حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فنون يقدمها: محمد صلاح الدين

"الغجرية" فرح يوسف: لا أستطيع أن أضحك علي مشاهد يشتري تذكرة من أجلنا

ياسمين كفافي

هي حالة من التمرد علي الشاشة تسرق الكاميرا والقلوب بالشعر الغجري والعيون الواسعة التي تتحدث بلغة يفهمها كل الشعوب انها "فرح يوسف" واحدة من الوجوه الجديدة القليلة التي لفتت الانتباه اليها بقدرة تمثيلية واضحة وموهبة فاقت التوقعات..ورغم وجود فرح علي الساحة لنحو "5" سنوات. ورغم تنوع أدوارها وتميزها. إلا أنها حتي الان لم تحصد النجاح الذي تستحقه. والذي ناله من هم أقل منها شهرة وموهبة فهل المشكلة في السينما التي لا تهتم بأصحاب المواهب الحقيقية أما في اختيارات فرح نفسها التي لا تلائم العديد من الأعمال التجارية السائدة بدليل اقدامها علي الفيلم المثير للجدل "بالألوان الطبيعية".

اسمها فرح عبدالرءوف.. أما لقب يوسف فهو اسم أسرة والدتها وخالتها الممثلة ومدرسة الأداء "حنان يوسف" التي تعترف فرح بأنها ساعدتها في بدايتها ومازالت خانة الحالة الاجتماعية تحمل لقب "آنسة" وهي من مواليد الاسكندرية عروس المتوسط ومواليد برج العقرب لم تكمل دراستها في معهد الفنون المسرحية لان الفن أخذها بعيداً عن الدراسة!

·         في البداية اسمك يشبه اسم الممثلة فرح التي سبقتك بعدة سنوات فلماذا الاصرار عليه؟

- الفنانة فرح اسمها الحقيقي فيدرا. أما أنا فاسمي الحقيقي فرح وهو اسمي الذي ولدت به ولن أغيره.

·         كيف دخلت فرح يوسف مجال الفن؟

- منذ طفولتي عرفت الأسرة ان ابنتهم "مجنونة تمثيل" فكنت أحضر عند أقاربي في القاهرة كل فترة لأشاهد الأعمال المسرحية وأتابع حركة السينما المستقلة مع خالتي التي سبق وشاركت في فيلم "يوم حلو ويوم مر" مع سيدة الشاشة فاتن حمامة فكنت أشاهدها وأنا مبهورة بكواليس السينما.

وعندما قررت الاستقرار في القاهرة لدخول المعهد بمساعدة "كارولين خليل" عرفتني باحد المخرجين المسرحيين لتقديم إحدي المسرحيات وبعد بروفات مضنية لم تخرج المسرحية للاسف إلا أنني سرعان ما شاركت في المسرحية التجريبية "زهرة الصحاري" علي البالون قاعة الغد أمام سوسن بدر والتي أخرجها تامر عبدالمنعم فكانت هذه المسرحية "امتحانا" حقيقيا حيث كان المسرح عبارة عن غرفة صغيرة والجمهور ملتف حولنا والأداء باللغة العربية. فكنت أتعامل مع الجمهور كل يوم وجها لوجه. بعدها رشحت لبطولة فيلم "بلد البنات" الذي لم يعرض في السينما وتم طرحه علي اسطوانات.

ليست جريمة

·         بصراحة هناك اعتقاد سائد ان موهبتك أكبر من شهرتك فهناك من ظهر بعدها ونال شهرة أكبر؟

- بالفعل أنا اختار ما "أراه" "جيداً" ومناسباً لي. وهي ليست جريمة فأنا لا أؤمن بنظرية الانتشار لأنني أرغب في ان ابني نفسي من البداية. وأرغب في ان يؤمن المشاهد الذي يقطع تذكرة لمشاهدتي أنني لا أضحك عليهم فأقدم لهم فنا صادقا. وأعتقد ان عيبي في اختياراتي التي بلا "قصر نظر" فأنا أنظر للمستقبل وهو ما قد يراه البعض تكبرا. فأنا ممثلة ولست موديلا.

·         ولكن معظم أعمالك ليست تجارية؟

- بالعكس هي مستقلة الانتاج ولكنها تجارية والدليل انها تعرض في دور العرض ويدفع المشاهد لرؤيتها التذكرة إذا هي تجارية ولكنها ذات فكر مختلف عن السائد!

·         بصراحة جيلك في "أوقات فراغ" وما بعده بدأوا كنجوم كبار ثم اختفوا. فأين هم الان وهل كان نجاحهم مجرد "فرقعة"؟

- أولا الحمدلله فالجيل الذي انتمي إليه ليس مجموعة من الممثلين الذين اذا لم يجدوا أدوارا جلسوا في البيت يندبون حظهم فأي وقت فراغ لدينا يتحول إلي وقت "لتنمية الذات" أي دخول ورش عمل فلو كان الرسام أدواته ريشته. فالفنان هو أداة العمل فيجب ان يطور ويحسن ذاته.. أما لماذا اختفي البعض منا لفترة فلعل السبب الاساسي كان المقارنة غير الصحيحة بين أوقات فراغ والماجيك حتي ان البعض ظن انه جزء ثان له أو ان المنتج حسين القلا أراد لسبب ما ان يستغل نجاح أوقات فراغ فجاءت النتيجة عكسية ولكن أعتقد انه بعد عرض "الماجيك" علي الفضائيات أصبح العديد من المشاهدين قادرين علي تقييمه بعيداً عن أوقات فراغ لينال حظه من النجاح. واعتقد ان "جيلي" بدأ يعود والدليل عودة كريم قاسم وعودتي. وكذلك زملائنا وكل واحد يبحث عن الجيد الذي يعود به. فأوقات فراغ حالة خاصة وكل عمل لنا بعده عمل جديد لا يجب ان نقارنه به.

·         ما أهم علامات جيلكم علي السينما وما رأيك فيمن سبقكم مثل السقا ومني زكي وغيرهما؟

- التنوع.. فمنذ ظهورنا قبل "5" سنوات أصبح لدي المنتجين رغبة في ضخ دماء جديدة للصناعة من فنانين ومخرجين ومؤلفين. وهو ما جعل للسينما شكلا جديدا وليس نمطاً واحدا فلم يعد خطا واحدا مثل "الكوميديا" مثلاً هو السائد. أما رأيي في الجيل الاسبق فهو جيل مجتهد لهم عيوب ومحاسن أهم ما يميزهم الآن هي الخبرة التي نالوها بعد سنوات من العمل فهم علي دراية أكثر منا بما يريده المشاهد. أما أسوأ ما في من سبقونا هو نقل أفلام أجنبية دون حتي التنويه عن فكرة النقل. وهو ما يجعل المشاهد يشعر انه أمام عمل كاذب من أول لحظة وعندها يقول المشاهد للعمل "شكراً" من أول لحظة ولا يرغب في استكمال عمل مسروق تماماً كما تشتري سلعة مسروقة لا تعرف مصدرها.

إبراهيم الأبيض

·         تعاملت مع هذا الجيل من خلال السقا في فيلم "ابراهيم الأبيض" كيف كانت تجربتك معهم؟

- دوري في إبراهيم الأبيض تم قطعه بشكل مرعب حتي أحسست انني لم أشترك في العمل أصلاً! أما عن الاحتكاك المباشر مع هذا الجيل من خلال السقا وعمرو واكد وباسم السمرة فأري انهم شباب جدع يساعد الصغير ولا ذنب لهم في محاولة البعض طمس دوري فأثناء التصوير كان السقا يساعدني في المشاهد باخلاص ولكن من الواضح ان يداً خفية تلاعبت في الفيلم وربما لذلك لم ينجح النجاح المتوقع له وفي النهاية أنا ذهبت للعمل معهم كضيفة فهو فيلم السقا أما أثناء تصوير "بالالوان الطبيعية" شعرت انني في بيتي الذي أشعر فيه بالأمان لأقول ما أريد وأفعل ما أريد.

·         الحديث عن بالألوان الطبيعية يفتح الباب لقضيتين أولهما: المشاهد الجريئة لك في أفلامك والهجوم علي الفيلم بشكل خاص؟

- لا أعرف لماذا كان الحكم علي الفنانة في السابق من خلال أدوارها وعلي الفنانة الان من خلال عدد المشاهد "الصريحة" التي تقدمها.. يا جماعة أنا ممثلة والمفترض عندي موهبة أو أحمل مسئولية عمل فلابد ان أقدم الدور بكل تفاصيله. وفي النهاية الممثل لا علاقة له بالشخصية التي يقدمها ومصر كانت رمزا للسينما الجيدة والمتنوعة فنحن ثاني سينما في العالم قدمنا الأفلام حتي قبل هوليوود وفي الستينات لم يكن هناك لوم لأي ممثلة لأنها قدمت دور "بنت ليل" مثلاً فأنا لا أذهب بأفكار "فرح" لأقدم الشخصية بل سأؤدي الدور بكل متطلباته.

·         ولكن كفتاة مصرية ألم تخجلي من تقديم هذه المشاهد؟

- أنا لست فتاة عادية بل ممثلة محترفة. وشعاري ان الذي يخاف لا يقدم شيئاً في حياته.. أنا شجاعة ولدي القدرة لتقديم ما أريده ومعياري في اختيار العمل السيناريو الجيد والمخرج حتي لو كان شاباً.

·         والهجوم الذي وقع علي الفيلم؟

- هناك للاسف هجوم "منظم" علي الفيلم منذ عرض إعلانه فهو أول فيلم يهاجم قبل أن يشاهده أحد ومن المؤسف ان معظم من هاجمه وطالب بمقاطعته طلبة "الفنون الجميلة" الذين يتضمن عملهم النقد والتحليل ويعرفون يعني ايه حرية فكر وابداع وطالبوا بمقاطعة الفيلم أي لم يشاهدوه فكيف يكونون فنانين وهم يقاطعون ما لم يروه اذا أظهرت هذه المقاطعة أي شيء ستظهر كم المأساة التي يمر بها جيلنا والذي يحاول الفيلم ابرازها. وهي أزمة حرية الفكر فكلية الفنون الجميلة في الفيلم كانت مجرد اطار لرحلة شباب العشرين في الحياة شباب يريد الدفاع عن حقه في التعليم وتحرير عقولهم ليخلقوا فكرهم الخاص وهو ما يعاني منه شباب اليوم والدليل الهجوم علي الفيلم ولكن في النهاية العمل خلق "حالة جدل" يحتاجها المجتمع.

- الفن وبس

الجمهورية المصرية في

21/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)