حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد..

الصداقة الفنية صارت مثل الزئبق الاحمر انغام وشيرين في ٢٠١٠

طارق الشناوي

أتصور أن هذا هو اللقاء المرتقب في هذا العام كل من »أنغام« و»شيرين« تؤكدان أن هذا هو مشروعهما الفني القادم دويتو غنائي يجمع لأول مرة بين الصوتين!!

لاشك أن »شيرين« و»أنغام« هما العنوان المميز حاليا للغناء  المصري في العالم العربي.. أتحدث بالطبع عن الأصوات النسائية.. برغم أن الساحة تطرح يوميا العديد من الأصوات بل أن الدولة رسميا تبنت كل من »آمال ماهر« ثم »ريهام عبدالحكيم« إلا  أن مشاعر الناس لا تزال بعيدة عنهما.. كما أن »غادة رجب« حصلت علي العديد من الفرص ولها مشوار فني يتجاوز ٥١ عاما حيث أنها بدأت وهي طفلة لكن النتيجة هي صوت سليم مدرب منزوع الجماهيرية.. في فترة زمنية كانت هناك محاولة من خلال قوة رأس المال لفرض صوت »شيرين وجدي« وكانت كل القنوات تمنحها مساحات وتعيد أغانيها عشرات من المرات والمهرجانات تمنحها جوائز إلا أنه بمجرد تعثر زوجها رجل الأعمال »إيهاب طلعت« تعثرت أيضا »شيرين وجدي«.. »روبي« لم تنجح في تخطي حاجز أنها المطربة المثيرة وعندما توقفت فنيا عن العمل مع مكتشفها وأبيها الروحي »شريف صبري« لم تجد حتي الآن النغمة الصحيحة لها ثم توجهت الي دنيا التمثيل بعد فيلم  فاشل جماهيريا مع مكتشفها »٧ ورقات كوتشينة« لكنها لاتزال تحاول.. رغم أني أري أن »روبي« صوت مختلف ونبرة مغايرة للسائد لو راهنت واختارت الاتجاه الصحيح لتقدمت ولاشك جماهيريا ولكن لم تستطع أن تعثر علي هذا الاتجاه حتي الآن!!

في العادة فإن الفنان الذي يبدأ صعوده الجماهيري بعد فنان آخر ويمنحه الناس الحب فإن أول ما يحدث هو أن تنشط كل عوامل الرفض بداخل الفنان السابق لإحساسه بأن هذا القادم سوف يؤثر علي شعبيته وأن الجمهور الذي يشجع هذا الفنان يحمل في نفس الوقت مؤشر لانتقاص جماهيريته.. علي الجانب الآخر فإن النجم الجديد كثيرا ما يشعر بأن معركته الأساسية هي فقط في أن يزيح الآخر من أمامه وأن هذا النجم الذي سبقه يقف كحاجز لا يمكن اختراقه بينه وبين الجماهير فهو يعتقد أن الناس في علاقتها مع الفنانين تردد مع شادية »مقدرش أحب اثنين علشان ماليش قلبين« متجاهلا أن الجماهير لديهم قلبين وثلاثة وأربعة وأنهم مستعدون لكي يحبوا أكثر عدد من الناجحين في نفس الوقت المهم هو أن يمسوا مشاعرهم وقلوبهم.. التاريخ الفني في كل العهود يؤكد ذلك.. »شيرين« بدأت خطواتها بعد »أنغام« بنحو أكثر من ٠١ سنين وهذا الرقم يشكل أيضا الفارق في العمر الزمني بينهما كل منهما لها نقطة انطلاق مختلفة »أنغام« ابنة »محمد سليمان« الموسيقار الكبير نشأت أنغام في بيت لا يعرف إلا الموسيقي والتحقت بالكونسرفتوار وهي طفلة وكانت تتعرف علي أسماء الآلات الموسيقية قبل أن تتعرف علي أسماء الحلوي و الشيكولاتة.. بناء »أنغام« الفني هو الذي منحها تلك المكانة التي تجمع بين الموهبة الفطرية والانضباط العلمي.. »شيرين« تركيبة أخري إنها ابنة التجربة بدأت طفلة تغني في الأفراح بلا رعاية علمية أو أدبية لكن الناس أحبتها وصار صوتها يقترب من  مشاعرهم وهكذا تحقق لها كل ذلك النجاح بعد أن تبناها »نصر محروس« والذي يعلم مفردات التعامل مع السوق وتلك الشفرة السحرية في مخاطبة الجماهير.. كل من »أنغام« و»شيرين« تمردتا علي الأب سواء أكانت الأبوية بيولوجية وفنية وتجارية مثل »محمد علي سليمان« أو فنية  وتجارية مثل »نصر محروس«.. كانت »أنغام« عندما تسأل في الماضي عن صوت »شيرين« تقول انها صوت شعبي ولم تكن تعني سوي هذا المعني الإيجابي للكلمة إلا أن هناك من أساء التفسير أو حاول الإيحاء بمعني مستترا فأضافوا الظلال لتلك الكلمة وهو ما دفع »أنغام« بعد ذلك لتأكيد المعني الصحيح للكلمة.. بعض الصحفيين من فرط حبهم لأنغام كان عربون الصداقة ينبغي أن يدفعوه للتأكيد علي حبهم لأنغام هو أن يصفوا »شيرين« بأنها مطربة »بيئة«.. مع الأسف البعض تورط في استخدام هذا التعبير وهو أحد مفردات زمن »الروشنة« ويعني أنها من المستوي الأدني وأن جمهورها هم الأقل في كل شيء.. بعد ذلك تغيرت تماما تلك النظرة فرضت »شيرين« نفسها علي الجميع ومن كان يصفها بالبيئة صار يعتبرها مطربته المفضلة بل إن هؤلاء الصحفيين صاروا الآن هم الأقرب إليها وتطورت »شيرين« حتي في التعامل مع أعدائها مثل  »شيرين وجدي« التي كانت هي الأكثر حدة في الهجوم وكان اشتراكهما في اسم »شيرين« أحد عوامل الخلاف الرئيسية إلي درجة أنه قد فرض في وقت ما علي »شيرين« أن تضيف الي اسمها اللقب »عبدالوهاب« لأن »شيرين وجدي« انزعجت من أن تحقق »شيرين« كل هذا الحضور وأنه بمجرد أن يقولوا »شيرين« فإن الناس تعتقد علي الفور أنها شيرين »آه يا ليلي« وليست »وجدي«.. الزمن صار يلعب لصالح »شيرين« لأنها تحمل في داخلها هبة إلاهية تفتح لها قلوب الناس وهكذا مثلا نجد أن  »وردة« عندما تسأل عن الأصوات التي تحبها تعلن علي الفور اسم »شيرين« وبدون أي حسابات أو حساسيات أغلب المطربين والمطربات العرب يعتبرونها هي الأفضل.. حتي »هاني شاكر« غني معها قبل  عامين دويتو.. »شيرين« هي الاسم الأكثر جاذبية في تحقيق شباك التذاكر والجماهير هي إحدي سماتها.. ربما كان الترقب في البداية أكثر لأنغام وأثرت قرارتها الاجتماعية علي الكثير من حضورها ووهجها والمأمول أيضا منها إلا أن كل ذلك لم يؤثر علي مكانتها فلا تزال »أنغام« لديها هذا السحر الخاص وصوتها وحضورها وتفردها ليسوا مجال نقاش.. »أنغام« و»شيرين« في دويتو جديد خبر يستحق الاهتمام والترقب ليس فقط لقيمة ما يحمله العمل الفني ولكن المعني الكامن للصداقة والتنافس  الشريف الذي صار مع الأسف هو السلعة النادرة في حياتنا وكأنها الزئبق الأحمر الذي دفنه الفراعنة في المومياء ولا يزالون يبحثون عنه دون جدوي بينما نري علي الجانب الآخر كيف كثرت السكاكين والسواطير التي يشهرها أبناء المهنة الواحدة في وجه بعضهم البعض؟!

tarekelshinnawi@yhoo.com

أخبار النجوم المصرية في

07/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)