حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لجنة الدراما العليا الموحدة.. لتطوير الدراما المصرية ومنافسة القطاع الخاص!

كتب حسام عبد الهادى

بعد أن ظل حبيس الأدراج والعقول أكثر من ثلاث سنوات، بدأ "أنس الفقى" - وزير الإعلام - تفعيل مشروع "لجنة الدراما العليا الموحدة" لتطوير الدراما المصرية، المشروع بدأ يخرج من النفق المظلم ليرى النور بعد جلسة طويلة متواصلة استمرت ٤ ساعات ونصف الساعة بين "أنس الفقى" والمهندس "أسامة الشيخ" - رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون - وذلك لوضع الترتيبات اللازمة لتفعيل المشروعات وحل مشاكل الدراما المصرية، وقد كلف "الفقى" الشيخ بتشكيل اللجنة والتى سيتولى "الشيخ" رئاستها واختار لعضويتها كلا من الكاتبين الكبيرين "أسامة أنور عكاشة" و"محفوظ عبدالرحمن" والمخرجين الكبار "إسماعيل عبدالحافظ" و"محمد فاضل" و"إنعام محمد على" إلى جانب المهندسة "راوية بياض" - رئيس قطاع الإنتاج بالاتحاد - و"إبراهيم العقباوى" - رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التابعة للاتحاد - و"سيد حلمى" - رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى.. ورئيس شعبة الإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح بالشركة القابضة لوزارة الصناعة والتجارة، و"يوسف عثمان".. رئيس قطاع الإنتاج بالمدينة.

*الخطة

خطة "الفقى" لتفعيل مشروع النهوض بالدراما المصرية - كما شرحها لى "الشيخ" - ستتم على 4 مراحل فى المرحلة الأولى سيعقد "الشيخ" اجتماعاً مع رؤساء قطاعات الإنتاج الرسمية التابعة لوزارة الإعلام - قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامى - باعتبار أن وزارة الإعلام شريك فى المدينة بنسبة 51٪، والمرحلة الثانية ستكون الاجتماع مع منتجى القطاع الخاص، أما المرحلة الثالثة فستتم بعقد اجتماع مع المؤلفين والمخرجين، وعلى ضوء هذه الاجتماعات الثلاثة سيقدم "الشيخ" دراسة شاملة "للفقى" بتفاصيل كل ما جاء بها على لسان المتخصصين للنهوض بالدراما المصرية إيذانا بعقد مؤتمر عام أشبه بالمائدة المستديرة لمناقشة كل هذه القضايا والمشاكل التى تواجه الدراما المصرية، والتى تصدت لها وزارة الإعلام فى رمضان الماضى عندما أنقذتها من أنياب المحطات الفضائية العربية التى أعلنت عصيانها وتمردها على الدراما المصرية وعزوفها عن شرائها.

خطوة أولى

المهندس "أسامة الشيخ" أكد أن مشروع تطوير الدراما المصرية من خلال اللجنة العليا الموحدة هو خطوة أولى لتوحيد الإنتاج على مستوى قطاعات الإنتاج التابعة للوزارة، فمن خلال هذه اللجنة سيتم فرز النصوص المقدمة لهذه القطاعات واستبعاد المتشابه منها والأقل جودة، فلا يمكن أن نجد مثلاً 10 مسلسلات عن فساد رجال الأعمال فى وقت واحد، أو 20 مسلسلاً عن ظاهرة الإرهاب أو المخدرات أو انحراف الشباب و12 مسلسلاً عن أولاد الشوارع، فلابد من الابتعاد عن هذه الظواهر الدرامية التى تهبط علينا بالبراشوت مثلما حدث فى مسلسلات السير الذاتية التى هجم عليها المنتجون هجوماً شرساً سواء فى القطاع العام أو القطاع الخاص، المسألة لابد أن يتم تقنينها والتنسيق بين كل هذه الجهات الإنتاجية فيما يقدمونه بشرط أن تكون الموضوعات مختلفة، وأيضاً الاتجاهات مختلفة، كذلك لابد من تحديد جودة الأعمال المقدمة واختيار الأفضل منها لإنتاجه، خاصة - والكلام على لسان "الشيخ" - أننا لن ندفع مليماً واحداً فى عمل سيئ وردىء وخال من القيم النبيلة الجميلة التى تعلن وتكشف عن المعدن الأصيل للمصريين.

فالدراما تساهم فى صنع المجتمع وتربية النشء وتأكيد الوطنية.

* إعادة نظر

"الشيخ" أعلن لنا أيضاً أن هناك إعادة نظر فى عدد حلقات المسلسلات الدرامية من خلال اللجنة، وستكون هناك التزامات لكل المنتجين - عام وخاص - بألا يزيد عدد الحلقات على 30 حلقة وألا تزيد مدة الحلقة على 45 دقيقة، كما ستتم إعادة النظر فى طريقة وضع الإعلانات بالمسلسلات، ودراسة وضعها بما لا يزعج المشاهد أو يصيبه بالملل، وبما لا يخل بسياق أحداث المسلسل، خاصة أن البث الآن فى معظم المحطات الفضائية إن لم يكن كلها يتم عن طريق الكمبيوتر - جهاز "السيلفر" - الذى يقوم بتخزين كل هذه المواد سواء البرامجية أو الدرامية عليه ليتم عرضها بشكل متتال دون تدخل بشرى فيها، ومن هنا لابد من عدم وجود أى خلل فى مدد البرامج أو المسلسلات سواء بالزيادة أو النقصان، حتى لا يحدث خلل أثناء البث. 

* عدم التكرار

كما ستقوم اللجنة أيضاً بإلزام جهات الإنتاج بعدم تكرار النجوم فى أعمال كثيرة فى حين هناك من النجوم من لا يجد لديه فرصة عمل، فلابد من التنسيق وتسكين النجوم فى عمل واحد أو على الأكثر عملين ليعطى مصداقية للدور الذى يلعبه وليبذل فيه مجهودا يتلاءم مع طبيعة الشخصية، ولإتاحة الفرصة - أيضاً - لنجوم آخرين فى حاجة إلى عمل، خاصة أننا دائماً ما نلاحظ أن هناك نجما يعمل فى 4 أو5 أعمال فى وقت واحد مما يتسبب فى وجود مشاكل إنتاجية بسبب التأخير المتكرر للنجم، كذلك عدم تقمصه للشخصية التى يؤديها بشكل عميق لضيق الوقت ولانشغاله بكم من المسلسلات.

* تورتة الإعلانات

ويفكر "أنس الفقى" فى احتكار الأعمال الدرامية التى ينتجها القطاع الخاص فى رمضان القادم ولكن بمواصفات "اللجنة العليا الموحدة" والتى يلزم فيها القطاع الخاص بالخضوع لشروط اللجنة من حيث جودة العمل وتنوعه، على أن يمتلك "الفقى" حق العرض الأول ليفوز بتورتة الإعلانات - كما حدث فى رمضان الماضى - وإن كان "الفقى" لم يفز فى رمضان الماضى إلا بربع التورتة فقط بعد أن تحكم فى مساحة وحجم الإعلانات طارق نور الذى حصل لقناته "القاهرة والناس" على نصف التورتة - 40 مليون جنيه - بينما منح التليفزيون المصرى الربع - 20 مليوناً - وقنوات "الحياة" و"بانوراما دراما" و"أوسكار دراما" الربع الأخير - 20 مليوناً - بصفته صاحب امتياز إعلانات رمضان الماضى، وهو ما يفكر فى عكسه "الفقى" هذا العام على أن تقوم وكالة صوت القاهرة للإعلان بجلب الإعلانات للمسلسلات الدرامية ليفوز التليفزيون المصرى بالنصيب الأكبر من التورتة.

* أغرب من الواقع

من ناحيته قال لنا المخرج الكبير "إسماعيل عبدالحافظ" .. أحد أعضاء اللجنة العليا الموحدة: الدراما المصرية منذ فترة وهى تدخل فى موضوعات أغرب ما تكون عن الواقع وبعيدة عن مفرداته، نحن فى حاجة إلى أعمال ذات قيمة، أعمال تعبر عن سماتنا وتظهر تنوع إبداعنا، فالدراما يجب ألا تأخذ سكة سكون، وإنما عليها أن تتخذ سكة الحركة والتفعيل، ومن هنا لابد من إعادة النظر فى تحكم المعلن فى درامانا بما يزعجنا ويعكر علينا صفو متابعة الأحداث بشكل مريح بعيداً عن قلق وتوتر الإعلانات.

مجلة روز اليوسف في

12/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)