حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما أحمد عبدالله تدخل الألفية الثالثة من بوابتى «كباريه والفرح»

محمود مسعود

قد يصاب المرء بالدهشة عندما يكتشف ذلك التشابه بين موقفين قد تباعدت بينهما ـ كل قياسات التقريب. 

وأقر بوضوح ان تلك الدهشة المصحوبة بفغر الفاه قد أصابتنى عندما تجسدت أمامى تلك الخطوات التى اتخذها الكاتب والسيناريست أحمد عبدالله لتصحيح مشواره فى صناعة الورق السينمائي. 

وما أثار دهشتى هو نتاج هذا التصحيح الذى تجسد فى ثنائية «كباريه ـ الفرح» حيث أظهر خلالهما إمكانات وقدرات وتوجهات درامية قادرة على صناعة ورق بمثل بداية جديدة جدا فى مشواره الفني. 

اما الشيء اللافت فى تلك البداية هو التزامه الكامل بالمنهاج الأرسطى فى تحقيق رؤاه الدرامية والتزامه الكامل بكل عناصر تكوينها وحتى توجهها الفلسفي. 

أما الموقف الأكثر دهشة وأثار فغر الفاه هو ذلك التشابه بين الظرف الذى أحيط بأرسطو عندما شرع فى تحقيق كتابة الأشهر ـ «الشعر» واضعا فيه هيكله التنظيرى لعلم الدراما وبين ذات الظرف ببكل ملابساته التى أحبطت بأحمد عبدالله عندما شرع فى تصحيح مساره فى صناعة الورق السينمائي. وما أسفر عنه هذا التصحيح من نتائج فارقة. 

وان كنت اعتقد تماما ان الصدفة وحدها هى التى صنعت تلك المقابلة وحققت ذلك التشابه الذى لم يسع الى تحقيقه أحد. 

أوجه التشابه 

قد يبدو خلال هذه المقابلة ان أكثر عناصرها اثاره للدهشة والجدل ذلك التشابه بين الظروف التى أحاطت بكلا الطرفين. 

فعندما شرع أرسطو فى تحقيق كتابه التنظيرى الشعر.. كان يحيط به حالة المستوى المتدنى الذى وصلت إليه الدراما الاغريقية خاصة بعد رحيل.. الثلاثة الكبار من صناعها.. «اسخيلوس/ سوفوكل/ يوربيدز» وهو الأمر الذى أدى الى اهمال الدولة والجماهير النظارة للمهرجان السنوى للدراما وتقام من خلاله المسابقة الرسمية الكبرى بين صناع الدراما.. وكانت الدولة بكل مؤسساتها ترعى هذا المهرجان كما كان له قدسية الاحتفالات الدينية حيث كانت عروضه تقام ضمن الاحتفالات بأعياد ريونبزوس كبير الآلهة.. وكان كهنة المعابد يشرفون على تحقيقه وعندما تدنى مستوى الدراما وترهلت النصوص التى تقدم فى المسابقة أهملت الدولة رعايتها للمهرجان وهجرة جمهور النظارة وفقدت العروض قداستها الدينية.. كانت تلك هى الظروف التى أحاطت بـ «أرسطو» وهى أيضا كانت الدافع لكى يعيد الى الاذهان أمجاد الدراما الاغريقية ويؤكد بصور قاطعة ان أصل الدراما يكمن بالدرجة الأولى فيما تركه الكبار من نصوص.. وشرع أرسطو فى كتابة مشروع كتابه وهى المخطوطات التى وصلتنا من أصل الكتاب.. وهو الأمر الذى اختلط على المؤرخين واثارة الخلاف بينهم حول تنفيذ أرسطو لأصل الكتاب أم أنه اكتفى بهذا المشروع. فى تلك الآونة كان قد مر على رحيل الثلاثة الكبار للدراما الاغريقية قرابة القرن من الزمان غير ان نصوصهم المسرحية التى كانت تقدم فى المسابقة الرسمية للمهرجان السنوى كانت بين يديه عندما وضع أسس تنظيره لعلم الدراما. حيث استرشد بها كليا فى تحقيق هذا التنظير الذى ظل وحتى الآن المرجع الأساسى لعلم الدراما وفلسفته. 

فلا شك ان الوصف الذى أطلقه الزميل الناقد محمد بدر الدين فى مجرى حديثه عن فيلم «الفرح» حيث وصفه بانه ومضة مصرية.. كان من الصدق بمكان.. حيث ضافرت كل العناصر لصناعة هذا الشريط لكى تضع تلك اللوحة التى خطط لها عبدالله فى أوراقه السينماية وحققها سامح عبدالعزيز فى رؤاه الإخراجية وصورتها تلك الطاقات التمثيلية المتناهية الصدق.. لكى يحققوا جميعا تلك الومضة المصرية الخالصة.. دما وروحا.. 

ولم يستطع القالب الغربى الارسطى الطابع والمنهج الذى التزم به عبدالله ان يقلل من روح تلك المصرية فى تدفقها وعفويتها.. بل العكس هو الفعل القائم حقا.. حيث استطاع عبدالله بقدرة استيعاب ذهنية فائقة لفلسفة المنهاج الارسطى وليس لنصوصه متجاوزا جمودها ان يقوم بعملية تمصير حقيقية للقالب الارسطى ويحقق للدراما رؤيتها العلمية المرتبطة أصلا بإنسانية الفكر وليس جنسيته. 

كما استطاع سامح عبدالعزيز برؤيته الاخراجية ان يحقق لتلك الأفكار أبعادها التجسيدية فى إطار تلك المصرية الخالصة البعد والفهم وان يجعل من المضامين الكلاسية الارسطية قالبا مستوعبا لمنهاج جديد للواقعية قادرا على إبراز كافة أبعاد المتغير الذى طرأ على الواقع الاجتماعى المصرى على كل مستويات تركيبته سياسيا وثقافيا واقتصاديا ويضيف أيضا الى هذه الابعاد رؤية جاذبة للشخصية المصرية فى اطار هذا المتغير الذى أكسبها صفة التضاد فى تركيبتها الفسيولوچية وان يبرز غالبية خصالها التى تتصف بالتفرد ولا شك ان خوض سامح عبدالعزيز لهاتين التجربتين تلك الامكانية والقدرة على الحفاظ على مستوى تعامله الاخراجى بل انه حقق مستوى أفضل مع كل تجربة تالية فقد كان أكثر إمكانية ونضجا فى «الفرح» وأكثر صدقا. وأكثر استيعابا لكل المقاصد والاهداف التى حملتها صناعة هذا الشريط انتاجيا وفنيا حيث حقق ذلك الاستيعاب المتوازن لكل المؤثرات «الشعبية» السينمائية فى اطار بعيد تماما عن الهزلية والسوقية «المعتادة» الاستخدام فى مثل هذه النوعية الفلمية وبعيدا عن كل عناصر الجذب الكاذبة المستخدمة للترويج للسوقية رغم توافر المناخ لتحقيقها.. فجاءت صياغته وكأنها تحمل بوادر وملامح واقعية جديدة تتصف بها دراما الألفية الثالثة. 

فرق التمثيل 

لا شك ان الطاقات التمثيلية التى حملت على عاتقها تجسيد أحداث هذه الثنائية قد أدت دورها بصدق وانا لا أريد ان استزيد من التحقيق فى تقديم فريق التمثيل أكثر من هذه الصفة والتى أعتقد أنها جامعة لكل صفات الممثل الايحائي. 

لكن دعونى أذكر بعض الأسماء دون تعليق خالد الصاوي/ صلاح عبدالله/ سوسن بدر/ فتحى عبدالوهاب/ ماجد كدواني/ دنيا غانم. 

أخيرا 

عندما يذكر فى تاريخ السينما المصرية قائمة بأسماء الشركات التى ساهمت فى رقى هذه الصناعة سوف نذكر بالتأكيد شركة السبكى ونقول انها انتجت ثنائية «كباريه ـ الفرح» ثم نصمت تماما.. وهذا الصمت هو نقوط الفرح. 

العربي المصرية في

15/12/2009

 

سناء عكرود فى باريس من أجل «الفصول الخمسة»

أشرف توفيق 

سافرت الفنانة المغربية سناء عكرود (بطلة فيلم احكى يا شهر زاد) الى العاصمة الفرنسية باريس لوضع اللمسات النهائية لعلى سيناريو وحوار فيلمها «الفصول الخمسة» والذى يعد تجربتها الأولى فى مجال كتابة السيناريو والحوار وأيضا اخراج الافلام الروائية الطويلة بعد أن قامت بإخراج الفيلم الروائى القصير «اعطنى الناى وغني» هذا وتعود سناء للمغرب بعد أسبوع للبدء فى ترشيح الممثلين للمشاركة فى بطولة الفيلم وقد قررت سناء عدم التمثيل فى الفيلم لتركز على الاخراج وقالت سناء عكرود ان فكرة الفيلم تدور حول حياة ثلاث بنات وكيف يتعرضن لتجربة موت والدهن ويرفضن تصديق ما حدث ويرفضن استكمال حياتهن بشكل طبيعى ولذلك يرفضن الدخول فى أى قصة حب إلا انهن فى النهاية يتغلبن على أزمة رحيل والدهن ويستكملن حياتهن بشكل طبيعى والفيلم من انتاج القناة الثانية بالتلفزة المغربية وقد اخترت له اسم الفصول الخمسة نظرا لأن أحداثه تدور فى خمسة فصول من الزمن تبدأ بفصل الشتاء والذى تفقد فيه البنات والدهن والذى يأخذه منهن الموت وخلال شهور الصيف والربيع والخريف تمر بهن قصص حب يرفضن الدخول فيها واستكمال حياتهن الى أن يأتى الفصل الخامس وقد اخترت ان يكون فى حياتهن فصل الربيع ليستأنفن حياتهن بشكل طبيعى ويتغلبن على أزمتهن وأرى أن كل انسان قادر على اختيار الشهر الخامس فى حياته والذى يحدد مصيره. 

وحول عدم حضورها الى مصر للتمثيل مرة أخرى بعد فيلم «احكى يا شهر زاد» قالت سناء عكرود: كل الأدوار التى عرضت على بعد «شهر زاد» كانت أدواراً كبيرة ولكن فى أفلام صغيرة لا تضيف شيئا لمشوارى الفنى، وانا اذا لم أجد الفيلم الذى يغرينى بأن اترك محل اقامتى فى المغرب وأحضر الى القاهرة لتقديمه فلن أحضر لأننى كما قلت لك فى حوارنا السابق ليس لدى هاجس الانتشار فى مصر، وأنا والحمد لله ـ حققت خطوات جيدة فى مشوارى الفنى فى المغرب ولا أريد أن أتراجع عنها فى مصر. 

وحول وجود عقد احتكار مع المنتج كامل أبو على منتج فيلم «احكى يا شهر زاد» قالت سناء عكرود: لا يربطنى بالمنتج كامل أبو على عقد احتكار اطلاقا ولكننى أحترمه جداً وتربطنا صداقة أسرية فزوجته مغربية ولا أمانع فى تكرار التعاون معه مرة أخرى اذا كانت التجربة على نفس مستوى «احكى يا شهر زاد». 

العربي المصرية في

15/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)