حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بحب السيما

أمير البحار كثير من التهريج قليل من الضحك

بقلم : ايريس نظمي

لم أستطع أن أشاهد فيلم محمد هنيدي »أمير البحار« أيام العيد لكثرة الزحام علي دور العرض.. انتظرت حتي انتهي العيد.. وذهبت مبكرا لأشاهده في دار عرض جيدة في وسط البلد خوفا من الزحام.. لكني لم أجد علي شباك الحجز سوي مشاهد واحد.. دخلت صالة العرض فوجدتها شبه فارغة إلا من قليل من الشبان والفتيات وبعض الأمهات اللائي جئن بأولادهن لقضاء فسحة مع التهام الفشار والضحك مع هنيدي.

قال لي »البلاسير« يمكنك أن تجلسي في أي مكان يعجبك.

وبدأ الفيلم الذي استمر حوالي ساعتين لم أسمع فيهما ضحكة واحدة حتي من الأولاد الصغار الذين أحضرتهم أمهاتهم والممهدين أصلا للضحك.

تدور أحداث الفيلم حول القرصنة التي انتشرت في مياه البحر الأحمر بعد أحداث القرصنة في الصومال في الفترة الأخيرة.

يتحفنا محمد هنيدي ويوسف معاطي ووائل إحسان بفيلم من هذه النوعية لكن في زمن غير الزمن.

أولا: هذه القضية عموما لا تهم المشاهد المصري العادي لأنه لا يتعايش معها بشكل يومي.. فالقضايا التي يعاني منها أكبر بكثير من موضوع القرصنة التي لا تحدث كثيرا.

ثانيا: وهو المهم.. كنا نتوقع الكثير من الضحك الذي نداوي به همومنا.. فالضحك في حد ذاته هدف لكن هذا الهدف لم يتحقق.. ولأن القضية لا تهم  المشاهد العادي فهو لم يتفاعل معها مثلما تفاعل مع أفلامه السابقة مثل »عسكر في المعسكر« الذي تناول فيه مشكلة الثأر المنتشرة في الصعيد ومعالجتها بشكل انساني لا يخلو من الضحك. أيضا فيلم » رمضان مبروك أبوالعلمين حموده« الذي يناقش مشكلة التدريس في قري الصعيد وهو أيضا مليء بالمواقف المضحكة. وهذا عيب السيناريو في الفيلم الجديد لم يظهر موهبة هنيدي النجم المحبوب والذي كتبه يوسف معاطي الذي قدم لنا من قبل الكثير من الأفلام الناجحة.

لكن هنيدي أخفق هذه المرة في اختيار سيناريو يظهر مواهبه. وأنا أحب هنيدي ككوميديان.. فهو يقدم لنا الضحك بنوع من »الشياكة« وبأقل الافيهات الصارخة.. وأنه أيضا »لا يسوق العبط علي الشيطنة«، وهز الأرداف وتغيير الصوت »كالأهبل« أضف الي ذلك أنه يتمتع بموهبة ليست عند الكثير من الكوميديانات.. بوجه طفولي بريء وخفة ظل.. وصوت مميز استخدمه في بداية حياته الفنية في الأغاني الخفيفة التي كانت سببا في انتشاره وشعبيته.

وهنيدي أو أمير الذي يدللونه »ميرو« طالب فاشل بالأكاديمية البحرية أمضي فيها ٢١ عاما.. وتخرجت كل دفعته وأصبح أحدهم نزار أو »ياسر جلال« رئيسه في الأكاديمية.

وميرو من عائلة متيسرة الحال أبوه يمتلك سفينة »أمير البحار« دللته أمه »هناء الشوربجي« لأنها أنجبته بعد أربع بنات يفرض رأيه عليهن. وهو يحب »سلوي« ابنة رئيس الأكاديمية.. الفتاة الرومانسية التي تحب الشعر.. ويطلبها من أبيها رئيس الأكاديمية لكن الأب يرفضه بشدة فهو طالب فاشل.

وهو يركب  عربة فارهة - ليس من ماله بالطبع - ويحاول أن يلفت نظر الناس اليه فيستمع الي اسطوانات أجنبية ومصرية.

أما نزار »ياسر جلال« زميل الدراسة واستاذه في الأكاديمية.. فهو انسان قاس شرس.. يمارس إذلال صديق الدراسة في الأكاديمية.. لكنه خارج الأكاديمية وفي الحياة الخاصة رجل آخر.. يصادق الفتيات.. وصديق لميرو.

يحاول »ميرو« أن يوسطه ليكون كحمامة سلام بينه وبين »سلوي« حبيبته.. وبدلا من أن يقوم بهذا الدور فهو يقوم بدور الحبيب وتوافق سلوي علي الزواج منه.. ويتصور »ميرو« ان الحبيبة وافقت علي الزواج منه هو لكنه يصاب بحالة من الاحباط وخيبة الأمل.. فيأخذ سفينة أبيه ليقلل حالة الاحباط.. ويبحر بها بعد أن ارتدي بدلة ضابط البحرية يأمر وينهي في ضباط السفينة. تهرب »سلوي« من الفرح وتلجأ الي »ميرو« في السفينة بعد أن اكتشفت حقيقة نزار وخيانته لصديقه وسلوكه مع الفتيات.. فيأخذ اللنش لكي يبحث عنهم في عرض البحر ويعرف أن السفينة اختطفت من القراصنة الذين استولوا عليها فيخطفونه هو أيضا كأحد الرهائن.. ويفرضون علي كل رأس فدية نصف مليون دولار لكي يفرجوا  عنهم.. وتصل اليهم الفدية في نفس الوقت الذي بدأ ينفذ فيه القراصنة عملية القتل.. وتدور المعارك بينهم وبين ركاب السفينة الأم وبناتها وأصدقائه لتتصاعد الأحداث.

والفيلم عبارة عن »خلطة« من فيلم »اسماعيل يس في البحرية«.. وان كان اسماعيل لا يزال يضحكنا في سلسلة أفلامه هذه حتي الآن. أيضا مشهد من فيلم »تايتانيك« للحبيبين في مقدمة السفينة وهو مشهد لا ينسي.. وقد قدم نفس المشهد من قبل في أحد الأفلام المصرية الكوميدية. أيضا التورتة الشهيرة التي يغرق فيها البطل.. فهذا نوع من الافلاس. يضاف الي الخلطة تدليل أمه »الأوڤر«.. أما نهاية الفيلم فهي مأخوذة عن مسرحية سعد وهبة »سكة السلامة«.. وهو مشهد اعتراف كل واحد منهم بخطاياه في انتظار الموت.

هناء الشوربجي »الأم« تعترف انها السبب في موتهم لأنها دللت ابنها زيادة عن اللزوم ولم تسمع كلام الأب.. وهذه هي نتيجة تربيتها له.

ياسر جلال أو »نزار« الممثل الوسيم يعترف بأنه خان صديقه »ميرو« الذي وثق به كحمامة سلام بينه وبين حبيبته »سلوي« فتحول الي غراب يخطفها منه.

البلطجي قاطع الطريق الذي نراه في حالة سكر طول الفيلم يعترف بأنه اذا عاش سيبدأ حياة جديدة نظيفة.

أما الحوار مع رئيس العصابة و»ميرو« فقد خلا تماما من الضحك.. فقد كرر رئيس العصابة كلمة »إخرس« أكثر من ٠١ مرات وكان يمكن للحوار أن يضفي الكثير من الضحك لكن ذلك لم يحدث.

أضف الي ذلك أيضا استغلال اسكتش ثلاثي أضواء المسرح »كوتو موتو يا حلوة يا بطة«.. أيضا حشر أغنية نانسي عجرم »يا ابني اسمعني وتدلعني«.. ألهذا وصل السيناريو الي هذا الحد من الافلاس والذي لم ينقذه سوي أحداث المركب وسط البحر..

لطفي لبيب لم يأخذ فرصته في هذا الفيلم رغم أنه كوميديان ممتاز.. فهو أكبر بكثير من هذا الدور الهزيل.

يحسب للوجه الجديد شيرين عادل دور »سلوي« الفتاة الرومانسية الجميلة.. فهي وجه مريح يدخل القلب.

ربما تكون البسمة التي يقدمها لنا الفيلم دور »البنت التخينة« - آسفة لا أعرف اسمها - انها مشروع كوميديانة جديدة.. ومتي يخفف غسان مطر من طريقته العصبية في التمثيل.

عزيزي محمد هنيدي: أعرف انك اخترت هذا السيناريو عن اقتناع.. لكنك لم تصل الي قلوب المشاهدين لكثرة التهريج وقلة الضحك.. فأنت في أفلامك السابقة أحسن بكثير.. فحاول أن تلحق نفسك قبل الوقوع.

أخبار النجوم المصرية في

24/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)