حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شخصيتك في حذائك رؤية للفنانة »أريان اسكاريد«

نعمة الله حسين

تواضع إنساني.. وبساطة شديدة .. هما أول مايجذبك إلي الفنانة العالمية الكبيرة »أريان اسكاريد« .. بالإضافة لصوتها الساحر.. ابتسامتها التي لاتغيب أبدا حتي في أحلك المواقف وأشدها صعوبة. بين لقائي الأول بها منذ عدة سنوات .. وهذ اللقاء .. لم تستطع السنون أن تأخذ منها شيئا.. وكأني لقيتها بالأمس.. الحوار معها يتواصل ببساطة.. يسقط فيه حاجز الزمن وسنوات البعاد. أشهد أن لها ذاكرة حديدية وسط حوارنا تقول لي إنها تحمد الله عليها كثيرا.. لأن أكثر ماتخشاه من أمراض »الشيخوخة« »الألزهايمر«.. أو النسيان.

وسط جمع غفير يحيط بها كانت تقف  مبتسمة.. وكنت أقف بعيدة أتردد في اختراق هذا الحشد لمصافحتها.. لكن فجأة وجدتها أمامي تبسط ذراعيها قائلة.. لم أنسك أيتها المصرية التي أعشق بلدها وأتمني زيارتها، لتضيف قائلة أمازلت ترين أنني  أشبه فنانتكم الكبيرة »فاتن حمامة« ؟ أجبتها بعفوية وتلقائية.. نعم .. في بساطتها.. وتواضعها.. وعظمتها الفنية.. وذكائها الشديد لنضحك سويا وأنا أضيف.. وحجمها الصغير الذي جعل منها فتاة الأحلام في زمن السينما العربية.

·         قلت لها: بداية أهنئك علي انتهائك من إخراج أول فيلم لك فماذا يعني هذا؟

ـ بابتسامة لاتفارقها أجابت.. يعني بداية تحقيق حلم بلا زمن منذ سنوات وأنا أكتب سيناريوهات لآخرين.. أو أقف أمام كاميرا أؤدي شخصية.. وحتي علي خشبة المسرح.. هذا الحلم كان لايفارقني أبدا لذا أنا سعيدة كل السعادة لأن يري النور خاصة  إنني أطرح قضية شديدة التعقيد اليوم في فرنسا.. وهي ترحيل الصغار الذين لايحملون أوراقا وكنا في الماضي نتركهم لعمر السادسة أو الثامنة عشرة قبل ترحيلهم.. أما الآن فتنفيذ القوانين أصبح فيه تعنت شديد.

·         أقاطعها قائلة وهل الفيلم مأخوذة أحداثه من واقعة حقيقية؟

ـ تختفي الابتسامة  من علي وجهها ربما للمرة الأولي  منذ أن عرفتها.. لتقول لي : هناك وقائع حقيقية قد لا تتطابق بالضرورة مع الفيلم.. لكنها في جوهر الموضوع.. الذي يحكي قصة فتاة عمرها 13 عاما تعيش في فرنسا.. وتحلم بأن تصبح يوما رئيسة جمهورية فرنسا.. وهي تعشق هذا البلد الذي تربت وعاشت فيه، ربما أكثر من أبنائه وبجذورهم الممتدة عبر الأجداد.. وهذه الفتاة في تلك السن تبدأ تكشف عالم أنوثتها الصغيرة وتدور في رأسها مئات وآلاف من الأسئلة.. لكني للأسف الشديد حبها لفرنسا لايكفي لكي تقيم فيها.. لأنه يتم ترحيلها.. وبالمناسبة اسم الفيلم »الذين يحبون فرنسا«.

وتضيف »أريان« قائلة وبالمناسبة الفتاة الصغيرة التي تقوم ببطولة الفيلم أعتقد أنه سيكون لها مستقبل واعد في عالم السينما.. والتقيتها في مدينتي مارسيليا وهذه هي تجربتها الأولي.

·         قلت لها ضاحكة .. في لقائنا السابق قلت لي إنك تحكمين علي شخصية  من أمامك  من حذائه فهل مازلت  عند رأيك أم تغير؟

ـ ضحكت قائلة.. طبعا مازلت عند رأيي »فالحذاء« يعبر عن شخصية صاحبه لأنه يتحكم في طريقة »سير« الشخص والتي لو تأملتها جيدا لأدركت شخصية من أمامك فالطريقة التي نسير بها هي أول مايميز  شخصيتنا.. ويعكس نمط حياتنا.

·     أقول أنت زوجة للمخرج الكبير روبير جديجبان وشريكة حياته منذ أكثر من 35 عاما.. كنت فيها بطلة لجميع أفلامه .. فهل توافقين أيضا علي كل آرائه السياسية؟

ـ اعتدلت ونظرت في وجهي  قبل أن تقول لي ماذا تقصدين.. لتستكمل إجابتها قائلة.. نعم لو لم أوافقه وأشاركه أفكاره لما بقيت معه طوال تلك السنوات وماكنا أنجبنا ابنتينا .. نعم أعلم أن علي المستوي الفكر السياسي قد لا يلتقي الزوجان ولا يدمر هذا حبهما أو زواجهما لكن مع روبير اتفق معه بنسبة كبيرة جدا تصل ربما لمائة في المائة.. وصدقيني لو قلت لك إنني نوعية من النساء لو لم تصل إلي حد هذا التطابق لكنت رحلت من زمان.

·         إذا ماذا تقولين عن آخر أفلامه وتمجيده للشخصية اليهودية فهل هذا غزل لليهود كما فعل من قبل سبيلبرج؟.

ـ بجدية شديدة أجابتني لست في حالة دفاع عنه لكن الناس تعتقد أن »المانوشين« أثناء الحرب كانوا من اليهود فقط وهذا غير صحيح لقد كانوا شبابا  من كل الأديان والجنسيات والبلدان الأوروبية ولهذا أريد تصحيح هذا المفهوم إنه ليس عن اليهود ولا مغازلة لهم.

ويبدو أن السؤال شجعها علي الحديث عن زوجها المخرج.. لتقول لي إن كل أعماله قريبة من قلبه.. لكن الفيلم الذي أثر فيه بشدة هو الذي كان عن الرئيس الفرنسي »ميتران« Les pompiers de champs de fars لأنه كان بمثابة غوص في التاريخ.

وهذا أيضا ما ينطبق علي فيلم »رحلة إلي أرمينيا« فقد كان ذلك بمثابة استدعاء للتاريخ وهو مانعشقه أنا وروبير.

·         هل تكلمينني قليلا عن حياتك الأسرية؟

ـ تضحك قائلة.. أعرف أنني امرأة صعبة تسعي للكمال إلي حد كبير.. ولا أحب أن أكون ضعيفة وهي أشياء يحبها ويحترمها ويقدرها »روبير« فيْ .. عندما كانت ابنتاي صغيرتين تفرغت لهما وعندما كبرا قليلا  كنا نتناوب أنا وروبير رعايتهما.. ولم يحدث أن تركناهما بمفردهما وأعتقد أن ماربيت عليه بناتي هو الاحترام للآخرين.. وحب أهلهم والناس.. واحترام كبار السن والعطف والحنو عليهم.

وتضيف قائلة: وكثيرا ما أقول للبنات »إن النساء أكثر قوة وصلابة من الرجال. (أبتسم موافقة علي قولها).. لتضيف قائلة: هذا ليس تحيزا أعمي للمرأة.. بل هي حقيقة تتمتع بها .. وإن كان الرجل يحاول أن يقنعها بعكسها.. وعليها ألا تصدقه.

·         بعيدا عن التمثيل تشاركين في العديد من لجان التحكيم في »كان« في »نظرة ما« و»مونبيلييه«.. فما الذي يجذبك في الأفلام؟

ـ بصراحة شديدة تعجبني الأفلام المترابطة.. تستطيعين أن تقولي التقليدية لا أميل لأفلام الحركة والإثارة أو العنف.. قد يكون هذا خطأ .. لكنها أمور واضحة جدا بالنسبة لي ولمن يختاروني.

·         تري من هو الفنان الذي تحلمين أو تودين العمل معه غير زوجك؟

ـ أجابتني علي الفور »كلينت ايستوود« إنه عبقري هذا الزمان.

·         وماذا عن أحلامك ومشاريعك القادمة؟

ـ سرحت قليلا: ربما فيلم سينمائي آخر جديد.. أما عن المشاريع فهي كثيرة .. وإن كنت سأختص المسرح بالنصيب الأكبر لأنه »ترمومتر« التلاقي الحقيقي بين الفنان وجمهوره.

آخر ساعة المصرية في

22/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)