حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المصالحة الليبية - الإيطالية عطّلت فيلمه "الظلم"

نجدت أنزور: السينما حلم لا يغيب عني

بيروت - “الخليج

شكّل المخرج السوري نجدت أنزور علامة استفهام وأخرى إعجاب كبيرتين في كل عمل أنجزه أكان للسينما أم للتلفزيون، وحيث حققت الدراما السورية على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، بدءاً من فيلمه الرائع “نهاية رجل شجاع” وصولاً إلى أعماله التلفزيونية وآخرها “رجال الحسم”، انطلاقة جيدة ومميزة بين المشهديات العربية أوصلت صاحبها إلى العالمية . ومن “رجال الحسم” بدأ الحوار معه .

·         مسلسل “رجال الحسم” أعادك بعد غياب بصورة مختلفة وقوية، لماذا كان هذا الغياب وكيف ترى عودتك إلى الشاشة الصغيرة؟

الفترة التي غبت فيها عن التلفزيون كانت بسبب إنشغالي بفيلم عربي عالمي اسمه “الظلم وسنوات العذاب” الذي كتب قصته الرئيس الليبي معمّر القذافي، واضطرني البقاء لسنتين، وسنة أخرى في أوروبا تجهيزاً للعمل، وهذا ما يشرح سبب غيابي أيضاَ، خصوصاً أنني منذ تخرجي وضعت السينما على رأس اهتماماتي لاعتبارات كثيرة أهمها أن العمل السينمائي يعيش مدة أطول ويصل إلى آفاق أوسع عربية ودولية .

·         أين أصبح الفيلم وكيف دخلت “رجال الحسم”؟

لم يكتمل العمل بسبب الصلح بين الطليان والليبيين، فكان العمل ضحية السياسة، تأجل إلى أجل غير مسمّى بعد إنجاز جزء لا بأس به منه . ولما كنت لا أطيق نفسي بعيداً عن العمل، ارتضيت بإخراج مسلسل “رجال الحسم” أن أعود لعمل جديد ضمن المعطيات المتوفرة على الساحة، وذلك بعدما قرأت السيناريو، حيث لفت نظري أن أياً من الأعمال لم يتطرق إلى هذا الموضوع وعن هذه المرحلة أو ناقشها في الدراما السورية، صحيح أن السيناريو كان بحاجة إلى إعادة تشكيل وهذا ما حصل مع الكاتب حتى وصلنا في النهاية إلى وضع سيناريو يتلاءم مع رؤيتي الفنية .

·         ألا يختلف “رجال الحسم” عن غيره من المسلسلات السورية؟

بالموضوعية في الطرح، خصوصاً أننا عالجنا هزيمة يونيو/ حزيران وأسبابها، كما تطرقنا إلى كيفية تحقيق النصر في حرب تشرين، وأشير هنا إلى إننا نستعد منذ اليوم لتصوير جزء آخر من المسلسل اعتباراً من أن الفكرة لم تكتمل في الجزء الأول .

·         ما الأسباب التي دعتك للاستعانة بممثلين من خارج الكادر السوري؟

هذا بعض ما يميزني عن المخرجين السوريين، فضلاً عن أن الموضوع المطروح كان يتطلب الاستعانة بممثلين من مختلف البلاد العربية .

·         لماذا اخترت باسل خياط؟

لأنه يملك شخصية البطل بكل مقوماتها، ولو عدنا إلى دور “فارس” وهو شاب سوري متعلم لديه خلفية ثقافية، لوجدنا فيه كل المواصفات المطلوبة، وبالتالي كان هو الأصلح للعمل، وأتوقع له الكثير من النجاح .

·         هل تلعب الأمور الشخصية دورها في اختيارك الممثلين وتواصلك معهم؟

لست من هذا النوع والساحة الفنية السورية خصوصاً والعربية عموماً تعرف ذلك جيداً . وانطلاقاً من هذه المعادلة يأتي اختيار الممثلين من الورق الذي أمامي، مثلاً في “سقف العالم” وجدت أن قيس الشيخ نجيب خير من يلعب الدور فكان من نصيبه، وفي “رجال الحسم” وجدت باسل خياط هو الأنسب، وللتذكير في بداية مشواري قدمت ثلاثة أعمال من بطولة أيمن زيدان وعندما وجدت أن الشركة المنتجة أصبحت عائقاً أمام مشروعي الفني ابتعدت بصمت وهدوء .

·         ما هي الأعمال التي لفتت انتباهك في رمضان؟

تابعت بشكل متقطع ما عرض من أعمال محلية، ولم ألمس فيها التطور المطلوب، أي النقلة النوعية، فضلاً عن تكرار النجوم في أكثر من مسلسل، حتى أننا وصلنا لمرحلة من التشابه في المواقع والفنانين والمواضيع وإذا تطرقنا إلى الموضوع التقني، فقد امتدت المشكلة إلى الصورة أيضاً .

·         قد يجد البعض في كلامك ما يؤكد غرورك؟ .

لست مغروراً على الإطلاق، إنما متصالح مع نفسي، أعرف قدراتي وموهبتي، واستطعت بهما تكوين شخصية مستقلة وبصمة خاصة . لقد بدأت من الصفر والفرصة لم تأتني على طبق من ذهب .

·         يرى البعض أن كثيراً من المخرجين قلّدوك وحاولوا الدخول معك في سباق وتنافس؟ .

اعتبر نفسي خارج السرب ولست معنياً بهذا الكلام لأن ما أبحث عنه هو القيمة في اي عمل أقوم به، وذلك ينطلق من أسس رئيسية أبرزها انتمائي إلى المكان الذي أنطلق منه وبحثي عن الأفكار الهامة والجريئة التي يعجز الآخرون عن تناولها .

·         إلام تعزو نجاح الدراما السورية بشكل عام؟

من الموضوعات التي تطرحها، والأمر نفسه إلى حد ما في الدراما الخليجية، بينما فقدت الدراما المصرية جرأتها وأصبحت تكاد تكرر نفسها، فضلاً عن ان صنّاع الدراما في مصر باتوا يعتمدون على النجم لتسويق العمل . في جميع الأحوال من يتابع الدراما السورية في عموم الوطن العربي يشعر بأنه معني بها لأنها تعبّر عنه بشكل أو بآخر رغم انها صناعة سورية .

·         ألا ترى أن خلّلاً ما أصاب الدراما السورية في الفترة الأخيرة؟

أية حركة فنية لا تواكبها حركة إدارية جيدة ومتفهمة تصاب بخلل . والدراما السورية لا تشذ عن هذا الواقع .

·         ما الذي يقلقك اليوم؟

أنا في حالة قلق دائم وبحث عما أريد تقديمه من جديد، فبعد غيابي عن الشاشة، قررت العودة لتقديم السهل الممتنع الذي يمكن أن يصل إلى كافة شرائح الناس في المجتمع .

·         ما أهم عمل فني نفذته كمخرج؟

الفيلم العالمي “الظلم سنوات العذاب” الذي أوقفنا تصويره بعد ثلاث سنوات من التحضير والعمل . لا أخفي أنني كنت أعوّل كثيراً على هذا الفيلم العالمي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكنت على ثقة ان الفيلم لو اكتمل كان سيشارك في أهم مهرجانات السينما العالمية وكان ليحصد الكثير من الجوائز .

·         ما مشاريعك الفنية الجديدة؟

أنا اليوم منهمك بعمل تلفزيوني جديد بدأنا تنفيذه بعنوان “ما ملكت ايمانكم” وهو مسلسل اجتماعي يتحدث عن المجتمع السوري بكل أطيافه وطوائفه ومشكلاته، وباختصار يعبّر عن فسيفساء هذا المجتمع، وأعد بأن المشاهد سيكتشف جرأة كبيرة في هذا العمل الذي ألفتّه الدكتورة هالة دياب كاتبة مسلسل “حور العين” .

·         ولماذا اخترت الفنان جورج وسوف لغناء مقدمته؟

وهل هناك أفضل منه على الساحة؟ جورج لا يرضيه اي عمل، وبالتالي فإن قبوله غناء المقدمة يعني اقتناعه بالعمل وهذه شهادة أعتز بها، إلى ذلك هناك مسلسل “ذاكرة الجسد” عن رواية الكاتبة أحلام مستغانمي، ولا بد أنه سيشكل مفاجأة كبيرة للمشاهدين العرب أينما كانوا .

الخليج الإماراتية في

15/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)