصيات حقيقية من لحم ودم.

»عفوا لقد نفذ رصيدكم؟«عبارة لا يحب يوسف أن يلجأ إليها حيث قال : أنا لا أحب هذه العناوين ولكن في الحقيقة خالد لم يكن لديه رصيد أصلا.. وأضاف يوسف ضاحكا: هو كان سارق الخط مثل توشكا في الفيلم.. وللأسف - والكلام ليوسف - خالد لم يأخذ من يوسف شاهين غير انه يستطيع اقناع منتج ليقدم أفلامه من خلاله.. فشاهين كان يعرف كيف يقع  علي منتج - وهذه »شطارة« بالاضافة الي انه كان فنان أيضا.. فكان هناك قديما كثير من الفنانين والمخرجين الجيدين جدا ولكن لا يستطيعوا ايجاد منتج لاعمالهم.. انما خالد يوسف كل فترة يقع علي منتج يقدم التمويل اللازم لأعماله.. ولكن في النهاية أحب أن أقول ان الرؤية السينمائية »لكلمني شكرا« ضعيفة جدا.

أخبار النجوم المصرية في

28/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)