حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ديكنز في زمن السينما الرقميّة

سناء الخوري

القصّة الشهيرة التي تحمل بصمات الثورة الصناعيّة، ومعاناة الكادحين، تعود إلى الشاشة بتوقيع المخرج الأميركي روبرت زيميكيس. الفيلم الذي تجتمع فيه عناصر الإبهار، من بطولة جيم كاري، وهو النسخة ١٤٤ من حكاية سكروج، ويحمل الكثير من أجواء النص الأصليّ. كل «أغنية ميلاد» وأنتم بخير!

قد يتراءى لجمهور الصالات المعتمة، أن العالم كلّه يحتفل بالميلاد على الطريقة الإنكليزيّة... فشاشات لبنان والعالم، مشغولة بنسخة جديدة منقحة من مغامرات إيبينيزر سكروج، يوقعها المخرج الأميركي روبرت زيميكيس (1956). هذه الطبعة الرقميّة من A Christmas Carol، هي الشريط السينمائي الثالث الذي تنتجه «استوديوهات ديزني» عن رائعة ديكنز. هكذا، تحطّم القصّة الغرائبيّة القصيرة التي كتبها تشارلز ديكنز قبل 166 عاماً، رقماً قياسياً في عدد الأعمال المقتبسة عنها بين مسرح وسينما وتلفزيون وراديو وأوبرا (راجع الإطار)... عمل زيميكيس هو النسخة الرابعة والأربعين بعد المئة من «أغنية الميلاد»، ولعلّه الأكثر إبهاراً بينها على الأرجح... يقدّم المخرج الأميركي هنا مقترحاً بصرياً مذهلاً لإحدى أشهر كلاسيكيّات الأدب العالمي، مستفيداً من إمكانات السينما الرقميّة والتقنية الثلاثية الأبعاد. صاحب أوسكار أفضل مخرج عن «فورست غامب» (1994، مع توم هانكس)، كتب قصّة الميلاد للشاشة بلغة بصريّة خصبة الخيال، لكنّه بقي وفياً للنص الأصلي، ولأجواء ديكنز الأولى. منذ البداية، نجد أنفسنا في لندن القرن التاسع عشر: العربات، والأزياء، وواجهات المحال التجاريّة، وساعة بيغ بن، وأسقف العاصمة البريطانيّة ومداخنها... كأننا أمام نسخة طبق الأصل من عوالم «أغنية الميلاد» كما كتبها صاحبها، في زمن السينما الرقميّة... في الشريط الثلاثي الأبعاد، تبدأ القصّة تماماً كما رواها ديكنز.

عودة بالزمن إلى لندن القرن التاسع عشر بعرباتها وأزيائها وأسقفها ومداخنها...

إيبينيزر سكروج، رجل الأعمال البخيل، يدفن شريكه مارلي ليلة الميلاد... وبعد سبع سنوات، وسبعة أعياد ميلاد بلياليها، نجده قابعاً في مكتبه، يعدّ قروشه، ويرفض الاحتفال بعيد الميلاد مع ابن أخته، وينكّل بسكرتيره الفقير بوب. في تلك الليلة نفسها، يزوره شبح مارلي الأخضر المكبل بسلاسل دهريّة، في غرفة نومه الباردة. ينذره صديقه بضرورة تغيير سلوكه. ثمّ تتوالى حالات الظهور العجائبي في غرفة سكروج المصعوق: ها هي «روح الميلاد الماضي» تذكره بطفولته الحزينة، تليها «روح الميلاد الحاضر» تنبهه إلى متع يخسرها بسبب مزاجه القاتم، وبعدها «روح الميلاد المقبل» تنبهه من الموت وحيداً... تتيح لنا أشهر قصص الميلاد على الإطلاق، العودة إلى تفاصيل إنسانيّة عميقة، تناقلها أهل لندن عن عهد الملكة فيكتوريا... أمّا الهويّة المشهديّة للشريط، فخلطة غرائبيّة تذكرنا تارةً بطيف والد هاملت، وطوراً بفاوست المرمي في صراع مرعب مع الأرواح. كلّ هذا يقدمه زيمكيس لنا بقالب من الإبهار المطلق... لوهلة، تشعر بأنّ أرواح الميلاد ظهرت أمامك في الصالة... هذه المؤثرات صنعة زيميكس المفضلة. هذا المخرج يهوى قصص التنقل عبر الزمان والمكان، منذ بداياته السينمائية، مع ثلاثيته الشهيرة «العودة إلى المستقبل» (1985 ــــ 1989)... ليست هذه المرّة الأولى التي يدخل فيها صاحب «بولار إكسبرس» (2004) عالم الديجيتال. لكنّ تجربته هنا فريدة إذ تأتي التقنيات في خدمة حكاية غرائبيّة، ويضفي عليها المخرج رونق الأداء التمثيلي المسرحي الحي.

صحيح أنّ ما نراه صور افتراضيّة، لكنّ أداء جيم كاري لشخصيّة سكروج أداء حقيقي، وكذلك الأمر بالنسبة لغاري أولدمان وكولين فيرث. في استوديو مجهَّز خصيصاً لهذا النوع من التصوير، أدّى الممثلون جميعاً أدوارههم في سياق خال من أي ديكور. آلات كثيرة تحيط بهم، وتنقل كل حركة من حركاتهم، لتحولها في ما بعد إلى صورة رقميّة. أمّا تعابير الوجه، فقد التقطت وحدها، وحفظت منها آلاف الصور الرقميّة... كلّ ما أضيف لاحقاً من مؤثرات، يبدو كأنّه «ماكياج رقمي للأداء الأصلي»، بحسب تعبير المخرج. أمّا الموسيقى التصويريّة، فوقعها آلان سيلفرستي، وسجلها برفقة أوركسترا كاملة من ١٠٣ عازفين في لوس أنجلس.

كلّ هذا الإبهار، لم يطغَ على مضمون القصّة الخام. فكتاب ديكنز شاهد على عصره قبل كلّ شيء، بما حملته ذروة الثورة الصناعيّة من معاناة الطبقة العاملة في العاصمة البريطانيّة. إنّه أيضاً رسالة ببعد إنساني عالمي، لكلّ من أغلق باب قلبه بوجه الفرح.

 

مئة وجه ووجه للحكاية الميلاديّة

عندما كتب تشارلز ديكنز (1812 ــــ 1870) «أغنية الميلاد» عام 1843، ألهمت قصّته سبعة أعمال مسرحيّة في العام الأول لصدورها. لكنّها لم تنقل إلى السينما إلا عام 1901، في فيلم صامت بعنوان «سكروج أو شبح مارلي»، ليشهد النصف الأول من القرن العشرين أكثر من عشرة اقتباسات سينمائيّة لها... عاد سكروج إلى الشاشة مطلع السبعينيات، في فيلم موسيقي للإنكليزي روبرت نيام Robert Neame، تلاه فيلم تحريك قصير لريتشارد وليامز حاز جائزة أوسكار. كان لـ«ديزني»، كما يمكن أن نتصوّر، حصة الأسد من الإنتاجات المأخوذة عن قصّة سكروج مع Mickey's Christmas Carol (1983) وThe Muppet Christmas Carol (1992)، كما لمع بيل موراي في اقتباس معاصر لشخصيّة سكروج سنة 1988. وكانت باربي آخر من اقترن بشخصيّة سكروج العام الماضي في Barbie in a Christmas Carol...

الأخبار اللبنانية في

25/12/2009

 

أفلام العيد: حبّ وضحك... وميكروباص

محمد عبد الرحمن 

على عكس ما يحصل في إجازات عيدَي الفطر والأضحى، تحرص القنوات المصرية والعربية على تقديم أفلام جديدة يستقبل فيها الجمهور أولى دقائق العام الجديد. ذلك لأنّ معظم الأسر تفضّل البقاء في المنزل ليلة رأس السنة بسبب برودة الجوّ من جهة، والانشغال بالامتحانات الدراسيّة من جهة أخرى.

ولم تعد الأنظار تتجه فقط صوب قنوات «روتانا» و«إيه أر تي» بحثاً عن الأفلام الجديدة. بل إنّ قنوات صاعدة دخلت على خطّ المنافسة. هكذا، أعلن المسؤولون عن قناة «بانوراما أفلام» عرض فيلم «الفرح» لأول مرة على الشاشات المشفّرة والمفتوحة في تمام الساعة 00:00 يوم الخميس 31 كانون الأول (ديسمبر). ويغلب على الفيلم الطابع الكوميدي لكنه ينطلق من مضمون درامي بشأن سائق ميكروباص يقيم عرساً وهمياً لشقيقته غير الموجودة أساساً.

هكذا يستأجر شاباً وفتاة لأداء دورَي العريس والعروس من أجل جمع كمية كبيرة من المال من خلال «النقوط». كل ذلك بهدف شراء سيارة ميكروباص لتحسين وضعه المادي. وتجتمع في الفرح أنماط إنسانية مختلفة قبل أن يفاجَأ البطل بوفاة والدته ليقع في حيرة بين إخفاء الخبر واستكمال الفرح. وقد قدّم المخرج سامح عبد العزيز مفاجأة للجمهور بوضع نهايتَين للفيلم، الذي أضاف الكثير إلى رصيد خالد الصاوي السينمائي.

أما «ميلودي أفلام» فاختارت عرض فيلم «تيمور وشفيقة» لأحمد السقا ومنى ذكي (23:00). وكان العمل قد لقي نجاحاً جماهيرياً ونقدياً لدى عرضه أول مرة قبل ثلاث سنوات. وتدور قصة الشريط حول علاقة شاب وفتاة تجمعهما صداقة منذ أيام الطفولة. لكن فجأةً، تصبح الفتاة وزيرة ويعمل الشاب رئيساً لطاقم حراستها.

من جهتها، تعرض قناة «روتانا سينما» (22:30) لأول مرة فيلم «رامي الاعتصامي» آخر أعمال الممثل الكوميدي أحمد عيد. وينطلق العمل من تعلّق الشباب بموقع «فايسبوك». إذ يُطلق أحد الشباب مجموعة على الموقع الاجتماعي الشهير، بهدف تغيير النشيد الوطني المصري... قبل أن يفاجَأ بأن الفكرة التي انطلقت بهدف المرح، تشغل الناس والحكومة، ويتحوّل صاحبها إلى أحد المشاهير. هكذا، ستنضم إليه فئات أخرى من الشعب تعتصم كلها أمام مجلس الوزراء بحثاً عن حقوق مختلفة.

فيما قررت قناة «الحياة» ليلة رأس السنة عرض «بوشكاكش»، وهو أحدث أفلام محمد سعد. وتدور أحداثه حول لاعب فاشل يتحوّل إلى سمسار لاعبين ناجح بسبب «تميمة حظ» تعود لتختفِيَ فتغيّر كل حياته. لم يحقق الفيلم الإيرادات التي تناسب مكانة سعد لدى الجمهور لدى عرضه تجارياً قبل عامين. والمفارقة أنّ الشريط عُرض على شاشة «روتانا سينما»، الأمر الذي يشير إلى أن «الحياة» قد تكون تعدّ لفيلم آخر ستفاجئ به جمهورها، ولن تعلنه إلا قبل يوم واحد من عرضه، كما جرت العادة.

وتواصل قناة art عرض مجموعة من أفلامها الجديدة في اليوم الأخير من العام الجاري، من بينها «على جنب يا أسطى» لأشرف عبد الباقي، الذي يدور حول سائق تاكسي يعمل في الليل فقط، ويتورط في مشاكل زبائنه. إضافة إلى فيلم «مسجون ترانزيت» لأحمد عز، الذي يجسّد شخصيتَي توأمين، أحدهما ضابط شرطة والآخر تاجر مخدرات. كما تعرض المحطة شريط «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» بطولة محمد هنيدي وسيرين عبد النور. علماً بأنّ عرضه بدأ في أول أيام عيد الأضحى 2008.

الأخبار اللبنانية في

25/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)