حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أحمد يحيى: بعت شقتي لشراء سيناريو

القاهرة - دار الإعلام العربية

عاصر المخرج المصري أحمد يحيى مشاهير الفن منذ الستينات، فتفتحت عيناه على عمالقة الزمن الجميل، بدأ خطوته الأولى مع الفن ممثلاً وهو طفل، ثم دخل الإخراج وعمره لم يتعد 22 عامًا، ويعتبره الكثير من أكثر المخرجين اهتماماً بالقضايا الاجتماعية.

حيث طرحها وناقشها بجرأة يحسد عليها، وناصر قضايا المرأة، لذلك أبدع «العذاب امرأة».. تفاصيل كثيرة عن تاريخه وأعماله وهمومه ضمها حوار«الحواس الخمس» معه.بدأ حديثه معنا شارداً ببصره إلى الوراء وابتسامة واسعة تطل من شفتيه وهو يقول: عندما كنت طفلاً من دون العاشرة مثلت بعض الأدوار السينمائية تعلمت منها الكثير، وتعرفت على مشاهير الفن، ثم عشقت الإخراج وأنا أتأمل كيف يدير الأمور ويوجهها، وصرت أحلم حتى وصلت إلى الثانية والعشرين من عمري.

وعندها عملت مساعد مخرج مع عظماء مخرجي هذا الجيل بداية من حسين كمال ومحمد عبدالعزيز مرورًا بحلمي حليم وأشرف فهمي، تعلمت منهم ما يؤهلني بالفعل لأن أرسخ قدميَ في مجال الإخراج، فأصبحت أمتلك موهبة وقدرات وخبرات كثيرة في هذا المجال، وعندما أدركت ذلك تمامًا قررت أن أخوض أولى تجاربي.

·         وماذا عن هذه التجربة الأولى؟

أول فيلم كان «العذاب امرأة» وهو قصة مأخوذة عن كاتب مسرحي أحبه جدًا وكان له العديد من المسرحيات وكانت جميعها تناقش مشكلة الخيانة بجميع جوانبها، وكانت له رواية شهيرة وهي «الأب» وقمت بتحويلها إلى فيلم (العذاب امرأة)، وبعد استقراري على الرواية كان من أكبر كاتبي السيناريو فى ذلك الوقت علي الزرقاني، وبالفعل كتب لي السيناريو، وكنت لا أملك المبلغ الذي أشتري به السيناريو، فقررت أن أبيع شقتي وأخذت السيناريو مقابل 3000 جنيه .

وهو ثمن الشقة آنذاك، ثم جاءت مرحلة الإنتاج وكنت أتخيل أنني سوف أجد ترحيباً من المنتجين، لكن حدث عكس ذلك لصغر سني، وبلغ بي الأمر إلى أن أعرض على المنتجين إخراج الفيلم دون مقابل، حتى تحطمت كل آمالي، ثم ظهرت شركة إنتاج صاحبها السيد رياض العقاد وعرضت عليه الفيلم فوافق على إنتاجه، وقمنا باختيار أبطال الفيلم وكانوا محمود ياسين ونيللي، وبعد عرضه حقق نجاحاً كبيراً لم يتخيله أحد وأذهل الجماهير والنقاد والمخرجين والمنتجين، وأخذ جوائز كثيرة قفزتُ بعدها إلى مصاف النجوم الواعدين في الإخراج.

مكانة متميزة

·         من ساندك في بداية عملك؟

العديد من الشخصيات كان لها الفضل في عملي وبداياتي، منهم المخرج أشرف فهمي، أيضاً محمد عبدالعزيز عشت معه فترة متميزة في حياتي، كان كل منا قبل تنفيذ فيلمه يأخذ رأي صاحبه أولاً، ولابد أن نقرأ السيناريوهات معاً ونضع الملاحظات عليها، كانت بيننا روح تعاون كبيرة.

·         ما أكثر الأعمال التي تعتز بها؟

أخرجت أكثر من 28 فيلماً سينمائياً والعديد من المسلسلات التليفزيونية، كلها تحتل مكانة متميزة في قلبي، وكلها تحمل قضايا ومشاكل اجتماعية لها قيمة، والعديد منها حلت مشاكل كثيرة وأثارت جدلاً كبيراً في الوسط الفني وخارجه، من هذه الأفلام أولها طبعًا «العذاب امرأة»، «لا تبكي يا حبيب عمري»، «وداعًا للعذاب»، «ليلة بكى فيها القمر»، «حتى لا يطير الدخان»، «كراكون في الشارع»، «غدًا سأنتقم»، «الصبر في الملاحات» ومن المسلسلات «البنات»، «السيف الوردي»، «ولم تنس أنها امرأ»، «امرأة في شق الثعبان»، وغيرها.

·         وماذا عن علاقتك بفناني جيلك؟

هناك ثلاثة أشخاص بالفعل لهم الكثير عندي ولهم ذكريات في حياتي لا أنساها، ربما كانوا سابقين عن جيلي، لكني استفدت منهم كثيراً، هم محمود ياسين وفريد شوقي وعادل إمام، وذكرياتهم في حياتي المهنية والعملية لا تنسى، فأول من ساندني في عملي وبدياتي كمخرج هو الفنان محمود ياسين؛ اعترف بموهبتي وكان أول بطل لأفلامي وهو الذي أقنع المنتجين بفيلمي الأول، وأخرجت له أيضا فيلم «رحلة النسيان» تقديرًا له كنوع من رد الجميل.

أيضا جمعتني بالفنان فريد شوقي صداقة لا مثيل لها وصداقة حميمة لا تقدر، فبعد أفلامي مع محمود ياسين قابلني فريد شوقي وعرض عليَّ قصة فيلم من تأليفه لكنها لم تعجبني، وبعد فترة التقينا زوجته سهير ترك في منزله فحكيت له قصة فيلم من تأليفي وهي «لا تبكي يا حبيب العمر» وعندما سمعها فريد بكى هو زوجته،.

وعندما طلبت الاستئذان للانصراف جاء ورائي ليعطيني مبلغاً في يدي مقابل عربون للقصة التي حكيتها، لكني انصرفت دون آخذ النقود والتقينا بعدها مباشرة لإمضاء العقود ليصبح الفيلم ملكاً لفريد شوقي، وكان من أفضل أفلام فريد شوقي في تاريخه السينمائي، واستمرت الصداقة بيننا حتى وفاته.

تراجع سينمائي

·         كيف ترى السبب في التراجع الذي تشهده السينما ؟

من وجهة نظري الكل مشترك في ذلك؛ لأن كل شخص يؤدي دوره فقط بل يريد أن يكون المسيطر على كل شيء فضلاً عن أن البطل هو المتحكم في الأفلام وليس المخرج.

كما أن نظرة الإنتاج تحولت من البحث عن الهدف والنص الذي يقدم إلى الذي يسوق له الفيلم، علاوة على أن النصوص ضعيفة لا تحمل مضموناً ولا هدفاً فكلها منظومة متعلقة ببعضها وتفككت ليصل الحال لما هو عليه الآن، وهذا بخلاف الاقتباس الأعمى من السينما الغربية دون تنفيذ صحيح.

·         في ضوء ذلك .. كيف تنظر إلى حال الدراما العربية الآن؟

الدراما أفضل بكثير لأنها تنوعت في تقديم مواضيع اجتماعية وقضايا كثيرة مهمة فضلاً عن أن المخرج يستطيع من خلال ذلك أن يعبر عن ذاته وعن الأفكار التي يجب أن يقدمها ولكن في الوقت ذاته هناك نقاط لم تعد موجودة، وهي أن الفنان كان يحترم العمل ويقدره ويحترم المخرج ورؤيته ولا ينفرد بذاته، بينما الآن أصبح العكس يريد الفنان أن يصبح القائد وهو المسيطر على العمل من أوله لآخره، وفي هذه الحالة يكون العمل فاشلاً.

·         لماذا وافقت على سيناريو «العمدة هانم»؟

لأنني وجدت فيه فكرة مبسطة في إطار كوميدي تتبنى موقفاً معيناً أو وجهة نظر لابد أن تناقش في إطار يتقبله المجتمع، والعمل ناقش فكرة أن المرأة قادرة على أن تكون مثل الرجل بدليل تقلدها منصب عمدة في الصعيد وأنها نصف المجتمع ومن حقها خوض الانتخابات وأن زوجها رغم أنه رجل لم يقدر على تحقيق ذلك وهذه كانت فكرة المسلسل.

مدافع عن المرأة

·         معنى ذلك أنك مناصر للمرأة ومؤمن بقضاياها ؟

بالطبع نعم ومدافع عنها بقوة ومؤمن بكل ما تطالب به؛ لأنها بالفعل مكافحة وتقدر على تحمل الصعاب وأثبتت قدرتها في كثير من المجالات العديدة والمختلفة وأطالب أيضًا بإعطائها حقوقها وأن تأخذ فرصتها في أي مجال.

·         لماذا اخترت صابرين لعمل دور «العمدة هانم»؟

لأن صابرين ممثلة جيدة وقادرة على أن تخرج أكثر مما لديها فضلاً عن أنها سوف تنفذ الدور بإتقان وحرفة قوية وتقدر على توصيل الفكرة في الإطار الكوميدي والشكل البسيط وهي طاقة تمثيلية هائلة.

·         من أكثر الممثلين العرب الذين يعجبونك بأدائهم؟

من وجهة نظري جمال سليمان كسر كل قواعد هذه الدراما وخرج منها، فهو حالة فريدة من نوعها ولا تتكرر كثيرًا وشق طريقه ولديه الموهبة لتمثيل الكثير من الأعمال ولديه قدرة هائلة على تجسيد أعمال عديدة ومتنوعة تمامًا.

·         ألم تفكر في العودة للسينما؟

أفكر قليلاً ولكن لو عدت مرة أخرى فسوف أعود بفكري الذى يتمثل في تقديم رسائل هادفة وتقديم قضايا لابد أن تناقش ولابد أن نعيشها ونتعايش معها مثل البطالة والفقر وغيرهما على الرغم من أنها طرحت كثيراً لكن سوف أقدمها بفكر جديد وزوايا مختلفة تمامًا وكأنها تعرض لأول مرة.

البيان الإماراتية في

05/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)