حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نجوم تصنع الفضيحة وصحافة تضع الكاتشب .. !!

بقلم طارق الشناوي

لاينبغي ولايجوز لأحد أن يدافع عن مهنة يمارسها لمجرد أنه ينتمي إلي  نفس أفراد القبيلة ولكن في نفس الوقت لايجوز أن يصمت الإنسان عن قول الحق حتي لايتهم بانحيازه إلي القبيلة.. أتحدث عن الصحافة الفنية بعد أن أتسعت الرقعة الصحفية في مصر وأيضا في عالمنا العربي فكان للصحافة الفنية قسط وافر من المادة المكتوبة حتي صارت صفحات الفن لها المساحة الأهم والمانشيت الرئيسي ولو لم نكن بصدد جريدة فنية. وبالطبع فإن اتساع هذه المساحات يؤدي ولاشك إلي تعدد الاخطاء ورغم ذلك فليست دائما الصحافة الفنية المذنب والمجرم والجاني والمتربص بالفن والفنانين. نعم دخل إلي المهنة بسبب اتساع المجال عدد من الكسالي الذين يستقون أخبارهم من النت بدون التحقق من صدقها أو يمنحون آذانهم إلي بعض النمامين ورغم ذلك فإن الصحافة ليست هي المذنب دائما.. حيث دأب الفنانون في مختلف أجهزة الإعلام علي الادعاء أمام أي خبر تنشره الصحافة بأنه مختلق وكل أحاديث يدلون بها هي أيضا مختلقة وليس هذا هوالصحيح علي الإطلاق ولكن بعض الفنانين بعد أن تنتقد آراءهم يتنكرون لها ثم يتراجعون عنها ثم يشيرون بأصابع الاتهام للصحافة!!

دائما ما تلمح في أحاديث النجوم اتهامات صارخة ضد الصحافة، كما أن كثيرا من الصحفيين يرفعون دائما شعارالدفاع عن الفنانين ضد الصحافة الرديئة.. وبالطبع فإن هناك بقعا سوداء تنتشر علي ثوب صاحبة الجلالة بين الحين والآخر، ولكن المؤكد أن المعادلات والحسابات والمؤتمرات الفنية تلعب دورها في إشعال الفتن وترديدها واختلافها داخل الوسط الفني لأن النجوم والنجمات أصحاب مصلحة مباشرة في ترويج البعض من تلك الشائعات وبعد ذلك يبدأون في  التكذيب والامثلة عديدة مثل هذا الملحن الذي سرب خبر ارتباطه بمطربة وبعد ذلك تراه في كل أجهزة الاعلام وهومستاء من نشر هذا الخبر!!

من كان يتابع التراشق بالكلمات واللكمات بين نجمتين شهيرتين والتلميح المتبادل بينهما لكشف المستور لايحتاج الي دليل لكي يعرف أن فتيل الشائعة بدأ من عندهما وأن كلا منهما تريد أن تبدأ بفضح الأخري بل لديها أيضا وثائق وهومايثير عادة نهم الصحافة للحصول علي تلك الوثيقة!!

مثلا نجمة شابة في كل أحاديثها تؤكد أن هذا المطرب الشاب هوفتي أحلامها وعندما يسألونه يقول أيضا أنها تشبه فتاة أحلامه وعندما تلتقط الصحافة هذا الخبر يقولون انها تتدخل في الخصوصية وانهما كانا وسيظلان مجرد صديقين فلماذا تحرم عليهما الصحافة  الاستمتاع بالصداقة البريئة!!

قبل سنوات قليلة انتشرت شائعة ذبح نجمة جماهيرية في فيلتها في مارينا، وفي اول تصريح نفي للواقعة ألمحت النجمة الجماهيرية إلي انها لاتستبعد أن الشائعة من صنع غريمتها النجمة الأخري!

فنانة تتزوج سراً ولا تذكر اسم العريس تؤكد فقط انه مصري أو عربي يقيم في لندن ويبدأ خيال الصحفيين في البحث عن اسم العريس لانها هي التي فتحت شهيتهم لتحقيق هذا السبق وبالطبع فإن خيالهم في هذه الحالة يضيف صفة ثري ويستبعد جنسيته المصرية ويصبح ثرياً عربيا، وتتعدد الأسماء والتكهنات والنجمة لاتتوقف عن اتهام الصحافة بالدخول إلي غرفة نومها بدون الحصول علي إذن!!

خناقة بين المطرب الكبير والمنتج الشهير الذي تخصص في انتاج اغنياته من الذي كشف المستور عنها أليس هو المنتج فأضطر المطرب لان يكشف هو الآخر مستور آخر لدي النجم بعد ذلك وكالعادة تبدأ الصحافة في كتابة الذي كان مستوراً فتجد نفسها متهمة بل ومدانة لأنها تدخلت بين البصلة وقشرتها!!

ان هناك حكمة صحفية شهيرة تقول:»إن تكتب عنك الصحافة أشياء سلبية فإن هذا سييء لكن الأسوأ ألا تكتب الصحافة عنك شيئا علي الإطلاق!! وأعتقد أن نجومنا يطبقون هذه القاعدة حرفيا ولهذا يحرصون علي أن تظل لهم حكايات صحفية  حتي لو كانت تحمل انتقادات وشائعات فاضحة من صنعهم  أو علي أقل تقدير من إيحاءاتهم!!

أنا لا أذكر أن هناك تجاوزات صحفية ليس فقط في مجال الصحافة الفنية ولكن في كل فروع وأبواب الصحافة سياسية واقتصادية ورياضية يكفي ما رأيناه في أعقاب مباراة مصر والجزائر للدلالة علي ذلك وهو مايجعلنا نطالب  نقابة الصحفيين بالتدخل إلا أن هذا لايمنعنا من أن نري الحقيقة التي تعلن عن نفسها جلية ومجلجلة بأن عددا من النجوم والنجمات هم الذين يثيرون نهم صحافة الإثارة ويقدمون لهم الفضيحة علي طبق من ذهب، وماتفعله الصحافة هي أنها تضيف إلي تلك الفضيحة التي صنعها الفنانون بعض المايونيز والكاتشب وبعد ذلك يصرخ الفنانون.. أنقذونا من الصحافة. زودت الكاتشب »حبتين«!!

أخبار النجوم المصرية في

17/12/2009

 

آبودياب وآمنا الغولة في مملكة السلطة المطلقة

بقلم : د. حسن عطية 

يتميز مسلسل (الرحايا)، كما بدأنا حديثنا في العدد الماضي، بأن حجره القاسي يظل يطحن طوال الوقت كل شخصياته بلا استثناء، ومن ثم فليست هناك شخصية واحدة مهيمنة علي العمل، تستأثر وحدها بجهد الكاتب والمخرج صياغة، وتضع ممثلها في بؤرة الفعل وأضوائه، مهمشة بقية الشخصيات، ومحولة اياهم الي أنماط فاقدة وجودها الدرامي وتعقيدها النفسي، صحيح ان النجم »نور الشريف« وجد بين يديه شخصية غاية في التعقيد، وهي شخصية »محمد ابودياب« الرجل الذي علمه عمله بالجبل أن يكون قويا في مواجهة الصعاب، وجعلته طبيعته الصعيدية ونمط تربيته بيد أبيه علي خده حادا في تنفيذ احكامه، كما خبر الحياة مع المؤسسات الرسمية، فآمن بضرورة عدم معاداة الحكومة والحزب جهارا، وان خالفهما في الظلام واستخدم في تفجيرات الجبل ديناميت غير مصرح له، وتاجر سرا في السلاح، واستغل علاقته بمطاريد الجبل وزعيمهم الذي جسده بصورة بارعة »خليل مرسي« لتنفيذ أعمال مشروعة وغير مشروعة له، فقدمها »نور الشريف« كشخصية نفعية تتعاون مع  الحكومة، وترشد عن المجرمين بهدف كسب ود الأجهزة الأمنية، ومركزها بيته واطارها عمله بالجبل، فالبيت هو القبيلة التي يحكمها بقوانينه الخاصة، يتزوج خمس مرات، ويطلق ثلاث مرات، بينما تموت الأولي وتظل الأخيرة في عصمته، دون ان تجرؤ واحدة منهن علي مناقشة قرار طلاقه لها، بل توافق اثنتان منهن علي البقاء ببيته علي أمل اعادتهن ذات يوم لعصمته، وتعيش الثالثة خارجه يمزقها شوق العودة لاحضانه.

كعب أخيل

يهيمن »ابو دياب« علي ابنائه بسلطته المطلقة، فلا يعترف بأنهم وصلوا الي  عمر يتطلب الاستقلالية، ويظل يعاملهم علي انهم مازالوا أطفالا ببيته، وعمالا بمحجره، فتنفجر مملكته من داخلها بفعل يقدم عليه الأبناء يزلزل وجوده، وذلك باصابته في نقطة ضعفه، والمتمثلة في حبه لأبنه الأصغر المتفوق »مرعي« وتفضيله علي بقية اخوته، فيقومون باغراقه في النهر، تاركين رحاية المسلسل تطحن أباهم بالشك في حقيقة مقتله، وتمزقه بتوزع ابنائه بين متمرد ومداهن وعابث ومتصوف.

بين هذا العالم المجتمعي الذي تصارعه شخصية »ابو دياب« والذي يتطلب من الممثل تأكيدا علي قوة ارادته وعنفوان فعله، وذلك العالم العاطفي الذي يعيشه في نفس الوقت متجسدا في حبه للطفلين اللذين قام باحتضانهما في فراشة »مروان« ابن ابنته »تقوي« التي ماتت وهي تنجب وليدها الثاني، و»باسم« ابن اخيه من زوجته القاهرية المتوفاة، فضلا عن عشقه للفتاة الشابة »فرحة« وزواجه منها، بالاضافة إلي حبه الجارف لابنه المغتال »مرعي«  وهو ما يتطلب اداء رقيقا يتناقض ظاهريا مع الاداء المؤكد علي سطوة الشخصية وجبروت افعالها، وهو ما أدركه »نور الشريف« بموهبته وخبرته فراح يتنقل بين الحالات النفسية المختلفة، عارضا الشخصية الدرامية بكامل تناقضها، ومقدما نموذجا انسانيا صنعته طبيعة المجتمع الصعيدي، وحركته ارادته الذاتية،  وأوصلته سلطته المطلقة لمأساة عائلية كبري.

مقابل سطوة الأب، تباينت مواقف الأبناء وفقا لشخصية كل واحد فيهم، فوجد »بهاء ثروت« ربما لأول مرة شخصية متكاملة الابعاد دراميا، فدخل بها عالم الممثلين الكبار، وكشف عن قدرته كممثل موهوب وممتلك لحرفيته، مجسدا شخصية الابن »خيري« المطحون بالرغبة في ان يكون سيد نفسه وعمله وبيته، فيتمرد علي ابيه لإطاحته باختياره لزوجته القاهرية، والعمل علي اهانته وضربه لمخالفته لأوامره.

ويجسد »محمود الجابري« شخصية حماد فتي الجامعة اللعوب، العاشق للمتعة واللهو دون خطيئة دينية، فيكذب ببراءة المراهقين، ويسقط في بؤر الفساد بتلقائية، ويفجر الابتسامة من حركته الطفولية مع الاخرين، في الوقت الذي يجسد فيه »أشرف مصيلحي« شخصية الابن الاوسط »جودة« المهادن لضعفه، والنافث سمه مثل »ياجو« بالاكاذيب بين أخوته، دافعا اخيه »خيري« للتصادم مع الاب الذي يعجز هو عن مواجهته، في الوقت الذي يعمل »أحمد الشافعي« علي تجسيد شخصية الابن كامل بروحانيه تبرز التوافق عنده بين فكره وسلوكه، وانفلاته من دنيا الصراعات العاشقة بجنون لأبيه رغم طلاقها منه، والمسلمة الروح علي كتفه لحظة زواجه من خامسة، وهي الفتاة الصغيرة »فرحة« التي ادركت »ريم البارودي« اهمية ان تقدمها في صورة الفتاة التي تقتحم  عالم »ابو دياب« دون ابتذال، وتنجح في التسلل لقلبه ببراءة فتفوز به، محققة لامها »زينب« (هياتم) ما لم تستطع تحقيقه بالزواج من رجل المنطقة الكبير.

أمنا الغولة

تلعب الغواية دورها في هذا المسلسل ، وتدور النسوة حول الرجل القادر ماليا وجسديا، فتتحول »بدرة«  الي ساحرة تعمل علي الفتك بالزوج »أحمد« (أشرف عبدالغفور) بالقائه في الترعة، وتطلق الرصاص علي ابو دياب..

فتقتل اخته »توحيد« لحظة توزيعه لثروته علي ابنائه واخته، وتعمل طوال الوقت علي تشكيكه في قيامها بقتل ابنه »مرعي« مما يدفعه  لالقائها مكتوفة الذراعين في الصحراء فينقذها ابوذكري ويوجهها لتدمير غريمه، فتسعي باحثه عن ابن زوجها لتقتله، حتي تموت في حضرة »ابو دياب« وتجسد »سوسن بدر« كعادتها هذه الشخصية ببراعة وقدرة علي استخدام اسارير الوجه وانفتاح حدقتي العينين علي اتساعهما، وحركة الجسد الثقيلة والمهتزة، فضلا عن عصا الموت المتكئة عليها، منتقلة بهذه الشخصية من عالم الواقع لعالم الخرافات، فبدت مثل (أمنا الغولة) رمز الشر القبيح في حياتنا الشعبية، رغم ان لها حق التحول لهذه الشخصية، فهي محبة لزوجها، لكنه غدر بها وهجرها سنوات طوال، ليتزوج من قاهرية تمنحه الولد الذي لم تستطع هي اعطائه، مما ولد الغيرة داخلها والحقد عليه وعلي اخيه »ابو دياب« المناصر له، والمغتصب لماله الذي هو في نظرها مالها، فيتحقق علي يديها وبتمثيلها هذا المزيج البارع من السحر والواقع، ومن الشر المطلق ومبرراته الواقعية.

تتوازي في الشر المبرر منطقيا واجتماعيا »مع بدرة« شخصية »آبو ذكري« التي يجسدها لطفي لبيب، بخبرته العميقة بفن التمثيل، فيقدم الشرير بصورة فذة يجعل الشخصية محببة، تحرقها الغيرة وتتحرك برغبة في التفوق علي الغريم بكافة السبل، وتقع في الاخطاء نتيجة لسذاجة تفكيرها وبساطة وعيها بالعالم، وتبرز الي جانبه شخصيتي الزوجتين »مندهة« (فريدة سيف النصر) وكاملة »مديحة حمدي« الراضيتين بالعيش مطلقات ببيت »ابو دياب« وشعبان حسين في دور الحاج سيد زوج »توحيد« (سميرة عبدالعزيز)  الميكانيكي البسيط، والذي يخترع لزوجته حكاية زواجه من جنيته ليهديء من رغبتها في تزويجه من اخري تأتي له بالاولاد ، فتجذبه الحكاية المختلفة نحو عالم سحري ، يجعله يري ويحادث زوجته بعد موتها.

وسط  هذا العالم المتخم بالشخصيات تبرز »سماح السعيد« في تجسيدها المتميز لشخصية »زهرة« ابنه »بدره« المحبة لها ، والرافضة لسلوكها القاتل، والخائفة عليها مما تفعلها، ومعها يبرز »علي عبدالرحيم« في دوره المتألق ببساطته المتناهية في تقديم شخصية »مناع« تابع »ابو دياب« الأمين، والمنفذ لكل رغباته دون سؤال، والساهر علي راحته دون كلل.

رغم وجود قطع حاد في مونتاج بعض المشاهد جعلها غير مشبعة ومبتورة الدلالة غير ان المخرج حسني صالح اكد في تجربته الاخراجية الاولي وبصياغته المرئية والسمعية علي هذه العلاقة الوثيقة التي يقدمها السيناريو بين الانسان وسياقه الاجتماعي الذي يتضمن البيئة والثقافة والتقاليد والرغبات البشرية المتأرجحة بين التمرد والمهادئة، وبين الطموح والاستسلام، فيمنحنا عملا ملحميا يتخطي جماليا حدود الواقع، ليغرس نفسه في دنيا السحر المتوهج، دون ان ينسي لحظة انه يناقش قضايا ذات صلة حميمية بنبض الحياة اليومية.

أخبار النجوم المصرية في

17/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)