حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«بحبك يا وحش» لمحمد سويد:

طباع تتنافر وتتلاقى على تقريظ وحش الشاشة

فجر يعقوب

انتهى المخرج اللبناني محمد سويد من فيلمه الجديد «بحبك يا وحش» الذي يتناول حياة خمسة مقيمين في لبنان. ربما يجمعهم تنافر حكاياتهم أكثر مما توحدهم هذه الحكايات في السياق التسجيلي. هكذا يكون سويد قد آثر منذ البداية أن يقودنا عبر مدخل تياترو بيكاديلي البيروتي نحو نبش مقصود في اللعبة السينمائية، وكأنه كان يحسم توجهه في الفيلم لحساب هذا التداخل المتعمد في روايات الأبطال عن أنفسهم واقترابها وتشابهها مع مصائر أبطال السينما أنفسهم. بالطبع لن ننسى تمام شحادة رجب المعروفة ب «طمطم «، معبودة الجماهير كما تحب أن تعرف عن نفسها في الفيلم، وسوف نذكرها طويلا ونحن نأتي على ذكر هذا الفيلم حتى نهايته، وهي سوف تتصرف فيه على سجيتها بالكامل مثل نجمات السينما. وليس أقل من فاتن حمامة كما تلمح، وكأنها تخيط لنفسها ثوبا يناسب حضورها وسطوتها، اذ يمكنها أن تحاجج بالكلام البسيط، وهي السيدة الفلسطينية الفقيرة المقيمة في مدينة صيدا اللبنانية، التي آثرت أن تتنازل لحساب اللغة التي اختارت أن تعبر من خلالها عن عوالمها البسيطة والغنية في آن. يمكنها بحدسها الشعبي اللافت أن تمقت «الزعماء الجدد» للحركة الفلسطينية على طريقتها من دون أن تتأثر بالتلفزيون أو بالاعلام ووسائطه الكثيرة. لا يبدو أن الكاميرا تخيفها وهي لا تحفل بها فيما هي تسرح أمامها. « لدينا زعيمان الآن، ومشاكلنا كلها تأتي منهما، أحدهما متعصب جدا، والآخر يعتقد أنه قادر على حلّ كل المشاكل لمجرد أنه ارتدى طقما أنيقا، وأخذ يتنقل بين دول كثيرة». لا تنسى تمام شحادة رجب أن تغني للسيدة أم كلثوم، وتترنح وتهز رأسها وتحرك يديها، تماما مثلما كانت تفعل السيدة، لابل أنها لم تتوقف عن بث الحبيب الغائب أشواقها وأشعارها المرحة والمختلة الأوزان: « عندما دخل البيت ليصلح لنا فيه شيئا أحسست بقلبي ينفر من صدري، شيء من هذا القبيل، وكان أن اقتربت منه بشمعة وأحرقت يده، وعندما تنبه للألم يسري في عروقه صرخ في وجهي، فانحنيت عليه بالقول، أنا أحرقك مثلما أحرقتني»، وأشارت طمطم ناحية القلب.

لا نعرف كيف أمكن لهذه السيدة المغلوبة على أمرها أن تتكلم بهذه الطريقة من دون سيناريو معد لهذا الغرض، وكأنها آثرت في السياق أن تكسر قليلا من قواعد السرد التسجيلي الصارمة. بدت كأنها تكتب لنفسها الدور، وتصرخ في البلاتوه كما تريد.

الأبطال الخمسة لم يلتقوا في ما بينهم. ربما لا يعرفون بعضهم البعض. ربما تفاجأوا من مستويات القول عند بعضهم، فلكل منهم طريقة وأسلوب وأدوات ولغة. الكينغ الصيداوي (ابراهيم بوجي)، الذي يعرّف عن نفسه بأنه من صقور قوى الرابع عشر من آذار، لايكف عن الايحاء بأنه ممثل أيضا. ربما كان يحلم بأن يكون كذلك. ربما لم يفت الآوان بعد. جاءت الحرب الأهلية اللبنانية وأجهضت الكثير من أحلامه. لم يتمسك بها كثيرا كما فعل آخرون، لكن صور الأجنبيات الفاتنات اللواتي كان يتلقفهن تشهد على « ذكورة « مضيّعة في الزواريب. «أنا الكينغ أشهر من نار على علم، تماما مثل علم لبنان «. يقصد أنه يرفرف في كل الأمكنة التي يتواجد فيها عنوة أو بتخطيط مسبق، لكن حضوره عموما لايتوقف عند رغباته. قال كلاما كثيرا، وتجول في أسواق صيدا القديمة وقال إنه كان شاهدا على الكثير من الحروب التي كان لبنان ساحة لها. يمكنه أن يغني وأن يتجول في الأسواق بكامل حريته، وأن يقول الكلام بالبداهة التي تهل فيها الحرب على اللبنانيين.إنه مفطور على «الزعامة» بالسليقة ذاتها التي كان يتمتع بها أمراء الحرب في أوقات سابقة. هكذا تجنح الصورة نفسها في العودة الموفقة إلى أرشيف الحرب نفسه بين الحين والآخر.

الآخرون موجودون بين تناقضاتهم وهدأة الأصوات التي ميزت البوح عندهم أمام كاميرا سويد. خالدة عيد الشابة اللبنانية القريبة من الأجواء الفلسطينية، تعمل في الطباعة الحريرية « يمكن أن يتصور المرء تي شيرتات في ذكرى النكبة عن القدس وزاباتا وعبد القادر الحسيني». ليست هذه القمصان المطبوعة إلا حكايات سينمائية لا أصحاب لها. الآخرون بالضبط لا يبتدعون مناسبات للايحاء بتمسكهم بالعيش في بيروت. عمر فضل السوداني يتابع من مكان عمله البرامج الفنية السودانية عبر فضائية» هيمالوني فضائية كل السودانيين»، وقد عاف بلدانا كثيرة قبل أن يستقر به المقام في لبنان: « لن أتزوج من لبنانية أو سيرلانكية أو أي جنسية أخرى، فقط سأتزوج من سودانية ومن عشيرتي بالذات. ليس هذا تعصبا، ولكن لأن إخوتي جميعهم تزوجوا من أجنبيات. ثم لو أنني أردت الزواج من هيفاء وهبي كما يفعل الآخرون هل سأنجح». تدمع عيناه عندما يجيء على الأوضاع التي آل إليها. قال كلاما كثيرا، والكلام في مثل حالته معين لاينضب. كلام يوسع من فتحة العدسة بما يضمن رسم معالم متاهة هذه الشخصيات المتنافرة الأهواء التي لا تلتقي في مابينها أبدا على شيء.

ربما يجيء انحياز الكاميرا بمعنى ما إلى طمطم ليقول شيئا مختلفا عن البقية.الهموم مختلفة أيضا ف« قد كنت سعيدة أيام شبابي، الفقر ليس تعاسة، بل فقدان الصحة هو أكبر تعاسة». ربما يجيء حضورها في «بحبك يا وحش» ليحجز مساحة أوسع لها من الباقين، وربما أراد سويد ذلك واعيا، فالدخول من بوابة تياترو بيكاديلي لايعني بحال من الأحوال أن الخروج منه سيكون بالسهولة ذاتها. «بحبك يا وحش» متاهة سينمائية في الطريق ذاته عن شخصيات تكسر من حدة السرد التسجيلي بطريقتها وتخترع فيلما لها من داخله. لا تلتقي كثيرا في المنتصف، ولكنها تتوزع الأهواء الغريبة ذاتها، عندما تجتمع في الهواء الطلق على تقريظ وحش الشاشة الراحل فريد شوقي في مستويات مختلفة من مراحل الفيلم.

المستقبل اللبنانية في

24/01/2010

 

 

عادل إمام: «أنا بتعذّب يا أخوانّا مع الرقابة» 

خصصت مجلة «روز اليوسف» (16كانون الثاني 2010) صفحاتها الأولى لحوار مطوّل مع الممثل الكوميدي عادل إمام. من الحوار نقتطف:

- أنا رجل مسلم وأحرص على أن يواظب أولادي على الصلاة حتى احفادي جلبت لهم إمام المسجد القريب لكي يعلمهم أمور دينهم.. نحكي الأول عن الارهاب في الثمانينات، كنت أرى الامهات تنزل بقمصان النوم نتيجة للتفجيرات والخوف على أولدهن، وهذا المنظر اثر فيّ بشدة فقررت ـ بالفعل ـ الذهاب لأسيوط وقد كانت فرقة مسرحية تقدم احد عروضها، وكان موضوع هذا العرض عن الهجرة و«بلاش نهاجر وتعالوا نساعد البلد». وكان بها حث على الانتماء للبلد ولكن المتطرفين منعوا عرضها.. وتم سؤالي كيف انوي الذهاب هناك، فاقترحت ان تكون الدعوة من جامعة أسيوط حتى يسبغ على الموضوع الطابع الثقافي ومدير جامعة اسيوط وقتها خاف من حماسي هذا، لهذا لم يقبل، واتصل بي «زكي بدر» ـ وزير الداخلية وقتها ـ وذهبت عن طريق المحافظة، ونتيجة تحمسي جمعت كل الأخوة من الفنانين الذين يعملون معي دون أن آخذ أراءهم وأخبرتهم بالموضوع في حينه.

وللأسف بعض المصريين رددوا اقوالاً: «هو عادل ملقاش يروح هناك غير بالواد سيد الشغال».. ولا اعلم هل يفكرون في انني ذاهب هناك لعمل «كاليجولا»؟

أرى ان هناك فساداً كثيراً في هذا البلد. وكلما امسكوا شخصاً بأموال تجده في الحزب الوطني او مجلسي الشعب والشورى وأريد ان اتحدث عن الحرية الدينية فسواء انت مسلم او مسيحي أو يهودي او حتى لا دين لك، فكل شخص حر فيما يعتنق، وللأسف الخطاب الديني سيئ للغاية ليس في مصر فقط، وانما في جميع الدول العربية وللأسف اصحاب الفتاوى يفتون بلسان من يعطونهم أموالاً، فتجد فتوى غريبة بتحريم المنشآت التي نبينها على الحدود!

وايضاً ما يؤرقني الوحدة الوطنية لذلك عملت فيلم «حسن ومرقص» وبالرغم من أنني مسلم الا أنني لعبت دور رجل الدين المسيحي، مع انني تمت تربيتي تريبة اسلامية صحيحة، وكان والدي من حفظة القرآن ويعاقبني على شيئين اذا لم اصل او اذا رسبت في الامتحانات.. وحينما جاءت فكرة الوحدة الوطنية جلست مع الكاتب الكبير «يوسف معاطي» لنصل الى صيغة معينة، وانا بطبيعتي أحب ان أحكى لأصدقائي عن كل ما هو جديد عندي، وكلما احكي الموضوع لأحد اصدقائي المسيحيين، اجد وجهه قد تغير، فذهبت للبابا. وهو رجل ظريف ومصري صميم واتذكر حكاية لي معه طريفة حيث كنا في عزاء الرئيس الراحل «ياسر عرفات» واعتقدنا ان الجنازة ستسير لخطوتين لا اكثر، لكن ظلننا نمشي لمدة طويلة والبابا رجل كبير وقلت له: «لو مشينا الى رام الله تبقى مصيبة» وضحك البابا جداً.

انا من ابناء ثورة يوليو وقضية القومية العربية لها ثقل داخلي. وفكرة القومية العربية، وقضية فلسطين من القضايا الحساسة جداً بالنسبة لكل مصري، وقد دعت منذ عدة سنوات للاحتفال بالاطفال الفلسطينيين اليتامى في لندن وجاءت شقيقة السيد احمد صدقي الدجني وقابلت الممثل العظيم «وودي آلن» وهو يهودي بالمناسبة وقال لي انه يأسف على كل قرش تبرع به لجيش الدفاع الاسرائيلي لانهم يضربون الأطفال والسيدات الحوامل. وطلبوا مني الا اتحدث في السياسة فتعجبت وقلت لهم عن ماذا يمكن ان نتحدث. وفجأة جاءتني فكرة فقلت لهم «سوف اتحدث عن التروماي البيجيكي» وبالفعل صعدت على المسرح وقلت لهم: زمان كان والدي يعاقبني لأنه يشتري لي احذية كثيرة، وكان لا يعلم ان سبب ان الأحذية تبلى بسرعة هو قيامي بركل الحجارة ستكون بهذه الاهمية، لكنت جمعت كل الحجارة التي ركتلها لاعطيها للأطفال الفلسطينيين.

القضية الفلسطينية قضية مصرية قومية، قبل ما تكون عربية.

·         روز اليوسف: لكن كلما تتخذ موقفاً سياسياً يقال ان الحكومة هي التي دفعتك او انها تستفيد منك؟

عادل: انا اتعامل من منطلق شخصي بحت.. انا بأتعذب يا اخوانا في الرقابة، انا افلامي كلها في الرقابة ما بين شد وجذب وكل فيلم اتقدم به للرقابة يرسلونه لامن الدولة حتى انني تساءلت: اليس هناك ممثل غيري؟ لماذا لا ترسل افلام آخرين الى امن الدولة؟

اذكر ان هناك فيلماً لي ظللت اتناقش بشأنه مع امن الدولة. وكانوا يقولون ان الفيلم جيد لكنها مجرد اجراءات روتينية وبعد 4 أيام على هذا الوضع قابلت السيد زكريا عزمي في عزاء شفيق الرئيس، وتحدثت معه عن الفيلم فوعدني بأنه سيحل المشكلة وانتظرت ان يتحدث الى ولكنه لم يتصل فكلمته، والغريب انه قال لي «مجرد اجراءات روتينية» فما كان منى الا ان تحدثت مع الرئيس الذي قال لي: «اشتغل يا عادل» وبعد ذلك فوجئت بوزير الداخلية يكتب كلمة موافق بخط كبير بالقلم الأحمر بدلاً من خطه الصغير المعتاد.. لا اعتقد ان «آل باتشينو» او «روبرت دي نيرو» يكلم رئيس الولايات المتحدة من اجل فيلم اليس كذلك؟

·         روز اليوسف: لكن ما حدث مؤخراًُ بالنسبة للحدود وما حدث في مباراة الجزائر الا يجعلك هذا تفقد ايمانك بفكرة القومية العربية؟

عادل: لا.. انا سأشجع الجزائر في كأس العالم كبلد عربي شقيق.

·         روز اليوسف: رغم ما فعلوه؟

عادل: لا انكر انني كنت مستفزاً مما حدث لكن هذه مباراة كرة في النهاية استغرب دعاوى سحب الافلام المصرية كيف تسحب ثقافتك من بلد عربي شقيق ازاي؟

المستقبل اللبنانية في

24/01/2010

 

المخرج الروسي بافل لونغينين:

بوتين ليس إيفان الرهيب، ولكن... 

مع فيلمه «القيصر، الذي يتناول شخصية القيصر الروسي إيفان الرهيب، يصوّر المخرج الروسي لونغينين وجهاً من وجوه الشرور الأكثر سطوعاً في بلاده. وفي مقابلة مع مجلة «الاكسبرس» الفرنسية (14 كانون الثاني 2010) يشرح المخرج خلفية هذا الشريط الذي يلاقي إقبالا كثيفا في روسيا. وهنا أهم ما ورد في هذا الحوار:

·         «الاكسبرس»: لقد صورتَ كثيرا روسيا المعاصرة في «التاكسي الازرق»، و«لونا بارك» و«العرس». لماذا هذه العودة الى الماضي، مع «الجزيرة»، والآن مع»القيصر»؟

لونغينين: مع «التاكسي الارزق» صورتُ تغيرات المجتمع الروسي بالتركيز على مفهومَي الحدود والافراط. كان عالم جديد ينبئ عن نفسه وكان السؤال المطروح هو حول مدى القدرة على البقاء. اليوم، وفيما المجتمع تجمّد، اصبحت التساؤلات اكثر وجودية: من نحن؟ الى أين نحن ذاهبون؟ والحال ان لا أحد يتقدم بجواب.

من هنا اردتُ البحث في الماضي الروسي لأن روسيا ليست بلدا يفكر في التاريخ. لقد بنيتْ على اساطير تحتاج اليها لتتقدم: أسطورة السلطة وأسطورة الغرب الذي يكرهنا... واذا لم نقرأ هذه الميثولوجيا نصف الامبريالية ونصف السوفياتية لنفهم كيف تشتغل، فلن يتغير شيئا. أخرجتُ هذا الفيلم من اجل هزَ المجتمع قليلا. وقد أثار هذا الفيلم الكثير من النقاش والسجال.

·         «الاكسبرس»: لأنهم أخذوا عليك تصويرك لصورة من صور الشرّ، أي القيصر إيفان الرهيب.

لونغينين: كلا، انهم يأخذون علي انني لمستُ هذا القيصر بالذات، الأول من بين كافة القياصرة. في بريطانيا مثلا، لا أحد يعلن عن تمسّكه بالملك الدموي هنري الثامن. اما في روسيا، فان إيفان الرهيب هو رمز مثالي ومحبوب.

·         «الاكسبرس»: كيف تفسَر ذلك؟

لونغينين: بالقطيعة التي فرضها إيفان الرهيب على النهضة الاوروبية، أغلق على روسيا التي بقيت في القرون الوسطى، وهي سعيدة بذلك. لا امكانية لتحديث عميق فيها، لأنها، تاريخيا، تجهل فكرة التقدم.

·         «الاكسبرس»: هل تفسَر فشل (الرئيس السابق) ميخائيل غورباتشيف من هذه الزاوية؟

لونغينين: نعم، مثل كل المحاولات التحديثية التي أفضت الى الفشل. من المريح بالنسبة للشعب ان يدفع بكامل المسؤولية على السلطة. والديمقراطية بالنسبة لي هي احترام بعض القواعد العامة التي على كل فرد ان يطبّقها على نفسه. ولكن لدى الروسي جانبا فوضويا وفرديا. السلطة عنده تقوم بكل شىء، وهو، أي الفرد، يتدبّر نفسه، متمنياً ان لا يُلتقط بجرم خرق هذه القواعد العامة.

·         «الاكسبرس»: هل الروسي مازوشي الى درجة حاجته لوجه أبوي؟

لونغينين: الشعب الروسي شعب طفل يحلم بأب صارم. إيفان الرهيب خلق هذه الصورة الحامية والمنقذة في آن. فالسلطة في روسيا ليست هنا من اجل ان تصدر الحكم، واذا فعلت، فهي تعبّر عن ضعف صميمي.

·         «الاكسبرس»: أن تصور هذا الفيلم في «عهد بوتين» ليس بريئا. اذا نظرتَ اليه من زاوية المشاهد الغربي، يبدو انه يقيم تماثلا بين إيفان الرهيب والرئيس بوتين. هل كان هذا التوجه عندك إراديا؟

لونغينين: نعم، بالطبع. حتى وان لم يكن بوتين هو إيفان الرهيب، فانه يقرر اليوم كما كان يقرر سلفه ما هو صح وما هو خطأ. (...)

·         ما هي خصوصية السينما الروسية؟

لونغينين: انها في حال من التحوّل العميق. انها تبحث عن نفسها. من هنا صعوبة تعريفها. قبل ذلك، كان الوضع واضحاً: كان هناك ازنشتاين وتاركوفسكي. اليوم الوضع اكثر تعقيدا. في روسيا الآن 1800 صالة عرض، وهذا عدد قليل جدا. والسينما بذلك ليست مربحة. وهناك السينما الواقعية وسينما الترفيه. وأنا لا أنتمي، لا الى الاولى ولا الثانية.

·         «الاكسبرس»: كيف تفسر ان افلاما متقشفة وقاسية مثل «الجزيرة» أو»القيصر» تلاقي نجاحا اكثر من غيرها من الافلام الأسهل؟

لونغينين: افلامي القديمة وصلت ربما مبكرا. فيما فيلم «الجزيرة» تحول الى ظاهرة اجتماعية. انه يتكلم عن العار. والغريب ان هذا موضوع عاد فأعطى الامل للبلاد.

·         «الاكسبرس»: مما كانت البلاد تخجل؟ لما الشعور بالعار؟

لونغينين: العار بأنه، اثناء البريسترويكا، تُرك اللصوص والمافيا والفردية ينمون. الخوف من المجهول كان أكبر من القدرة على النظر للواقع. اليوم روسيا تسير على ميثولوجيا الجنة المفقودة للاتحاد السوفياتي. هنا ايضا، تكمن إرادة العودة الى طفولة نسينا مآسيها ليقتصر حالنا على نوع من الحنين الايجابي (...).

المستقبل اللبنانية في

24/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)