حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هل يضطهد المصريون «فريد الأطرش»؟!

طارق الشناوي

غداً تأتي الذكري الخامسة والثلاثون لرحيل «فريد الأطرش» ويتردد مع الذكري عتاب من عشاق فريد الذين يقارنون بين نصيب فريد في ذكراه ونصيب عبدالحليم. رحل فريد قبل حليم بأقل من ثلاث سنوات، ودائماً تتحول كل أجهزة الإعلام إلي مولد سيدي «حليم»، وهذا التعبير قاله لي الراحل «كمال الطويل»، بينما في ذكري فريد لا يزيد الأمر علي برنامج إذا عرض وفيلم إذا وجدت له مساحة.

عشاق فريد- وهم كثر- يدللون بتلك المقارنة علي أن مصر تنحاز إلي كل ما هو مصري وإلا فلماذا التفرقة بين عملاقي الغناء العربي عبدالحليم المصري ابن قرية الحلوات بالشرقية وفريد السوري ابن جبل «الدروز»، ولديّ أربعة أسباب لتفسير هذه الظاهرة، أولاً: إن الراحل مجدي العمروسي كان وراء هذا الاهتمام المبالغ فيه بذكري عبدالحليم لأنه كان يحيله في نهاية الأمر إلي مكسب مادي لحساب شركة صوت الفن، وبالطبع فإنه بعد رحيل العمروسي لا يزال الإعلام المصري يسير بقوة الدفع «العمروسية»!

السبب الثاني: هو أن الغناء الوطني لعبد الحليم حافظ شكل ذاكرة الناس ولا يزال، فهو شاهد الإثبات الغنائي علي كل المراحل الوطنية التي عاشتها مصر منذ أن غني في مطلع الثورة «إني ملكت في يدي زمامي».. حتي غني بعد نصر أكتوبر «عاش اللي قال»، فريد غني لمصر وللكفاح العربي، لكن أغنياته الوطنية لم تصبح معالم في ذاكرة الأمة، فلا توجد في رصيد فريد أغنيات لها قامة «السد»، و«بالأحضان»، و«يا جمال يا حبيب الملايين». وغيرها، السبب الثالث: أن أغنيات عبدالحليم العاطفية والتي شارك في تلحين القسط الوافر منها كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومنير مراد وقبلهم «محمد عبدالوهاب» أكثر شبابية ومعاصرة من الألحان التي انفرد بوضعها الموسيقار فريد الأطرش لصوت فريد الأطرش!

السبب الرابع والأهم: أن ذكري فريد تحل قرب نهاية العام ببضعة أيام، وفي العادة فإن الصحافة والإذاعة والتليفزيون تمنح كل المساحات المتاحة أمامها لتقديم إحصاءات وكشف حساب للعام الذي أوشك علي الرحيل وللعام الذي سيولد بعد قليل، ولا تتبقي إلا مساحة ضئيلة جداً للاحتفال بذكري فريد، بينما تأتي ذكري عبدالحليم يوم 30 مارس في وقت ينتظر فيه الإعلام قدوم أي حدث يشغل به الفراغ الإعلامي!!

كانت وصية فريد الأطرش قبل رحيله بساعات قليلة أن يدفن في أرض مصر.. وعندما تجمعت عشيرته من الدروز أمام المستشفي اللبناني الذي توفي فيه يوم 26 ديسمبر 1974 لكي يدفنوه في مسقط رأسه جبل الدروز قال لهم شقيقه الكبير «فؤاد الأطرش» إذا كنتم تحبون «فريد» فيجب أن تساعدوني علي تنفيذ وصيته، وهي أن يدفن في تراب مصر، ولا أتصور أن المصريين الذين أحبهم فريد كل هذا الحب لا يبادلونه أيضاً كل الحب!!

الدستور المصرية في

25/12/2009

 

لعبة الأيام

طارق الشناوي 

في فيلم «عزبة آدم» تقلصت المساحة الدرامية التي لعبها «محمود يسن» بل تم حذف المشهد الأخير له في الفيلم.. غضب «محمود يسن» ولكنه في النهاية التزم الصمت ولم يفصح عن غضبه واعتبر أن ما حدث حق مشروع لمخرج الفيلم «محمود كامل» وكأن الزمن يعود مرة أخري أكثر من 32 عاماً مثلما حدث مع «عماد حمدي» وكان الطرف الآخر في الحكاية ويا للعجب «محمود يسن»!!

عاني عماد حمدي في سنواته الأخيرة قدراً كبيراً من التجاهل والقسوة والجحود من الوسط السينمائي وحكي في مذكراته أنه في عام 77 من القرن الماضي قدَّم فيلم «سونيا والمجنون» بطولة محمود يسن ونجلاء فتحي اشترك «عماد» بدور رئيسي ولكن المخرج «حسام الدين مصطفي» حذف أغلب مشاهده وضاعت الشخصية ولم يدر أحد دوافعها ولا سر وجودها علي الشاشة.. عاتب عماد حمدي المخرج حسام الدين مصطفي وقال له: لماذا تضيع شخصيتي؟! أجابه حسام قائلاً: أضيع شخصيتك ولا أضيع دوري نجلاء ومحمود.. ومر زمن وأشاهد الآن الصورة السينمائية التي يعيشها النجمان اللذان ضحي «حسام» بعماد من أجلهما.. نجلاء فتحي لأنها تدرك هذا القانون الجائر والقاسي أيضاً ابتعدت منذ 8 سنوات وهي لا تزال بطلة واسمها يتصدر الأفيش.. صحيح أن آخر فيلمين لها وهما «كونشرتو درب سعادة» و «بطل من الجنوب» لم يحققا إيرادات لكنها ظلت علي الأفيش هي الأولي ولا يزال حتي الآن تعرض عليها بطولات أفلام ومسلسلات.. محمود يسن ابتعد أيضًا منذ 8 سنوات.. ثم عاد في فيلم «الجزيرة» لشريف عرفة بطولة أحمد السقا وهند صبري وزينة.. وبالطبع راعي المخرج اسم محمود يسن في التترات وعلي الأفيش صحيح أنه ليس البطل الأول إلا أنه لم تتم التضحية به من أجل النجوم الجدد.. ثم في فيلم «الوعد» لمحمد يسن دور صغير ولكنه كان دورًا محوريًا مؤثرًا واسمه سبق بطل الفيلم الشاب «آسر يسن»!!

وربما لأن غياب «محمود يسن» طال عن الوسط السينمائي ولأنه يريد أن يثبت لكل شركات الإنتاج وللمخرجين أنه لا يثير مشاكل ولهذا ارتضي بأن يغضب في صمت بعد فيلمه «عزبة آدم» والمؤكد أن «محمود» ليس في احتياج مادي للوجود في دائرة السينما وتاريخه الإبداعي يضعه في القمة لكنه يريد أن يعيش الآن لحظات الإبداع طالما هو قادر عليها.. إنه درس لكل الأجيال عماد حمدي عاش في سنواته الأخيرة وهو يعاني الاكتئاب وبسبب احتياجه للقمة العيش لم يستطع التوقف عن الذهاب للاستديو وتقديم الأدوار الصغيرة والتي تتم التضحية بملامحها وقد تضيع تماماً في المونتاج.. أشعر أن جيل نجلاء ومحمود استوعب أصول اللعبة.. وأضاف «محمود يسن» لمحة أخري وهي الصمت وربما كظم الغيظ.. إنها مع الأسف «لعبة الأيام»!!

الدستور المصرية في

24/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)