حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أبعد من حدود الشك عندما تلفّق الأدلة

غوتنبورغ- قيس قاسم

وأنت تشاهد الممثل مايكل دوغلاس يؤدي دور المدعي العام في فيلم «أبعد من مجال الشك» تتذكر دوره في فيلم «الجريمة الكاملة» والتي شاركته في دور البطولة الممثلة غونيث بالترو. تتذكر دوره لأن دوغلاس لم يتغير كثيرا في أفلامه الأخيرة لا من حيث أدائه ولا حتى اطلالته. والحقيقة انه لم يقدم شيئا مهما منذ ذلك الفيلم، وبقي محافظا على وسامته وأدواره التي غالبا ما يجسد فيها شخصية سياسي كبير أو رجل أعمال غني يحاول التلاعب وحتى القتل حرصاً على مركزه المرموق. في الشريط الجديد يلعب دور المدعي العام الناجح الذي يقوم باكتشاف مجموعة من الجرائم يدان كل المتهمين فيها بالجرم. وعلى هذه الأرضية من النجاح المهني يمهد المدعي العام مارك هينتر لترشيح نفسه كحاكم لولاية لويزيانا في انتخابات قريبة.

قصة الصحفي الطموح والباحث عن الحقيقة سي جي نيكولز (الممثل جيس متكالف) هي التي أعطت الفيلم قيمته وليس أداء أبطاله. والتصعيد الدرامي في نصفه الثاني هو من رفع من مستواه وليس التمهيد السطحي في بدايته. فالصحفي الشاب دخل مغامرة كاد أن يفقد حياته بسببها. ورغم عدم منطقيتها إلا أن مجرد التفكير في احتمال حدوثها يعيد الى الذهن أهمية الدور الذي تلعبه الصحافة في الكشف عن الحقيقة وحجم التضحيات التي يقدمها العاملون في مهنة المتاعب. إذن نحن أمام قصة صعبة التصديق من جهة ومحتملة من جهة أخرى، وهذا ما سهل قبولها ليمضي المشاهد معها حتى النهاية، خصوصاً وأن بطلها لم يحسب جيدا عواقب اندفاعه وخرقه اصول اللعبة التي ينبغي للصحفي احترامها، وعدم إدخال نفسه كطرف منحاز في اي قضية، مهما كان حسن نياته. هذه الحقيقة عبرت عنها المجريات الدرامية التي بدأت في لحظة شك راودت الصحفي بأن المدعي العام هينتر كان يلفق الأدلة ويضيفها في نهاية التحقيق ليثبت جرم المتهمين، في كل الجرائم التي تولى الدفاع عنها، من دون وجه حق. إذن كان يبني نجاحه المهني على حساب أرواح بريئة، وهذا ما أراد الصحفي كشفه وتعريته أمام الرأي العام.

في محاولة كشف تلاعب المدعي العام، والمتمثل في إدخال عناصر خارجية موقع الجريمة، كأن يأخذ عقب سيكارة من فيلم المتهم أثناء التحقيق ثم يذهب أحد مساعديه ويضعه الى جانب الجثة ليثبت بعد فحصها أن الحمض النووي يعود الى المتهم، وبالتالي يقنع المحكمة بقوة إدانته. لكشف هذا، يضع الصحفي لنفسه خطة يظهر من خلالها وكأنه القاتل الحقيقي في جريمة قتل راحت ضحيتها امرأة سوداء. وكعادته اتبع المدعي العام  أساليبه المعهودة نفسها ليوقع الصحفي في فخها، لكنه كان يجهل ان كل تفاصيل القضية قد حفظت في مكان أمين، وأن الصحفي سيستخدمها لإثبات براءته. لكن، وبدلا من سير الخطة وفق ما رسمه سي جي نيكولز، سيكتشف المدعي العام لعبته، فيخطط بدوره للعبة معاكسة يقنع من خلالها المحكمة بجرم الشاب. هذه المغامرة تنتهي حين تعيد المحامية ايلا كريستال (الممثلة امبر تامبلين) التي كانت تعمل في مكتب المدعي العام نفسه والتي ارتبطت بعلاقة عاطفية مع الصحفي قبل إعداد خطته، بناء الأحداث والوقائع من جديد، لتخلص رأس الصحفي من حبل المشنقة. وخلال هذه المغامرة العجيبة يعيش المشاهد حالات من التوتر ويشهد الفيلم في نهايته تصعيدا دراميا مثيرا، ويبدو أن مخرجه بيتر هايمز راهن كثيرا على هذه العناصر التي احتفظ بها حتى النهاية ليبرر الفكرة  التي تجرأ الصحفي على تطبيقها ضد رجل طموح، يستغل مركزه الحساس لأغراض سياسية. أما المفاجأة الحقيقية فقد فجرها المخرج في اللحظات الأخيرة قبل نهاية الشريط، حين كشف أن القصة التي بنى عليها الصحفي الشاب مجده المهني في أول انطلاقته، كانت ملفقة، كتلفيق المدعي العام للأدلة ضد المتهمين الأبرياء. وهذا ما اكتشفته المحامية بنفسها فقررت طرد الصحفي من حياتها كما فعلت مع مدير مكتبها.  كلاهما أدخل الشخصي في المهني وهذا ما لا يجوز إطلاقا. 

الأسبوعية العراقية في

20/12/2009

 

أمير البحار.. خلطة كوميدية بمنظور تجاري

القاهرة - دار الاعلام 

على الرغم من أن فيلم «أمير البحار» لا يزال يحقق أعلى الإيرادات في دور العرض السينمائي المصرية؛ إلا أن ذلك لم يمنع الهجوم الشرس الذي تعرض له من النقاد، الذين اعتبروه عملا تقليدياً يفتقر إلى كثير من مقومات صناعة الدراما السينمائية فضلا عن تحقيق التميز؛ ذلك أن القائمين على إنتاجه نفذوا خلطة بمنظور تجاري بحت.. واعتبروا أن الزج ببعد سياسي من خلال قضية القرصنة في فيلم هزلي أمر لا مبرر له.

«أمير البحار» الذي كتب قصته يوسف معاطي، وأخرجه وائل إحسان، بينما تقاسم بطولته محمد هنيدي، شيرين عادل، لطفي لبيب، ياسر جلال، شريف صبحي، محمد محمود، طارق الأبياري، هناء الشوربجي، غسان مطر، مها أبو عوف.. تدور أحداثه حول الطالب أمير نور الدين ـ وفي الاسم استنساخ صريح لشخصية نور الدين في فيلم البحارة الثلاثة للراحلين علي الكسار وإسماعيل يس- الذي يفشل كل عام في مرحلة التخرج من الكلية البحرية، يحب جارته سلوى ابنة عميد الكلية، التي لا تشعر به وترفض الزواج منه لأنه مثل أخيها. وعلمت من أهلها أن أميرا كان يستحم معها في بانيو واحد عندما كانا صغيرين.

وبعد تخرج أمير من الكلية بعد 13 عاما من الرسوب المتكرر أخذ سفينة والده أمير البحار، وخرج بها للنزهة مع أسرته وبعض أصدقائه، فينفد منه الوقود على بعد 20 ميلاً من الشاطئ، وهنا يهجم عليه القراصنة ويخطفوا السفينة.إقحام غير مبررمن خلال هذه الأحداث المتباينة رأى النقاد أن الكاتب يوسف معاطي من الكتاب المتميزين، وكان موفقا في اختيار موضوع شيق ومثير، لكنه في الآن أقحم فكرة اختطاف السفن على يد القراصنة دون تبرير.

كما أنه استسهل طرح هذه القضية بطريقة غريبة، بدت دخيلة بعض الشيء على موضوع الفيلم الأساسي، الذي يدور حول شاب فاشل في دراسته بالأكاديمية البحرية، والذي اعترفت والدته بتحمل مسئولية هذا الفشل نتيجة خطأ في تربيتها له حيث لم تجعل منه رجلاً يعتمد على نفسه.

ووصف النقاد الكاتب يوسف معاطي بأنه أحد فرسان الكتابة الكوميدية في السنوات الأخيرة، لكن كتابته لهذا العمل تشبه إنتاج مصانع السيراميك متعدد الدرجات، فرز أول وفرز ثان وربما فرز ثالث..

مشيرين إلى أن أمير البحار يعتبر فرزا ثالثا، حيث اعتمد على إيفهات محروقة تسخر من العيوب الشكلية للأبطال مثل قصر قامة محمد هنيدي وشدة سمنة إحدى الممثلات. السيناريو أيضا اعتمد على ترك الحرية لنجمه هنيدي كي يقوم بصفع وركل الجميع حتى بلغت الفجاجة مداها بضرب إحدى الممثلات بالشلوت في بطنها، واعتبر النقاد ذلك كوميديا غليظة أفسدت فكرة كانت تبدو جيدة في البداية، وقالوا: لولا ود وعشم قديمين بين هنيدي وجمهوره لما أفلت الفيلم من السقوط..

كوميديا الضرب على القفا

هنيدي قدم في الفيلم الشاب المدلل أمير، الولد الوحيد على أربع فتيات، الذي يتعامل مع الآخرين من منطلق أنه أوسم وأنجح وأعظم قبطان على الرغم من أنه فاشل دراسيا، وهذه الشخصية التي اختارها هنيدي هذه المرة شخصية جديدة عليه بالفعل؛ لأنه عادة ما يقدم شخصية شاب مصري كادح أو معدم أو صعيدي أو ريفي ساذج مثل التي قدمها في «رمضان مبروك أبو العلمين». يشعرك فيلم «أمير البحار» بأن شركات الإنتاج تدلل هذا النجم .

وتستجيب لكل ما يريده، ولولا ذلك لما أقدمت على إنتاج هذا الفيلم، الذي اعتبروه هزيلا يقوم على سيناريو يستخدم كل عناصر الركاكة الكوميدية بداية من الشخصيات البدينة التي تتدحرج مثل «البرميل» طوال الفيلم؛ وصولا إلى كوميديا الشتائم والصفع والركلات والضرب على القفا.

ويبدى النقاد ملاحظة فنية مهمة، وهي أن هنيدي اقترب عمره من الخمسين عاما، بينما حبيبته في الفيلم شيري عادل لا تزال في أوائل العشرينيات، فأي منطق هذا والأحداث تحكي أنهما عندما كانا صغيران يستحمان في «بانيو» واحد.

أيضا انتقد النقاد مشاهد هروب شيري عادل إلى هنيدي «أمير» في المركب ليخرج بأسرته وأصدقائه إلى عرض البحر، حيث اهتم الجمهور بالضحك، ولم يهتم بأن يتعرض أبطال الفيلم إلى القرصنة على بعد 20 ميلا فقط من فنار الإسكندرية.

وهي مسألة غير معقولة، خصوصا أن أمير كان يتحدث طوال الوقت عن القراصنة وجرائمهم في البحر الأحمر، وكان من الأجدى أن تدور الأحداث هناك في أماكن يمكن أن يصل إليها القراصنة ويبسطوا فيها نفوذهم، ما دام السيناريو يريد أن يتخذ من القراصنة عنصرا دراميا.

الفيلم قدم القراصنة على أنهم ضحايا ظروف إنسانية، ما أضعف موضوع الفيلم؛ لأن القراصنة مهما كانت مبرراتهم هم مجرمون في النهاية.. ويقول بعض النقاد أن التدليل هو أزمة الفيلم بكل عناصره؛ فتصوروا أن السيناريو لديه مثلث عاطفي وهو أمير الشاب المدلل، وحبيبته سلوى التي هي جارته في الوقت نفسه، وصديقه ياسر جلال «نزار»، الذي يقنعه بالمنطق الهزلي بأنه يمكن أن يصبح مندوبا عاطفيا لدى حبيبته كي يجعلها تغير رأيها نحوه.

أعطني ضحكًا بلا منطق

النقاد أشاروا أيضا إلى أن الجمهور الذي تقبل أن تهرب سلوى في ليلة دخلتها بجينز وتي شيرت، لم يتساءل من أين أتت على سطح المركب في عرض البحر بفساتين ساحرة تتهادى بها على أغنية تيتانيك مع أمير، ووصفوا هذا النوع من الجمهور بأنه طيب يدرك أبعاد المعادلة التي تقول: «أعطني ضحكا دون منطق، وبكل الوسائل الفنية وغير الفنية أعطيك إيرادات بلا حساب».

البيان الإماراتية في

20/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)